أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جاسم عبدالله الصالح - القرم وجنوب السودان ومصير كردستان















المزيد.....

القرم وجنوب السودان ومصير كردستان


جاسم عبدالله الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 10:27
المحور: حقوق الانسان
    


يبدو أن التحديات السياسية غيرت الكثير من الأمور من بينها الشكل الديموغرافي لخارطة العالم لاسيما في السنوات العشر الأخيرة نتيجة الظروف التي عاشتها الكثير من المناطق والمنطقة العربية واحدة منها ، التحديات الكبيرة التي تواجه بعض الدول تدفعها إلى التمسك بالشكل الجغرافي لدولها ادعاءا بوطنية مزعومة لكسب اللعبة في حين أنها تخفي رأسها تحت التراب كالنعامة عن أمور أخرى ، عجزها عن مواجهة الفساد المستشري في مفاصل الدولة مثلاً أوالنشاطات المسلحة التي تنفذها أطرافا عديدة من المعارضة رفضا لهيمنة حزب او فئة أو انهيار الاقتصاد وسلب حقوق المواطن وسحق أماله لأهداف سياسية الخ ....

الانفصال
نتيجة هذه الظروف وغيرها منحت السودان الجنوب الانفصال بإرادتها ورغما عنها وهما أمران متناقضان ألا أنهما اجتمعا معا تلبية لإرادة الشعب و بعد أن وجدت جمهورية السودان أن الأمور لابد أن تكون هكذا لأسباب الأول هو رفض شعب الجنوب البقاء ضمن دولة واحدة مع الجزء العربي في الشمال رفضا للاستصغار والعبودية بحسب مثقفين من الجنوب إضافة إلى فرض الثقافة العربية الإسلامية على الجزء الجنوبي ذات الأغلبية المسيحية والوثنية ومعاملتهم على أنهم مواطنون من درجة ثانية وأمور وتفاصيل كثيرة دفعتهم إلى المطالبة بالانفصال عام 2011 بمباركة دول العالم بعد استفتاء قال فيه الشعب كلمته .

الانضمام
المشهد في القرم يختلف تماما فبعد استفتاءات واستبيانات عالمية قال الشعب كلمته في الاستفتاء الرسمي وها هي اليوم أوكرانيا تخضع لإرادة أبناء القرم رغم العقوبات التي يهدد بها الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن لكن دون جدوى لان إرادة الشعب أقوى من ذلك وما يطالب به الشعب لا بد أن يكون عاجلا أم آجلا ، روسيا التي أبدت ارتياحها ورحبت بنتائج الاستفتاء أثارت غضب أوروبا وأمريكا لأنها غيرت الخارطة التي رسمتها تلك الدول التي وقفت عاجزة أمام الاستفتاء الأخير والذي انضمت بموجبه القرم لروسيا بإرادة الشعب " والشعب السلطة الأولى " وأوكرانيا التي توترت علاقتها من روسيا تخشى أمور كثيرة لا تروم الإفصاح عنها ، القواعد الأوكرانية في القرم سلمت للجيش الروسي والغاز الروسي قطع عن كييف رغم وعود اوروبا بتوفيره ومازالت العلاقة المتوترة تطرح نتائج ربما ستؤثر على كييف سياسيا واقتصاديا .


تقرير المصير
يأسفني ما اكتب لكن لابد للواقع أن يُدرك وما الخارطة التي حلمنا ببقائها كما هي إلا أمر مؤقت سيتغير في يوم ما ، الكل يعتز بقوميته فانا كعربي أتفاعل و لي ردة فعل تجاه أي اعتداء يتعرض له مواطن عربي من أي قطر عربي كان ، ولصولات الجيوش العربية صولات وجولات بوجه العدو الصهيوني في الحروب المنصرمة دفاعا عن فلسطين وعروبتها وهذا الحب لفلسطين وغيرها من الدول العربية ليس تحيزا أو عنصرية ألا انه انتماء يفخر به الفرد ويتباهى رغم الجراح والآلام وخذلان بعض العرب من القضية الفلسطينية، وبما أننا نتحدث عن القومية وما لها وما عليها فلا بد لنا أن نكون منصفين ونتحدث بعدالة وضمير .. أبناء القومية الكردية الذين يحلمون بالانفصال وفي مكنوناتهم آمال كبيرة أولها جمع أجزاء كردستان الأربعة التي تشتت بين إيران وتركيا والعراق وسوريا نتيجة وعود وصفقات لم تعرف مضامينها وأهدافها بعد عقود من الانتظار حتى الآن ، ومنطقيا نحلل " منطقة تتمتع بمقومات دولة من تاريخ وتقويم ولغة وثقافة وفلكلور و أمور كثيرة تفتقرها دول استحدثت في السنوات الأخيرة هل من الصعب عليها أن تستقل " يقول المثل العراقي ( كل شي بالقوة إلا المحبة ) وهذا المثل ينطبق على حال العراق مع القضية الكردية لان أبناء الشعب الكردي يرون أنفسهم ضحايا صراعات خارجية وداخلية عبر التاريخ ووقود لنار لم يكن لهم ذنب فيها لأنهم يعتبرون أنفسهم مواطنون لدولة مستقلة لا ينتمون للعراق أرضاً وشعباً ، ليس للعراق فحسب بل كما أسلفت للدول التي انضمت إليها دولتهم الأم رغما عنهم بسبب غدر وخيانة بعض الساسة وقوى الاحتلال البريطاني بحسب البعض من المؤرخين والمثقفين الأكراد .
من خلال هذه الكلمات التي اسطرها أروم طرح وجهة نظري كعراقي عربي وطني محايد واتسائل " ما الضير من استقلال كردستان كدولة مستقلة جارة تربطنا معها علاقة ودية " مادام أبناء شعبها يحلمون بذلك ويبدون الولاء لدولتهم التي يطمحون إنشائها على أساس قومي " لكل امرئ الحق في أن يعيش حياته كيفما تحلو له ، وهنا دعوني أتكلم عن الساسة الأكراد وما قدموه لأبناء قوميتهم من أعمار وخدمات ودعم مادي ومعنوي على عكس ما قدموه لنا ساستنا من قتل وتهجير ونسف وميليشيات وتطرف ديني وأمور كثيرة ففي كردستان بنى تحتية و مطارات ومسارح ومنتجعات ومجمعات سكنية واهم من كل ذلك الأمن والاستقرار الذي يفتقده المواطن في بقية أجزاء العراق ،القضية الكردية تختلف كثيرا عن قضية جنوب السودان والقرم بحيث ان المواطن الكردي يعيش اليوم في ظروف مثالية يحلم بها كل مواطن فتمثيله في البرلمان والحكومة له ثقل كبير من رئيس الجمهورية الى وزارات الخارجية والصحة وسفراء ومستشارية وزارات عدة ومدراء عامين كل هذه المناصب للمكون الكردي في حين يمتلك الإقليم برلمانا مستقلا ووزارات مستقلة وحدود مستقلة ، اليس دولة مستقلة ؟
يعيش أبناء الشعب الكردي اضطهادا لا مثيل له في إيران وأكراد سوريا لم يمتلكوا الجنسية السورية رغم أنهم سوريون وأكراد تركيا تصفهم وسائل الإعلام التركية بالإرهابيين كل هذه الظروف دفعت أكراد العراق إلى إثبات الذات وتكوين نواة تلك الدولة ونقطة انطلاقها ، في أعياد نوروز في السنة الماضية تبادل المواطنون الأكراد التهاني والتبريكات بعد ورود نبأ إعلان الدولة الكردية تزامنا مع رأس السنة الكردية الا أن هذه الإشاعة تم تسريبها إلى بغداد وبدأ الساسة بإجراء الاتصالات والتقصي عن الخبر وتلاشى الحلم ، وهذه السنة أيضا وخلال الاحتفالات لذات المناسبة وبعد تخصيص ميزانية ضخمة من قبل الإقليم وحضور فنانين عرب وأجانب ووفود رسمية وإيقاد شعلة نوروز لم يعلن شيء يحدث في ذلك وسط توتر سياسي بين المركز والإقليم دفع اربيل إلى تقليل مياه الأنهار التي تمر بمحافظات الوسط بعد تأخر صرف رواتب موظفي الإقليم لأكثر من شهرين بسبب إجراءات تأخر الموازنة العامة وتصاعد حدة الخلاف بين الكتل السياسية الحاكمة و أمور كثيرة يصعب اختصارها بأسطر وكل عراقي يدرك ما اقصد لأنه بطل هذه القصة المأساوية .
بدأت كردستان بتصدير النفط بموافقة بغداد والجانب التركي المتناقض مع نفسه لحساب مصالحه اعترف باستقلالية كردستان العراق من خلال تمثيله الدبلوماسي في اربيل وعقد صفقات تجارية وشراء النفط بصورة رسمية وغير رسمية في حين انه مازال يكبح جماح الحلم الكردي لأكراد تركيا ويصفهم بالإرهابيين لا سيما حزب العمال الكردستاني وهنا " المصالح فوق كل اعتبار "
لا أدعو في اسطري هذه انفصال أي جزء من العراق وحلمي أن يبقى العراق موحدا أرضاً وشعباً لكن الخلافات السياسية والصراعات الحزبية والدماء التي تراق يوميا دون ذنب بسبب إهمال وعجز أصحاب السلطة جعلني فكر في ان الانفصال قد يكون أفضل بكثير من القتل الممنهج الذي بدأ يصل إلى أجزاء حساسة من العراق فالقتل على الهوية أصبح أمام مرأى ومسمع الجميع وما يحدث في ديالى اليوم جريمة بمعنى الكلمة وديالى لا تبعد كثيرا عن كردستان بل ان لها مناطق مشتركة معها ، اعتقد أن الحكومة العاجزة عن خدمة المواطن وحمايته وفاعلة في عمليات الفساد والقتل لا تستبعد مطالبة أجزاء من الدولة الواحدة بالانفصال للعيش بكرامة وحرية و " راحة بال " من حق أي مواطن العيش بسلام ، ما ذنب العراقي أن يكون حطبا لنار أشعلتها عقول متعجرفة لا تحلم سوى بالسلطة والهيمنة .
سياسات القصف العشوائي والاعتقال بجريرة الآخر وثقافة المخبر السري سحقت المواطن العراقي وسلبته كرامته وصفقات العقود الوهمية ومنح المناصب على أساس صلة القرابة والعلاقة قادت البلاد إلى الهاوية وجعلت العراق مضربا للأمثال لا بل حاز العراق على مراكز متقدمة في تصنيف بلدان البؤس والفساد والإعدام مراكز مخزية تدفعنا إلى مزيد من اليأس والتشاؤم واليوم ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية بدأ النار تستعر رغم اشتعالها منذ عشرة أعوام أو يزيد ، سياسيون يصرحون وفي تصريحات مسمومة يقسمون أبناء الشعب على أساس طائفي ويثيرون الشارع البعض ضد الآخر لكسب المنصب وآخرون يجعلون آيات الله وصور رجال دين مادة إعلانية في ملصقاتهم الدعائية في حين لجأ البعض الآخر إلى استباحة دماء الآمنين في منازلهم والتمثيل بجثثهم وتدنيس حرمة دور العبادة وحرقها ، رغم هذا كله ينادون بالوطنية والديمقراطية وحقوق الإنسان والوطن الواحد وبعد كل هذا .... هل لنا أن ندين من يطالب بالأنفصال ؟



#جاسم_عبدالله_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى عيدها - المرأة العراقية - تتوشح بالسواد لاضطهادها بق ...
- الدعارة الإعلامية والمهنية المهينة
- يحيا دولة الرئيس ، ولتتحول حدائقنا لمقابر


المزيد.....




- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جاسم عبدالله الصالح - القرم وجنوب السودان ومصير كردستان