أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مصرع احلام مريم الوديعة -واسيني الاعرج-















المزيد.....



مصرع احلام مريم الوديعة -واسيني الاعرج-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4405 - 2014 / 3 / 26 - 21:00
المحور: الادب والفن
    


مصرع أحلام مريم الوديعة
واسيني الأعرج
في هذا العمل الروائي ينقلنا واسيني الأعرج إلى موضوع القمع العربي والأدوات السادية التي يستخدمها في عملية ترويض المعارضين، فشخصية "سفيان الجزويتي" تمثل أداة القمع العربية والطريقة التي تفكر بها، كما نجد المواطن ـ الضحية ـ والذي لا يعدو أكثر من لعبة يلعب بها النظام العربي وأدواته القمعية، كيفما شاء، فالمواطن من وجهة نظر النظام الرسمي ـ لا ينتمي للجنس البشري بشيء، هو خارج الزمان والمكان، من هنا يجب التعامل معه بكل قسوة وبطش، حتى يرتد إلى جادة الصواب، وأيضا ليكون عبرة لمن اعتبر.
هذا العمل الروائي الثاني الذي يقدم صورة ـ الضحية ـ الصامدة والصلبة والتي تنجح في مواجهة الجلاد، فرجب إسماعيل بطل رواية "شرق المتوسط" لعبد الرحمن منيف يسقط ـ لفترة ـ تحت التعذيب، وبطل رواية "الهؤلاء" لمجيد طوبيا لا يعدو أن يكون أكثر من منفذ لما يطلب منه، فيجر من مكان إلى آخر وكأنه مجرد دمية، وبطل رواية "صورة الروائي" لفؤاد حداد أيضا كان مطاوع ويجيب عن الأسئلة بكل سلاسة ودون أي معارضة مع المحقق، لكن هنا نجد التحدي والتحاور والرد الجريء على المحقق، وإذا استثنينا رواية "المحاصرون" لفيصل حوراني وهذا العمل، فنكاد لا نجد في الأدب العربي روايات قدمت لنا صورة الصلابة والصمود أمام المحقق، من هنا تعد هذه الرواية من الروايات التي تناولت أوضاع المواطن في ظل النظام العربي الرسمي، والذي يكفر ويخون كل من ليس معه.
سنحاول هنا إضاءة بعض الجوانب في شخصيات هذه الرواية والكيفية التي عملت بها، فالكل شخصية طبيعتها الخاصة.
حالة القمع
لا بد من الحدث عن الأوضاع التي تشكل الهم للمواطن في هذا الوطن، فهناك انعدام الحرية، وحالة التشكيك بكل من لا يكون مع الدولة، فلا مجال إلا للإعلان عن التأيد والدعم للنظام، ودون ذلك يعني التآمر عليه، فأي عمل يمكن تفسيره على انه ضد الوطن، إذا لم يكن الشخص المعني قد أعلن الولاء التام والكامل، "تذكرت صديقي صالح الوراق الذي ضبط، مع سبق الإصرار، يخطط رسما للقمر فاعتقل بتهمة الخيانة الوطنية العظمى والعمل لدوائر أجنبية" ص12، قد تبدو هذه الصورة غير واقعية، لكنها على ارض الواقع هي ما يمارس من قبل النظام الرسمي، من يعيش في الدول العربية يعرف تماما بأن هذا واقعي، وما زال يعمل به في العديد من الدول.
ها هو سفيان الجزويتي يقول كلاما ينم على طبيعة التفكير عند أدوات النظام "ـ اعرف أساليبكم، معادون للوطن في كل شيء حتى في تنفسكم" ص24، إذن عندما لا نكون مع النظام فنحن في أي عمل نقوم به ـ حتى ممارس الجنس ـ نكون ضد النظام والوطن معا، ولا ندري لماذا يحشر الوطن في هذا الأمر، فعندما نعارض الحكومة نكون مع الوطن لكننا لسنا مع النظام، لكن حالة السادية والنرجسية التي يفكر بها ازلامه، تجعله يأخذ قكرة الشامل والجامع لمفهوم الوطن والدولة معا، وهذا المرض يستشري حتى في أدنى مؤسسة عربية، فعندما تنتقد أي مسؤول فأنت بالتأكيد تنتقد رئيس المؤسسة، ولكن يفهم من نقدك إنك لست حريصا عليها وتقف ضدها، من هنا يجب أعلان الولاء للشخص المسؤول لكي تكون مواليا للمؤسسة!، منطق عجيب غريب في هذا المحيط العربي.
هؤلاء القوم لا يتعاطون مع الجمالية، فهم لا يفقهون منها شيئا، هذا عدى الجهل الكامن في نفوسهم، من هنا نجدهم "كارثة الجزويتيين الذين حاربهم جدي أنهم كانوا عاجزين عن الشعور بلذة الابتهاج بالأشياء الجملية" ص32، وهنا تكمن مشكلة جديدة عند أدوات القمع التي لا تستطيع أن تمارس فعلا إنسانيا ـ الفرح والابتهاج بالجمال ـ فيكون كل من يريد أن يمارس فعل الفرح هو خارج المألوف وخارج العرف عند الهؤلاء.
كثرة التدخلات وشدة المراقبة ووجود القمع جسديا وفكريا جعل "فاوست" بطل الرواية " بحالة مزرية ومشوهه ـ أولاد الكلب شوهونا من العمق حتى صار من المستحيل ترميم كل الكسورات" ص75، إذن النظام يترك أثارا بليغة في الجسم والروح والعقل والتفكير بحيث من المستحيل وليس من الصعب إعادة الإنسان إلى حالته الطبيعية، وكل من تعرضت له الأجهزة الأمنية نجده يعاني من حالة عدم الاتزان، ويكون أكثر عرضة اللنفرزة والعصبية التوتر الشديد، حتى أن المواطن العادي الذي لم تمسه تلك الأجهزة بطريقة مباشرة، نجده يشكل لنفسه رقيبا أكثر قمعا من النظام الرسمي، من هنا عندما يقال بان المواطن العربي يعاني من مرض نفسي يكون هذا الكلام صحيحا وواقعيا.
حالة القهر والقمع أمست تشكل هاجسا عند المواطن وقد صورها الكاتب على هذه الشاكلة "لقد سرقوني من صدر أمي ثم انسحبوا بخيولهم نحو مدينة بعيدة، قالوا إن العسكر في بلدتنا يقتل الأطفال، الرومي مجنون ولا يرحم، إنهم يقتلون كل من يشمون فيه رائحة البارود والذكورة" ص86 و87، إذن الحالة لم تعد تقتصر على الواقع بل تعدتها إلى الخيال، فأمسى العقل العربي يعطي الهؤلاء صورة الغول الذي يأكل الأخضر واليابس، الغول الذي لا يفرق بين صغير وكبير، فهو خاطف وقاتل لكل ما في الحياة.
هذه الحالة التي عيشها المواطن في المحيط العربي، أوضاع أشبه بالخرافة لمن لا يعرفها، وكتأكيد على هذه الأحوال والأوضاع يتناول واسيني الأعرج شخصية سفيان الجزويتي، كأحد الأدوات القمع التي لا تفكر ولا ترحم، والتي تعاني من مرض المؤامرة، شخصية غير إنسانية اقرب إلى الجحيم الذي لا يبقي ولا يذر.

سفيان الجزويتي
يقول عن نفسه " ـ أنا لست شرطيا، أنا موظف يقوم بواجبه على أحسن وجه." ص20، كل أدوات النظام تقول عين الكلام، هي تقوم بواجبها فقط، حتى الجلاد الذي يعذب الناس، إن كان بالسوط أو النار أو الكهرباء، هو يقوم بواجبه دون أي تأنيب لضميره، فهو صاحب وظيفة يقوم بها.
"ـ الو. نعم. أسمعك خمسة على خمسة، هو الآن في حالة شبه طبيعية، يريد العودة، كاذبون يا سيدي، يتباكون على الوطن وهم أول من يجهز عليه، الرحمة هربت من قلوبهم، يجب شنقهم في الوقت المناسب" ص28، هكذا يفكر ويتكلم سفيان المحقق، هذه لغته ومنطقه، يمارس ساديته على ضحاياه، لا يكتفي بالتعذيب وحسب بل يريد أن يقتل أيضا، وينسب ما في نفسه من عدم الرحمة إلى الآخرين، هو الذي فقد الرحمة والشفقة، ويجعل من ضحاياه هم من يفتقدونها، شيء عجيب غريب على أدوات القمع الرسمي!.
يعطنا واسني الأعرج تفاصيل عن نفسية المحقق سفيان المريض ب"قاوست" الذي ينتصر عليه "هو قالها لها قبل هذا الزمن: سأقتلك قبل أن يضعك بين رجليه، لكنك لم تكوني تتصورين أنه كان قادرا بالفعل على القتل وان عينيه الصغيرتين قادرتان على تتبعك وكشف تفاصيلك وسط كثافة الريح الساخنة، كان يتمنى أن يكون هو أول من يفض بكارتك ولكن ظنه خاب، يشك في كل رجل يداعب جمال عينيك، يبدو لي أن القاصرين، في لحظة كآبتهم القصوى يصبحون قادريين على القتل، إنها ذروة الممارسة العلنية للجبن، صدقيني، اليوم غيرت رأيي، من يأبه، لن يتردد عن ارتكاب الحماقة الكبرى.
ترف! ذات مرة حين قلت له، لماذا تمزق أوراقي وكتاباتي كلما أصبت بحالة اكتأب؟ تعرف ماذا قال لي؟
ـ أسوأ من ذلك، قال أنت السبب في كل ما حصل لي من كوارث، قلت لك دعك من ربهم لكنك رفضت، اليوم صرت مريضا بك وبهم وعندما أمزق أوراقك اشعر بالراحة الكبيرة، أنت مرضي المستعصي" ص106، التحول من مفهوم الحرص على الوطن من كيد المتآمرين إلى حالة الصراع الشخصي مع الضحية "فاوست" يعد مرا خطيرا عند أدوات القمع، فهي لم تعد قادرة على التميز بين العام والخاص، وترى المسألة من وجهة نظر شخصية، وعندما تكون هذه الشخصية متخلفة وتعاني من مرض السادية، وتمتلك القدرة والقوة على الفعل، دون وجود أي رادع أو رقيب عليها، عندها تمسي أداة القمع خطرا على ضحاياها وعلى المجتمع والنظام نفسه.
اعتقد بان العديد من الأدوات القمعية تعاني من هذا المرض، فهي تكون أكثر شراسة عندما تجد الضحية صامدة وصلبة رغم كل ما يفعل بها من أشكال وأساليب التعذيب، إن كانت جسدية أم نفسية، فهنا يكون الجلاد يشعر بهزيمته أمام الضحية، مما يجعله يصاب بحالة من القهر الذي ينعكس على تصرفاته والتي تظهر بشكل العصبية والشدة معا.
يقدم لنا الكاتب تفاصل إضافية عن سلوك سفيان السادي "قحبة الماخور التي اتهمتك يا سفيان بالنذالة والحقارة، وزوجتك التي طلقتك بعد أسبوع بتهمة إتيانها من حيث لم يأمر الله ولا رسوله، تعكسان حالة انهيارك وانكسارك، أنت عاجز حتى أن مضاجعة امرأة" ص 133، هذا القول وجهه "فاوست" لسفيان مباشرة، يوضح حقيقته السادية والعاجزة في ذات الوقت، هو مريض بالشذوذ الجنسي، فلم يعد سويا في علاقته مع النساء، من هنا يفرغ كل عجزه الجنسي على ضحاياه أثناء التحقيق.
الاغتراب
مثل هذه الشخصية المتنفذة كان لا بد لها أن تترك أثرا واضحا عند بطلي الرواية "فاوست" ومريم، حالة من الاغتراب والتألم،في هكذا واقع، كما أن المجتمع ـ المدينة والناس والمفاهيم والأفكار كلها كانت تعمل على جعلهما ينعزلان أكثر "رغم صرامة المدينة في مثل هذا الوقت، التي يجب أن تستأذنيها لتسمح لك بحق التنفس الجزئي. متعب يا مريم حتى العظام، قلت لك أن الدمار الذي يلاحقنا أصبح الآن ينام فينا" ص84 و85، حالة من عدم التكيف والانسجام، لا المكان يريح ولا المجتمع، كل شيء يشكل عائقا أمام الراحة والسكون، الضغط في كل شيء، حتى آن "فاوست" لم يعد سليم العقل أو النفس، هو يحمل الكسور وفيه جروح وأمراض، المجتمع، النظام، المدينة، الوطن، كلهم عملوا على خلق حالة غير سوية وغير قادرة على الحياة بطريقة طبيعية.
"ـ لماذا لا نستطيع أن نقلدهم في حبهم للدنيا بهذه القوة؟
ـ التخلف ولا شيء آخر، قد نحتاج إلى قرون أخرى لكي نرفع رؤوسنا قليلا نحو الشمس" ص98، قساوة الواقع تدفع ب"فاوست" إلى هذا الكلام، فهو واقعي لكل من يصبوا إلى الخروج من عباءة التقليد، ويصبوا للتحرر والحرية، ويفكر بالحياة السوية، فلا مجال ـ ضمن هذا الواقع ـ للتكيف معه، من هنا لا بد من البحث عن بديل.
"مضحك أن لا تجد في مدينة عرضها يساوي بلدا بذاته، مكانا تمارس فيه فرحتك بعيدا عن الأشياء التي يقتلك تحجرها وثقلها" ص181، "كنا نريد الهرب بعيدا من حقارة عيون الناس، فالأرض ضاقت على أجساد أحبتها" ص185، هنا يكون الملاذ هو الغرب، الخروج من مستنقع "الوطن" لكي "تشرف غربا" هكذا الواقع في المنطقة العربية، لا مكان للفرح، للإبداع، للحرية، للإنسان السوي، فقط الوطن يستوعب للعادي، الخائب، الخائف، البليد، العبد، فلنكفر بهذا الوطن، ولنبحث عن البديل، الذي يمنحنا ابسط حقوق الحياة والكرامة والحرية، العديد وجدوا ذاتهم في الغرب، وضاق بهم الوطن، هذا هو مرض المنطقة العربية.
الحنين للوطن
الكثير من الذين خرجوا من مستنقع (الوطن) يحنون إليه، يمكن أن يكون ذلك وهما، ويمكن أن يكون هذا الحنين قدجاء كتبرير للتوغل والتشبث أكثر بالواقع الجديد، الذي منح الحرية والكرامة، ويمكن أن يكون هذا الحنين كذبا على النفس لكي تنسى وللأبد ما يسمى (الوطن) لنستمع لما ما يقوله "فاوست" عن الوطن "ـ لم أكن اعلم أني مريض بتلك الأرض البعيدة إلى هذا الحد، اشعر بالرغبة القصوى للعودة، لا شيء أجلب للألم مثل غياب التربة التي كبرنا عليها وصنعنا ألعابنا منها، قلق، لكني اعرف مسبقا أن العودة صعبة" ص22، رغم الصراع عند "فاوست" إلا أن الواقع الجديد يتغلب على هواجس العاطفة، الخادعة، فلا شيء هناك يذكر بالجمال والفرح، فترة الطفولة، يكمن! لكن كافة الوقائع كانت تصب في قتل هذه الهاجس النفسي والتوغل أكثر في الوطن الجديد والمتجدد، فلا مجال للعودة إلى الوراء، أي إلى أيام سفيان والتحقيق.
"ـ هل من حقنا أن نشتاق إلى مدينة تقتلنا وتحاول اليوم أن تنسانا؟ ماذا تساوي مدينة ترفضنا وتستقبل في الفراش العز قاتلها؟" ص23، عدم الانسجام مع الماضي ـ مكان ومجتمع ـ يدفع إلى التشبث والتوغل أكثر مع الواقع الجديد، فلا مجال إلا للتقدم للأمام، من هنا فكرة العودة تعني الموت بعينه.
يمكن أن يكون هذا الكلام ـ صعب ـ عند البعض الحالم، لكنه واقعي تماما في الواقع، لنفكر في حالة العراقي أو السوري أو الفلسطيني أو المصري أو اليمني أو الليبي، ماذا يعني له الوطن؟ أليس هو من سبب له كل الكوارث التي مر بها؟ أليس هو من حرمة من الحياة كإنسان؟، فإذا كان الوطن يعني الحجارة والناس فليذهبوا إلى الجحيم، الوطن هو شيء اكبر وأكثر من ذلك.

المرأة في المجتمع ألذكوري
دائما المرأة في المجتمع العربي تعاني أكثر من الرجل، وذلك لأنها تكون مضطهدة من المجتمع كما هو حال الرجل وأيضا من الرجل نفسه، من هنا تكون في وضع اشد صعوبة، فلا مجال لتحركها أو تنقلها، فهي (حرمة) وستتلقفها الألسن عند أي خطوة خارج فكرة (العادي) المجتمع، فكرة المجتمع عن المرأة لا تعدو أن تكون أكثر من متاع، وجبة طعام، ثم يلقى بالبقايا إلى سلة النفايات، هي هكذا، ليس أكثر من متعة، "...لم يكن معنى الحياة عند أجدادي الآفلين أكثر من فرج يستنفذ كل ليلة وبعدها، حين يهرأ، يبحث عن غيره، زوجك يشبههم، ورث عنهم الطبيعة والدم، يحمل نزعة تدميرية تجاه المرأة العربية، يقول لا يمكنها إلا أن تكون قحبة ومساحة أحذية ... أغراها بذكره المقوس كحاجبيه المخيفين، تقيأت واشتهت فرحتها التي غيبتها أسوار الفولاذ، تزوجها بالقوة وفي اليوم السابع تركها بعد أن آكل نهدها الأيمن مثل الحيوان المفترس وتركها تموت بهدوء وهي منكفئة على جرحها، يقول صالح ولد لخصر لصنامي أن جده كان محقا، لا شيء يسعد المرأة مثل الاحتقار والإهمال، أفعى، تغير جلدها عند الحاجة" ص58 و59، فكرة المجتمع السلبية تعرض المرأة لمزيد من الضغط النفسي والجسدي، فلا مجال أمامها إلا للقبول بالواقع، وعملية تمردها ستكلفها ـ حتما ـ القتل، من هنا عليها أن تخضع وترضى بما يقدم لها، مهما كان هذا المقدم، رجل مخصي، مريض نفسيا، عاجز جنسيا، هي الأضعف وعليها القبول، ها هي أخت مريم تمارس دور الممرضة وربة البيت وزوجها غير قادر على فعل أي شيء "وكل ما اعلمه هو أن زوجها عسكري مقعد يمشي على عربة قديمة، تفوح منه رائحة المستشفيات والكافور، عياه معصوبتان، قال له الطبيب، لا تنزع هذه العصابة إلا بعد عشر سنوات وسترى بعدها انك استعدت بصرك كاملا، عمره الآن ستون سنة" ص226، هذه إحدى صورة المرأة العربية، تحرم من الجنس، حرية الاختيار، الحركة، الرفض، ويسمح لها فقط بالطاعة والتنفيذ، وما عدى هذا يكون مصيرها القتل.
ليس من السهل تجاوز أفكار المجتمع المتخلف، فكل يوم نقرأ "القتل بدوافع الشرف"، وكأن المرأة عندما تقتل، بدمها يتم غسل الشرف الرجل أو العائلة أو العشيرة، أما الرجل الذي يشاركها الجريمة الزنا، فلا شيء عليه، لماذا؟ فقط لان العار يمس المرأة أما الرجل، الأكثر قوة فلا بأس عليه.
إننا نقع في متاهة لا منتهية، نجعل المرأة تدفع ثمن الخطأ مزدوجا، ماديا ومعنويا، ونبرئ الرجل، وكأنه معصوم، وهنا نجد التماثل في علاقة المجتمع مع المرأة وعلاقة النظام الرسمي مع المواطن، فالنظام مهما فعل هو بريء ومن المعصومين، وعندما يخطيء احد أفراد المجتمع يكون القصاص حاضرا وبسرعة وبقوة، إذن المجتمع والنظام يمارسان السادية اتجاه المرأة والأفراد.؟

المرأة ملاذ الرجل
المرأة عند الرجل الكامل لا تعني مجرد متاع يتلذذ به ويتركه بعد أن يحصل على شهوته، هي إنسانية قبل هذا، هي الملاذ له من الآخرين الذي يتربصون به، هي الجنة التي يهرب إليها، وهي الفرح الذي ينظره، هي أكثر من الجنس والجنس معا، هي الحضن الذي يعوضه عن حنان أمه، هي الجمال والتألق، واسني الأعرج قدم لنا مفهومه عن المرأة، فقال: "قبلتك مرة أخرى، كلما قبلتك ازددت جوعا إليك" ص23، شكل العلاقة المستديمة، والمضطردة، متعة ولذة، والحاملة للفرح والبهجة، والمخلصة من الهم والكآبة، هكذا ينظر للمرأة الرجل التقدمي.
حالة الرجل بدون المرأة مزرية، نجده ضعيفا مكتئبا يحمل الهموم والوجد والوحدة، فكأنها الخلاص من كل ما يحزنه، "أنا في الواقع أحب ضباب المدن وأمطارها، لكن حين تغيب مريم يتحول كل شيء إلى ما يشبه مرض السل" ص44، توحد الجمال الطبيعي مع المرأة يعطي دلالة على قوة حضورها، كما أن هذا الجمال يفقد مفعوله وبهجته بدونها، فهي بمثابة العين التي يشاهد منها ذلك الجمال، وبدونها يكون كل شيء اسود قاتم يجعلنا نشعر بالعذاب والألم.
فهذا الحضور ضروري كالهواء ل"فاوست" بدونها تتكالب عليه الكوابيس، الماضي الموجع يعود بكل تفاصيله عندما لا تكون حاضرة، "غيابك يعذبني في هذه المدينة، بدأت أفواه البنادق التي تنام في جماجم ألموتي تسحبك مني، لكن يا الله حالة السكر تتعمق في أكثر كلما لمست دفء عينيها" ص54، هذه هي المرأة عند الرجل الذي يعرف إنسانيتها، هي أكثر من امرأة، وأكثر من الجمال، هي شيء يعطي "فاوست" كافة الأسباب للخروج من الكابوس، ويمنحه في ذات الوقت الفرح، إذن هي تلعب دور المخلص من العذاب وأيضا مانح الفرح ومانح البهجة والفرح، فيا لها من قدرات خارقة تمتلكها تلك المرأة.

الرجل من وجهة نظر المرأة
المرأة كنظير للرجل لها موقفها ونظرتها عن الرجل، فهو يشكل لها إما الفرح وإما التعاسة، ففي مجتمع أبوي ذكوري لا يعرف سوى "الرجال قوامون على النساء" ويتشدق بذكورته التي لا يعرف منها سوى وضع المرأة أسفل منه، جعل من المرأة تتعامل مع الرجل كحالة قامعة مضطهدة لها، فهو وسيلة للعذاب الذي تعاني منه، وسبب شقائها، "ـ كان علي التخلص من ثقل أبي وثقل الرجل الذي فض بكارتي.
ـ الرجل الأول، كان يحبك.
ـ رجالنا لا يعرفون كيف يحبون، يجدون دائما الفرصة لتنغيص الحياة عليهم وعلى من يدعون حبه، في هذه المدينة لا يعرفون للشهوة معنى ولا يتقنون حتى الأدوار التي تمارسها الحيوانات براحة غريزية، ما يفرحونك حتى في شيء" ص72 و73، صورة المرأة عن الرجل، اقرب الرجال عليها، الأب والزوج، الأول يحبها لكن يحول حبه إلى تنغيص، والثاني لا يجيد استخدام ذكورته عندما يأتيها، فهم متخلفون إن كانوا في الحب أو الجنس، هذه صورة الرجل العربي عند المرأة العربية، فما بالنا عند المرأة المتحضرة!.
الرجل السادي المتحجر الذي لا يعرف كيف يتعامل مع المرأة لا بد أن يثقل كاهلها، فما بالنا إن كان هذا الرجل زوجا لها!، من المؤكد سيكون جحيما عليها، فهو لا يعرف من علاقته بها إلا من خلال الورقة التي كتب عليها عقد النكاح، هي بالنسبة له ـ الورقة ـ السكين التي يستطيع أن يذبح بها زوجته متى شاء، هي صك الملكة التي تأهله ليكون سيدا مطلقا عليها، فلا مجال أمامها سوى الخنوع والقبول به، " أنت تلعبين برأسك وهذا لا يفيدك يا مدام صالح، مدام صالح؟ إني أكرهه منذ رأيت عينيه الصغيرتين ذلك الدم الفاسد الذي تحجر في محجريه، لا شيء يجمعنا غير تلك الورقة الوهمية، ... كنت تشعرين في أعماقك بأنك تمارسين دعارة قانونية، وحبك كله كثف في ورقة، يشممها لك كلما حاولت أن تقولي لا" ص 164، إذن العلاقة الزوجة في المنطقة العربية تكون شكلية، على ورق، وكأن المرأة ملكية خاصة، يجب عليها تنفيذ كل ما يطلب منها، وعليها أن تقبل ـ دون تلكؤ أو أي امتعاض من الأمر أو الفعل الذي يلقى عليها، هي شيء جامد لا يحس ولا يشعر بشيء، هكذا هي المرأة الجيدة في نظر الرجل العربي.


المازوشية
ضمن هكذا واقع لا بد أن يقرن الفرح بالوجع والعذاب، فهما متلازمين في المجتمع العربي، فلا مجال للمتعة دون الم، ولا يوجد فرح دون تعب أو وجع، حالة مرضية يعاني مها العديد من المجتمعات العربية، فهي لا ترى ولا تجد الفرح أو السعادة إلا مع أو بعد الحرمان والتألم، وهذا الربط والتوحد بين حالة الفرح والبؤس يعد أمرا غير سوي، لماذا لا نفرح، دون حضور الألم؟ لماذا لا نكون سعداء دون استحضار الماضي المؤلم؟ لماذا لا نعرف حرق الماضي البائس والتعيس، لكي نبدأ حياة جديدة صافية نقية؟ هذا المرض يعد احد أهم الأمراض التي نعاني منها، وقد وقدم لنا واسيني الأعرج صورة عن هذا المرض، "يجب أن نعيش حتى الموت، الحياة جميلة، بدون قساوة لا نعرف لذة الفرح، سنعيش، نسافر، نجري، نتخبأ في كل متاحف العالم، نذهب، نعود، كنت اعرف أن قلبك واسع سعة هذه النجوم" ص181، التدقيق في هذا الكلمات التي تنم على التحرر والانطلاق يوجد بين طياتها متخلفات العهد البائد، فعندما استخدم جملة "نتخبأ في كل متاحف العالم" كان في ـ إلا وعي ـ يكلم "فاوست" عن الماضي، فهو تعود أن يختبئ عندما يريد أن يمارس فرحه، من هنا نجده ما زال أسير تلك الحالة المرضية، فالفرح يجب أن يكون ظاهرا لكي نفرح نحن ونفرح من هم حولنا، لكن الماضي البائس يدفع بهذا الفرح إلى العودة للوراء، فما زال "فاوست" يعاني من مرضه القديم. هنا لا بد من التذكير بإنسانية "فاوست" الذي يتكلم كانسان ولهذا نجده حامل بقايا من الماضي، وهذا الأمر يعطي دلالة على عمق الجرح والألم الذي يشكله ذلك المسمى (وطن) عند الأفراد، فهو كالحرق لا يمحى أبدا الدهر.
الحيوانات
العديد من الكتاب يذكرون الحيوانات عندما يتناول الحالة المزرية التي تعيشها شخصيات العمل الأدبي, فعندما تذكر الحيوانات تكون حالة الشخصيات في أسوء ما يكون، وهي تمثل أيضا في إلا وعي الكاتب، كالغابة التي يأكل فيها القوي الضعيف، إذن الحيوانات تشير إلى السلبية البدائية والتي تعيد الإنسان إلى عصور ما قبل التاريخ، "منذ أن فتحت عيني وأنا أتمنى أن أرى العصافير على أشجار اللوز العملاقة وعلى تيجان القمح الملون بالألف الألوان القزحية وان لا امشي في نفس الدروب التي تلحس فيها القطط بقايا دماء الفئران والطيور الخجولة ولكني إلى اليوم لم افلح" ص110، هذه الصورة تشير إلى حالة عدم الانسجام بين الراوي والواقع، فهو يعيش في أوضاع الضحية والجلاد، الطريدة والصياد، فلا مجال للتكيف مع هكذا وضع.
الكتاب والكتاب
الكاتب دائما يعكس فكرته في أعماله، من هنا نجد هاجس الكتاب والكتاب حاضرا عند العديد منهم، حتى أن رشاد أبو شاور اقرن هجرة الفلسطيني للمكان بترك مكتبته وراءه، فالكتاب يعد أهم وسيلة للخلاص من الواقع عند الكاتب، لما له من قدرة على منح الراحة والتخلص من حالة البؤس التي يعيشها،" يجب أن تنقذ الكتب قبل أن تنقذني يا سانشو.
ـ إنهم يحرقون الكتب يا سيدي
ـ إنهم يحرقونني يا سانشو" ص40، هذا التماهي بين "فاوست" والكتاب يعطي حقيقة العلاقة التي ترتبط بين الكاتب والكتاب، فكلاهما واحد في شكلين، الأول بشري والثاني جماد، لكن الإنسان الكاتب يتعامل مع الكتاب كجسده وكروحه، فعندما يتعرض الكتاب لاعتداء يكون ذلك اعتداء على الكاتب أيضا.
يتناول الكاتب العديد من الأسماء الأدبية في الساحة العربية والعالمية من محمود درويش إلى ايلوار، حتى انه يقتبس جزءا من قصيدة الحرية "عندما اغني اغني، فانا اغني لأجلك أيتها الحرية
عندما ترتعشين خوفا، أصلي لك أيتها الحرية
أغاني الأمل والفرح، التي تحمل اسمك وصوتك" ص110، فالتأثر بالكتاب والكتاب مسألة بديهية عند الأدباء، ومن الطبيعي أن يذكر الكاتب بعض الأعمال الأدبية التي تأثر بها.
الجنس
يعد الجنس احد المحرمات في الواقع العربي، فرغم أهميته والعمل به من قبل كافة البشر، إلا أن الحديث عنه من المحرمات، إن كانت محرمات على مستوى الدين أم على صعيد المجتمع أم النظام، فالنظام يدعي الحفاظ على العادات والتقاليد والأخلاق العامة، وعناصره تمارس الفجور في الخفاء، الكاتب تناول فعل الجنس بصورة سلسة وكرد فعل على الواقع، فكان من خلال فعل الجنس يقوم بالثورة على المجتمع وأفكاره البالية، فكلام "فاوست" ومريم عن الاستمتاع بالجنس كان يعد طرحا يتناقض مع مفهوم النظام الرسمي المتمثل بسفيان وصلاح، فكلاهما يغرقان في التقليد والانهزامية من الواقع والسعي وراء فكرة المؤامرة المختلقة، "إنها المرة الوحيدة التي تأخذين فيها هذا العمق بداخلي، مسدت على صدري بنعومة أظافرها، بدأت اكتشف أسرارك الوثنية التي ألهبت أحلام الآخرين، رأيت ابتسامتك الجميلة التي أشرقت بحزن كقمر شتوي، جمال أشيائك في فيض حزنها، مدت يدي إليك، تحركت بتثاقل بالرغم من شعوري برهافة جسمي، نمت على صدرك بطفولتي، فتحت قميصك عند الصدر، نزعت الصدرية، شعرت بدفء نهديك وبامتلائهما بين شفتي المرتعشتين، الحلمة تدغدغ لساني، كان كل شيء جملا كهذه التفاصيل العفوية" ص57، الحدث عن جنس بهذه الكيفية كان يرد منه الرد على المجتمع الذي تعامل مع مريم كمتاع ليس أكثر، فهي بالنسبة ل"فاوست" أكثر من وعاء للجنس، فرغم حديثه عن الجنس إلا أن هذا الجنس فيه طرفين إنسانين يتبادلان المتعة ويترك كلا منهما أثارا ايجابيا عن الطرف الآخر.
من هنا نجد المرأة تتحدث أيضا عن الجنس كعملية تمنح اللذة وتخلصها من الإرث الاجتماعي، "ـ أرجو..لا.. تتو..قف..
ازدادت حركاتي بعنف اكبر، غمغمتها اندست بخجل تحت جلدي مع الفراشات التي رفرفة أجنحتها الملونة، حبيبي، ضمني، مزقني، لا تتوقف.. رائحة جسدها بدأت تتبخر في رأسي كالجاوي المحروق وانزل الغلالة البيضاء من الغيمة البنفسجية التي احمرت مثل الدم" ص154، هنا كانت المرأة حاضرة في العملية الجنسية، وتشارك عشيقها المتعة والثورة على العرف والعادية، هي تقفز على الواقع وتتجاوزه إلى ما يحقق لها طموحها في الانتقام من المجتمع والنظام وتحقيق ذاتها، بعيدا عن أي تأثير.
الحكايات الشعبية
يستخدم واسيني الأعرج العديد من الحكايات الشعبة في روايته "مصرع أحلام مريم الوديعة" وهذا اطفى لمسة جمالية على الرواية، فحكاية قدور ولد برمضان الذي يذيب الحديد بمجرد أن يلمسها بيده، ونهود النساء لمجرد أن يلامسها بلسانه، وهناك حكاية جد صالح الجوال الذي يكتشف بان زوجته تمارس الجنس مع خادمه، فسرد مثل هذه الحكايات كان بمثابة دعوة من الكاتب إلى النهل من كتاب ألف ليلية وليلة، لما فيهما من مشاهد الخداع والجنس والشبق والثور على الزوج، كما أن مثل هذا التضمين كان يعطي الرواية اللمسة التراثية التي نفتقدها كثيرا هذه الأيام.
الحكم والأقوال البليغة
الكاتب في أعمالة الأدبية يضع خلاصة فكره وإبداعه في روايته، فهو بين الفينة والأخرى يقول قولا بليغا، يصلح لكي يكون حكمة أو مثلا يأخذ به، "هل من حقنا أن نشتاق إلى مدينة تقتلنا وتحاول اليوم أن تنسانا؟ ماذا تساوي مدينة ترفضك وتستقبل في فراش العز قاتلها" ص23، كناية عن الاغتراب عن الجغرافيا، وأيضا كناية عن الخيانة التي تمارس من قبل المجتمع والنظام معا.
"التحدي يأتني بكثرة الإنتاج" ص ص39، بمعنى الرفض لا بد أن يواكبه العمل، والعمل الكثير وليس القول وحسب.
"بين السياسي والأخلاقي مسافة صغيرة، هي مسافة الذعر والخوف" ص40، بمعنى الخوف مسألة طبيعية عند الإنسان، لكن الذعر غير طبيعي وغير سوى، ويجعل صاحبه في حالة يرثى لها.
" عندما تصمم على الانتهاء من شيء، من الأفضل أن لا تلتفت إلى الوراء" ص52، الدعوة إلى العمل وتجاهل المعيقات
"القداحة.ماذا نعمل بها؟ حين توصد الأبواب الحديدية في وجهك، احرق بها الخيبة واليأس والحزن" ص56 دعوة للتجاهل الحالة النفسية السيئة.
"حيث يسود الخداع تختفي الحقيقة مؤقتا" ص74، الخداع يتناقض مع الحقيقة.
" شوهونا من العمق حتى صار من المستحيل ترميم كل الكسورات" ص75، كناية عن صعوبة الحال التي وصلنا إليها.
"القلم . اكتب به أجمل قصيدة، بالولاعة احرق شبق الأحزان" ص85، دعوة للعمل وتجاهل الوجع.
"المهم أن يكون الإنسان مقتنعا وقادرا على الذهاب وراء جسده إلى أقصى حد ممكن، لهذا للمرأة أكثر حساسية في تلقي الألم واللذة والمقاومة" ص96، المرأة أكثر قدرة على التمتع، وأكثر حساسية اتجاه الأفعال.
"يكمن للإنسان أن يسكر بالأشياء الجميلة" ص99، أهمية الأعمال الفنية والأدبية.
"الناس عندما يخسرون فرحتهم لا يبحثون في البقية" ص112، النهاية المؤلمة والكبيرة أهم من التفاصيل الصغيرة.
" كنا نريد الهرب بعيدا من حقارة عيون الناس، فالأرض ضاقت على الأجساد أحبتها" ص185 كناية عن ضيق المكان وحالة الاغتراب.
"الحرية هي أثمن العطايا... على الإنسان أن يجازف بحياته في سبيل الحرية" ص229و230، أهمية الحرية للإنسان.
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدار الكبيرة محمد ديب
- المراوحة في المكان
- مع كابي وفرقته -ريمي-
- ملكوت هذه الارض -هدى بركات-
- أستمع أيها الصغير
- خربشات عربية
- طريقة تفكير العربي
- مسرحية الإستثناء والقاعدة بريخت
- المرأة بكل تجلياتها في رواية -الوطن في العينين- لحمدة نعناع
- الحضارة الهلالية والتكوين التوراتي (النص الكامل)
- الحضارة الهلالية (الفلاح والراعي)
- قصة حب مجوسية
- الحضارة الهلالية (الجنة)
- الحضارة الهلالية (البعل راكب السحب)
- اللغة في غير محلها
- سفر الموت في -مفتاح الباب المخلوع
- الحضارة الهلالية (قدسية رقم سبعة)
- التكوين الهلالي والتوراتي
- نحن العرب
- التأثر المصري في التكوين التوراتي


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مصرع احلام مريم الوديعة -واسيني الاعرج-