أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد محمد - تاريخ تطور الهوية السورية المأزومة














المزيد.....

تاريخ تطور الهوية السورية المأزومة


أحمد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4412 - 2014 / 4 / 2 - 17:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن أي فهم أو تصور لأزمة الهوية السورية سيكون قاصراً ومستعصياً على الإدراك ؛ما لم يتم رصد التحولات والحيثيات التاريخية للهوية السورية الوطنية , لتاريخ سورية الحديث ابتداءً من نهاية الاحتلال العثماني وصولاً للثورة السورية مطلع 2011ضمن رياح الربيع العربي الذي توقف عند سورية, وبناء عليه يمكن وضع التصورات والآليات الصحيحة لإعادة بناء وتكوين للهوية السورية المأزومة.
حيث ارتكزت الهوية السورية أواخر نهاية الاحتلال العثماني وحتى الثورة العربية الكبرى بقيادة الحسين بن علي 1916على المرتكز الديني بسبب طبيعة الحياة الاجتماعية التي فرضها العثمانيون كامتداد للدولة الإسلامية بمفهومها الديني والسياسي,بقي هذا المرتكز مسيطراً على المجتمع والهوية حتى بروز الاتحاديين والأعمال والسياسات التي أساءت للشعوب الخاضعة للحكم العثماني وسياسة التتريك التي انتهجوها
فبعزل السلطان عبد الحميد الثاني 1909,بدأ مرتكز القومية العربية يتبلور ؟ظهر جلياً بعد الاستقلال عن العثمانيين 20آذار مارس 1920 بمبايعة فيصل الأول ومعارضة الحلفاء تشكيل حكومة عربية فوضعت سورية تحت الانتداب الفرنسي مما زاد الشعور بالحاجة للدفاع عن حاملهم القومي الجديد الذي حورب في مهده .
سرعان ما تحول هذا النكوص إلى ثورة (الثورة السورية الكبرى 1925)في كافة المناطق السورية من جبل العرب جنوباً بقيادة سلطان باشا الأطرش إلى حلب وإبراهيم هنانو شمالاً وحتى رمضان باشا شلاش شرقاً,انتهت باستقلال سورية 17نيسان /أبريل 1946,هذا الاستقلال والشروع بالممارسة الديمقراطية فتح الباب لتتشكل هوية سورية عربية ,بموازة ذلك أعلن تشكل إسرائيل على أرض فلسطين "العربية "1948؛مالبث أن تحول هذا التشكل إلى أهم قضية للعرب وللسوريين ,بانتهاء مرحلة الانقلابات (حسني الزعيم – سامي الحناوي – أديب الشيشكلي) دخلت سورية مرحلة من الديمقراطية وبرزت الهوية السورية كهوية سورية و قومية مما أثر إيجاباً على الحياة العامة وعلى المجتمع فكان بداية للنهضة والتنمية ,فكان أبرز دلالة على الهوية السورية الوطنية هو تكليف الرئيس السوري هاشم الأتاسي لفارس الخوري (المسيحي) بتشكيل الحكومة 1954.
سرعان ما تغلب "الوعي القومي" على الوعي القائم على المرتكز الديني ؛متأثراً بالنهضة القومية الأوربية , بعد الاستقلال عن الاحتلال العثماني وبعده الفرنسيين والبريطاني - رغم بقائه لعام واحد - ارتسم جلياً لمرحلة" قضية العرب الأولى فلسطين" .
طفا القومي على الوطني للهوية السورية حتى انقلاب البعث 8 آذار/مارس 1963حيث استغل هذا الحامل وأفرغ من مضمونه وانحسر في تطبيقاته وممارساته ليتحول إلى مصطلح نظري يستر البعث نفسه ليقضي على المجتمع السوري والعربي لاحقاً؛حين بدأ بإفراغ الحياة السياسية والتفرد بالحكم مؤسساً لبداية نظام شمولي استبدادي بقبضة عسكرية أمنية شديدة الصرامة,تبلور هذا التحول بانقلاب حافظ الأسد على البعث ,الجيش ,المجتمع , حيث عمل على خطين متوازيين ؛ داخلياً بإقصاء أعرض التيارات الرئيسية آنذاك وخصوصاً - الشيوعيون والأخوان - , وخارجياً دخول القوات السورية إلى لبنان ضمن قوات الردع العربي 1976 حيث تعامل حافظ الأسد مع لبنان كسلطة احتلال فاشية .
بدأ الصراع في المجتمع السوري كصراع بين سلطة دكتاتورية ومجتمع كامل بكل مكوناته بدأ بسياسات استبدادية ممنهجة حيث قام بترييف المدينة وتكريس تأخر الريف ,وفشل في عملية التنمية , وإحداث تغيير ديموغرافي وبالأخص فيدمشق ,وكان أخطر ما قام به هو علونة المؤسسة العسكرية والأمنية واختزال الدولة في شخص القائد الأوحد "سورية الأسد",وبدأ بتجزئة الهوية لهويات إيدلوجية عديدة (دينية وقومية).
منها هوية دينية حملها الأخوان المسلمين بداية بما عرف بأحداث الثمانينات وعسكرة الثورة التي انفجرت بوجه حافظ الأسد وانتشرت بعموم سورية لكنه أخمدها بأشرس هجمة عسكرية وأمنية عرفتها الثورات بغطاء إقليمي ودولي ,ووضع من تبقى من خصومه السياسين داخل أقبية المخابرات والسجون .
وهوية قومية منها القضية الكردية أبرزها مسألة أجانب الحسكة المعلقة من عام 1945 وإهمال مشكلة إحصاء 1962 ومنع الجنسية عن أكثر من ربع مليون شخص فيما بعد وحرمانهم من أبسط الحقوق (حق تثبيت الزواج,حق العمل لدى دوائر ومؤسسات الدولة ).
استمرت تلك العقلية الدكتاتورية و الإقصائية حتى أصبح الربيع العربي على أعتاب دمشق فكانت تلك هي الفرصة الأخيرة لتتحول سورية نحو التغير الديمقراطي إلا أن النظام رفض ذلك مؤمناً "بأبديته الأسدية" وقبضته الأمنية والانفصال عن الواقع الثلاثاء 1شباط 2011لتدخل سورية بعدها مرحلة هامة وخطيرة بدأت بمطالبات بسيطة سرعان ما تطورت لثورة ابتدأت سلمية ؛لكن سرعان ما تحولت لكفاح مسلح نتيجة القمع المفرط والدموية الرهيبة ,وهو ما يعتبر أعظم تحول اجتماعي لسورية تاريخياً للحصول على الحقوق الرئيسية في الحرية والكرامة واستعادة الهوية المسلوبة.



#أحمد_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يخطئ بعض متنفذي(م.و.س)الهدف بامكانية متابعة حرمان الكورد وغي ...
- ضرورة تشكيل اطار كوردي خاص في سوريا!
- ترييف المدينة
- بصدد تركيز السلطة الأكبر على آزادي يكيتي كورديا
- على الأقل: ضرورة مكافحة جدية للفساد في كوردستان العراق !
- دير شبيغل- : ملاحقة الكورد ي تركيا
- نزق ولوثة وأمل..؟
- أوغاريت ... ساحل الفينيق .... وداعاً
- البحث عن البوصلة -2
- البحث عن البوصلة
- حملة لاعادة ( آ،أ) الى استراليا
- الاحتجاجات الجماهيرية في استراليا، وحقيقة ديمقراطية حكومة ها ...
- لا لتصريحات المفتي المعادية للمرأة ، نعم لحريتها و مساواتها ...
- نداء من منظمة حرية المرأة في العراق
- مؤتمر مرتزقات المجلس....مسرحية اسلامية سمجة
- نداء إلى الجماهير التحررية في العراق
- الارهاب الاسلامي يسلب حق المرأة في الحياة
- اختطاف الصحفيين من اجل تعميم انتهاك حقوق المرأة
- سياساتهم مصير اسود للجماهير
- المرأة والديمقراطية في العراق


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد محمد - تاريخ تطور الهوية السورية المأزومة