مديح الصادق
الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 11:28
المحور:
الادب والفن
مِن كلِّ فج
عميقٍ، وما ليس بالعميق
ِمن ذُرى الشمال
حتى بطائحِ الجنوب
من نينوى
ًحيثُ مايزال شامخا
بعرشِهِ آشورُ بانيبال
َبالحكمةِ يُرضي الرعية
بالسيفِ يقهرُ الغازين
َ
َمِن بابلَ جئناك
يا أكيتو
يحدو ركبَنا حامورابي
ينشرُ الألواحَ في كلِّ الدروب
العدلُ في الدُنيا يسود
َلا جوعَ، لا خوف
يأمنُ اليتيم
ملءَ جَفنِها أمُّهُ تنام
وحيثُ يَذكرُ العبادُ ربَّهُم
بيضاً تُرفعُ الرايات
تصدحُ الحناجرُ تحتَها
ِسلاماً على الأرض
على الأرضِ السلام
كم ألفُ عامٍ، يا أكيتو
كم ألفُ عام
َوأنتَ ما مللتَ المسير
مررتَ بالملوكِ وبالعبيد
رويتَ كيفَ يقهرُ الملوكُ العبيد
وكيف قطَّعَ السلاسلَ العبيد
أما رأيتَ، يا أكيتو
رخيصةً على ترابِنا
تُراقُ الدِماء؟
أهلوكَ عن ديارِهِم
قسراً هُجِّروا
واستنسرَ البُغاثُ على النسور
وحولَ جدرانِها
مسعورةً تدور
كتائبُ الباطلِ تحدُو للظلام
ِّوتحتَ رايةِ الرب
وباسمِهِ يُذبحُ الصغار
على رؤوسِ أهلِها تُهدمُ الديار
وتُنهَبُ الغِلالُ قبلَ موسمِ الحصاد
بل تُحرقُ الحقول
والماءُ قد صار إجاجاً
بدجلتَيك
ملءَ شدقَيهِ ضاحكٌ
شامتاً، بأهلِهِ السلطان
ُبالطيِّباتِ تزهُو دارُه
ّوعرشُهُ في برجِهِ العاجي
محروسٌ مُصان
َالجارُ يذبحُ جارَه
وليس في الدارِ الأمان
بُشراكَ يا أكيتو
متى وكيفَ ننامُ ملءَ الجفون؟
متى نحتمي بظلِّها
حمائمُ السَلام؟
الحبُّ كانَ زادَنا
والصدقُ كانَ لباسَنا
فهل يعودُ يا صديقَنا
مثلما كانَ ذلكَ الزمان؟
نسان - 1- 2014
#مديح_الصادق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟