أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - الصحة ومحرقتها العجوز














المزيد.....

الصحة ومحرقتها العجوز


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4406 - 2014 / 3 / 27 - 13:56
المحور: المجتمع المدني
    


من الارشادات الصحية المهمة التي يعرفها جيدا اهالي قضاء ابي الخصيب الذي يقع جنوب مدينة البصرة ،يعملون بها ولا يبخلون بنصحها لأي زائر يدخل القضاء : ان كنت تقود سيارة فأغلق نوافذها بأحكام وانت تقترب من مستشفى ابي الخصيب ، وان كنت ماشيا فضع منديلا على انفك ،أما ان كنت تعاني من مشاكل تنفسية عليك أن تسلك طريقا آخر بعيد عن المستشفى والا سيكون مصيرك مصير" علي عبدالحسين " شرطي الحراسات في شعبة زراعة ابي الخصيب، فنقطة الحراسة التي كان يرابط فيها لا تبعد سوى عشرة امتار عن مدخنة المستشفى وكادت ابخرتها ان تقضي على حياته لولا تفهم ضباطه ونقله لموقع آخر أكثر أمنا قبل فوات الاوان، عند كل أزمه صحية تنجم عند اشتعال المدخنة كان زملاءه ينقلونه لذات المستشفى لعلاجه ، وللحق كادر المستشفى لم يقصروا معه ويولونه عناية خاصة عملا بمبدأ ( حق الجار على الجار) ، تلك من عجائب مستشفى ابي الخصيب ، فما من مستشفى بالعالم تكون سببا في تدهور صحة مواطن وتعالجه بسرعة فائقة .غارد "على" أصحابه مرغما وبقي الاخرين تحت رحمة المدخنة فمن المستحيل نقل جميع افراد نقطة الحراسة ،ولا نقل موظفي الشعبة الزراعة التي يحرسونها، وظلت الابخرة تدخلها يوميا دون استاذان حتى تشبع افرادها بروائحها النتنة.
قبل اعوام استغاث المحيطون بالمدخنة ( سكان ، موظفون ، حراس ) ، وفي محاولة يائسة مني انجزت تحقيقا صحفيا موسعا نشرته صحيفة الاخبار الحكومية التي تصدر عن شبكة الاعلام العراقي بعنوان " مستشفى ابي الخصيب عجوز تنشر التلوث بين السكان " تحدث فيه مدير المستشفى الدكتور" حسن " عن مطالباته المتكررة للجهات المسؤولة تجهيزه بمحرقة "صديقة للبيئة" وطرق العديد من الابواب ولم يكتف بمخاطباته المتكررة لدائرة صحة البصرة ،لكن المطالبات ذهبت ادراج الرياح ، وظل الحال على ما هو عليه ، الروائح الكريهة للمواد البلاستكية و المواد الطبية الخطرة تعج بالمكان ،فلم يحقق التحقيق سوى نتيجة واحدة سلبية " اهتزت ثقة المتضررين بالأعلام كمنبر مهم وفاعل" فجراحاتهم لم تجد من يشفيها ،اما انا فلا زلت احمل بعض الامل والقي الكرة اليوم للمرة الثانية في ملعب المسؤولين للنظر بقضية تشغل بال المحيطين بالمدخنة قدر انشغالهم بالانتخابات النيابية ورواتبهم التقاعدية .
وعلى الرغم من علمي بان المحرقة الحديثة " الصديقة للبيئة " غالية الثمن لكنها ليست اغلى من صحة وسلامة المواطن الذي ائتمنهم على امواله ومقدراته وصحته ، وارى اكبر مسؤول بالدولة العراقية هو مواطن ،و شرطي الحراسات "علي" مواطن أيضا ، ولا يصح أن يقف بنقطة حراسته يمسك سلاحه بيد والاخرى يمسك بها منديلا على أنفه ،وهذا اقصى ما يستطيع فعله ، وبتهور صحته لم تنقله طائرة خاصة للعلاج والاستجمام ولم ترسل له اطباق الورود . افلح "علي" بالخلاص، لكن زملائه لازالوا يستغيثون ويتوجسون على قلوبهم خيفة من المخلفات الخطرة للمدخنة وهم في حيرة من امرهم ، قبل ايام اتصل بي احدهم وعرفت بانه يحاول اقناع ضباطه نقله لمكان آمن فبوادر الاصابة بالمشاكل التنفسية بدت واضحة عليه ،ووصف لي مشهدا مروعا لما يفعله الدخان المنبعث من المدخنة العجوز بالشراشف التي تغطي افرشتهم ، يصبغها باللون الاسود ،كما تحدث عن يأسه من أمله الوحيد الذي طالما انتظره مع زملائه " المستشفى الجديد الذي تبنيه الشركة الصينية " فهي تمضي كالسلحفاة، وبعد اكثر من عام على المباشرة بها لا زالت في مرحلة الاساسات، لكن ثمة أمل يحمله أفراد نقطة الحراسة بمسؤولينا بان تجد مطالباتهم المتوافقة مع مطالب السيد مدير المستشفى طريقها فتلامس نخوتهم وضمائرهم فيخرج عليهم أحد حاملا البشارة ،ويبعد عنهم المحرقة العجوز بعد أن تحل محلها أخرى " صديقة للبيئة " والا فالجميع يرحل وتبقى وحدها شامتة " العجوز النتنة " .



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخ ولسان
- الرقم الابيض وايامه السود
- ماؤنا مالح كدمعنا
- بصرتنا لا تزرع الشوك
- فؤاد المهندس
- من البصرة الى اسطنبول
- السراق وبائع الملح
- لم يقطفوا سوى الثمار الجوفاء
- الواحد أكبر من الاربعة
- أحذروا.. الديناصور يبتلع البصرة
- خارج أسوار الحياة
- الكهرباء تدخل موسوعة غينس
- ناصر(أبو الجرايد) سياسي بامتياز
- لصوص الليل والنهار
- لنتعلم من الصبور
- جسر المقام نهاية حلم
- سهرة لا تنسى
- ملايين البصريين ينتظرون جواب الشرط من مجلس المحافظة
- مراعيهم ومزابلنا
- من يمسح دمعة البصريين


المزيد.....




- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - الصحة ومحرقتها العجوز