أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - وصيّة














المزيد.....

وصيّة


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 4409 - 2014 / 3 / 30 - 18:06
المحور: كتابات ساخرة
    


إلى كل الأقارب والمحبّين والأصدقاء والمعارف..
سلفاً أشكر لكم عواطفكم النبيلة ومشاعركم الصادقة.. وأقول لكم: إن التأسّف والتحسّر والعويل والزعْوطة وتذريف الدموع المدرارة.. لن تعيدني إلى الحياة ثانية. لذلك أريد منكم التحلّي بالصبر والسلوان وتقبّل وصيّتي هذه والتي كتبتها بمنتهى الهدوء وبكامل الصفاء الذهني. وأنا على ثقة تامة من أن شعبنا المعطاء لن يبخل عليكم بواحدٍ مثلي في قادم الأيام.. فأنا لست فريد عصري وفلتة زماني, فالربّ عندما خلقني لم يكسر القالب على ما أعتقد, لذلك أردتُ أن تكون جنازتي عادية جداً وأتمنى أن يتمّ دفني بصمت.
أدركُ أنكم ستغضبون مني, وقد يصل بكم الأمر إلى نعتي بأنني رجلٌ ساديّ أتلذذ بتعذيب الآخرين.. من خلال حرمانكم تنظيم جنازة تليق بي. ولكن أيها الأحبّة أرجوكم قدّروا موقفي واحترموا قناعاتي, واعذروني على وصيّتي.. صحيح أنني محبوبٌ جداً ومركزي حسّاس بينكم وأصبحتُ جزءاً من حياتكم اليومية, وأن غيابي سيشكّل لكم خسارة فظيعة.. ولكن أيها الأخوة هكذا الحياة, لستُ الأول ولن أكون الأخير الذي سيفارق هذه الدنيا الفانية.
قولوا لي بربّ السماء! هل سبق وسمع أحدكم بقاء أحد ما على وجه الأرض حياً إلى الأبد؟ قطعاً لا..
لذلك عليكم الخضوع لمشيئة القدر, فجميعنا لله وإنّا إليه لراجعون.. (شاء من شاء وأبى من أبى) كما كان يردّد دائماً المرحوم ياسر عرفات.
وإليكم فيما يلي أهم بنود وصيتي, مشيراً إلى أنكم تستطيعون زيادتها بما يتفق وروح الوصية:
- أولاً, إيّاكم أن يتصدّر خبر موتي نشرات الأخبار المدعّم بالمقابلات والحوارات على حساب أخبار الحزب الحاكم وأخبار الحكومة.. بل أريده أن يكون خبراً عادياً عابراً في الزوايا المهملة من الصحف. ويفضّل عدم ذكره أبداً..
- لدى تشييعي, يمنع إطلاق الرصاص والزغاريد وحفنات الأرز وعزف الموسيقى الجنائزية..
- يمنع منعاً باتاً وضع جثماني على عربة مدفع وتسييرها في شوارع العاصمة.
- إياكم وتنكيس الأعلام لدى الجهات والمؤسسات الرسمية والحكومية. أو إعلان الحداد العام حتى ولو ليومٍ واحد.
- أرفضُ رفضاً قاطعاً وضع أكاليل الورد من ذوي الأحجام الكبيرة والباهظة الثمن على ضريحي.
- وعلى سيرة الضريح, حذارِ والبهرجة في بنائه! أريده كبقية الأضرحة المتواضعة ولا داعٍ إطلاقاً لتسييجه وتزيينه ووضع الحرّاس المناوبين حوله, كما أحذّر من إلزام أو حتى التلميح للوفود المحلية والعربية والأجنبية بزيارته.. وبالتالي تكليف الحكومة المبالغ الطائلة لقاء ذلك.
- أتمنى عليكم الامتناع كلياً عن إقامة أي حفل تأبيني لذكر مناقبي ومآثري وخصالي الحميدة.. من خلال الخطابات والقصائد والأغاني والأناشيد وما إلى ذلك.
- يحظر على الانتهازيين استغلال هذه المناسبة واعتبارها فرصة للبروظة والشفط واللهط؛ كقيامهم بملء الساحات والشوارع بمضافات ومجالس العزاء, وزرع اللافتات والصور والتماثيل التي تمجّدني في كل مكان.. وخاصة تلك الصور التي يلصق على زاويتها شريطٌ أسود, فأنا لا أحبّها أبداً.
- يحظر على كبار رجالات الدولة (من مدنيين وعسكريين) حضور جنازتي, لأن قلبي من الحامض لاوي.. وأتمنى على حكومتنا الرشيدة عدم الإيعاز إلى بعثاتنا في الخارج لفتح سفاراتنا لاستقبال المعزّين وتخصيص سجلات فاخرة لكتابة عبارات الرثاء المنافقة من قبل بعض الدبلوماسيين الأجانب.
- ليس من داعٍ أبداً تنظيم الطوابير لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثماني.
- يحظر تخصيص جائزة سنوية باسمي..
- قد يتذاكى البعض ويتشاطر ويقرر جعل بيتي متحفاً وذلك تكريماً لي.. ليتمكن الزوار مستقبلاً من مشاهدة أغراضي ومقتنياتي وحاجياتي الشخصية.. لا أيها الأخوة! عشتُ متواضعاً, وسأموت كذلك, فأنا لا أطيق هذه الفذلكات أبداً.
- أخيراً, أوصيكم بعربة البوشار المسنودة على حائط بيتي والمربوطة بالجنازير مع حديد الشباك, بيعوها ووزعوا ثمنها على الأطفال الفقراء في حارتي, الذين لم يتمكنوا من شراء كيس بوشار واحد منّي طيلة سنوات عملي..



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصورة
- المرآة
- السردين
- العاشق
- دقائق بلا حياء.. ولا خوف
- القطط الضامرة
- مشوار
- روسيا تزداد تعملقاً
- أوباما.. يا بالع الموس عالحدّين!
- عالمكشوووف
- S.M.S إلى الرفيق قدري جميل
- خريف العمر
- من تحت الدلف إلى تحت المزراب
- البصلات المحروقة
- غاز.. غاز!
- حَدَثَ في -بوركينا فاسو-
- اللاءات الخمس و(النعمات) العشر
- الفاكهة المحرّمة
- الطبيب الذي لا يخاف
- قراءة في أعمال المجلس المركزي لهيئة التنسيق الوطنية


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - وصيّة