أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - شعبولات الأعــراب الجدد















المزيد.....

شعبولات الأعــراب الجدد


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1252 - 2005 / 7 / 8 - 11:05
المحور: كتابات ساخرة
    


أفرزت عصور الإنحطاط والجهل, المستمرة بنجاح ,كثيرا من فيروسات الغباء ,ومن الظواهر الطفيلية الشاذة التي ليس منها شفاء أوبراء.وهاهي عصور التردي والقهقرى والتخلف تقدم لنا نماذج مدهشة لم يألفها التاريخ البشري يوما على الإطلاق.ففي هذه الحقب السوداء يسود الجهلاء,وأنصاف المتعلمين والأميين ,وأشباه الرجال والخصيان في مختلف المجالات ,ويسيطرون على مفاصل الحياة,ويتحكمون بالخلق والثروة والعباد,وتنقلب عندها كل الموازين والمعارف والأخلاق.فيصبح العالم فقيرا ,مطاردا,جائعا يتوسل ,ويتودد,وتحت رحمة الأغبياء, واللصوص, ومرضى العقل المصابين بالصرع, والبله, والعصاب .وينفش الجاهل الأرعن المعتوه ريشه ويطلق التصريحات الجوفاء أمام الكاميرات وأبواق الاستهبال ,ويقرر ويجزم ويأمر وينهي بالكلام.ويتسيد الأمي الأحمق ,ويصبح حاكما بأمره ,وتتوارى العقول,وتتراجع المواهب والقيم .ويمجد الناس كل ماهو رث ومتخلف وبال ,ويحتقرون ,كل ماهو سام وعظيم ورائع عال.وقد عبر الشاعر "المنحط" ,نسبة إلى عصر الانحطاط ,وليس انتقاصا منه لاسمح الله, حين هجر العلم والادب والشعر ,ولحق "كار" الجزارة و"التقصيب" وحيث صارت تجتمع عنده القطط والكلاب , عن هذا الواقع المر بقوله:

فكيف لا أشـــكرالجــزارة ما عشت وأهـــجرالآدابا
وفيها صارت الكلاب ترجوني وبالشعر كنت أرجو الكلابا

وقول شاعرنا الفذ:

في عصرزيت الكاز يطلب شاعر ثوبا وترفل بالحرير قحاب
يا تونس الخضــراء هذا عالم يثري به الأمي والنصّاب

فقد رصد الزميل المتألق أبدا"زهير ابن جبر" ظاهرة الشعبولاتية التي تفشت كثيرا في هذه الأيام في دنيا الأعراب وبحور الظلمات, فصار هناك المزيد من الشعبولات المستنسخة في الأدب ,والسياسة, والاقتصاد,والإعلام, وبحيث أن مؤسس مذهب الشعبولاتية ,شعبولا الأول الكبير, قد ضاع وسط هذه المعمعة الشعبولاتية . وكل ماورد في صحيح "ابن جبر" في عرب تايمزعن الشعبولات كان دقيقا ,ووافيا,وناقلا للظاهرة بأمانة كما هي على أرض الواقع. ولكننا لو انتقلنا إلى صحيح "ابن نعيسة",الذي شدته الظاهرة أيضا, سنجد تعريفا للشعبولاتية بأنها طغيان كل ماهو سوقي وتافه ورخيص,وهي تشمل بعضا من نجوم الأعراب الجدد ممن لامواهب حقيقية لديهم,وكل من سطع في سماءهم "بشوية دولارات" وكير ومنفاخ ودعم كبار الشعبولات ,وكل من يتنطح للكلام ,والخوض في مسائل لايفقه فيها ,ويقول أشياء لامعنى لها ,ويطلق الألغاز والأحاجي والكلام على عواهنه بلا رقيب أو حسيب,وينفي حقائق دامغة, وساطعة كما فعل أحد عتاة الشعبولات المعروفين مؤخرا,ويهرف ,ويغرف مما لايعرف,وينتفخ ,ويتورم ويرغي ويزبد بمناسبة وبدون مناسبة, ومايحتاجه فقط هو دبوس صغير.وكل مايفعله ويقوله هو "وإييييييييييييييييييه" على الطالعة والنازلة.وقد شبه"ابن نعيسة" الشعبلة في بعض الحالات بالطبل الفارغ من أي شيء سوى الهواء الفاسد,ولكنه قادر على إصدار أصوات قوية ومزعجة تصم الآذان وتفقأ العيون والوجدان .وأصل الكلمة هو الشعبولاتية Sha bulatism, كما وردت حرفيا في قاموس وبستر بتاع الانجليز,ودائرة المعارف البريطانية,والشعبولا ,أو المتشعبل أي صاحب مبدأ الشعبلة والزغللة هو الشعبولاتي Sha bulatist ,وجمعها شعبولات ,وتجمع بالشعابيل أحيانا كجمع تكسير للضرورات,وقد أجاز ذلك فعلا بعض النحاة في بعض المواضع, وكما ورد بالجبرتي في" باب التشعبل عند الأعراب" . والشعبول mini Sha bulهو الغرّ الصغير في الشعبلة ,والجديد على هذا الكار ولا يصح أن نطلقه على كبار الشعابيل والمتمرسين في الشعبلة, لأن في ذلك خطأ نحوي كبير على ما أفاد كبار الجهابذة المتخصصون في شعبلة الكلام. ويجوز استعمال هذا المصطلح في حال عدم كون الشعبولا الجديد مكتمل الخصائص والصفات الشعبولاتية أي مازال في بداية تشعبلاته. وأصل الفعل رباعي وهو شعبل, أي قام,أو أتي فعلا فيه شعبلة ,أو قلد شعبولا الأول في أي من الحركات ,To Sha bulatize وتشعبل القوم أي أنهم نحوا منحى, ومشوا على مذهب وطريقة شعبولا في الحياة والزي والكلام .والشعبلة Sha bulatization أي القيام بالكثير من الحركات التي فيها شعبلة ولكن ليس فيها كثيرا من المرجلة, وتكون عادة مفضوحة وممجوجة ومثيرة للقرف والتقزز من الناس.لذلك نرى الآن كثيرا من الشعبولات والمتشعبلين الذين لاعمل لديهم سوى إطلاق تلك اللازمة التي ميزت مذهب شعبولا الأول وهي الـ"وإييييييييييييييييييه",والتي تفيد الموافقة, والبصمة بالعشرة على الحق والباطل ,وتقال في كل المناسبات الوطنية والقومية والزواج والأعراس ,والوفاة,والهزائم والانكسارات,وطهور أبناء السلاطين,وحنة بنات الإمبراطور ,وفطام ابناء الذوات وولاة الأمصار عند الأمريكان. ومن خلالها ظلوا يتشعبلون على المساكين الفقراء ,الذين لاحول ولاشعبلة لديهم, في كل المنابر والساحات عقودا من الزمان,ويحظون برضا وعطاءات شعبولات السياسة ,وأولي الشعبلة الأبرار.

هذا ولا يخشى أحد من هؤلاء المتشعبلين أن يقوم شعبولا الأول,مؤسس المذهب ومبتدع الطريقة, برفع دعاوى قضائية عليهم بسبب تقليده وسرقة مذهبه الفني والفكري الفذ,وذلك ببساطة لأنه لايعرف القراءة والكتابة ,ولا بوجود الكومبيوتر والإنترنت وغافل وجاهل تماما عما يدور حوله من تطورات كما هي عادة جميع الشعبولات . لذلك فقد أخذوا راحتهم في ,وتطرفوا في الشعبلة ومنهم من أضاف عليها, وطور بها كثيرا وسمي هؤلاء بالشعبولات الجدد .فلذلك ,وفي عصر الشعبلة هذا ,ترى مثلا دكتورا,أي حاملا لشهادة الدكتوراه, لايفرق بين اللام الشمسية والقمرية, ويرفع المجرور ,ويجزم المكسور,وينصب على الناس. وهناك كثيرون من حملة الدكتوراه الذين لم يكتبوا حرفا واحدا في أطروحاتهم, ولا يعرفون حتى عناوينها .وترى شاعرا,لم ينه تعليمه الابتدائي ويغني له كثير من الشعبولات والمتشعبلات , ذا ألقاب مفخمة ومعظمة أين منه ييتس,وإليوت ,وبلنط ,لايحفظ أي بيت شعر للمتنبي ولايدري هل هذا البيت من بحر الرجز .أو الوافر ,أو الأكثر شيوعا البسيط ؟ ولا يعرف من كل بحور الأرض, سوى بحر المانش, حيث تربى, وتدلل, وترعرع, ناهيك عن قطعه للمحيط الأطلسي عشرات المرات للحج والتبرك بالبيت الأبيض الحلال,وهذه هي كل معرفته وثقافته في خطوط الطول ,وعلم "العروض".

هذا وتدور الآن معارك طاحنة بين شيوخ ومرجعيات الشعبلة الكبار حول السماح بالشعبلة للنساء, بعد بروز العديد منهن ,وقيامهن بالكثير من التصريحات والحركات التي فيها شعبلة كبرى.فقد أصبحن يتشعبلن على الملأ وأمام الشعبولات من الرجال بدون أية حشمة ووقار وأستغفر العزيز الجبار, مما أثار حنق وغضب الكثير من عتاة الشعبلة المتزمتين لهذا الأمر الفاضح,والسلوك الشائن . لذلك فقد أصدر مركز البحوث الشعبولاتية توصية بعنوان"لم تتشعبل النساء؟" بعد ورود الكثير من الحالات,أجاز فيها شعبلة النساء في حدود معينة,ولكن بشرط عدم التشبه بالشعبولات من الرجال,والعياذ بالله, لأنه في الأصل مكروه وغير محبب ومرغوب في مجتمعات فحول الشعبلة الكبار,وإساءة أصلا لمبدأ الشعبلة بالأساس الذي أنشأه وطوره "الذكور", وتحديدا شعبولا الأول أدامه وحفظه الله,ووقاه من شعبولات الأمن والمخابرات,واعتبروا ذلك,في بعض الحدود الضيقة, خروجا عن تقاليد ملة الشعبلة التي أصبحت تضم الآن كثيرا من المريدين والمتحمسين الأتباع.لذلك تقدمت الكثير من النساء بطلب للمركز المذكور للسماح لهن بالتشعبل علنا وأمام الملأ,وفي رابعة النهار,أسوة بالشعبولات, بعد أن أصبحت موضة منتشرة تتهافت عليها السيدات, ولاسيما بين علية القوم, وحتى المستوزرات منهن .وعلى مبدأ مافي شعبولا أحسن من شعبولة,وبناء على مبدأ المساواة بين الشعبولات والمتشعبلات ,والإعلان العالمي لحقوق الشعبولات. وكل الشعابيل في الهوا سوا.وصرح أحدهم بالحرف الواحد أمام مجموعة من الشعبولات :"إذا تشعبل قومك ماعاد ينفعك عقلك ياشعبول, إنه زمن الشعبلة ياشباب,ومن فاته قطار الشعبلة لن يستطيع أن يتشعبل بعد الآن".وقوبل هذا التصريح الشعبولاتي بعاصفة من التصفيق ,وررد الشعبولات جميعا شعار ولازمة شعبولا الكبير ,وبصوت واحد متهدج فيه خشوع وورع "وإيييييييييييييييييييه".

و............أيييييييييييييييييييه.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل اللوائح الأمنية
- طواحين أبي مطر الانترنتية
- ثقافة التخوين والإبادة الفكرية
- اللعبــة مستمـرة
- الإستقواء بالداخل على الخارج والخوارج
- ملـوك الطوائـف
- نحو خيـار علمـاني
- متاهات الإستبــداد
- كيف تغيب قروناً في كهوف الزمان؟
- سيناريـو الفصـل الأخيـر
- داحـس والغبــراء
- المستجيرون من الرمضاء بالنار
- مبروك عليكم أيها السوريون
- حين تقبع الكرامة في سراويل الطغاة
- مقالب العربـان الإصـلاحية
- صـور صدام والبورنو السياسـي
- شرف الأعـراب المهدور
- حقــوق النسـوان
- كلـــنا شــركاء
- كفاية. . .يافيصل القاسم. . .حرام


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - شعبولات الأعــراب الجدد