أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عمر صباح الهيتي - الانتفاضات الشعبية - المقدمات - الاسباب - الاثار














المزيد.....

الانتفاضات الشعبية - المقدمات - الاسباب - الاثار


عمر صباح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4408 - 2014 / 3 / 29 - 21:38
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الانتفاضات الشعبية : المقدمات – الأسباب – الآثار


• المقدمات – سمات الأوضاع العامة في البلدان العربية قبيل انطلاق الانتفاضات العربية .



الحديث عن الانتفاضات الشعبية العربية يتطلب قراءة صحيحة وعميقة لواقع البلدان العربية التي شهدت هذا التغير – الانتفاضة – قبل حدوثها وانطلاق شرارتها المتمثلة بحرق محمد البو عزيزي نفسه ، وأعد استشهاد البو عزيزي انطلاقة لامتداد هذه الانتفاضة من تونس الى بلدان اخرى سرعان ما تلقفتها للمطالبة بالتغير .

أتسمت الانظمة العربية قبيل الانتفاضات الشعبية بعدة سمات آثرت في بلورة هذا الحلم البعيد المنال والسعي الجاد لتحقيقة نتيجة لممارسات قمعية ، وتدني المستوى المعيشي والحالة الاقتصادية – الاجتماعية نتيجة للسياسة وللنهج الذي أعتمدته الانظمة العربية التقليدية من خلال التضيق والقمع للحريات التي مارسته تلك الانظمة منذ وصولها الى السلطة عبر الانقلابات العسكرية ، ونتيجة للطريقة المعتمدة في تداول السلطة وحصرها بالاسرة وحلقة ضيقة مقربة من النظام . لم تعرف البلدان العربية شكلا حقيقا او نهجا سلميا للأنتقال السلطة ديمقراطيا وتأسيس لدولة مؤسساتيه تعتمد نظام الكفائة وتعمل بنظام الفصل بين السلطات ، وأن جميع هذه الأنظمة عملت على الجمع بين السلطات وحصرها بشخص واحد متمثل برئيس الدولة ، وتوزيع جميع المناصب السيادية الى أشخاص مقربين او تربطهم صلات عائلية بالنظام وهذا ما اضفى على النظام الطابع العائلي وأختزل الدولة والحزب بالعائلة والعشيرة ، بالاضافة الى ان مجالس الشورى او النواب كانت مجرد مجالس شكلية تعمل على تحسين صورة النظام . كل هذه المظاهر بنتيجتها تجهز على المجتمع المدني هذا سؤدي بالنتيجة الى بروز قوى دينية بعد التغير مباشرةً وهي التي كانت على هامش الثورة واخر من لحق بها ، ولكن للأسباب التي ذكرناها من خنق الحريات والتضيق لم يخلق وعي وخيار لدى الناخب في بلدان الربيع العربي وهذه الحالة لا تمثل نهاية المطاف بل انها مرحلة من مراحل التغير وان بدائل التغير مازالت قائمة لحين تحقيق منجزات هذه الانتفاضات وتحولها الى ثورة مجتمعية حقيقة .

عمل النظام على تجير الاعلام لصالحه ، بدوره أخذ الاعلام بتسويق الدعاية للسلطة والنظام وعمل بشكل ممنهج على تشويه الثقافة وتزيف الرأي العام للعالم وتسويق أكاذيبه في الداخل والخارج ، وهنا لابد ان نذكر الواقع الاجتماعي والاقتصادي للشعوب العربية قبيل الانتفاضات من حيث تدني المستويات المعيشية وارتفاع نسبة البطالة والفقر وتهميش قطاعات واسعة من الكفاءات العلمية والاكاديمية ، وخلقَ تفاوت طبقي كبير بالاضافة الى عمله على تذويب شكل الطبقة الوسطى التي كانت تتمتع نوعا ما بحالة اقتصادية جيدة ، وكذلك عمل النظام على خلق نقابات لا تمثل الشرائح المنطوية تحتها ودفع النظام ببمثلية للأستيلاء على النقابات وتجيرها لصالحه ايضا .





كل هذه الاسباب بالاضافة الى السياسية الاقتصادية التي انتهجتها الانظمة العربية " السياسة الاقتصادية الليبرالية " التي أدت الى خصخة القطاع العام وبيعة لرؤوس اموال اجنبية واستقطابها للرأسمال الاجنبي وبذلك خلق حالة متدنية من المستوى المعيشي حيث ان اغلب الشرائح لم تسلم وتستفاد من هذه السياسة الاقتصادية التي كان يمليها صندوق النقد الدولة ومنظمة التجارة العالمية . حيث ان اغلب هذه الدول اعتمدت على مصدر واحد ففي دول الخليج اعتمدت هذه الدول على الريع النفطي وعملت على الغاء الزراعة والصناعة المحلية مما خلق ثقافة استهلاكية ، وفي مصر اعتمدت على السياحة وموارد قناة السويس والمساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة الامريكية للنظام ، وكذلك الحال في تونس هذا بدور ادى الى مديونية الدول العربية للخارج ولتسديده عملت الانظمة الى فرض ضرائب تصاعدية على المواطنين وخلق قطاعات واسعة من البطالة وتسريح العمال بالاضافة الى ذلك ان حالة التضخم بازدياد تقابلها نسبة ارتفاع طفيفة في اجور العمال والموظفين التي لا تناسب هذا التضخم بالاضافة الى ازدياد اسعار المواد الاساسية وتدني مستويات الخدمات الصحية التي أرهقت المواطن العربي وخلقت لديه حالة من اليأس والتذمر .

بالنهاية ادت كل هذه الاسباب الى حالة من التمرد لدى الشعوب العربية حيث ان حادثة محمد البو عزيزي لم تكن هي السبب الاساسي لأشعال هذه الانتفاضات بل ان الازمة البنيوية التي كانت عليها هذه الانظمة هي التي ادت الى اشعال فتيل هذه الانتفاضات وأنتقالها من دولة الى اخرى مثلما النار في الهشيم ، وأن القوى التي حركت هذه الانتفاضات هي بالغالب الاعم الشريحة الشبابية بسبب معاناتها من الفقر والتهميش والبطالة واليأس . وعلينا ان لا ننسى ايضا ان الازمة الاقتصادية العالمية ظهرت هزاتها الاردتداية كان ظهورها جليا وواضحا في العالم العربي نتيجة لمطالبة الدول التي عانت من هذه الازمة بديونها من هذه الانظمة وخطط التقشف التي اعتمدها صندوق النقد الدولي والدول المتظررة من الازمة لخروجها منها عملت على تشكيل وبلورة حركة احتاجية واسعة ادت بنتيجتها الى افراز قيمها الاحتجاجية لدى الشباب العربي في هذه المنطقة . ولا ننسى ايضا ان نشير بالتأكيد ان الانتفاضات العربية لم تنتشر بدافع عاطفي ورغبة في تغير الانظمة أو بدافع ارادوي ذاتي مثلما يتخيل للبعض من لاشي على العكس تماما فأن شرارة محمد بو عزيزي كسرت حاجز الخوف فقط عند الشباب والقوى التي خرجت للمطالبة بالتغير ، وأن شعار هذه الحركات " كرامة – حرية - عدالة اجتماعية " او " خبز وكرامة " كانت تعبر عن جوهر هذه الازمة التي مارستها الانظمة مما ادت الى اشعال فتيل هذه الانتفاضات في مختلف الدول العربية .



#عمر_صباح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عمر صباح الهيتي - الانتفاضات الشعبية - المقدمات - الاسباب - الاثار