أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طارق الحارس - الحكومات تتحمل مسؤولية الارهاب














المزيد.....

الحكومات تتحمل مسؤولية الارهاب


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 1254 - 2005 / 7 / 10 - 11:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


1
بينما كنت منهمكا في متابعة أخبار مأساة السفير المصري ايهاب الشريف الذي كان حزني عليه لا يختلف عن حزني على العشرات من الضحايا العراقيين الذين يسقطون كل يوم في شوارع المدن العراقية ومساجدها ومدارسها ومطاعمها . بينما كنت منهمكا في متابعة هذه المأساة التي نفذتها القوى الظلامية التي تسمي نفسها " المقاومة العراقية " وذلك من خلال القنوات التلفازية المصرية شاهدت برنامجا على قناة النيل للأخبار يبدو أنه كان معدا قبل حصول الجريمة التي راح ضحيتها السفير المصري . لقد أشاد مقدم هذا البرنامج بالمقاومة العراقية وبعملياتها التي وصفها بالشجاعة الفائقة. لم أستغرب ذلك فالاعلام المصري ومنذ سقوط النظام بدأ بحملة شعواء ضد العراق الجديد متحججا بقضية الاحتلال . لم يكن هذا الأمر متعلقا بالاعلام فقط فتصريحات الحكومة المصرية وتصريحات أحزاب المعارضة وخطباء يوم الجمعة في الجوامع لم تخرج عن هذا الاطار، إذ أنها تشيد بما يسمى بالمقاومة العراقية بالرغم من أن هذه المقاومة تقوم بعمليات اجرامية واضحة المعالم ضد أبناء الشعب العراقي . أما الشعب المصري ونتيجة لهذه التعبئة القادمة من جميع الجهات آنفة الذكر فقد وقف ضد التغيير الحاصل بالعراق . تمثل موقف الشعب المصري المعادي للتغيير الحاصل بالعراق بخروجه بمظاهرات واسعة النطاق شملت أغلب المدن المصرية .
الحكومة العراقية الجديدة حاولت افهام الحكومة المصرية بحقيقة ما يجري على الساحة العراقية ، لاسيما ما يخص الأعمال الاجرامية التي تقوم بها العصابات الصدامية وفلول القاعدة بالرغم من وضوح معالم هذه الجرائم وأهدافها ( قتل الأبرياء في الشوارع ، تفجيرأنابيب النفط ، تفجير مضخات شرب المياه ، الاختطاف ) ، لكن هذه الحكومة واصلت خطابها ولقاءاتها مع أطراف تمثل هؤلاء المجرمين . لقد التقى الرئيس المصري ووزير خارجيته مرات عدة مع أشخاص وأطراف تمثل ما يسمى بالمقاومة العراقية مستندا على حجة هي أنهم يمثلون شريحة من شرائح المعارضة العراقية . بالمناسبة لم يسبق للحكومة المصرية أن التقت قبل سقوط نظام صدام بالجهات والأحزاب التي كانت تمثل المعارضة العراقية السابقة .
لقد أشارت الأخبار الى أن الشعب المصري قد أصابته الصدمة والغضب نتيجة مقتل السفير ايهاب الشريف وسادت حالة من الأسى بين المواطنين وقادة الأحزاب والمثقفين والفنانين ويمكن للمرء أن يرصد ببساطة تحولا واضحا في رؤية المواطن المصري حيال ما يسمى بالمقاومة العراقية ، إذ أصبح يرى أن ما حصل لا يمكن أن يكون مقاومة ، بل ارهابا بالنظر الى أن الشخص الذي أختطف من قبل هذه المقاومة ثم قتل هو مواطن عربي مسلم . وهنا نضع تساؤلا هو : هل كانت الحكومة المصرية والشارع المصري يحتاج الى أن يقتل السفير المصري من قبل هؤلاء المجرمين ليتأكدوا من حقيقتهم ؟ للأسف ، يبدو أن الأمر كذلك .
********
2

الذين فجروا لندن مسلمون ، فئة من المسلمين ، لكن تعتقد العديد من الفئات الاسلامية الأخرى أن الدين الاسلامي بريء منهم كونه دين تسامح وسلام وهؤلاء ثلة من القتلة والمجرمين . لقد اعترفت ، بل وتفاخرت هذه الفئة بعملها الاجرامي من خلال بيان نشروه على شبكة الانترنت مستندين فيه على آيات من القرآن الكريم .
هذه الفئة من المسلمين تعيش في لندن ، ربما منذ سنوات طويلة أو ربما حصلوا على اللجوء الانساني أو اللجوء السياسي قبل مدة قليلة . هذه الفئة من المسلمين ربما لا زال بعضهم يعيش على المساعدة التي تقدمها لهم الحكومة البريطانية وربما بعضهم قد رفض هذه المساعدة على أساس أنها تقدم من حكومة كافرة ( مسيحية )، لكنه ظل يعيش في الدولة الكافرة .
هذه الفئة من المسلمين تتمتع بكافة حقوقها في بلد ( الكفار ) ومنها الحق الديني ، إذ أنها تبني الجوامع وتصلي وتصوم وكذلك فانها تشتم حكومة هذا البلد من على منابر هذه الجوامع فقوانين هذا البلد ( الكافر ) تتيح لهم حرية ابداء الرأي . ليس هذا حسب ، بل أن هذه الفئة من المسلمين تحرض مريديها من خلال منابر هذه الجوامع ضد أبناء البلد الذين تعدهم ( كفرة ) . لقد وفر هذا البلد ( الكافر ) لهذه الفئة من المسلمين ما لم توفره لهم بلدانهم فهي توفر لهم الحماية القانونية والعيش الآمن والعديد من الخدمات المجانية .
لقد عضت هذه الفئة من المسلمين اليد التي أطعمتها وحمتها حينما قامت بعملها الاجرامي الذي راح ضحيته أكثر من خمسين مواطنا بريئا وغدا ستعض هذه الفئة نفس اليد في الدنمارك وايطاليا واستراليا طالما أن هذه الحكومات مصرة على مد يد العون اليهم بالرغم من وضوح أهدافهم ومخططاتهم بحجة حقوق الانسان . يجب أن تفهم هذه الحكومات أن تطبيق حقوق الانسان لا تتم الا مع الانسان وهؤلاء الذين يقتلون الأبرياء بالشوارع والأنفاق والمطاعم والمدارس لا يحملون أية مشاعر انسانية ولا يستحقون أي تعامل بهذه الحقوق التي شرعت من أجل من البشر وهم ليسوا من البشر . يبدو أن هذه الحكومات تحتاج الى تفجيرات أخرى لتبدأ بجدية حربها على الارهاب والارهابيين الذين للأسف لازالوا يعيشون في هذه البلدان ، بل ويتمتعون بكافة حقوق البشر .
********
آخر الكلام ...
الحكومة العراقية أيضا تتحمل استمرار مسلسل القتل والاختطاف والتدمير فهي لحد اليوم لم تعلق المشانق بالشوارع لهؤلاء المجرمين . الحكومة العراقية تقوم بتطبيق حقوق الانسان أيضا مع هؤلاء المجرمين ومع مَن يأويهم وعليها أن تفهم أن هذه الحقوق للبشر فقط وهؤلاء ليسوا من جنس البشر ولا حتى من جنس الحيوانات الأليفة.



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتوى جديدة .. فدية الخطف تبرع للمجاهدين
- فليتأخروا في ارسال سفرائهم يا سيادة الرئيس
- تناقض الخطاب الكردي بين حلم الانفصال وواقعية العراق الفيدرال ...
- مطعم حبايبنا - قاعدة أمريكية .. المقاومة - الشريفة - فجرت مط ...
- الانتخابات بداية الحلم الطويل للعراقيين
- الانتخابات شروق جديد للشمس على أرض الرافدين
- دعوة لدراسة الظرف الانتخابي في ولاية جنوب استراليا ... التسج ...
- إقالة أم إستقالة أم ضحك على الذقون
- لا خيار ثالث .. اقالة حمد أو استقالة الاتحاد
- بون شاسع بين الأماني والحقائق
- عندما يستيقظ الضمير متأخرا ... مؤيد البدري نموذجا
- عقدة الخوف عند العراقي .. متى تنتهي
- شكرا دكتور أياد علاوي
- الثورة ليست الفلوجة ولا سامراء ... انتبهوا يا أهلها قبل فوات ...
- اختطاف الأطفال ... مقاومة ضد الاحتلال
- هاي فرحة وبعد فرحة
- من يحمي من ...الامام علي يحمي مقتدى أم العكس
- من يفوز في مباراة النجف
- نحن والحجية واسرائيل
- اتحاد كرة القدم عميلا للانكليز


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طارق الحارس - الحكومات تتحمل مسؤولية الارهاب