أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - وجعة ارهيّف














المزيد.....

وجعة ارهيّف


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4405 - 2014 / 3 / 26 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
وجعة ارهيّف
عبد الله السكوتي
وهذه الوجعة ارهقت العارفين واطباء ايام زمان في قرية من قرى جنوب العراق، حتى صارت مثلا للذي تستعصي حالته ولايجد لها حلا، فقالوا اصيب بوجعة ارهيف، وارهيف استيقظ صباحا، فوجد فمه قد اندار الى جهة اليسار،وبدأت مشكلة ارهيف، ذهب الى اول عارف في القرية، فكان الدواء ان يصفع بالنعال ثلاث مرات على جهة خده الايمن، فوافق ارهيف وصفع، وعاد الى البيت ولكنه لم ير فرقا، ففمه بقي باتجاه اليسار، حجي حسين جيران بيت ارهيف، قال له: هذه ضربة شرجية، وهناك في احدى قرى الكوت من يعالجها، وفعلا اتكل الرجلان على الله وذهبا الى الكوت، وكان العلاج لايفرق عن سابقه فقد صفع ارهيف بالنعال ثلاث مرات، وعاد الى العمارة وهو يشكو من نفس العلة، وكان السفر في ايام زمان مرهقا وشاقا، لم يستطع ارهيف ان يسلم امره ويلتفت الى عياله، فقرر السفر الى بغداد بعد ان اشار عليه احدهم بان علاجا مختلفا هناك في بغداد، ورحل الرجل وهو يتأمل ان يعود فمه الى سابق عهده، لكنه صفع بالنعال ثلاث مرات كما سبق وعاد يحمل آثار النعالات، لقد ارهقت وجعة ارهيف جميع العارفين والاطباء، ولكنه لم يستسلم فكان يبحث عن الاطباء والعارفين وفي كل مرة كان يتلقى ثلاث صفعات بالنعال على خده الايمن، وبقي على هذا الحال الى ان اخذ الله امانته.
والخشية كل الخشية ان الداء الذي ارهق ارهيف اصاب الشعب العراقي وسياسييه، ولذا فعلى الشعب ان يتهيأ لوقت عصيب من الصفعات، اما اذا قلب الشعب الامر فستكون الصفعات للسياسيين والنواب على حد سواء، لانهم بحسب اعتقادي من اصيب بالشرجيه، وعلى هذا الاساس لايمكن ان نبقى مقتنعين بديمقراطية تسلبنا عيشنا وتفرق بين الناس على اسس حزبية مقيتة، تفاوت في درجات العيش والافضلية، وتفاوت في القانون لانه صار بحسب عرف هؤلاء على ناس وناس، الكثير الكثير يأكلونها براحة كما يقول المثل.
وجعة ارهيف قد انتشرت كثيرا ومنذ وقت طويل، ولافرق بين فترة واخرى سواء منها الديمقراطية او الديكتاتورية، الا مرحلة بسيطة وكانت هذه المرحلة مستعجلة انتهت باحداث دموية طالت الشعب العراقي بكامله، وانا من جهتي كنت اود ان يبقى ارهيف جالسا في قريته ولايحاول تلك المحاولات فيحصد مزيدا من النعل، لم تكن الديمقراطية يوما من الايام وبالا على الشعوب المتطورة، لانها تعرف مصدر الخلل، وتعرف كيف تتعامل مع هذه الممارسة الكبيرة، اما نحن فلانعرف كيف نسير مع القافلة ام ضدها، غالبية الشعب العراقي لايعرف مرشحيه حتى الان، وسيأتي يوم الانتخابات، ويذهب الجميع وكأنه مدعو الى لعبة المحيبس، لايعرف برنامج الكتل ولا اسماء مرشحيها، وسيكون الموظف في الباب خير دليل للكثيرين، انتخب فلان قائمة، تره هاي القائمة وصت بها( )، ومايكون من الانسان الا ان يدفع الحرج عن ذاته فيؤشر القائمة التي نصحه الاخوان بها، وهكذا شياب وعجائز، واميون لايعرفون القراءة، اصوات واصوات ترفع تلك القائمة وتخفض تلك القائمة الاخرى لنحظى باربع سنين لاتختلف عن سابقتها، اما منظمات المجتمع المدني فلم تأخذ دورها في توعية الناس وصارت المساجد والحسينيات المنبر الوحيد الذي يرشد ناخبيه، لنبقى محصورين في جمهورية واحدة لايمكن الخلاص منها لا اليوم ولا غدا، وليبقى ارهيف يبحث عن صفعات جديدة وبمختلف الاحجام والاشكال، فمرة نعال بلاستك واخرى جلد، وانا اقسم اني رأيت ارهيف يصفع بحذاء رياضي، لكن بدون اي راحة لرهيف ولا لفمه الذي بقي معوجا حتى نهاية حياته.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( ابو ذيبه) لمناسبة الذكرى الثمانين
- انهم يعتذرون من القاتل يامحمد بديوي
- بالسفينهْ ويفكس عين الملاحْ
- كلمن عدها اعطيب اتهزّه
- جبكم خنجرم نيا
- احنه اهل العراق اهل السبع بيعات
- بيّه ولا بالأحمري
- كلها صوجي.... والحرامي مابيه صوج؟
- حييتهن بعيدهن من بيضهن وسودهن
- ايكح ابلنده اوحسّه اهنا
- انا معلم
- اتجذّب هاي اللحيهْ، واتصدك الخروف
- يحتج بالحايط ، فكره ايدولب بيه
- مركة الجيران طيبهْ
- الله ايطيّح حظج يمريكا
- بس احنه خرفان
- good برابيج
- هد اجلابهم عليهم
- اسوي الانكس منها
- ثمن الديمقراطية


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - وجعة ارهيّف