أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - غياب المثقف العضوي .. وحلول الآخر الطارىء














المزيد.....

غياب المثقف العضوي .. وحلول الآخر الطارىء


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4409 - 2014 / 3 / 30 - 21:37
المحور: الادب والفن
    



ما يدعو إلى الدهشة في بلادٍ ادمنت على كلّ ما هو شاذ وخارج تقاليد المنطق والعقل . هو سكوت الضمير الشعبي الحق , وخفوت او غياب صوت الوعي .. وامساكه عن التدفق ..وما يدعو للرثاء ايضا , هو تبؤ بعض الطارئين والشواذ والمشوهين فكريا وسيكلوجيا مناصبا تتيح لحضورهم الطاغي ... ان يتحكموا عبر تلك المناصب وماتوفره من حصانة بمصائر الفنون والثقافة وباغلب ما يتعلّق برقي وسمو المجتمع .. فضلا عن تلك المواقع ذات المساس والحساسية في نهوض وحاجات المجتمع والتي لا يعرف حتى الشيطان ذاته كيف وثبوا , اليها ومن اي قاع او مواخير تدفقوا ليشغلوا تلك المواقع التي تتقاطع مع ضحالتهم وحجومهم وعقولهم القاصرة المتدنية التي لا تبصر ابعد من انحطاطهم الذهني ونزوعهم المسرف في النهب والاحتيال وإشاعة روح الكراهية والتناحر والنميمة والتزلف والوشايات .. اين كان الهولاء .. ومن اي بركة آسنة تدفقوا .. وما المسوغات التي جعلتهم يشغلون تلك المواقع الحساسة ذات الصلة الحميمة بتطور ذائقة المجتمع ..ومن هي العقول الغاطسة في مستنقعات الجهل والخرافة التي دفعتهم لاحتلال تلك المواقع .. ومن اي جحر خرافي صحراوي امتد ت الايادي الغامضة لتأخذ بيد الهولاء وتشد عليها ..ومَن كان يقف وراء ذلك كلّه .. اسئلة لا تزال معلّقة في الهواء .. لا تزال منشور على جدار الدهشة والذهول منذ بدأ الغزو ..وحتى حلول اللحظة .. في حين هناك الكثير من الكفاءات والعقول النقدية مهملة مركونة إلى العزلة والانطواء القسري او العزل العمد.. تتناهبها رياح القحط والحسرة والنسيان والجفاء والصدود . رياح مبرّمجة على الهبوب في توقيتات معلومة , عبر نوافذ من شاء القدر الساخر الاعمى , ان يجعلهم يتربّعون على قمّة الهرم السلطوية .. تلك الكفاءات وتحديدا تلك التي تتمتع بمواهب نادرة وخبرة ودراية ودرّبة وباع في اختصاصها وتمتلك المؤهلات والمقوّمات التي تؤهلها لشغل تلك المواقع التي ذهبت عمدا إلى من لا يستحقونها بجدارة . . والهولاء من يتصدروا المشهد الآن اسهموا على نحو فاعل في توسيع مساحة الخراب وسيوغلوا ويتمادوا في تمديد المساحة لاحقا , اذا لم يقصوا او يجتثو من جذورهم الضاربه في القاع عميقا . قاع التخلف والنكوص والارتداد .. اذ انّ اغلبهم متحدرون من اوكار تحيط بها الشبهات ومن معابد تكتظ فضاءاتها بسموم الخرافة والبداوة والقيم التي تنتعش في تعاليمها النزعات المذهبية والعرقية والقبلية ..فضلا عن تدني الوازع الاخلاقي والذي يعدّ بطاقة تزكية لا تضاهى في توسيع رقعة خراب الذائقة المجتمعية . ناهيك عن العيث في الجمال فسادا .. فالهولاء تغلغلوا وتوغلوا عميقا في مفاصل الدولة او ما يسمى بالدولة وصاروا جزءا حميما فاعلا من مشهدها العام . المشهد المزري الذي تعلو ملامحه التشوّهات والدمامة . وباتت جذورهم تحفر عميقا في جسد الثقافة المريض .. بحيث بات ما اشاعوه من ممارسات مرضّية جزءا من تقاليد ثقافية مستحدثة ستترسخ وتتبرعم وتنمو لاحقا . وبات ايضا تصدرهم لمشهد الخراب من الالفة بمكان , جراء مكوثهم المديد وتسيّدهم الواجهة والمشهد .. فاين ما تتوجه سوف تصطدم باطلالتهم .. يطالعوننا في كل مفصل .. فهم متواجدون في حقول الصناعة والطب والتعليم والثقافة , وهذه الاخيرة كان لها نصيب او حصة الاسد كما يقال ..فاغلب الصحف غير العريقة في التقاليد والجو العام .. والمستحدثة يتبؤ او يشغل المواقع الحساسة فيها اولئك الطارئون ..اما فيما يتعلق باروقة وفروع وزارة الثقافة فالحال لا يختلف عن مثيلاتها او عما يحدث في الكثير من مفاصل الدولة .. هناك استثناءات وهي نادرة ..بعضها مقموع ومعطّل عمدا .. والبعض الآخر لم يزل فاعلا يزاول مهامه بروحية المثقف العضوي ..وغالبا مانجد هذا المثقف يتصدر المشهد المناهض لما هو سائد من تقاليد طارئة على مناخ الثقافة الفاعلة ..وهذا المثقف غالبا مايكون عرضة للتجريح والتضييّق والمحاصرة والتكميم من لدن الآخر المأجور الطارىء النفعي الموالي المدعوم بحصانة سلطوية وحرية مسروقة او مدفوعة الثمن تبيح له الحق في الحاق الضرر بالطرف المناؤ او المضاد والمتقاطع سلوكا ومنهجا وتوجها وفكرا .. واقصد بذلك المثقف العضوي .. ليس عضويا تماما كمثقف غرامشي . غير انه على مقربة من روحه وظلاله وبعض من رائحته .. الرائحة التي يعدّها الآخر المأجور , رائحة غريبة تشيع الفساد والتمرد ..كونها تمثل ضمير المجتمع وتقف بالضد من تطلعات الطارئين النفعيّين ..............



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اميركا ماذا فعلتِ بنا !! ؟
- تأملات في المكان
- العراق : ذلك الشيخ الوقور .. المحدودب .. الحزين
- عن : جان دمو .. بلا مناسبة
- غياب الاحتجاجات المليونية في العراق ..! ؟ وإلى متى .. ؟
- لماذا باتت نتائج الانتخبات محسومة سلفا
- : عن الجمال __ محض انطباع
- فصل من رواية مخطوطة : سلمى والنهر _ 1
- كتابة عن الشعوب النائمة او // ضد الحكومة
- العام العاشر في الغابة
- نص في المكان : مقهى الميثاق : علامة .. / مقطع من رواية مخطوط ...
- بمناسبة ما يسمى بعيد الأمّ
- الفصل الاخير __ التاسع عشر __ من رواية مخطوطة : بقايا الجندي ...
- الفصل الثامن عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل السابع عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل السادس عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الخامس عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الرابع عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الثالث عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الثاني عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - غياب المثقف العضوي .. وحلول الآخر الطارىء