أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن حسن - كلام الليل مدهون بزبدة متى طلعت عليه الشمس ذابا














المزيد.....

كلام الليل مدهون بزبدة متى طلعت عليه الشمس ذابا


محسن حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1253 - 2005 / 7 / 9 - 09:08
المحور: كتابات ساخرة
    


تذكرني هذه النكتة الظريفة التي سأرويها لكم بالإصلاح الاقتصادي المزعوم في ديارنا وزيادة الرواتب المنشودة وتلك الوعود الخلّبيّة من قبل الحكومات المتعاقبة في الحد من ظاهرة البطالة وحالة العوز المستشري عند المواطن لكأن القائمين على تنفيذها يشربون في الليل حتى الثمالة وينامون في ساعات العمل النهاري بحيث لا يتمكنوا من الوفاء فيما تندروا به أمام العامة , على رأي المثل الشعبي...
كلام الليل مدهون بزبدة ***متى طلعت عليه الشمس ذابا
والمواطن المسكين يقبع على أحر من الجمر حتى كادت مؤخرته تحترق من حرارة الانتظار.................. وهاكم الرواية
كان يسكن شخصان في بناء طابقي واحدهم عامل نشيط والآخر رجل ميسور صاحب كيف كما يقولون وأصحاب الكيف ازداد عددهم في بلادنا هذه الأيام كما تعلمون- ما علينا- المهم كان صاحبنا الميسور يعود إلى شقته في الطابق الرابع بعد منتصف الليل بقليل مخمور الى درجة الثمالة -منهنه وتعبان- والتي تستقر فوق شقة جاره العامل الكادح, يخلع ثيابه كيفما اتفق ومن ثم يهم بخلع حذائه يتخلص من الفردة الأولى بطريقة الركل تأتي الفردة على المرآة هذه المرة فتشظيها يخلع الفردة الثانية ويرمي بها على أرضية الشقة لكأنها حجر ثقيل, تحدث ضجيجا منقطع النظير.. مما يقض مضجع العامل المنهك, من يوم طويل في الحفر والتحميل, وهو بأمس الحاجة إلى الراحة كي يواصل عمله المضني كل يوم. ينفض العامل المنكوب عن جسده الغطاء القديم وينتصب كالمارد يأخذ بالعدو صعودا إلى الطابق المشئوم, طبعا بالنسبة له والشرر يتطاير من عينيه يطرق الباب بضربات متتالية وقوية تنم عن حنق عارم ليقول: عفوك سيدي لما كل هذا الضجيج فأنا عامل تعّيب وبحاجة إلى النوم والراحة وأنت كل يوم على هذه الشاكلة وبهذا الوقت المتأخر تحدث ضجيجا يصم الآذان فإن كان لي رجاء عندك أتمنى أن تخفف قدر المستطاع من تلك الجلبة وهذا اعتبره جميلا لن أنساه ما دمت حيا. وافق المخمور على طلب جاره العامل بعد إن شعر لما يعانيه من ارق وإرهاق وهو يقول بصوت متقطع تكرم يا جار الرضا الله موصّى بسابع جار, فكيف أنت ولم يفصل بيننا سوى سقف بآتون لا تتعدى سماكته العشرة سانتي متر... وفي اليوم التالي بعد إن نشد عاملنا السلام استسلم لنوم هانئ وهو يمني النفس بأحلام سعيدة بعيدة عن كل منغصات ,
وهكذا عاد صاحب السعادة مخمورا كعادته كل يوم بدأ في خلع ثيابه حتى أنتها إلى خلع حذائه المستورد, طوح بالفردة الأولى في أرجاء الشقة جاءت هذه الليلة على شاشة التلفاز لتحدث دويا هائلا كأنها القنبلة, وكان يهمّ بخلع الفردة الثاني عندما تذكر الوعد الذي قطعه على نفسه بأن يراعي حرمة الجار والجيرة, وأخذا يخلع الفردة الثانية حتى لا يعكر الأحلام الجميلة التي تداعب مخيال العامل..
وبعد ساعة من الشد والرخي صعد صاحبنا البائس إلى الطابق المشئوم طرق الباب بهدوء وسكينة استغرب خالع الفردة من هو الزائر في هذه الساعة المتأخرة من الليل نهض مترنحا حتى وصل إلى باب شقته ليفاجأ بجاره العامل يقول: الله يخليك,خلاع الفردة الثانية وخلصنا .
ونحن نقول لأصحاب تلك الوعود الخلّبيّة الله يخليكن خلعوا تلك الوعود عن ألسنتكم السر سارة وارموها بحاويات الزبالة التي ما برحت تنكش ليل نهار من قبل الشبعانين؛ وخلّصونا.



#محسن_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرمان وراء كل عّلة
- ان تضيء شمعة افضل من ان تلعن الظلام
- شر البلية ما يضحك
- الديكة تختال الآن
- هو عيد الأبطال
- عيد العمال لنا نحن العمال
- لا تذهبوا بعيدا في أخيلتكم
- حكى بدري
- معمعة حامية الوطيس
- اسئلة تحتاج الى اجوبة
- تيتي متل ما رحتي جيتي
- تطابق الحريات بين الحضارات
- العالم يحكي عن حق قد طبق في بلد السودان
- الحقوق العجائبية للمرأة الشرقية
- حنين
- الخرافة مازالت سائدة
- كلمات تتلوها كلمات
- انا غلط لأني نمط
- مريض نفسي
- عقول معلبة


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن حسن - كلام الليل مدهون بزبدة متى طلعت عليه الشمس ذابا