أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الفكر العربي وتحديات عالم متعدد الهويات ج1














المزيد.....

الفكر العربي وتحديات عالم متعدد الهويات ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4409 - 2014 / 3 / 30 - 02:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفكر العربي وتحديات عالم متعدد الهويات
أعتاد العقل العربي أسلوب المقارنة بالتشخيص وهذه المقارنات في حدودها العامة تدور في محورية القطب المزدوج الأبيض والأسود وهنا نشأت فرضية أن ألعالم مع أو ضد لا توجد تعدد ولا إمكانية التدرج بين اللونين الأبيض والأسود ,وحتى على مستويات عدة من الفكر العربي تطالعنا هذه الإشكالية في الفن والثقافة كما في عالم الفكر السياسي لا نقبل عادة إلا بهذا المفهوم ولا نستسيغ التعدد ,ليس لأن العالم خالي من التعدد ولكن للمقدمات التي طبقت على أساليب الإعداد الفكري ابتدأ من الدين والعرف مرورا بالتعليم والتنشئة وحتى في العلاقات الفردية , هناك الموت والحياة , هناك الجنة والنار , عدو وصديق لا يمكن أن نتقبل أن تكون الجنة والنار بينهما خيارات أخرى ولا عوالم أخرى تتعدد بحسب ما يريد الله,صحيح أن الله تعالى وصف الجنة كما وصف النار ولكن لم تجزم النصوص بعدم وجود عوالم أخرى بل أكدت في بعض منها وجود عالم أخر وهذا دليل أن الثنائية ليست خيار مطلق , الأعراف عالم أخر بين الجنة والنار قد لا نفهم حدوده ومعناه ولكن متأكدين من وجوده نصا فلم نجزم بأن النهاية لا بد أن تكون خيارا من خيارين.
هذا التحدي لا تعاني منه حركية الفكر ذاتيا وفي تكوينها ولكن أيضا ترفض أن تتعامل مع الألوان الخارجية حتى لو لم تكن لها امتداد أو تأثير في المعطيات وفي المقدمات بل وأحيانا تسقط عللها وأمراضها على الموضوع خارجا كونها لا تتلاءم ولا تستسيغ الألوان,فتتهم الكر المقابل بالتلون واعدم الجدية وأحيانا ترفض أن تسلم أن للفكر حرية خارج ما تؤمن به هي , عليه فإن مشكلة الفكر العربي مع الأخر ليس لأن الأخر فقط مضاد ومناقض لكنه أيضا مرفوض لأنه ليس من ذات النمط الحدي الذي لا يقبل تعدد الرؤى وتنوع الألوان الجزئية والكلية له.
من مفردات الفكر العربي التي كثيرا ما حضرت في طياته ومن خلال جزئيات حاضرة مسألة الصراع بين الحداثة والأصالة من جهة وبين الموروث الفكري والمستجد المعرفي من جهة ثانية , ففي العلاقة الأولى عموم وغالبية الفكر العربي يتشدق بالأصالة ويعتبر أن التوصيف هذا يحفظ للثقافة العربية كينونيتها ولا يجب أن يزاوج ابدا بين الأصالة والحداثة لأن في ذلك أفساد لكليهما دون ان تثمر نتيجة مناسبة تتيح له أن ينطلق إلى فضاءات أمثر قدرة على الحضور في المسرح الإنساني يدعم هذا التوجه قراءة الفكر العربي للحداثة أنها دعوة للقطيعة مع الماضي وكأن الماضي هو الأصالة , الخلل يتحدد في معنى الأصالة وليس أيضا في طرح الحداثة.
في العلاقة الثانية يشكل الموروث الفكري بقداسته المزعومة سببا كونيا في تقييد الفكر العربي بالماضي وربط نتائج القراءة في جميع زوايا بروحية الماضي مما يشكل للفكر العربي حالة من التغريب والاغتراب عن الواقع ويبعد بذلك حضوره في عالم لا يرى إلا بعيون واسعة تتخذ من الحاضر نقطة انطلاق وللمستقبل تتجه كل زوايا النظر , وحتى المحاولات اليتيمة للتخلص من طوق الآرث تواجه بموجه من التكفير الفكري تصل حد الخيار الوجودي من قبل مؤسسات تمسك برقبة الفكر العربي وتلقى دعم المؤسستين الأهم السلطة بوجهها القبلي العائلي المدجج بعسكرياتية مأجورة وبين مؤسسة دينية حليفة لا تتهاون بضرب حتى القواعد الأسية للإيمان حفظا على مشاريع القبيلة والسيد المطاع فيها.
البعض يربط بين قصور الفكر العربي من تناول جوهر القضايا العربية وتخلفه المستديم عن ملاحقة التطور البنيوي والشمولي للفكر الإنساني , ويلصق الإشكالية بالعقل العربي وبتكوينه والحقيقة أن العقل العربي مجردا من التسميات ليس مسؤلا حقيقيا عن ذلك والدليل أن العقول المهاجرة والتي أستطاعت تحت مقدمات ومعطيات متحررة ان تتجاوز هذه الإشكالية ونجحت أن تنطلق في مساهمات واعدة تجلت بالكثير من النتاج الإنساني خارج المألوف الفكري العربي , المسألة ليست عنصرية ولا تركيب العقل بقدر ما هي في إشكاليات صياغة هذا العقل وإعداده في المجال المادي وفي أساسه الروحي المتزمت الناهي عن التطور والتمسك بماضوية شعورية خفية تتغلغل بين الفكر والعقيدة وبين الوجود والخصيصة , وعلينا كأصوات خارج هذا الإطار أن نشجع عملية التحرر من القيد هذا ليس بجلد الذات العربية بل بمدها بالعزيمة التي تمنحها المشروعية والقدرة على التحرك والحراك الليبرالي المتمدن بما يفرز حدود واضحة بين المذهب السلفي الفكري القائم على تقديس الأنا وبين التيار الإنساني الموشح بالحرية والمتخلي عن المسمى الضيق لصالح العنوان الأهم وهو الإنسان مجردا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر العربي وتحديات عالم متعدد الهويات ج2
- الموت على سرير الآلهة _ قصة قصيرة ح2
- الموت على سرير الآلهة _ قصة قصيرة ح1
- الزمن وعلم الله ج3
- الزمن وعلم الله ج2
- الزمن وعلم الله ج1
- سرك الحب
- الفلسفة الافتراضية وجه أخر لعالم جديد ح2
- الفلسفة الافتراضية وجه أخر لعالم جديد
- لك أخي الراحل _ كلمات للراحل د محمد بديوي الشمري
- غير أني لا أتذكر _ قصة قصيرة
- أشتراطات التغيير والعمل السياسي في العراق ح2
- أشتراطات التغيير والعمل السياسي في العراق ح1
- امرأة من حرير _ قصة قصيرة
- الهوية الفكرية للمجتمع العربي ح3
- الهوية الفكرية للمجتمع العربي ح2
- الهوية الفكرية للمجتمع العربي
- الحب الأول _قصة قصيرة
- الإسلام وواقع المسلمين ج2
- الإسلام وواقع المسلمين


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الفكر العربي وتحديات عالم متعدد الهويات ج1