أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مريم نجمه - من رائدات النضال الأممي















المزيد.....

من رائدات النضال الأممي


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1253 - 2005 / 7 / 9 - 09:47
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بعد توحيد المجتمع الأميركي .. , وبعد تحرير العبيد , وإنهاء الصراع بين الشمال والجنوب .. , شهدت الولايات المتحدة الأميركية نموا في حركة اليسار والنضال
الطبقي , إلى جانب التقدّم الإقتصادي والصناعي والسياسي ....,
عرفت الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر القرن ( 19 ) نهضة ثقافية في الصحافة والأدب والفنّ و ..., وبرز عدد كبير من الكتاب على رأسهم :
هوارت فاست صاحب كتاب ( طريق الحرية ) - والروائية الشهيرة - 1811 - 1896صاحبة كتاب ( كوخ العم توم ) . إلى جانب أرنستو همنغواي صاحب كتاب ( الشيخ والبحر ) , ومن كبار الفنانين" شارلي شابلن ومخرج أفلامه "" ... وغيرهم كثر .

ثم انتقلت هذه الحركة الثقافية من داخل الولايات المتحدة الأمريكية إلى العالمية ..., لدعم كفاح الشعوب في سبيل الحرية والعدالة .. , وبرز ذلك في مطلع القرن العشرين , لدعم حركات الشعوب وثوراتها التحررية .
وبرز من هؤلاء الرواد : جون ريد - الذي رافق ثورة أكتوبر المجيدة 1917 خطوة بخطوة .. وألّف كتابه الشهير ( عشرة أيام هزّت العالم ) , كما رافق المفكرون والمثقفون الأمريكان ثورة الصين العملاقة خلال ثلاثين عاما , وبرز من هؤلاء :
إدكار سنو صاحب كتاب ( النجم الأحمر فوق الصين ) , وكتاب جاك بيلدن ( الصين تهز العالم ) وكتاب يوميات الجنرال سترويل , وكتاب كارلسون ( الجيش الصيني ) . وكذلك تطوّع عدد من الأطباء الثوريين لمساعدة الثورة الصينية وعلى رأسهم الطبيب الأمريكي : نورمان بثيون - وتكريما له بعد إنتصار الثورة أطلق إسمه على إحدى حدائق مدن الصين - والطبيب اللبناني " جورج حاتم " - وعدد اّخر من الأطباء الهنود والأوربيين المتطوعين في الجيش الشعبي الصيني .
*
ولم تكن المرأة الأمريكية أقل إندفاعا .. وشعورا أمميا .. لمساعدة ثورات الشعوب في العالم , وكان في مقدمتهن ..الطبيبة الأمريكية : - أنالويس سترونغ- التي رافقت الثورة الصينية حتى النصر . والصحفية والكاتبة الشهيرة : أغنس سميدلي - والتي هي موضوع هذا البحث - التي رافقت الثورة الصينية في مسيرتها الكبرى من الجنوب إلى الشمال , أهم مؤلفاتها : ( الطريق العظيم - وأغنية الحرب الصينية ) , وقد تحملت عذابات الثورة وتعرضها للمخاطر أثناء المعارك . وقد كانت صديقة للسيدة ( سن يات صن ) زوجة المناضل الوطني رئيس جمهورية الصين قبل الثورة .
ويسرني هنا .. أن أقدّم للقراء الكرام , لمحة سريعة عن حياة مناضلة أمريكية أممية ... في عصر المدّ الثوري العالمي الإنساني .. الذي شمل المجتمع البشري كله ... قبل أن تتحوّل الولايات المتحدة الأمريكية إلى الإمبريالية الحديثة .. عدوّة الشعوب .

إن كتب " أجنس سميدلي " لها مكانها في الموقع الأول بين قائمة الكتب التي ذكرتها سابقا . لأن دراستها تشكل مساهمة قيّمة في الثورة الصينية . ولم تكن _ كما أوحت بذلك - " تصويرا للجرأة أو للشجاعة أو التثقيف "" وإنما كانت تهدف أيضا إلى الإستطلاع التاريخي , الفطري الذي كانت تتمتع به بمقدار كاف سمح لها أن تتماثل مع الثورة الصينية ... وتكبر معها .
لقد أحاطتنا - أغنس سميدلي - بعض الشئ عن نشأتها في كتابيها ( إبنة الأرض - وأغنية الحرب الصينية ) .. , وكانت قد رأت النور لأول مرّة في منجم للفحم تمتلكه عائلة " روكفلر " في قرية شمالي ولاية ميسوري عام 1893 . وقد انتقلت عائلتها خلال طفولتها إلى منجم اّخر للفحم تابع أيضا لعائلة - روكفلر - في ولاية كولورادو , حيث تلقنت كرهها للرأسمالية مع الهواء الذي تستنشقه .
وقد ظلّت أجنس سميدلي , طوال حياتها .. مدافعة صلبة عن حركة النساء .
ولم نر ما يضارعها في كتاباتها , سوى القليل , مما هو أكثر صدقا .. وعاطفة في كتابها "" الصين تتصدّى "" , وقد عزّ عليها رفض " تشوده " للطلب الذي أعربت فيه عن رغبتها في اللحاق بجيش الطريق الثامن إلى جبهة المعارك ضد اليابانيين في جبال ووتاي شتاء 1937 .
ويقدّم لنا كارلسون في يومياته , شهادة مستقلة عن هذا الحدث الذي نرى من المفيد الإستشهاد به : قال إيفانز : " عندما علمت أجنس برحلتي إلى الجبهة طلبت , وقت العشاء , من تشوده السماح لها بمرافقتي إلى جبال ووتاي .. ولكن تشوده ورن به شي ترددا , واعتذرا متذرعين بأن الذي يذهب إلى الجبهة عليه أن يكون مستعدا لإطلاق النار ! وأجابته أجنس : " سوف أطلق النار , لقد نشأت في الغرب " .
ولكنهما اعترضاها قائلين : " لكنك امرأة !! " وهنا أثار هذا القول غضبها بشدة فصاحت بكل ماتملك من قوّة كبيرة , " إنني لست امرأة لأنني أريد أن أكون كذلك " . وبعد هنيهة قالت متهكمة " لقد خلقني الله هكذا " .
وبالطبع فقد أثار هذا القول الضحك والهرج لأنهما كانا ملحدين .

وعلى العكس من النساء اللواتي يناضلن في الحركة النسوية .. , فإن أجنس سميدلي , لم توافق على الإنخراط بها . إن كتابها " إبنة الأرض " مزيج طبقي من ," هارييت بيشر سنو " ( كوخ العم توم ) و " سوزان أنتوني " 1820 - 1906- مناضلة أميركية من أجل حقوق المرأة , وحقوق الإنسان , وتحرير العبيد في أمريكا .
إن أغنس لم تكمّل دراستها الإبتدائية الإلزامية .. , وقد تعرفت خلال محاولتها متابعة دراستها التي انقطعت أيام الطفولة , تعرفت إلى الوطنيين الهنود في مدينة نيويورك , ومن ثم انهمكت كليا في حركة التحرّر الهندية .
وبما أنها تلتزم إلتزاما كليا وصادقا بكل ما تحّب فقد انتهت إلى الحجز الإنفرادي في المقابر ( أحد أسوأ السجون في مدينة نيويورك ) , كان ذلك خلال الحرب العالمية الأولى . لقد كانت أغنس سميدلي متعاطفة مع الشيوعيين الصينيين , وقد منحتهم تأييدها . وإن من يقرأ كتاباتها يتبين له بوضوح أن معتقداتها وسلوكها ليسا نتاج عملية تفكير معقدة . لقد كانت قانعة بإتباع مشاعرها القلبية . وإذا ما كانت تحليلاتها السياسية وأحكامها الشخصية غير معقدة جدا فإن غريزتها الطبقية - تلك الغريزة التي قال عنها المعلّم لينين : " بأنها بداية وليس نهاية الحكمة السياسية " , - غالبا ما كانت تسعفها في كثير من المواقف .

لقد قضت ثماني سنوات في ألمانيا تتعلّم الألمانية .. وتدرس تاريخ الهند والقومية الصينية . وتعتاش من تعليم اللغة الإنكليزية . وعلى الرغم من أن معظم طاقتها استنفدتها المشاكل الشخصية فإنها استطاعت أن تجد الوقت الكافي لتساعد في إنشاء أول عيادة ألمانية رسمية لتحديد النسل .
كما وجدت بعض الوقت لتشارك في الحياة السياسية للمقيمين الهنود .. والصينيين في ألمانيا .
وقد سافرت أجنس سميدلي في أول زيارة لها إلى الصين في نهاية عام 1928 - .. كمراسلة خاصة لصحيفة ( فرانكفورترتسايتونغ ) - ولربما يتوجب على المرء أن لا يجهد نفسه بالقراءة عما بين سطور حقيقة أن أجنس سميدلي وإدغار سنو كأشهر صحفيين أميركيين كتبا عن الصين , قد عملا لسنوات عديدة كمراسلين للصحف الألمانية والإنكليزية - . لم يحصل الشعب الصيني على صديق أميركي أفضل منهما ... أبدا .
"" غالبا ماكنت أنسى أنني لم أكن صينية " هذا ما كانت تردّده أجنس .. مما يشير إلى أكثر من توافق أدبي في تعبيرها البسيط .. والعميق .. وتماثلها العاطفي ...!
يتبع -



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صيدنايا في صور - القسم الخامس
- لا بدّ من السقوط ... فهناك الجاذبية ....!
- المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب - تتمة
- المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب
- عبير السلام اللبناني .. تنثره الأخت ماري كيروز في اجواء باري ...
- الخلود .. لشهيد الإستقلال والحرية : جورج حاوي
- صيدنايا في صور .. - القسم الرلبع
- دحض ما يسمى ب - دولة كل الشعب
- أكتب كي لا أنام ....
- خطان مختلفان .. ونتيجتان مختلفتان
- صيدنايا .. في صور - القسم الثالث
- الخلود لشهيد الصحافة .. والكلمة الحرّة .. سمير القصير
- نحن .. و ( القمع ) .. جيران ....؟ .. من سورية .. إلى ليبيا . ...
- تحيّة إلى نساء الكويت .. وألف مبروك - ربيع هذا العام .. أهدى ...
- دفاعا عن حرية الكلمة .. وحقوق الإنسان .. والمجتمع المدني . ل ...
- الكلمة تحترق في اصطياد الحقيقة .... - رأي حول الحدث .. - الع ...
- مقدمة - صيدنايا في صور .... القسم الثاني -
- مقتطفات ماركسية : 3 - الإشتراكية والشيوعية
- الحيّة - أو ( الأفعى ) تبدّل ثوبها كلّ عام , ولكن طبيعتها تب ...
- مؤلف : صيدنايا في صور ... - مقدّمة -


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مريم نجمه - من رائدات النضال الأممي