أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فلاح علي - الرد الروسي في أزمة اوكرانيا يعيد سيناريو الأزمة مع جورجيا















المزيد.....

الرد الروسي في أزمة اوكرانيا يعيد سيناريو الأزمة مع جورجيا


فلاح علي

الحوار المتمدن-العدد: 4409 - 2014 / 3 / 30 - 17:07
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ان الأزمة الاوكرانية أعادت الى الاذهان مجدداً الحرب التي حصلت في جورجيا وما نتج عنها من تداعيات داخلية في جورجيا وصراع اقليمي مع روسيا ومن تداعيات دولية , ففي الوقت الذي لم تتمكن فيه الولايات المتحدة والغرب من نجدة حليفهما ساكاشفيلي رئيس جمهورجية جورجيا من مأزق تورطة في الحرب في اقليمي اوسيتا وافخازيا , وكان الهدف من توريط جورجيا في الحرب هو لضمها لحلف الناتو لمحاصرة روسيا من جهة القوقاز الجنوبية . وان كانت الازمة الجورجية مفتعله و امتداد لأزمة نصب قواعد الدرع الصاروخي في بولونيا وجمهورية التشيك , حيث منذ احداث الدرع الصاروخي في 2007 الى الآن , مرت العلاقات بين روسيا وامريكا بمحطات وتقلبات وتحولات وانتقلت من التنافس الجيوسياسي الى الصراع الجيوسياسي الشديد في العديد من المناطق وفي القضايا الخلافية, رغم ان العلاقة ما بين روسيا وامريكا قائمة على التعاون او الشراكة في قضايا معينة مثل محاربة الارهاب والمخدرات والحد من انتشار الاسلحة النووية , وايجاد حل سلمي للصراع الفسطيني الاسرائيلي وكذلك للملف النووي الايراني والأزمة في سورية .... الخ . لكن هذا لا يلغي الصراع الجيوسياسي بينهما , فالأزمة الاوكرانية لن تكون هي الازمة الاخيرة في تصعيد الصراع في العلاقة بين روسيا وامريكا .
اسباب الرد الروسي في اوكرانيا هي مشابهه لأسباب الرد السريع في جورجيا :
الرد الروسي السريع والذي فاجئ الحكومة الجورجية والادارة الامريكية وحلف الناتو , لم يكن بسبب ان جورجيا ومنطقة بحر قزوين غنية بالنفط والغاز والمعادن فقط , أو كرد على استقلال كوسوفو عن صربية الذي كانت تعارضة روسيا لأنها كانت ضد الحرب في يوغسلافيا الا انها لم تستطع ايقافها بسبب اوضاعها الاقتصادية آنذاك في عام 1999 خلال عهد يلتسن . لم يكن الرد لهذه الاسباب فقط وانما جاء الرد الروسي لأسباب اخرى رغم انه تضمن حينها من توجيه رسالة روسية لأمريكا والغرب وعدد من الدول الاقليمية ومن بينها أوكرانيا ومن هذه الاسباب :
1-ان روسيا تعارض توسع الناتو , وتعارض انضمام دول بجوارها الاقليمي من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق لحلف الناتو .
2-ان روسيا تعارض نشر قواعد لحلف الناتو او قواعد عسكرية امريكية على اراضي الدول القريبة على حدودها , فقد هددت روسيا بولونيا في عام 2007 بضربها باسلحة نووية اذا وافقت على نصب الدرع الصاروخي على اراضيها .
3-ان روسيا ترفض تواجد اساطيل الناتو, او اية قاعدة أخرى للحلف في البحر الاسود . فكان الرد الروسي في جورجيا آنذاك هو رسالة تهديد لدول اوربا الشرقية سابقاً التي تريد منح قواعد للدرع الصاروخي فوق أراضيها , هذا أولاً وثانياً ان روسيا تعارض دخول اوكرانيا لحلف الناتو . وتعتبر ان دخول اوكرانيا لحلف الناتو انها خطوة خطيرة تسهم في تطويق ومحاصرة وعزل روسيا عن محيطها الاوراسي وتهدد امنها القومي , وحرمانها من موقع جيوسياسي هام جداً من تواجد اسطول البحرالاسود الروسي في اوكرانيا . لهذا فان سيناريو الرد الروسي في اوكرانيا يتكرر وكان مفاجئاً لأمريكا والغرب وللنظام اليميني المتطرف الجديد في اوكرانيا .
ما أهمية اوكرانيا بالنسبة لروسيا :
ان اوكرانيا تتمتع بموقع جيوسياسي هام بالنسبه لروسيا كما هو موقع جورجيا , وبلا شك ان اوكرانيا اكثر اهمية , وذلك لوجود حدود مشتركة فيما بينهما , وهذا يعني انها اكثر قرباً الى موسكو من حيث الموقع الجغرافي . اضافة الى ان المناطق الشرقية والجنوبية تقطنها غالبية روسية . والاكثر اهمية هو تواجد الاسطول الروسي الحربي في البحر الاسود في شبه جزيرة القرم . وفق اتفاقيات تنتهي في عام 2017 الا انه بعد انتخابات عام 2010 في اوكرانيا تم تمديد الاتفاقية لعام 2042 . كما ان السياسة الخارجية الروسية , ترتكز بالاساس من الانطلاق من محيط روسيا الاقليمي ( اوراسيا) , وهي مجموعة دول من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق , وتعتبر اوكرانيا من اهم الدول الاوراسية , من حيث الموقع والاهمية وما تملكة من مصادر وكبر المساحة , ففي ظل السياسة الخارجية الروسية ومصالح امنها القومي يكون من المستحيل ان توافق روسيا على ضم اوكرانيا لحلف الناتو او اقامة قواعد عسكرية للحلف على اراضيها رغم استقلال اوكرانيا , لهذا جاء الرد الروسي سريعاً.
ماهي اوجه التشابه والاختلاف في نتائج الرد الروسي في الأزمتيين :
عندما بدأت جورجيا هجومها العسكري في 7-8-2008 على اقليمي أوسيتا وأفخازيا , كان الرد الروسي سريع ومذهل بالنسبه لجورجيا ولأمريكا والغرب حيث في 8-8-2008 قامت القوات الروسية بالتوغل في الاراضي الجورجية لحماية المواطنيين الروس القاطنيين في اقليمي افخازيا وأوسيتا , وعلى اثر ذلك أعلنت الأدارتيين في الاقليميين استقلالهما عن جورجيا واعترفت روسيا باستقلال الاقليمين. ودعمت إستقلالهما وأقامت علاقات دبلوماسية مع الجمهوريتيين , ووقعت معهما اتفاقات للتعاون والصداقه , وسمحت الاتفاقيات بينهما بأقامة قواعد عسكرية روسية على اراضي الجمهوريتيين . ان كان الرد الروسي في جورجيا يمثل رسالة لأمريكا والغرب واوكرانيا ودول اخرى , فجاء الرد الروسي في أزمة اوكرانيا وكأنه يمثل اكثر من رسالة تحذيرية , وكأنها رسالة بالستية أصابت هدفها . فالازمة الاوكرانية وما نتج عنها من تداعيات على الصعيد الداخلي , من سيطرت المتطرفيين على الحكومة والبرلمان , قابلة رد من جانب سكان شبه جزيرة القرم بالقيام باستفتاء على مصير الجزيرة في يوم 16-3-2014 وكانت نتيجية الاستفتاء هو انضمام شبه جزيرة القرم الى روسيا , وانفصالها عن اوكرانيا , واعتراف روسيا بها , وبدأت روسيا بأتخاذ اجراءات قانونية لضمها الى روسيا , وهذا يعني استحالة عودة شبه جزيرة القرم الى اوكرانيا , وكما في ازمة جورجيا ظهرت ازمة في العلاقة بين روسيا وامريكا وبعض دول الاتحاد الاوربي , ظهرت نفس الازمة في العلاقة في الازمة الاوكرانية , ولكن بشكل اكثر حده , وأكدت الازمتيين على ان النتائج كانت واحدة , رغم ان روسيا لم تخوض الحرب في اوكرانيا كما في جورجيا . في الازمتيين لجأت الولايات المتحدة وبعض دول الغرب الى توجيه رسائل اعلامية الى روسيا , وتهديد بالمقاطعة والحصار الاقتصادي والتجاري لروسيا لكن على ارض الواقع , في الازمة الجورجية كان الاتحاد الاوربي منقسم بعضه ضد العقوبات وقاد ساركوزي وساطة ونجحت , اما في الازمة الاوكرانية وان اتخذت عقوبات لكنها لا تزال اشبه بالتحذيرية وغير مؤثرة على الاقتصاد الروسي لدرجة كبيرة , او لموقع روسيا كقطب دولي , ومع هذا يلاحظ العالم ان روسيا ماضيه في اجراءاتها القانونية لضم شبه جزيرة القرم , والغاء الاتفاقيات السابقة مع اوكرانيا خاصة فيما يخص تواجد اسطول البحر الاسود, ومع هذا تهدد روسيا بضم شرق وجنوب اوكرانيا كورقة تلعب فيها للضغط في تسوية الازمة وفق شروط موسكو .
ما هي عناصرالقوة والضعف لدى روسيا وامريكا والغرب في ازمة اوكرانيا :
ان المعطيات على الارض تؤكد ان امريكا ومعها الغرب لا يملكون اوراق رابحة يساومون عليها في اوكرانيا او للضغط على روسيا لأجبارها على التخلي عن شبه جزيرة القرم . وعلى العكس نجد ان روسيا لديها عناصر قوة تمكنها من ان تكون اكثر تأثيراً وحسماً للامور في اوكرانيا من امريكا والغرب , وبهذا فان روسيا قادرة على المناورة اكثرمن امريكا بحكم ما تملكة من اوراق رابحة في المنطقة الاوراسية وفي اوكرانيا بالذات . ان عناصر القوة والنفوذ الروسي تكمن في مجموعة من العوامل والاسباب منها :
1-عوامل اقتصادية :روسيا قدمت مساعدات مالية بقيمة مليار دولار, شهرياُ ماقدمته ما بين 80 الى 90 مليون دولارلأوكرانيا ليس بمقدور امريكا في ظل ازمتها الاقتصادية والغرب متمثلاً بالاتحاد الاوربي توفير هذه المبالغ . كما ان الصناعات والاقتصاد الاوكراني يعتمد على النفط والغاز الروسي وان روسيا تقدم هذه المواد لاوكرانيا باسعار مخفضة جداً . اضافة الى ان هناك تبادل تجاري واقتصادي لبضائع اخرى فيما بينهما ,فروسيا من الجانب الاقتصادي هي اكثر تأهيلاً لأن الاقتصاد الروسي في نهوض ومتنوع ومتطور . كما ان روسيا نظراً لنهوضها الاقتصادي ((اشترت سندات استثمار من الخزانة الامريكية بقيمة 100 مليار دولار في العام الماضي , وبهذا فان روسيا قد تضطرلسحب سندات الاستثمار من الخزانه الامريكية وقد تشجع الدول التي تربطها علاقات واتفاقات معها مثل الصين مثلاً على تفريغ سندات الخزانه الامريكية وتفريغ الدولار . وهذا سيؤدي الى انهيار النظام المالي في الولايات المتحدة الامريكية )),(1) كما ان العقوبات الاقتصادية التي اتخذتها امريكا وبعض دول الاتحاد الاوربي ضد روسيا هي غير مؤثرة بفاعلية على روسيا . وتؤكد المعطيات على الارض ان معظم العقوبات ضد روسيا ستعاني منها الولايات المتحدة نفسها ودول الاتحاد التي تشاركها في العقوبات.
2- من الجانب العسكري :ان وجود اسطول البحر الاسود في اوكرانيا وانتقال قطعات منه الى البحر الابيض المتوسط ,ولقرب اوكرانيا الى روسيا فان القدرات العسكرية الروسية في البحر الاسود هي افضل من القدرات العسكرية الامريكية وحلف الناتو , وبهذا تستطيع القوات الروسية التحرك السريع وبفترة قياسية وبدون تكاليف مالية عالية من تحقيق اهدافها , وامريكا والغرب تواجهما صعوبات كثيرة منها عدم وجود قواعد وسفن لهما في البحر الاسود اضافة الى الاعباء المالية الكبيرة وبعد المسافة, ورغم ان امريكا لديها تنافس او صراع مصالح شديد مع روسيا لكنها لا تريد المواجهه المباشرة معها لانه ستكون هناك كوارث لكلا البلدين وبلدان المنطقة بحكم ما يملكاه من اسلحة نووية. لا سيما وان امريكا تعرضت الى خسائر بشرية والى اعباء مالية كبيرة والى فشل في سياستها الخارجية بسبب انها دخلت في حرب في افعانستان وفي العراق وفي ليبيا ومعها حلفائها الغرب فهم غير قادرون على القيام بمغامرة جديدة مع دولة عظمى , ولديها قدرات عسكرية واقتصادية وحلفاء واتفاقيات مع عدد من الدول التي تملك امكانيات عسكرية واقتصادية مثل دول اتفاقية شنغهاي واتفاقية BRIKSبريكس .
3- من الناحية القانونية : ان روسيا تملك مبررات قانونية للتدخل ولحماية ومساعدة سكان القرم ذات الاصول الروسية ,بالاستقلال والانضمام الى روسيا ولديها ايضاً في المناطق الشرقية والجنوبية من اوكرانيا مواطنيين روس قاطنيين في اوكرانيا , اذا طلبوا الحماية من روسيا ضد اعتداءات او هجمات المتطرفيين الاوكرانيين , فان روسيا لا تتردد في التدخل لحمايتهم عسكرياً , هذه الورقة في القانون الدولي تعتبر الى جانب روسيا ,ان الولايات المتحدة الامريكية وبعض دول الغرب لا يمتلكون هذه الورقة.اضافة الى انه هنالك العديد من مصادر القوة تمتلكها روسيا في المنطقة الاوراسية .
الاستنتاجات :
1-ان الرد الروسي في الحرب في جورجيا وفي ازمة اوكرانيا اكد على ان روسيا قادرة على اتخاذ خطوات عملية ولم تكتفي بالتصريحات فقط . كما ان روسيا في كلا الازمتيين اكدت على اثبات القدرة القتالية العالية لقواتها المسلحة . كما اكدت روسيا من خلال قدرتها على الرد السريع على اثبات ليس فقط على ان لها دور فاعل في منطقة القوقاز وفي اوراسيا . وهي المسؤولة على الحفاظ على الامن والاستقرار في هاتيين المنطقتيين, وانماايضاً على انها دولة قطبية لا تسمح بتفرد قطب بتقرير مصير دول وفي والهيمنة في العلاقات الدولية وهذا ما تجلى بشكل اكثر وضوحاً في الازمة الاوكرانية .
2- الوقائع على الارض تؤكد ان روسيا تنظر الآن للسياسة الخارجية الامريكية بانها تشكل مصدر خطرعلى المصالح الروسية . لهذا كان الرد الروسي عنيف في بعض الازمات , وهو تصعيد للتنافس والصراع مع الولايات المتحدة كرد لأستفزازاتها لروسيا .لكن الواقع على الارض يؤكد ان هذا التصعيد لا يشكل بالضرورة العودة الى اجواءالحرب الباردة والى سباق التسلح بين موسكو وواشنطن , وكما يبدوا هو عودة بطيئة ومتدرجة لأستعادة بعض مناطق النفوذ التي فقدتها روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في مرحلة يلتسن .ولتغيير قواعد التعامل مع امريكا , لأن روسيا سعت لأستعادة التوازن الدولي , ولها دور فاعل في السياسة الدولية وهي الآن دولة قطبية وتسعى لأقامة نظام دولي متعدد الاقطاب .
3- أما على صعيد قدرة امريكا والغرب على عزل روسيا، او فرض حرب اقتصادية تجارية على روسيا, فهذا حسب الخبراء لا يعدو كونه كلاماً للاستهلاك، لأن أميركا اليوم بحاجة ماسة للحفاظ على استثماراتها في روسيا ويصعب تعويضها في بلد آخر في العالم، اضافة الى ان روسيا لديها سندات في الخزينة الأميركية تصل الى اكثر من 150مليار دولار حسب وكالة انباء نوفوستي . بإمكانها إذا عرضت بيع هذه السندات في السوق أن تدفع النظام المالي الأميركي إلى الانهيار وإلى نهاية سيطرة أميركا على النظام المالي الدولي، اضافة الى ذلك فأن الاتحاد الاوربي غير موحد وغير جاد باتخاذ قرارات الحصار الاقتصادي والمقاطعة ضد روسيا , لأن يعض الدول في الاتحاد هي تعتمد صناعاتها على النفط والغاز الروسي بنسبة 40 وبالذات المانيا وفرنسا وبريطانيا . فان هذه الدول وغيرها من دول الاتحاد تحتاج الى العلاقات التجارية مع روسيا لاستيراد الغاز الروسي ومصادر الطاقة وكذلك تحتاج الى السوق الروسية لتصدير منتجاتها .
4- أن المعطيات تؤكد ان امريكا والغرب ليس بمقدورهم القيام بمغامرة كمواجهة عسكرية مع روسيا , ان رجحان الكفة في الازمة الاوكرانية لصالح روسيا على كل المستويات , وارى من وجهة نظري انه ستفرض روسيا على امريكا والغرب تسوية في اوكرانيا كأن تبقى اوكرانيا حيادية وتجري انتخابات حرة وديمقراطية فيها سيحصل فيها حلفاء روسيا على تمثيل فاعل في البرلمان. كما فرضت ذلك عند تسوية الازمة في جورجيا , وسترضخ امريكا والغرب لشروط موسكو في تسوية الازمة بعدم انضمام اوكرانيا لحلف الناتو وعدم اقامة اي قاعدة على اراضيها او في مياهها.كما ان لروسيا اوراق اخرى تلعب فيها في حالة رفض امريكا والغرب والمتطرفون اليمينيون القبول بشروط روسيا , فقد تلجأ لحماية مواطنيها من استفزازات المتطرفون اليمينيون بالسيطرة على المناطق الشرقية والجنوبية , وبهذا ستكون في موقع اقوى بفرض شروطها عند تفاوضها مع الغرب حول ازمة اوكرانيا .
5- الولايات المتحدة الامريكية والغرب , ضنوا انهم انتصروا في اوكرانيا , بعد ان تواصلت الاحتجاجات , لا سيما بعد ان وقع الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيش مع المعارضة في 21 شباط / 2014 اتفاق بوساطة اوربية وامريكية وموافقته على معظم مطاليب المعارضة , بما فيها اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة , الا ان المعارضة رفعت من سقف مطاليبها , بلا شك بدعم امريكي واوربي , وحذرت روسيا من ذلك التصعيد , الا ان قادة الغرب تجاهلوا التحذيرات الروسية , الى ان استولت المعارضة على السلطة . هنا ارى انه تصورت امريكا والغرب انهم كسبوا المعركة واصبحت اوكرانيا بين ايديهم , الا ان الرد الروسي في الشوط الثاني من المعركة , كان مفاجئاً لهم ومذهلاً , رغم انه كان التغيير سلمي , بسيطرة سكان مدينة القرم على المواقع الحساسة في المدينة واقاموا استفتاء في يوم 16-3-2014 وكانت النتيجة الانضمام الى روسيا , فكانت نتائج المعركة في اوكرانيا في شوطها الثاني خسارة كبيرة لأمريكا وممكن تسميتها خسارة استراتيجية وفشل للسياسة الخارجية الامريكية , وهذا ما يؤكد ان الامريكان وحلفائهم في حلف الناتو , لا يجيدوا قراءة التحذيرات الروسية , وليس لديهم دراية بخطط روسيا المدروسة التي وصلت اليهم في رسالة اولى رداً على نصب الدرع الصاروخي , وفي رسالة ثانية في ازمة جورجيا , وفي رسالة ثالثة في ازمة سوريا , وهذه هي الرسالة الرابعة في ازمة اوكرانيا وكانت بحق رسالة روسية بالستية اصابت هدفها .
9- ما اكدته الازمة الاوكرانية وازمة جورجيا وازمة سوريا وغيرها ان الولايات المتحدة الامريكية هي صانعة للازمات في العالم , ليست فقط الازمات المالية وانما الازمات السياسية , وتسخين العلاقات الدولية , والتدخل في شؤون الدول , يقابلها فشل استراتيجي في سياستها الخارجية .
30-3-2014
1- جريدة الاهرام في 18-3-2014



#فلاح_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعثر مفاوضات جنيف 2 لايعني فشل الحل السياسي (2-2)
- تعثر مفاوضات جنيف2 لايعني فشل الحل السياسي (1-2)
- اليسار العراقي وآفاق وحدة العمل والنشاط المشترك
- عشرة ايام هزت العالم وغيرتهُ وعشرة سنوات هزت العراق ولم تؤسس ...
- الدور الروسي في اقامة التوازنات الاقليمية الجديدة
- فتاوي القتل والتكفير ينتجها اصحاب الضمائر الميتة (2)
- فتاوي القتل والتكفير ينتجها اصحاب الضمائر الميتة
- تحالفات التيار الديمقراطي الى اين
- حل الأزمة السياسية في سورية على ضوء نتائج لقاء بوتين وأوباما
- العدوان الاسرائيلي وآليات تغيير قواعد اللعبة في الازمة السيا ...
- رؤية حول النتائج التي حصل عليها التيار الديمقراطي في انتخابا ...
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
- خيار الحل السلمي للأزمة السورية لا يلبي مصالح امريكا وبعض دو ...
- ليس بالسىلاح وحدة تنتصر ثورات الشعوب
- خريف الاسلام السياسي قادم وفرص المناورة اصبحت محدودة
- التواجد العسكري الروسي في البحر المتوسط وابعاده الاستراتيجية
- رسائل من روسيا الى عواصم العالم تحمل مضامين
- خليفة العراق الجديد هل سيتمكن من تحقيق توجهاته في بناء الدول ...
- وحدةالعمل والنشاط المشترك لقوى اليسار والديمقراطية ضرورة نضا ...
- صور مُشرقة من المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي (2)


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فلاح علي - الرد الروسي في أزمة اوكرانيا يعيد سيناريو الأزمة مع جورجيا