أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعود قبيلات - استعادة الذات














المزيد.....

استعادة الذات


سعود قبيلات

الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 19:44
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    




تمَّ، إشهار اتِّحاد الشيوعيين الأردنيين، وقد حقَّق الاجتماع المكرَّس لهذا الغرض نجاحاً باهراً فاق التوقّعات؛ بما فيها توقّعات اللجنة التي حضَّرتْ له. وهذا يشير، بوضوح، إلى أنَّ نضوج الظرف الموضوعيّ، خلال السنوات الأخيرة، هيَّأ الشروط الملائمة لنضوج الظرف الذاتي أيضاً؛ لكن لم يكن لهذا الأخير أنْ ينضج مِنْ تلقاء نفسه؛ فكان لا بدَّ مِنْ جهودٍ مثابرة ومخلصة تُبذل مِنْ أجل إنضاجه. وهذا ما قام به، خلال الأشهر الستّة الماضية، اللجنة التحضيريَّة وشيوعيّون آخرون تطوَّعوا لمساندتها في عملها.
وهكذا، أمكن، في النهاية، ليوم الجمعة 29/ 3/ 2013 أنْ يكون يوماً مهمّاً في تاريخ الحركة الشيوعيَّة الأردنيَّة؛ حيث من المتوقّع لها أنْ تعود، بعده، إلى الساحة السياسيَّة، بقوَّة، كتيَّار طليعيّ فاعل، مثلما كانت في السابق، وربَّما أفضل. هذا ما ينبئ به، بوضوح، الحشد الكبير الذي اكتظَّتْ به قاعة الرشيد في مجمَّع النقابات المهنيَّة وأروقة المجمَّع ومدخله، كما ينبئ به، أيضاً، الحماس الشديد الذي أبداه الحضور لفكرة انضوائهم جميعاً في إطار اتِّحاد الشيوعيين.
التقى الشيوعيّون، في ذلك اليوم المشهود، رجالاً ونساءً، مِنْ مختلف المحافظات، ومِنْ مختلف المراحل العمريَّة، ومختلف المهن، ومختلف الاهتمامات. وقد عبَّر كلٌّ منهم عن موقفه (ورؤيته) بطريقته الخاصَّة؛ لكنَّهم اتَّفقوا، جميعاً، على ضرورة إشهار اتِّحادهم والمضيّ في بنائه بلا إبطاء.
وكان روّاد الحركة الشيوعيَّة الأردنيَّة ومناضلوها الأوائل في مقدِّمة الحضور؛ حيث كان الرمز الوطنيّ والأمميّ الكبير الدكتور يعقوب زيَّادين (أبو خليل) يتابع، مِنْ مقعده في الصفّ الأوَّل في القاعة، بفرحٍ ظاهر، ولادة «اتِّحاد الشيوعيين الأردنيين». وكان هناك، أيضاً، زكي الطوال، وخالد حمشاويّ، وآمال نفَّاع. كما كان هناك، كذلك، شيوعيّون لم تكن لهم علاقة سابقة بالحزب الشيوعيّ الأردنيّ أو بأيٍّ من التنظيمات المنبثقة عنه؛ ومعظم هؤلاء مِنْ جيل الشباب. ما يعني أنَّه حتَّى في ظروف انقسام الشيوعيّين وتشتّتهم، كان فكرهم يواصل كسب عقول جديدة شابَّة ومميَّزة من الجنسين. ومع الأسف، لم يتمكَّن كلّ من المناضلين البارزين عيسى مدانات وعبد العزيز العطِّي وإسحق الخطيب وفايز بجَّالي ونبيل الجعنينيّ من المشاركة في الاجتماع؛ لأسباب صحيَّة قاهرة؛ لكنَّهم كانوا حاضرين معنا، رغم ذلك. وقد جاء إلى الاجتماع مَنْ يتحدَّث باسم بعضهم معبِّراً عن تأييده التامّ لفكرة «الاتِّحاد».
لكن، من الانصاف القول أنَّه لم يكن لهذا المسعى التوحيديّ أنْ ينجح لو أنَّه لم يحظ بمساندة الحزب الشيوعيّ الأردنيّ والتنظيمات الشيوعيَّة الأخرى (حركة اليسار الاجتماعيّ الأردنيَّة، وتجمّع الشيوعيين الأردنيين)؛ ولو أنَّه لم يُرفد بالكثير من الجهود المخلصة التي بذلها، أيضاً، العديد من الشيوعيين غير المنضوين في تنظيمات حزبيَّة.
ولقد انعقد لقاء الشيوعيّين بالاستناد إلى الأسس التالية:
1. التسليم، سلفاً، بأنَّه توجد بينهم خلافات فكريَّة وسياسيَّة لا يُستهان بها، وأنَّهم قرَّروا التعامل معها بالحوار الحقيقيّ الذي لا يهدف إلى إلغاء وجهة النظر الأخرى، بل يسعى إلى الاستفادة بها والتوصّل معها إلى قواسم مشتركة، مع حقّ كلٍّ منهم بالاحتفاظ برأيه المختلف والتبشير به.
2. وبناءً على ما سبق، فلا إقصاء لأيّ رأي (أو صاحبه)، مهما بدا مختلفاً.
3. هذا الإطار هو تجمّع للشيوعيين وليس حزباً آخر لهم.
4. النظر إلى هذا الإنجاز باعتباره خطوة أساسيَّة على طريق إعادة بناء البديل الحقيقيّ والجذريّ للسياسات الرسميَّة القائمة. وبهذه المناسبة، أكَّد الشيوعيّون أنَّهم يمدّون يدهم إلى رفاقهم اليساريين والقوميين والديمقراطيَّين والمثقَّفين التقدّميّين، الحزبيين منهم وغير الحزبيين، للعمل معاً مِنْ أجل تشكيل «الجبهة الوطنيَّة الشعبيَّة الأردنيَّة» التي تحشد طاقاتهم، جميعاً، للدفاع عن بلدهم ضدّ جميع الأخطار التي تهدّده، وعن مصالح شعبهم ولقمة عيشه وحريّاته، ولمواجهة نهج التبعيَّة وسياسات الليبراليَّة المتوحّشة، والتصدِّي للمؤامرات والمكائد الإمبرياليَّة والصهيونيَّة والرجعيَّة التي تستهدف أمَّتهم.
وكانت الكلمة الافتتاحيَّة للاجتماع بعنوان «اتِّحاد الشيوعيّين الأردنيّين على طريق الجبهة الوطنيَّة الشعبيَّة الأردنيَّة»، وقد تشرَّفتُ بإلقائها باسم رفاقي في اللجنة التحضيريَّة، فأكَّدتُ أنَّنا لسنا تيَّاراً ثالثاً (ولا رابعاً)، كما يحاول البعض أنْ يشيع؛ بل تيَّار أصيل، له تاريخ كفاحيّ مجيد، وفكر علميّ سديد، وهو موجود بصورة ملموسة في المجتمع، منذ أكثر مِنْ ستّين عاماً؛ لكنَّه مقسَّم ومشرذم؛ كما أكَّدتُ أنَّنا لسنا ردَّ فعل، بل استعادة لفعل حقيقيّ تمزَّق إطاره وضاع سياقه، بعدما كان يصبّ بصورة منسَّقة في مجرى المصالح الوطنيَّة والقوميَّة وإعلاء شأن الإنسانيَّة، ممهوراً بالتضحيات الباهظة، بل والشهادة، أيضاً.



#سعود_قبيلات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاً مِنْ أجل «اتِّحاد الشيوعيين الأردنيين» على طريق الجبهة ...
- اتِّحادٌ مِنْ طرازٍ جديدٍ
- إلى اليسار دُرْ
- الوحدة.. الوحدة
- شيء عن تجربة اتّحاد الشيوعيين الأردنيين..
- الماغوط .. الشاعر الجميل الأكثر جنوناً
- تلك الغيمة في بنطال تيسير سبول وماياكوفسكي
- الرحلة الروسيَّة
- أفضل مِنْ أن أكون على حق
- مثل كتلة من الرخام العاري
- رسائل حبّ عاملة النحل
- نهايات -رغبويَّة- وبدايات موضوعيَّة
- مهدي عامل ونقد الفكر اليومي
- ماركس والمسألة اليهوديَّة


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعود قبيلات - استعادة الذات