أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزيز مشواط - الحركات الجهادية و البحث عن الهوية بحد السيف و الدم















المزيد.....

الحركات الجهادية و البحث عن الهوية بحد السيف و الدم


عزيز مشواط

الحوار المتمدن-العدد: 1252 - 2005 / 7 / 8 - 10:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحركات الجهادية و البحث عن الهوية بحد السيف و الدم
كي يصطف كل من ابن تيمية, محمد عبده, الأفغاني,ومحمد بن عبد الوهاب ضمن التيار السلفي؟و كيف تتمظهر الاستمرارية الفكرية لهؤلاء باعتبارهم مرجعا يتم تبني أفكاره من قبل الحركات الإسلامية الحديثة بدءا من بداية القرن 20و انتهاء بالصراع الدائر حاليا بين الغرب ممثلا في الولايات المتحدة الأمريكية و تنظيمات الجهاد يين الممثلة في القاعدة؟و كيف تشكل الحركات الجهادية بحثا متواصلا عن هوية مفتقدة في عالم متغير؟
الحركات الجهادية والبحث عن الهوية المفتقد
يحيل مصطلح السلفية الجديدة على نية قاصدة إعادة صياغة الإسلام ضد كل الأشكال المصطنعة للفهم الذي لا ينطبق مع المرجعية التيمية إنها رؤية جديدة ضد "الغوربة" الحاصلة في الوقت الحاضر لذلك فإنها تحيل على تصور عام أكثر مما تحيل على مذهب ملموس.
وهكذا تتحدد الأصولية الجديدة أو السلفية انطلاقا من عنصرين:نسخها الفقهي و نزعتها الثقافية المعادية للغرب, إنها رؤية صارمة و حرفية للرسالة القرآنية في صياغتها الحنبلية فكل شيء يرجع في الأصل إلى القران و إلى الرسول و إلى الشريعة كما تمت قراءتها حسب ابن تيمية, كما تركز على رفض الاهتمام بمقولات الابتداع من نقابة, حزب, تاريخ, مجتمع.......,و لذلك فإنها تلجا كلما عرض لها عارض إلى النص الديني (القران أو السنة)للإجابة عن أسئلة الحاضر و هكذا يصبح تفجير برجي التجارة العالمية غزوة و التفجيرات عمليات جهادية في دار الكفار ,انه سفر إلى الماضي بحثا عن أجوبة الحاضر.
ترتبط معظم الحركات الفاعلة على الصعيد الدولي حاليا بالفكر الوهابي حيث لعب السعوديون دورا أساسيا في نشر الأصولية الجديدة فلكي ينزعوا من الحركة القومية العربية ومن الشيعة الإيرانية أو من الشيوعية ما هم أحق به عمل السعوديون على تشجيع حركة شبه محافظة جدا عبر العديد من الوسائل, بيد أن ظروف و تطورات ما بعد حرب الخليج الثانية ساهم في حصول تنافر بين النظام السعودي و السلفيين الذين أنتجهم في ظروف الحرب الباردة
و هكذا أصبحت دار الحرب بالنسبة لهؤلاء ليست هي ارض الأعداء(الكفار) و لكن تحولت بعض البلدان الإسلامية دار للحرب حيث ثم توسيع دائرة الجهاد, فبالنسبة لهؤلاء الجهاد يين فان الصراع على الحدود يصلح أولا لهجرة روحية انه يسمح بالقطع مع المجتمعات الفاسدة انه نوع من الانغماس في روح القرون الأولى و إعادة خلق نوع من التضامن يتجاوز أنواع الأنانيات الشخصية و الوطنية في الصراع فهم يعتبرون بان أي نزعة وطنية و قومية ليست سوى تنكرا لروح الدين بل يتم وصفها بالمؤامرة الغربية, إن الإسلام كما تفهمه هاته الحركات يقفل باب الاجتهاد ليفتح الباب أمام نوع جديد من الأممية, أفادت دراسة تحليلية لانتماءات منفذي الهجمات على أهداف مختلفة في مجموعة من الدول الأوروبية و الآسيوية, إن المنفذين يتوفرون على الخصوص التالية:
ü كلهم يتجاوزون الحدود الوطنية, إنهم لا يعيشون في البلد الذي ولدوا فيه بل لهم في بعض الأحيان جنسيات مختلفة
ü كلهم قاموا بدراسات حديثة في الغالب من مستوى عال
ü ينتمون في الغالب إلى مستوى اجتماعي متوسط
ü عاشوا مرحلة الشباب على النمط الغربي
ü كلهم قطعوا مع عائلتهم أي صلة
و تخلص الدراسة أن الحالات المدروسة تحيل على اكتشاف لهوية إسلامية خالصة في حين لا يتوفرون في الواقع على أي ممارسة واقعية و اقتصادية و أي معرفة دينية سابقة.
ü يعتبر عصر الرسول و الصحابة بالنسبة لكافة السلفيات عصرا السلفيات ليس فقط للمسلمين و لكن للإنسانية جمعاء انه العصر المثالي. لان اصحابه شهدوا نزول الوحي الإلهي و قدر ابتعاد الإنسانية تاريخيا عن هذا العصر بقدر ابتعادها عن الجنة الموعودة و بالتالي فان العودة إلى الأصول كفيلة بتحقيق الرفاهية في الدنيا و الآخرة
ü إن وضع وحدة الأمة في خطر يعتبر خطيئة لا يمكن التساهل معها
ü إن الله وعد بالنصر و امتلاك الحقيقة فرقة من عباده و التاريخ لا يمكن أن يخطىء هاته الحقيقة الالهية
ü فحيث وجدت مصلحة الجماعة فثمةشرع الله.
الحركات الجهادية في مواجهة الإرغام الأمريكي
شكلت أحداث11من شتنبر حدثا استثنائيا ،طبع بداية الألفية الثالثة انه حدث استثنائي بالنسبة للإنسانية جمعاء و للعالمين العربي و الإسلامي على الخصوص بالنظر إلى ما ترتب عنه من نتائج شملت جميع المستويات السياسية و الفكرية الثقافية
فالولايات المتحدة الأمريكية عقب هاته الأحداث وجهت اصبع الاتهام إلى حركة طالبان و حليفها ابن لادن كأحد ممثلي الحركات الجهادية التي تعلن معاداة الغرب و الوقوف في وجه مشاريعه, لذلك سارعت الولايات المتحدة إلى الدعوة إلى تجديد الفكر الديني في سابقة أولى من نوعها خاصة عندما بدأت تمارس ارغاما إيديولوجيا خارجيا على النظام الوهابي السعودي لتغيير مناهج التعليم الديني فالنظام الوهابي وجد نفسه لأول مرة مرغما على إعادة النظر في براديجماته و توجهاته الدينية تحت طائلة التهديد.
لكن ما يهمنا في هاته الورقة هو أن يبرز كيف يشكل هذا الحديث الديني المفروض من طرف قوة خارجية معطى تاريخيا يظل حاضرا في معظم المحاولات التجديدية فحتى ابن تيمية و إذا دققنا في الظروف التاريخية و الموضوعية أهمها التي أنتجت الفكر التيمي فإننا لا نلبث أن نقف على مجموعة من المعطيات،أهمها الرغبة في التوحيد:توحيد العقيدة, توحيد اللغة و توحيد نظام الدنيا اجتماعيا و سياسيا واقتصاديا, انه توحيد شمولي عام هدف إلى الرد على عوامل الفرقة الفكرية السياسية والاجتماعية التي بدأت بوادرها في الظهور عقب موت الرسول انه نفس التوجه الذي سيبقى حاضرا لدى الحركة الوهابية التي أنتجت أول دولة سياسية تتبنى رسميا التوجه التيمي الممثل في محمد عبد الوهاب. فبعد تحالف قبلي بين هذا المصلح الديني و قبيلة آل سعود ظهرت هذه الدولة السنية المحافظة التي كان لها دور رئيسي في نشر العقيدة الوهابية, اعتمادا دائما على تحالف ضمني مع الغرب لأنها نبتت في أحضانه و عداء خفي و ديني نعتبر انه انفجر بانفجارات 11 شتنبر.
لكن الجديد في الفكر السلفي هو تلك الإصلاحية التي دشنها رواد عقلانيون مع بداية القرن 19و التي يعتبر محمد عبده احد علاماتها البارزة فمنذ القرن19 تبنى هذا الزعيم الإصلاحي سلفية اعتبرت انقلابا حقيقيا بفعل حضور العقل كتيمة رئيسية في تفكيره, فبالنسبة لمحمد عبده ينطلق الإصلاح من البحث في سؤال ظل هاجس كافة الإصلاحيين و المتمثل في سؤال أورده العروي في مفهوم العقل "لماذا تأخر المسلمون؟" و في إجابته عن هذا السؤال ادخل و لأول مرة مفهوم التأويل لتفسير بعض الآيات القرآنية بغية الاستفادة من منجزات الحضارة الغربية. كما أن الإصلاح بالنسبة له هو إصلاح تربوي علمي أخلاقي و هنا يتناقض الشيخ محمد عبده تناقضا جذريا مع أستاذه جمال الدين الأفغاني الذي ظل ملتزما بقولته المشهورة:"كل مسلم مريض دواؤه في القران", رافضا كل دعوة نابذة للثورة ة للإصلاح الراديكالي.
لكن يمكن التساؤل كي يصطف كل من ابن تيمية, محمد عبده, الأفغاني, الوهابية ضمن التيار السلفي؟و كيف تتمظهر الاستمرارية الفكرية لهؤلاء باعتبارهم مرجعا يتم تبني أفكاره من قبل الحركات الإسلامية الحديثة بدءا من بداية القرن 20و انتهاءا بالصراع الدائر حاليا بين الغرب ممثلا في الولايات المتحدة الأمريكية و تنظيمات الجهاد يين الممثلة في القاعدة؟
ما يهمنا في هذه الورقة هو الكشف عن أطروحة أساسية أولى مفادها:أن تجديد الفكر الديني كان مطروحا كمعطى داخلي أو كحاجة داخلية قبل أن يصبح بعد أحداث 11 شتنبر مطلبا إيديولوجيا فرضته عوامل خارجية.أما الأطروحة الثانية فتتعلق بكون المسار السلفي من ابن تيمية إلى الإصلاحية يعتبر نهضة لم تكتمل بفعل عوامل و شروط موضوعية و سياسية.
السلفية والبحث عن وحدة وهمية
إذا كان ابن تيمية يشكل لحظة البحث عن الوحدة المهددة فان الحركة الوهابية شكلت استمرارية للبحث عن هاته الوحدة في حين شكل محمد عبده تلك الإضافة المضيئة في الفكر السلفي من خلال تطويره لموقع العقل كإطار مرجعي يمكن العودة إليه في حالات الالتباس.بيد أن هاته اللحظة المضيئة سرعان ما سيخبو تألقها مع عودة الحركات الجهادية إلى الالتزام بنصية الفكر التيمي و الارتدادي و النكوص عن مضامين الإصلاح كما بدا يتطور لدى محمد عبده. و قد شكلت حادثة اغتيال حسن البنة سنة1949 من طرف البوليس المصري و ما أعقبها من تطورات وصولا إلى اغتيال أنور السادات سنة1981 من طرف الجماعات الإسلامية و كذا باقي العلامات
المؤسسة لاشكال العف الذي تمارسه مختلف التنظيمات الجهادية من خلال تبني استراتيجية التفجيرات بدء من نيروبي وصلا الى دارالاسلام وباقي العمليات الأخرى التي سجلت انتقالا نوعيا في العمليات التي انتقلت من استهداف "دار الحرب" الى شرعنة استهداف "الفئة الضالة" و لو كانت من المسلمين، حسب تصنيف الجهاديين الذين يمتحون من الفكر التيمي .
بين الإسلام السياسي و الحركات الجهادية
يعتبر بعض الملاحظين أن "الإسلام السياسي"المعاصر, بما في ذلك تنظيم "القاعدة"استمرارا للمناهضة التي واجهت بها الحركة الإسلامية المعروفة بسلفية جمال الدين الأفغاني و محمد عبده التوسعات الاستعمارية في أواخر القرن التاسع عشر و أوائل العشرين, و هذه الوجهة من النظر مبررة تماما إذا نظرنا إلى الأمور من زاوية العموم التي تركز على تناقض المسارين:مسار الشيء و مسار نقيضه
و مع أهمية هذا النوع من التعميم من الناحية المنهجية, لأنه يفرض النظام على الأشياء و بالتالي على التفكير فيها.فان الاتصال بين الأشياء و الظواهر يجب أن لا يحجب عنا ما يثوي تحته من أنواع من الانفصال و التجاوز
و هكذا فإذا نظرنا إلى الموضوع من هذا المنظور الذي يأخذ في الحسبان الاتصال و الانفصال معا سهل علينا أن نميز بين "الإسلام السياسي"كما مارسه محمد عبده من جهة و بين "الجماعات الجهادية" التي تمارس العنف اليوم تحت مظلة الإسلام و مع أنهما يشتركان في كونهما يكتسيان صورة رد فعل يمارس على شكل دفاع عن النفس فان الفعلين الذين ولداهما ليسا من طبيعة واحدة
فالغزو الاستعماري الذي حدث في القرن التاسع عشر لم يكن من دولة واحدة بل كان من دول أوروبية متنافسة متطاحنة والهدف كان واضحا و محدودا:الحصول على المواد الأولية و الهيمنة على الطرق التجارية و بالتالي استعمار أمم و أقطار و القائمون به كانوا في جملتهم ما عدا من ارتبط بهم من جماعات مسيحية تبشيرية و علمانيين أو على الأقل لم يكونوا يرون الإسلام كدين و ثقافة أي تهديد لهم. أما الفعل الثاني و المقصود سعي الولايات المتحدة اليوم إلى فرض عولمتها الاقتصادية و العسكرية و السياسية على العالم فهو في نظر المنظرين و المنفذين له تعبير عن ما يسميه بعضهم ب"صراع الحضارات"و يطلق عليه آخرون "شن حرب حضارية على الإسلام"
فالوطنيين الذين أفرزهم الفعل الأول(محمد عبده) كانت تنادي إلى الرجوع إلى"ما كان عليه السلف الصالح"قصد اكتساب القوة التي تمكن من مقاومة الغزو الاستعماري فان هذه الدعوة كانت متجهة إلى الداخل, إلى المسلمين كانت الإشكالية
الرئيسية التي هيمنت على تفكير زعمائها إشكالية حضارية أكثر منها سياسية:"لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم"؟و كان جواب محمد عبده هو أن ما أصاب المسلمين من ضعف مقارنة مع الغرب القوي المتحضر هو نتيجة تراخيهم في التمسك بالدين الصحيح و الدعوة المباشرة لاستنهاض المسلمين جملة,لم يحن الوقت بعد و انه لابد من نفس طويل,لابد من الجنوح إلى الوسائل السلمية و نبذ سياسة العنف و اجتناب معاداة الحكام المسلمين,و الانصراف بدلا من ذلك إلى تكوين أجيال تحمل الدعوة و تنشر التربية الإسلامية و نفي اللغة المذهبية و بخاصة ما اتصل منها بمسالة التكفير و سيادة لغة التسامح و"التربية"و"العلم" فبهذين يتحقق "إصلاح الأخلاق و الأفكار و الأعمال"الإصلاح الذي لا يمكن دونه إصلاح شيء من أمور الأمة و بالجملة فسلفية محمد عبده كانت سلفية إصلاحية نهضوية و لم تستند إلى القران مفسرا بمقتضى "حالة العصر" لتحقيق السعادة في الدنيا و الآخرة. و لم تكن "ثورية"ولا"جهادية و في الإطار يمكن أن ينسب إليه نوع من اعتماد نمط من الفصل بين الدين و السياسة قوامه تأجيل العمل السياسي إلى أن يتم تكوين ما يكفي من "الرجال"تكوينا صحيحا في الدين و غيره من علوم الوقت
نعم لقد شهدت تلك المرحلة حركات سلفية أو ما يمكن اعتباره امتدادا لها بصورة من الصور لجأت إلى الثورة المسلحة (ثورة الأمير عبد القادر بالجزائر, المهدوية بالسودان, حركة عمر المختار في ليبيا, ثورة عبد الكريم الخطابي في المغرب....) و لكن هذه الحركات لم تكن تتحرك في أفق "عولمي"بل كانت فطرية محلية الطابع و ذلك من جملة ما يميز "الإسلام السياسي"النهضوي الذي بادر لمقاومة الغزو الاستعماري الأوربي لبلاد الإسلام معتمدا العمل المباشر فطريا و الاقتصار على التضامن المعنوي و أحيانا المالي عالميا.لم يكن هذا الإسلام السياسي النهضوي يضع الولايات المتحدة مع دول الغرب في سلة واحدة كان يركز على الدول التي مارست الاستعمار و غالبا ما كانت هذه المناهضة فطرية الطابع.
فالتركيز لدى أقطار المشرق كان ضد بريطانيا خاصة بينما كان التركيز في الغرب الإسلامي على فرنسا و ايطاليا و إلى حد ما أسبانيا و أكثر من ذلك حرص "الإسلام السياسي" المناهض للاستعمار على استغلال المنافسة و العداء بين الدول الاستعمارية سالكا مسلكا برغماتيا قوامه"عدو عدوي صديقي".
الجهاديون ووحدة الهدف و المنهج
مهما اختلفت تسميات أشكال تمظهر الاسلام السياسي الجديد فان المنطق الذي يحكم التصور العام للحياة و للوجود يبقى ثابتا حيث يهاجم الأصولي ون الجدد وبشكل منهجي أنواع الإسلام المتواجدة على الصعيد المحلي كما يهاجمون التقاليد حتى و ان كانت لا تمس المسائل المتعلقة بالعقيدة .
ومن ثمة يصبح الإسلام المطهر متلا ئما مع سياق فكري أحادي الأبعاد من خلال نزع الشرعية عن الممارسات المخالفة للنص الديني كما تمت قراءته و تأويله من قبل الحنبلية و التيمية.
وسواء تعلق الأمر بالسعودية أو أفغانستان أو المغرب فقد ظل الثابت غير المتحول هو الاعتراض على كل أشكال الممارسات الفنية ومهاجمة الطقوس الدينية ونزع الشرعية عن الممارسات الاجتماعية لكي تصبح ضلالا مما يضفي على هذا الاعتراض بعدا دينيا يستهدف بالأساس الثقافة بمعناها الأنتروبولوجي أي تدمير الأنسقة الرمزية التي يتشكل منها المجتمع و فرض بديل أحادي الرؤية.
إن المنطق الذي يوحد هاته الجماعات نابع من اعتبار أساسي يفيد تجاوز البعد الوطني للوصول إلى نوع من الهوية العالمية بحثا عن وحدة افتراضية للأمة الإسلامية وبحثا عن بديل غائب على مستوى الواقع وحاضر على المستوى الاستيهامي.
غير ان مسعى البحث عن الوحدة لايتم دون رغبة اكيدة في القضاء علىكل انواع الهويات غير الدينية،انها تساهم في القضاء على كل نواع الهويات القبلية و الاثنية ...
كما انها ترفض المقولات الحداثية من قبيل المواطنة لتظل رؤيتها محكومة بستجلاب مقومات الماضي و مقولاته بحثا عن أجوبة الحاضر الامر الذي يسقطها في تناقضات جوهرية من قبيل رفض الغرب و استعمال منتجاته ادانة العولمة مع الاستفادة من منجزاتها خاصة ما يتعلق منها بستعمال الوسائل الحديثة للاتصال انه
نزوع برغماتي يلازم جميع التوجهات الأصولية مهما كانت درجة تشددها .



#عزيز_مشواط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخصوصية والهوية الثقافية


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزيز مشواط - الحركات الجهادية و البحث عن الهوية بحد السيف و الدم