أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مهدي مفكر - الديمقراطية يجب أن تكون شعبية قبل أن تكون في نظام الحكم















المزيد.....

الديمقراطية يجب أن تكون شعبية قبل أن تكون في نظام الحكم


مهدي مفكر

الحوار المتمدن-العدد: 4410 - 2014 / 3 / 31 - 20:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


إن أصل المشاكل التي يعيشها الناس أفرادا و جماعات هو الكذب و الكذب نوعان كذب على الآخرين و كذب على الذات و هذا يكون لاإراديا .
انطلاقا من هذه الفكرة المهمة جدا و التي يوافقني فيها من يفكر بعمق أتسائل حول ما يحدث في الجزائر من حديث حول الديمقراطية و تنديد بما يصفه كثيرون بدكتاتورية السلطة ،وهنا أطرح السؤال التالي :


لما يا ترى يطالب بعض الناس في الجزائر بالديمقراطية ؟


وهـــــل الشعب الجزائريُ في غالبيته يؤمن بالديمقراطية ؟

الجواب هو قطعيا :لا
فالشعب الجزائرية قد انتخبت غالبيته حزب الفيس عن قصد و عن إرادة و التي كانت تقول بملئ فيها: " الديمقراطيةُ كـــــــفرٌ"
كما أن غالبية الشعب ترفض الديمقراطية عن وعيٍِ أو عن غير قصد أي من

دون أن تعي ذلك ،أي أنها ترفض الديمقراطية عن وعي أو دونه .
إن الغالبية الساحقة للجزائريين تؤيد المشروع الإسلاميَ عن وعي و فهمٍ له و لكل نتائجه أو دون ذلك و من يكون كذلك يكون حتما و لزاما رافضا للديمقراطية إلا إذا كان متبنيا لمذهب له طريقة أخرى في التعامل مع هذه الأمور من حرية و معاملة للآخر و إعتراف به ،إلا أن مذاهب الإسلام الموجودة في الجزائر ليست كذلك .





منه فالمنادون بالديمقراطية و الأفكار العصرية مثل الحرية و حقوق المرأة و اللائكية هُم أقليةٌٌ و مناداتهم بتطبيق هذه الأفكار في مجتمع كالمجتمع الجزائري لا يؤمن بها أصلا سيوقعهم في تناقض واضح مع هذه الأفكار و هو أن هذه المناداة منافية و مناقضة للمبادئ نفسها التي ينادون بها و ذلك بفرض أقلية لأفكارها على غالبية غير مؤمنة بها !



هذا هو الحال و هكذا كان و حتى النظام الجزائري الحالي في غالبيته ليس إسلاميا فهؤلاء لا يختلفون عن ألائك .


المناضل الحقيقي يسعى لنشر أفكاره في المجتمع و ليس للوصول إلى السلطة .

الشعوب الإسلامية عامة هي شعوب دكتاتورية و لا تؤمن بالحرية لا حرية المرأة ولا حرية الإعتقاد ولا حرية النقد أو التعبير كما أنها تؤمن أن الحق معها و أن المخالف لها في الدين أو المذهب أو الفكر هو عدو شرير وليس مواطنا كامل الصلاحيات و الحقوق وهي شعوب لا تؤمن بالعلمانية و الأفكار المدنية بل تؤمن بالقوة و الغلبة و الرجولة و الفتوة ، شعوب تؤمن أن العيب في المرأة كما يقال في الجزائري ، شعوب تؤمن بالدكتاتورية و تقدسها عن قصد أو عن غير قصد فلما يا ترى يراد لها أن تُحكم بديمقراطية ؟


إن فرض الديمقراطية على شعب يؤمن بالدكتاتورية هو دكتاتورية .
لما يا ترى يقبل الشاب أن يخرج مع الفتيات و يعاشرهن بينما يحرم على أخته حتى الحديث مع ذكور آخرين أجنبيين ؟
الإسلام يقول أن هذا محرم على الجنسين معا وليس على الإناث فقط كما أن نفس الشخص قد يقوم بأمور أخرى محرمة شرعا كالسرقة و قطع الطريق (الحرابة) و يتعاطى المخدرات أو المسكرات فأين الإسلام هنا ؟ وأين شرف العائلة هنا ؟
هذه هي الدكتاتورية التي تحدثت عنها .
أما الأحزاب و التيارات التي تتحدث عن الحرية و الديمقراطية وتلبس حلتها و لباس المعارضة و اليسارية و الثورجية فهي في أغلبها دكتاتورية حتى النخاع وهذا ما سوف يكشفه لنا التاريخ مع أوجه نشاهدها اليوم في مثل هذه الحركات كما شاهدنا أمثالها منذ سنوات وهي ترتدي قناع الثورجية وهي اليوم تقوم بنفس الأمور التي كانت تنتقدها أيام كانت ثورية ،أو كانت تدعي الثورية .
و الأمثلة كثيرة وعلى سبيل الذكر أسوق مثالا خليدة مسعودي قبل تحولها إلى خليدة تومي .
الثورية في الجزائر تعني: "وكلوني معاكم باه نسكت "



من جهتها التيارات الغارقة في الدكتاتورية و الفاشية و الرجعية الفكرية من إرهابيي الأحزاب الدينية المتشددة منها كالفيس مثلا فهم أيضا يستخدمون شعارات الديمقراطية و المطالبة بها أحيان لكن بشكل غير مباشر و يتحدثون عن حق الجميع في المشاركة في السياسة وهم لا يؤمنون به أصلا بل لا يؤمنون بالديمقراطية و يكفرون من يؤمن بها تكفيرا دينيا إسلاميا !،بل يؤمنون بقتل المخالف لهم بعد تكفيره كالعلماني و الشيوعي و الشيعي و الصوفي و غيرهم كُثُرُ،ومن هؤلاء مثلا نذكرُ غريب الأطوار علي بن حاج (الذي قال مرة أنه يجب قتل من لا ينتخب على الفيس حسب إحدى الجرائد ) و الذي لو كان صادقا في شعاراته لما طالب بحقِ هو لا يؤمن به أصلا وهو الحق في المشاركة في السياسة للجميع ،فهل يؤمن أمثال هؤلاء وهم كثر بحق العلماني في السياسة أو الشيوعي أو المسيحي ؟
نحن شعب لا يؤمن في غالبيته بالديمقراطية فهذه أفكار غريبة عنا ،و الذين يؤمنون بها (مثلي أنا) غريبون في أفكارهم عنا و أفكارهم تلك غير مقبولة في مجتمعنا .



إن أفكار الديمقراطية و الحرية و الحقوق و الواجبات و دولة المؤسسات و الدستور الوضعي و العقلانية و الموضوعية و التنوير الفكري العقلي و حرية التعبير و حرية الإعتقاد وحرية النقد هي أفكار علمانية غربية غريبة عن الجزائر و تصطدم مع مقوماتها الإسلامية و عاداتها العرفية ،لذا فإن استعمالها يعد أمرا خاطئا وغير صحيح منطقيا وعقلانيا قبل أن يكون كذلك لدواعي دينية .


وهنا أعطى مثالا كوميديا عن فكر الشعوب التي تنتمي إليها الجزائر وهي الشعوب العربية و الإسلامية

------------------------

وقفة مع المنهج الموضوعي


ولعل من المناسب هنا أن نقف وقفة قصيرة جدا، نبين فيها فساد هذا المنهج، وخطورة تطبيقه على تاريخ الصحابة.
والمنهج الموضوعي، عند الغربيين يعني ان يبحث الموضوع بحثا عقليا مجردا، بعيدا عن التصورات الدينية. ( راجع منهج كتابة التاريخ للعلياني ص 138 )


----------------------------------
حتى المناداتُ بخروج المحتل إبان الفترة الإستعمارية كثيرا جدا ما استخدمت مصطلحات غربية جاء بها المحتل نفسه !،ما عدى ندائات الإنعتاق من المحتل على أنه كافر صليبي من أجل الدفاع عن الإسلام ،لأنه بكل بساطة فالثورة في الأصل هي ثورة من أجل الإسلام لأنه قد كانت الجزائر أصلا محتلة قبل ال1830ولم يدعوا ذلك لقيام ثورة و للإنتفاض على حكم الأتراك لأنهم كانوا مسلمين ،أما أفكار حرية الشعوب و الحركات التحررية و الإنعتاق من نير المحتل الغاشم فهي شعارات غربية





ولكن كيف تكون هذه الأفكار غربية و الأفكار مجردة و ليست ملكا لأحد ؟

نعم هو كذلك فالأفكار ليست ملكا لفرد أو جماعة لكن القصد هنا هو أن هذه ألإكار علمانية عقلانية تعترض مع الإسلام و كان الغرب سباقا إلأى تبنيها وأقول أنها غربية مجازا و الأهم هنا هو أن تبنيها يقتضي من المؤمن بها تبنِ للعلمانية أو تدين لنظام فكري علماني أو ديني يقبل بها و إلا فسوف يعد ذلك مجرد كذب على الذات و هو أصل المشكلِ.



#مهدي_مفكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهان لعملة واحدة...أفكار في حاجة للتحرر


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مهدي مفكر - الديمقراطية يجب أن تكون شعبية قبل أن تكون في نظام الحكم