أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ابراهيم حمي - التحالف النقابي بين الأزمة و الانحراف














المزيد.....

التحالف النقابي بين الأزمة و الانحراف


ابراهيم حمي

الحوار المتمدن-العدد: 4412 - 2014 / 4 / 2 - 19:00
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


التحالف النقابي هل هو ضرورة استراتيجية في تفكير و في ذهنية القيادات النقابية؟ أم هو تحالف ظرفي تمليه مرحلة سياسية ليس إلا؟

من الواضح أن الأزمة النقابية بالمغرب هي أزمة ارتبطت بوضعية المجال السياسي الحزبي بالدرجة الأولى، وكل ما عرفت السياسة الحزبية أزمة و مشاكل تنظيمية إلا و انعكست تبعاته على الحقل النقابي بشكل أسوء وأبشع. إن التبعية النقابية للحزب أفسدت المجال النقابي و أدخلته في نفق مظلم ومغلق، منذ أن بدأت الانشقاقات الحزبية، تظهر على السطح في الساحة السياسية المغربية، أي منذ سنة 1959. مع العلم أننا لا يمكن لنا أن نتجاهل أو نتغافل عن الدور الذي لعبته بعض الإطارات النقابية في الحياة السياسية المغربية، كما أننا سنكون جاحدين إن تنكرنا للتضحيات النضالية التي قدمتها هذه الإطارات النقابية، عبر مرحلة الصراع الذي كان سياسيا واجتماعيا، وكانت الإطارات النقابية هي من يؤدي الضريبة النضالية لهذا الصراع السياسي، الذي عاشه المغرب في ظل سنوات الجمر والرصاص، الذي أدت الطبقة العاملة وعموم المأجورين بكافة قطاعاتهم جزء من فاتورة النضال، هذا كله صحيح ولا أحد ينكره، وفي المقابل إن هناك فئة من المناضلين النقابين في كل الإطارات النقابية إستفادوا وتنامت مصالحهم التي تناغمت مع مصالح خصوم العمل النقابي، هذه أيضا حقيقة لا يجب إغفالها أو التنكر لها، فما لله لله وما لقيصر لقيصر وما لقيصر لقيصر كما يقال. المهم أن تاريخ الحقل النقابي حافل أيضا بالصراعات النقابية بين النقابين أنفسهم، وهذا أمر مؤكد وتفسره الوفرة المتعددة في كم وعدد الإطارات النقابية، التي تتوفر على صفة المركزية العمالية، ومن الواضح أيضا أن كل ما كثر و ازداد عدد الإطارات النقابية، قل النضال النقابي وتلاشى دوره وطمس رونقه وفقدت مصداقيته، مما جعل العديد من النقابين وأيضا بعض الإطارات النقابية ترفع شعار الوحدة النقابية، و بما أن هذا الشعار الذي يدعوا إلى الوحدة مغري لدغدغة عواطف العمال الذين يرضخون تحت مطرقة و ضغط الاستغلال و ويلاته، وبين سندان الضعف النقابي وتشرذمه وتشتته وضبابية أفقه، في ظل عدم تجدد لدماء نخبه القيادية، وعندما نقول التجدد لا نشير فقط لأشخاص جاثمين على عروش النقابات فقط، ولكن نعني بالتجديد أيضا للوسائل والطرق والأساليب التي بقيت تقليدية في هذا الحقل، الذي يلعب دورا رائدا في وثيرة الاقتصاد وشريكا أيضا في تطوير للترسانة التشريعية في جانبها الاجتماعي. وللإشارة فقط إنني أحاول أن ألفت انتباه الفاعلين الجادين في نواياهم للدفع بتطوير وتحصين للحقل النقابي لما له من علاقة ليس فقط بالجانب والحقل السياسي، وإنما أيضا بالجانب الاجتماعي، وعلاقة بالعديد من الشرائح والفئات الجماهيرية، التي تعتمد على الفعل النقابي. أن يكون سندا لها ودعما لحقوقها ومكتسباتها. لهذا نجد أن التعدد النقابي لا يخدم مصلحة هؤلاء، لأنهم في الحقيقة والواقع هم في حاجة لإطار قوي بكل كلمة القوة، لأن الخصم النقابي أيضا قوي وفي صالحه أن يفتت ويشرذم الحقل النقابي ليسهل الركوب عليه و احتوائه من طرف الشريك القوي. كما يعطي ضعف الحقل النقابي فرصة للنقابين الفاسدين ليعمموا ممارساتهم المتواطئة والمشبوهة والفاسدة، والتي أصبحت هي السمات الكبرى والعنوان العريض للحقل النقابي المتردي. من هنا ومن هذه المعطيات التي أصبحت تشكل ثوابت للممارسة النقابية. أطرح سؤلا صغيرا يهم موضوعا كبيرا، ألا و هو: هل تحالف القيادات الثلاث الذين خرجوا بقرار تنظيم لمسيرة 6 أبريل 2014 بالدار البيضاء هو فعلا طريق صحيح لبلورة برنامج نضالي قد يعزز بتلاحمه وتنسيقه ما أفسدته سنوات الصراع النقابي بين هذه الإطارات المتحالفة ليصل إلى تحقيق حلم الوحدة النقابية؟؟ الجواب طبعا هو كلا وألف كلا، لأن طبيعة النقابات المتحالفة ومسارها التاريخي والنضالي وأيضا علاقة قيادة كل إطار على حدى بالسلطة وبالنظام الحاكم بالذات يقول غير هذا، ثم أن الوحدة النقابية إن لم تنبع من الواقع المحلي ومن طرف القواعد فمصيرها الفشل الأكيد. فكل وحدة أفقية لن تكون إلا وحدة مصالح لا أقل ولا أكثر، لأن القيادات عندما تتحالف لا تستحضر إلا مصالحها المشتركة والآنية، والتي لا تهم من بعيد أو قريب جل القواعد النقابية أو كلهم، لهذا لا يجب أن نعلق أملنا على ما يجري الأن من تحالف ظرفي وفج قد يتفتت في أية لحظة أرادها النظام الحاكم، فالوحدة النقابية لن تتأسس على التحالف من أجل انتقاد ومواجهة بنكيران، وسياسته التي ليست وحدها فقط من جوع المغاربة و كان سبب في رفع أسعار المواد الأساسية، التي تعتمد عليها الطبقات الشعبية وعموم الشعب، لا لا يمكن تضليلنا بأساليبكم مرة أخرى يا قيادتنا النقابية الحكيمة والمحكومة أيضا. لأن أسباب الأزمة الاقتصادية ليست وليدة اليوم، لقد كانت قبل مجيء بنكيران و ستبقى من بعده، وكل قيادة لا تفكر بمنطق الدفع بالقواعد للنضال الفعلي من أجل الوحدة النقابية داخل الإطارات نفسها و بالممارسة اليومية في القواعد بأساليب و خطاب مشجع للتوحيد، و أيضا ينبذ كل الممارسات المنحطة المشينة التي ألحقت الضرر بالحقل النقابي و أفسدت صورته و أفقدت مصداقيته التي ترسخت بالتضحيات الجسام لمناضلين نقابيين، يوم كان يحل النضال النقابي على التضحية و ليس على المناصب و المراتب و تحقيق مصالح ضيقة و فردية مقيتة.
و كل ما بقي الحقل النقابي يتخبط في أمراض و معيقات، أصبحت مزمنة يستعصي علاجها بأساليب تحالفية ظرفية لن تخفي الوجه الأخر للقيادات النقابية، بأي حال من الأحوال.



#ابراهيم_حمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاشيء فيك يقنعنا أنك -وطنا- للكل
- لن تستطيعوا اغتيال صمتي!
- الكونفدرالية الديمقراطية للشغل من البديل النقابي إلى البهدلة ...
- عندما تنهار الاصنام (قصيدة)
- عندما يصبح الإنحراف النقابي إختيارا حداثيا (على هامش المؤتمر ...
- لحظة حلم (قصيدة)
- أعزائي الشهداء
- ثائر بلا هوية
- ترجل أيها الفارس
- الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بين النضال وإلانحطاط (على هام ...
- اليسار المغربي و منزلقات القراءات الخاطئة للواقع
- العمل النقابي بين دوره الفعال و تهميشه
- العمل النقابي بين دوره الفعال و تهميشه
- المسار الحقوقي بالمغرب بين الغايات و التوظيف
- بين الثابت و المتحول -يفتح الله-
- رد على غزلان بنعمر


المزيد.....




- “رسمياً” سلم رواتب المتقاعدين في العراق 2024 بعد الزيادة الج ...
- موعد صرف زيادات المتقاعدين 2024 بالجزائر وما هي نسبة الزيادة ...
- NO MORE RANA PLAZAS – NO MORE BLOOD FOR PROFIT
- WFTU commemorates the 50th anniversary of the Carnation Revo ...
- “يا فرحة الموظفين بالإجازة” .. موعد إجازة عيد تحرير سيناء لل ...
- -الفينيق والمرصد العمالي- يُطلقان حملة بمناسبة يومي العمّال ...
- بزيادة 100 ألف دينار فورية الان.. “وزارة المالية” تُعلن خبر ...
- زيادة مليون ونصف دينار.. “وزارة المالية” تُعلن تعديل سلم روا ...
- FIR commemorates 50 years “Carnation Revolution” in Portugal ...
- كيف ينظر صندوق النقد والبنك الدوليان للاقتصاد العالمي؟- أحمد ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ابراهيم حمي - التحالف النقابي بين الأزمة و الانحراف