أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديغول العديلي - فلم -جدار- للمخرجة المبدعة والإنسانية سيمون بيتون ومناهضة التطبيع في الأردن















المزيد.....

فلم -جدار- للمخرجة المبدعة والإنسانية سيمون بيتون ومناهضة التطبيع في الأردن


ديغول العديلي

الحوار المتمدن-العدد: 1254 - 2005 / 7 / 10 - 11:19
المحور: الادب والفن
    


مع تقديري لعمل لجان مناهضة التطبيع واهميتها في الصراع ضد العدو الصهيوني. وتقديري لنشطاء مناهضة التطبيع في الأردن تحديداً وأهمية الدور الملقى على عاتقهم خصوصا بعد أتفاق وادي عربة. وعليه فإنني أرى أن الحركة ومفاهيمها وآلياتها دائما بحاجة للحوار والتدقيق وخصوصا وأن الحكم في الأردن نشط في لجمها وعزلها ومحاصرتها. ومن هنا أود أن أناقش النشاط الذي قامت به مؤخراً. إذ اعتصم أعضاء في لجنة مقاومة التطبيع في مجمع النقابات المهنية ومناهضون للتطبيع أمام مركز الحسين الثقافي مساء أمس احتجاجا على عرض فيلم فرنسي إسرائيلي مشترك – فلم جدار - للمخرجة المبدعة سيمون بيتون
إنا شخصيا اختلف تماما مع هذا الفهم العدمي – هكذا اسمّيه - لمناهضة التطبيع. إن مخرجة الفلم واحدة من المناضلات اليهوديات الجريئات المناهضات للصهيونية، عضوة مؤسسة في مركز المعلومات البديل، وانتجت العديد من الأفلام عن شخصيات فلسطينية مناضلة ومبدعة مثل محمود درويش وعزمي بشارة. فلمها الآخير "جدار" يعتبر إدانة صارخة لجدار الفصل العنصري الصهيوني وضد تفتيت الارض الفلسطينة واستمرار الإحتلال.
إن للفلم أهمية لاتنتقص في النضال العالمي ضد الجدار وفي فضح الطبيعة العنصرية للصهيونية. أنه رافد هام إلى جانب قرار محكمة العدل الدولية في تعرية المزاعم الاسرائيلية حول ضرورة الجدار ومبرارات وكيفيات بنائه. كذلك فهو يكشف تبعاته الكارثية على الشعب الفلسطيني بدأ من المستوى اليومي والإنساني إلى الوطني السياسي.
فمنذ اللحظة الأولى للفلم وتحديدا من العنوان "جدار" أو "حائظ" وتحديدأً بالإنجليزية "Wall" وليس "حاجز" (barrier) أو "سياج" (fence). هذا العنوان بالذات يضع الفلم في مواجهة الفهم المعمّم في وسائل الاعلام الغربية وبالذات الآميريكية والتي حاولت التخفيف من وطأة هذه الكلمة – التعبير على ذهن المشاهد الغربي. هذا "الجدار" كتعبير يذكر بجدار برلين ويذكر اكثر وبالذات لدى جمهور واسع من اليهود في العالم بالجدار الذي بناه النازييون حول معسكر الاعتقال النازي في أشويتز. إن التروما والدعاية المضادة وتكرار مشاهد سقوط جدار برلين وفلسفة تداعياته قد دفعت بالعديد من وسائل الإعلام الغربية وبالذات الأميريكية إلى البحث عن بدائل لغويّه لهذه الكلمة بقصد التخفيف ونفي التماهي بين هذا الجدار والجدران الآخرى التي إنهارت في السابق وكانت رمزا لجرائم نازية أو "أخطاء تاريخية" برغم أن جدار الصهيونية هذا اصخم واكثر تعقيدا من سابقاته. فاستعملوا كما ذكرت كلمة (barrier) حاجز أو سياج (fence) بييلاً عن كلمة جدار (Wall)
كذلك فإن تثبيت عنوان هذا الفلم وبدون "ال" التعريف -the- يضيف بعداً آخر فيه شئ من القلق. فعن إي جدار يتم الحديث هنا؟ أهو فقظ الجدار الفعلي المادي ام الجدران الأخرى الآكثر تدميراً في نفوس من صاغوا وسيّغوا فكرة الجدار هذه وصيّروها واقعاً، كم هي جدران وعن أين منها تتحدث؟ إن العنوان يفتح اسئله مهمة في نفس المتلقي. ا
إن الفلم يستمر إلى نحو 100 دقيقة، قد يظن البعض أنه فلمٌ طويل بما لايستدعي، وقد يدفع آخرين للتذمر.. وهذا شئ غير محايد في نظري أن يعيش المتفرج هذه الحالة من الضغظ لمدة 100 دقيقة، ألا يعيش الفلسطيني تحت وطأة مهانة هذا الجدار يوميا وإلى آماد مجهولة حاليا". من الممكن أن تكون المخرجة قد تعمدت هذه اللقطات المطوّلة عن الجدار بينما يعلو صوت الجرافّات والرافعات والمعاول في خلفية الصورة. فليس المقصود من الفلم أن يكون ترفيهيا أو مجرد إعلان سياسي، والأهم في نظري أيضا أن المخرجة ليست مبدعة تسجيلية محايدة إنها على العكس إنها مناضلة مناهضة للجدار والمشروع الصهيوني وتريد أن تؤكد هذا الموقف على نحو إبداعي. إن الفلم محاولة لإثارة القلق في نقس المتفرّج- المشاهد. محاولة لإعطاءه جرعة من الغضب قد تنقله من موقعه الوثير المحايد إلى حقل الفعل والمقاومة
إلا أنّ كل هذا التركيز على الجدار وما حوله لم يكن بهدف تكريس "صنمية" هذا الجدار، لقد كان يتم كسر هذه الصنمية بشدة من الجانبين، في رصد افعال المقاومة ضده وفي الحوارات التي كانت تجريها مع الفلسطينيين وحتي الذي يعمل منهم في بناء الجدار العنصري. وفي الحوارات الآخرى مع صهاينة وفلسطينيين ويهود على الجانب الآخر. إن الفلم يعرض للعمال الفلسطينيين الذين دفعتهم ضروف الاحتلال البشعة والفقر ولم تترك لهم مجالا سوى قبول أي فرصة عمل تلوح في الافق لسد الرمق والاستمرار في فعل المقاومة .. العيش، المفارقة الصارخة في المقاومة ضد إحتلال أستيطاني عنصري من هذا النوع حيث تكون أدني حدود المقاومة - التمسك في الحياة- هي أقصاها في نفس الوقت. تعرض المخرجة كيف يتحدثون بثقة ممزوجه بالسخرية احيانا في وجه الكاميرا : "إنهاء الإحتلال فقط هوه اللي بجيب الأمن مش الجدار، الجدار ما رح يفيد"
أحد السكان الإسرائييليين الممتعضين من الجدار يقول للمخرجة سيمون: " صار المبدأ الأساس في حياتنا هو أن نغلق على الآخرين وعلى انفسنا..هذا الجدار يدمر أي إمكانية لنا في التكامل والإندماج مع المنطقة.." رويدا رويدا ينتهي الفلم على مشهد الجدار يغطي كامل الشاشة،
إن الجدار لايزال ماثل، وقد طلب شارون اليوم 572005 التسريع في انجاز المراحل النهائية منه. و إن النضال الفلسطيني والعالمي ضده مستمر. إن قرار محكمة العدل الدولية وهذا الفلم وغبره من الآفلام روافع هامة في التوعية وخلق الحوار حول الطبيعة العنصرية للصهيونية ولفضح عدم مشروعية الآحتلال والعدوان الإسرائيلي ولتثقيف الأجيال في الأردن وباقي الدول العربية بحيثيات هذا الإحتلال وتبعاته على الشعب الفلسطيني والعربي معا. إنه فلم صارخ من مخرجة جريئة وملتزمة انسانيا من مثل سيمون بيتون. الأولى بنا أن نفتح لها ولآخرين مثلها بيوتنا وقاعاتنا وأن نتعرّف على عملها ونحاورها في رؤيتها ورؤيتنا المشتركة ضد المشروع الصهيوني وتبعاته على المنطقة. أنا لا افهم لماذا تشمل المقاطعة مناضلة يهودية مناهضة للإحتلال والصهيونية؟ هل يمنع اصحاب المقاطعة انفسهم أو الآخرين من الضغط على زر الريموت كونترول لمشاهدة ما يعرضه التلفزيون الإسرائيلي من افلام وقسم ليس بالقليل منها يخدم الاهداف والدعاية الصهيونية مباشرة؟ أعمال سيمون بتون ليس مسموح لها أن تعرض على التلفزيون الإسرائيلي..ثم ماذا نقول للآشخاص في دولة الكيان الصهيوني الذين تنتقل مواقفهم من مواطنين مؤدلجين صهيونيا إلى مواقع مناهضة للصهيونية؟ هل هو انساني في شئ ان نتجاهلهم أو ان نعاديهم؟ هل يخدم القضية العربية الفلسطينية في شئ مثل هذا العداء؟ بماذا نحاور اكثر من 40 ألف عامل أردني يعملون في اسرائيل حالياً؟ أو ماذا نقول بحجم التبادل التجاري والاستثماري الصاعد بين الأردن واسرائيل منذ وادي عربة؟ أسئلة مطروحة وتستدعي النقاش، لماذا حشرنا في هذه الزاوية الضيقة من مناهضة التطبيع؟
إن التواصل مع المناضلين اليهود في اسرائيل من مناهضي الصهيونية والمعادين للاحتلال يساهم في إغناء الحركة المناهضة للصهيونية في بلادنا، ليس فحسب على نحوٍٍٍ كمي أو تحالفي مع اسرائيليين وبشكل اهم أيضا في توسيع اطار المناهضة بين مواطنينا وعلى أهمية ذلك بيبقى أنه يخدم ايضا إغناء هذه الحركة والمنخرطين فيها والارتقاء بهم على الجانب المعرفي والديمقراطي ورفع سوية الحوار داخلها، ذلك أن معرفة الآخر تتخطي شروط الرفض المطلق من خلال موشورة واحدة للجميع على شاكلة الشعار البغيض: " كل يهودي في فلسطين هدف كوشر!" وغيره من الشعارات الأخرى. إنه يتعدى ذلك إلى فهم أعمق ونقدي لنتاجاتهم وحقيقة مواقفهم. بدون ذلك فإننا نغلق الباب امام احداث خرق حقيقي قي الجدار الآيديولوجي والسياسي للصهيونية وستبقى القوى اليسارية والتقدمية مهمشة داخل دولة الكيان إن لم تكن متذيلة لليمين القومي الصهيوني المهيمن كما هي حال القوى اليسارية والتقدمية على الجانب العربي وفي الآردن تحديداً. إن هذا الفهم العدمي لمناهضة التطبيع، مرة أخرى، يغذي ويبرر الإدعاءات الصهيونية وبالذات اليمينية الشارونية منها ضد استراتيجية اليسار الإسرائيلي المناهض للصهيونية وكل من يحذو حذوهم في أنه لاجدوى مما يفعلون وأن لابديل غير البرنامج الصهيوني في حل المسألة اليهودية على حساب تدميرالهوية إن لم يكن الوجود الفلسطيني وضد أمن وتطور المنطقة العربية برمتها



#ديغول_العديلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفض شعبي واسع في مدينة نيويورك للمؤتمر القومي للحزب الجمهوري ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديغول العديلي - فلم -جدار- للمخرجة المبدعة والإنسانية سيمون بيتون ومناهضة التطبيع في الأردن