أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فالح الحمراني - خواطر على هامش ثمانينية الحزب الشيوعي العراقي














المزيد.....

خواطر على هامش ثمانينية الحزب الشيوعي العراقي


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 4410 - 2014 / 3 / 31 - 09:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



الشعوب تمجد روادها وطلائعها والقوى التي تحرث وتمهد لها طريق التقدم والارتقاء والتحضر والارتقاء في سلم الانسانية، والحزب الشيوعي العراقي كحركة شعبية وسياسية وفكرية شاملة، يستحق باقتدارلان يمجد على مستوى وطني في بمناسبة ثمانينيته هذه المنزلة نظرا للادوار التاريخية التي لعبها في مسيرة تاريخ العراق الحديث وتركيبته الاجتماعية.
واثرت الحركة الشيوعية العراقية في ذهنية الانسان العراقي وفي مسار ايديولوجيات حركاته الاجتماعية واحزابه السياسية وتياراته ومدارسه الثقافية. ان ضيقي الافق السياسي وحدهم من يوجهون الانتقادات المتعسفة للحزب الشيوعي العراقي، انهم عديمو البصر لانهم يتجاهلون الظروف القاسية التي احاطت بالحركة الشيوعية العراقية وتكاتف كل قوى الظلام والردة عليه بشعارهم المعروف " يا اعداء الشيوعية اتحدوا".
الحزب الشيوعي العراقي بحق القوة السياسية الرئيسية التي طرحت من خلال برامجها مشروعا حضريا وتقدميا لبناء النظام السياسي في العراق وتجمله بشعار "وطن حر وشعب سعيد". ان مشروع الشيوعي العراقي تجازوز المشروع الاقطاعي والعشائري والطائفي الديني والقومي ليرتقي الى مشروع الانتماء الى الوطن الواحد الى الشعب الواحد، شعب العراق، ومكونه الرئيسي العمال والفلاحين قوى البناء والاعمار والانتاج. ولذلك وجدت الاقليات القومية والدينية بالعراق في الحزب الشيوعي العراقي حاضنة آمنة لتأمين حقوقها القومية وانخرط ممثلوها باعداد غفيرة في صفوفه وتعاطفوا معه. ان اعتماد الحزب الشيوعي العراقي على التفسير المادي للتاريخ وبالاخص الصراع الطبقي، غدا حالة متقدمة نوعيا في استيعاب تاريخ العراق وليس الحديث وحده. وحدد من خلال ذلك خريطة الطريق للتطور الاجتماعي والمراحل التي يمكن ان ينبغي تجاوزها لإقامة دولة العدالة الاجتماعية العراقية.تميز الحزب الشيوعي العراقي في طرحه برامج وطنية تاخذ بالاعتبار الخصوصية العراقية، بما في ذلك التشكيلة القومية والدينية للبلاد، ومن هنا رفض هيمنة حزب واحد او شريحة وطائفة وقومية واحدة، داعيا لان يكون العراق بيت الجميع وملاذهم.
كان الحزب الشيوعي العراقي رائدا في تعميق الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة وتنشيط حركة الفلاحين وجر البرجوازية الصغيرة نحو الحركة الشعبية.وبفعل نشاطه انبثقت النقابات والجمعيات والاتحادات، كمكونات مثلت المصالح المهنية والدفاع عن حقوق منتسبيها بغض النظر عن ميولهم السياسية واسست عمليا لاقامة المجتمع المدني. ولعبت التنظيمات النقابية والشبيبية والنسوية التي كان للحزب الشيوعي العراقي فيها في مختلف الاوقات بالدفاع عن حقوق العاملين في مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات الدولة. ووقف الحزب الشيوعي منذ تأسيسه دعامة قوية لمحاربة الاقطاع . ونجح في إنماء الوعي الطبقي لدى الفلاحين وضم نضالهم لكفاح الطبقة الكادحة لبناء دولة العراق الشعبية. وكان الحزب الشيوعي العراقي وراء المآثر الثورية والانتفاضات الفلاحية على الظلم والجور التي شهدتها مختلف انحاء العراق.
لقد خاض الحزب معركة شرسة من اجل حقوق المرأة ومساواتها بالرجل وتهيئة المناخ الاجتماعي المناسب لكي تؤدي دورها في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وان تعبر عن ذاتها وتجسد شخصيتها بالعمل البناء والمثمر. ان التزام الحزب بحقوق المراة جاء على خلفية الصراع الدائر الذي دار، بل وما زال يدور في ان تتحول المرأة وفق القيم الرجعية والمحافظة الى تابع ومهمش وخاضع للرجل وان يشل دورها الاجتماعي، وبين القوى التقدمية التي تحترم المرأة وتدعو لاندماجها في مجمل مسارات الحياة. ومن خلال نضاله على هذا الصعيد ربى الحزب مناضلات مجيدات من مختلف الشرائح الاجتماعية، عملن في صفوفه، ودفع المرأة للمطالبة بحقوقها كاملة وبرزت الصحفيات والشاعرات وكاتبات القصة والمبدعات في الفن التشكيلي. وفي ذاكرة كل عراقي اؤلئك الشيوعيات اللواتي ساهمن باقتدار في كل مجالات المجتمع.
وبفضل الحزب الشيوعي العراقي تطورت العملية الابداعية سواء في مجال الادب بنطاقه الواسع والفنون التشكيلية في العراق، وتوجيهها نحو الالتزام بقضايا الشعب بادعات ذات مستوى فني رفيع. ان اهم الاسماء التي ظهرت نجوما في سماء الابداع العراقي كانت محسوبة على الحزب الشيوعي العراقي، اهم كتاب القصة والشعر والفنانيين التشكيليين كانوا اما شيوعيين او قريبين جدا من الحزب. واصدر الحزب المجلات الثقافية التي تميزت بمستوياتها الرفعية، والتي عكست على صفحاتها افضل نتاج الابداع المحلي وعرفت بالثقافة العالمية.
لقد برهن التاريخ على صحة مواقف الحزب العراقي في الكثير من القضايا القومية والاقليمية، بفعل نظرته العلمية وقراءته الواقعية للساحة السياسية. وقدم الحزب على لسان مؤسسة الخالد يوسف سلمان ( فهد) مشروعا وحدويا واقعيا وناجعا للتكامل الاقتصادي والانساني والاقتصادي للدول العربية، وناضل الحزب من اجل القضية الفلسطينية ولكن بالوسائل الفعالة وليس من خلال الخطاب العاطفي والفارغ الذي ادخل القضية " المركزية" التي خانتها وتخونها الانظمة العربيى يوميا، في طريق مسدود.وتفاعل الحزب مع حركات التحرر العربية في مصر والجزائر وسوريا وايران وسائر دول المنطقة، من اجل التحرر الوطني والاستقلال وبناء انظمة شعبية ووطنية تنهي استغلال الانسان للانسان وتوفر الحياة الكريمة للجميع.كما طرح الحزب حلا موضوعيا للقضية الكردية بالدعوة للديمقراطية للعراق وحكم ذاتي للاكراد، وهو الحل الاكثر موضوعية الذي يحافظ على وحدة ارض العراق والحقوق القومية للاكراد.
ولم تعرقل مسيرة لحزب وسيروته تعرضه للانشقاقات والمؤثرات الخارجية. فالحزب ككيان حي وحيوي تفاعلت وتنافضت احيانا فيه المواقف من رسم التاكتيك وتحديد الاستراتيجية والاستجابة للمتغيرات في المجتمع والعالم. الارادة القوية مكنت الحزب من التغلب على الصعوبات والكوارث التي تعرض ليخرج معافي ويواصل مسيرته بروح جديدية " فتية" قضيته باقامة " وطن حر وشعب سعيد".



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليتحالف اليسار العربي مع بوتين
- روسيا في البحث عن الذات وعلاقاتهاالاوربية
- الازمة الاوكرانية في سياق النظام الدولي الجديد
- اوكرانيا :من الثورة البرتقالية الى سيناريوهات الربيع العربي
- انتاج الديكتاتوية او لماذا ارفض التمديد لفترة حكم القيادات ا ...
- روسيا تعود للشرق الاوسط باوراق جديدة
- ظاهرة ابن - القائد- في النظام السياسي العربي الحديث
- مؤشرات على فشل مشروع الاسلام السياسي
- عن نتائج المؤتمر 25 للحزب الشيوعي الروسي
- حول زيارة مسعود البرزاني لموسكو
- انياب الاسلاميين
- لماذا لم تشهد الساحة الحمراء اليوم الاحتفال بثورة اكتوبر !
- روسيا لاقامة علاقات بالاخوان المسلمين
- مقدمات لظهور حزب شيوعي جديد بروسيا
- موسكو لإستئناف الحوار مع العالم العربي
- روسيا وامريكاعلى خلفية الربيع العربي
- موسكو تحدد شروط التسوية في سورية
- لماذا وضعت روسيا قيودا على نشاط المنظمات غير التجارية؟
- بريماكوف ورؤيته لقضايا الشرق الاوسط
- اليسار الروسي يصوت ضد انضمام روسيا لمنظمة التجارة العالمية


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فالح الحمراني - خواطر على هامش ثمانينية الحزب الشيوعي العراقي