أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - (السيسي) المصري .. و(السيشي) العراقي














المزيد.....

(السيسي) المصري .. و(السيشي) العراقي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4408 - 2014 / 3 / 29 - 15:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الحدث المصري الذي انجب السيسي لم يكن حدثا بسيطا على شاكلة الأحداث السابقة, وحتى الكبير منها, فالتناقضات التي أنجبت تلك الأحداث كانت قد بانت أشكالها بفعل أن تقسيم الساحة العالمية والإقليمية والوطنية كان واضحا ومستقرا كما أن سرعة الأحداث لم تكن كما هي حالها اليوم بحيث أن المعادلات الأساسية المستقرة كانت اسست لوضوح في الرؤى والإصطفافات. ولذا لم يكن صعبا الحكم على الأحداث بوضوح أفضل مما عليه الحال الآن. مثلا, من كان يتصور أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تنحاز للأخوان المسلمين على حساب الحركة العلمانية في مصر, ولو أننا طبقنا القياس, وهذا ما فعلناه, لتعجبنا كيف يمكن لدولة ساهمت في إعادة بناء المانيا وكوريا الجنوبية ودعم الديمقراطية هناك تلجأ إلى غير ذلك في العراق فتقف إلى جانب الحركات الإسلامية يوم إكتشفنا أنها مالت إلى المالكي بدلا من علاوي.
من الخطأ ن ندخل إلى حساب الأمور بمنطق العمالة للأجنبي بعيدا عن حساب التداخل في المصالح, وحتى مع تعريف العمالة فإننا لم نكن نميز بين عمالة وظيفية وبين عمالة تخادمية وبين عمالة فقهية حتى نستطيع أن نصل إلى المعنى الحقيقي للمفردة ونضع أفكارنا, وليس جهودنا فقط, في خدمة مضاداتنا الثقافية والسياسية. ولو تتبعنا قصة العمالة هذه وطرق التراشق بها لما ظل بإمكاننا ان نحكم على اي حدث أو اي شخص دون أن نحسبه عميلا فنكون بالتالي قد وضعنا الأساس لثقافة سياسية مرتبكة وغير قادرة على أن تجد ذاتها في عالم اليوم المتصادم والمتصارع والمتداخل المصالح.
مع الحالة المصرية سالني أحد الأخوة في معرض إختلافه معي حول طبيعة الحدث وهوية القوى التي تقف وراءه.. كيف تفسر موقف السعودية والإمارات الداعم لحركة السيسي. وهو ربما أراد أن يقول أن السيسي هو عميل سعودي بإمتياز وأن الحركة التي قادها لا بد أن تكون قد أتت بوحي وحتى بتخطيط من السعودية. وقدسألني صاحبي أيضا لذات المغزى.. لماذا لم يتحرك السيسي وربعه إبان الإنتفاضة ضد مبارك في حين أسرع لنصرة الإنتفاضة ضد الأخوان.
هو كان يعتقد أن ذلك سيكون دليل إدانة لتلك الحركة, وفي ظني أنه أخطأ بداية من العنوان, فالحركة في الأساس لم تكن حركة السيسي, ولا كان هو الذي اسس لها أو خطط لسياقاتها. لأن إقترابا كهذا يهمل حقيقة الثلاثين مليون الذين خرجوا لرفض حكم الأخوان, ولذا فإن دخول السيسي على الخط بعد ذلك لا يلغي حقيقة انه كان إستجاب لنداء التمرد, أو قد يكون, في تعريف الآخرين, قد ركب الموجة, وفي الحالتين فإن الحركة بالأصل كانت حركة شعب رافض لأخونة الدولة وليست حركة عسكر.. لم يكن السيسي قائدا للجيش آنذاك, وهو لم يكن صاحب القرار فالطنطاوي هو الذي كان وزيرا للدفاع.. وعلينا أن لا نهمل قيمة التداخلات السياسية, فالسعودية والإمارات كانا لم يجابها بعد فورة التحدي اللتان جابهاها يوم صعد الأخوان في مركز قرار أكبر دولة عربية وراحوا يتصرفون بغرور المنتصر الذي افقدهم توازنهم السياسي, ولذا فدعم الإنتفاضة المصرية جاء لتداخل التحديات والمصالح, وإلا بماذا تفسر أيضا موقف قطر من دعم الأخوان المسلمين بغير أنهم يمثلون الخط الأمريكي هنا, وهكذا يصبح لجوءنا إلى قضية القوى الخارجية لجوء خاطئا, على الأقل في قضية من يتقدم على من, إرادة الداخل أم تقاطعات وتوافقات الخارج.. خروج الشعب المصري بملايينه الثلاثين هو تعبير عن إرادة وطنية رافضة, ولا أدعي أن السيسي بريء من أي تنسيق أو تعاطف مع أية جهة عربية أو دولية, فلقد تراجعت كثيرا إمكانية أن يقدم رجل عسكري على إجراء خطير كهذا دون أضواء خضراء أو دون إدراك أن موقفه له من يناصره, وإلا لكان مغامرا.. قراءة إمكانية الدعم السعودي أو حتى تلمسه قبل إتخاذ القرار قد يكون دليلا على وعي قبل أن يكون دليلا على عمالة أو تبعية. أذكرك بالدعم السعودي والخليجي المفتوح لصدام في الحرب العراقية الإيرانية, فهل كان صدام سعوديا أو كويتيا أو أمريكيا, وهل الثورة ضد نظام الأسد باتت باطلة لا لشيء إلا لأنها مدعومة من السعودية أو قطر ؟!
واليوم فإن أخوان مسلمين العراق يتلقون دعمهم أيضا من السعودية وليس من تركيا وحدها, وتتعاطف معهم قطر إن لم تكن تدعمهم بالمال أيضا.. وإسرائيل نفسها غالبا ما يكون لها وجودها في هذا الحدث أو ذاك وباشكال متعددة, فهل صار علينا أن نقييم أي حدث داخلين عليه فقط من خلال البوابة الإسرائيلية ونهمل قيمة الإرادة الوطنية التي عليها أن تحسب وتستخدم لصالحها حركة المحيط..
نعم في لحظة تاريخية فاعلة إلتقت مصلحة مصر مع مصلحة السعودية, وهل هذا غريب على السياسة, ثم أليست هذه أمنيتنا أيضا, أن تلتقي مصالح العراق الوطنية مع مصالح المحيط وبضمنه إيران والسعودية.. على العكس من ذلك أنا أتمنى أن يحدث ذلك على أن يكون الوصول إلى .. ساحة التوافقات على المصالح يتم من خلال بوابة وطنية..
أعود إلى مسألة السياسي وطنطاوي ولماذا لم يتدخل الجيش آنذاك ضد مبارك..لكن من قال أن الجيش لم يتدخل حينها.. وقفته على الحياد آنذاك وتمرده على رغبات, إن لم يكن قرارات قيادته السياسية المتمثلة في نظام مبارك, ألم يأتي كدعم كبير لحركة الثورة, وبفعل ذلك صار معروفا حينها أن سلطة مبارك باتت تتراجع وتتهاوى.. لكن الأمر إختلف بعدها فالأخوان الذين صعدوا للسلطة إستعدوا الجميع ومن ضمنهم العسكر أنفسهم, ولذا فإن رد الفعل صار يعتمد على أشكال أخرى للتناقضات, وليس من العدل الإسنتاج بالقياس والمقارنات التعويمية أو الإسقاطية.
السيسي يبقى في النهاية إبن مدرسته العسكرية ورؤاه السياسية, وبإمكان المصريين أن يضبطوا حركة الرجل القادم من المؤسسة العسكرية لصالح إلتزامه بدستور وطني, فإن حدث ما يناقض هذا التمني فإن ذلك لا يبرر إسقاط ما سيحدث حرفيا على ما حدث, إذ نحن الآن في مواجهة حالة محكومة بظرفها, والتخوف رغم مشروعيته لا يلغي الحاجة إلى الحدث على الشاكلة التي أتى عليها وإنما يستدعي أن لا يخرج ذلك الحدث عن سياقات التمني وذلك بمزيد من الإحتراسات.
ولقد حضي المصريون بالسيسي فمتى يحضى العراقيون بالسيشي.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرض الخرف المبكر
- صدام أراد أيضا أن (ما ينطيها) وليس المالكي فقط.
- مخاطر التمديد المفتوح لمنصب رئيس الوزراء
- مستحقات النادي الإقليمي ودور الضحية
- ثانيا .. صلاح عمر العلي والحرب العراقية الإيرانية
- صلاح عمر العلي والحرب العراقية الإيرانية
- إنتفاضتان .. كلاهما مجني عليه
- الإنفجار الصدري .. محاولة للقراءة
- شكرا صحيفة الصباح الجديد .. شكرا إسماعيل زاير
- المرجعية الشيعية بين ورطة النظام والنظام الورطة
- إبن ملجم حينما يبكي عليا .. ويزيد حينما يبكي الحسين
- الشيعة.. كمن يقتل نفسه لكي لا يقتله غيره
- الفوز على داعش .. كرويا
- حوار بالأفكار وآخر بالحجارة
- سلوكيات مدانة .. في الموقف من النظام وداعش
- عن القاعدة والسنة وعن إيران والشيعة .. حوار هادئ في زمن عاصف
- حوار حول رجل إسمه عبدالجبار شنشل*.
- عامنا الجديد يبدأ في عرصات الهندية*
- في الربيع القادم سوف ألقاك خريفا
- الدبدوب والذبابة والطبيب والإرهاب


المزيد.....




- هاجمتها وجذبتها من شعرها.. كاميرا ترصد والدة طالبة تعتدي بال ...
- ضربات متبادلة بين إيران وإسرائيل.. هل انتهت المواجهات عند هذ ...
- هل الولايات المتحدة جادة في حل الدولتين؟
- العراق.. قتيل وجرحى في -انفجار- بقاعدة للجيش والحشد الشعبي
- بيسكوف يتهم القوات الأوكرانية بتعمد استهداف الصحفيين الروس
- -نيويورك تايمز-: الدبابات الغربية باهظة الثمن تبدو ضعيفة أما ...
- مستشفى بريطاني يقر بتسليم رضيع للأم الخطأ في قسم الولادة
- قتيل وجرحى في انفجار بقاعدة عسكرية في العراق وأميركا تنفي مس ...
- شهداء بقصف إسرائيلي على رفح والاحتلال يرتكب 4 مجازر في القطا ...
- لماذا يستمر -الاحتجاز القسري- لسياسيين معارضين بتونس؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - (السيسي) المصري .. و(السيشي) العراقي