إكتب على كل الكراريس ... شعب مصر ضد التوريث

عبدالوهاب خضر

الحوار المتمدن-العدد: 1252 - 2005 / 7 / 8 - 11:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

انتزع حزب التجمع حقه في المسيرات السلمية وأطلق شعاراته ومطالبه وسط الجماهير معبرًا عن المشهد الحقيقي للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

حدث ذلك الاسبوع الماضى في مسيرة رمزية تقدمها بعض أعضاء المكتب السياسي والأمانة المركزية، وتحركت من مقر الحزب في ميدان طلعت حرب مرورًا بشارع طلعت حرب، فميدان التحرير، فشارع القصر العيني، ثم الوقوف أمام مجلس الشعب الذي يتم فيه تفصيل القوانين علي مقاس الحزب الحاكم!!

أكدت قيادات «التجمع» أنها حريصة أكثر من وزارة الداخلية وأجهزة الأمن علي الحفاظ علي أمن وسلامة الطريق والمحال التجارية، فالمسيرة كانت رمزية وحملت في طياتها معاني كثيرة، وتبين فيها مدي استجابة المواطن العادي الذي كان يقف علي النواصي وأمام المحال التجارية وفي إشارات المرور ويعلن عن تأييده لما يردده رموز حزب التجمع وقياداته، وشاهد محرر «الأهالي» عشرات المواطنين الذين كانوا يقفون في شرفات المباني العالية وهم يرددون بقوة الهتاف الرئيسي الذي أطلقته المسيرة في الشارع وهو: «الحزب الوطني باطل ولجنة السياسات باطلة والاستفتاء باطل والحكومة باطلة».

رغبة المواطنين في المشاركة كانت ظاهرة للجميع حتي ولو بالإشارة أو الهمس أو النظرات وهو الأمر الذي يكذب كل المزاعم التي تردد بأن المواطن سلبي .

كانت رموز «التجمع» حكيمة فلم تصطدم بعساكر وزارة الداخلية الذين حاصروا المسيرة أمام مجلس الشعب فهم مكلفون بذلك، ولم تطلق شعارًا واحدًا تسب فيه أحدًا بل جاءت الشعارات واللافتات موضوعية تربط بين الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فوجود تشريعات «مطبوخة» ينعكس علي مصالح الناس الغلابة، والتي بها يتم تزوير إرادتهم، وتنهب بها أموالهم، وتهان كرامتهم، ويحتكر بها الحزب الحاكم كل مؤسسات الدولة ووسائل الإعلام، ثم يكذب علينا ويتكلم عن تكافؤ الفرص والديمقراطية والحوار بينما هو يمشي في الأرض فسادًا ليلاً ونهارًا!!

مسيرة التجمع كانت احتجاجًا علي مشاريع القوانين التي تقدمت بها الحكومة والخاصة بمباشرة الحقوق السياسية والأحزاب ولجنة الإشراف علي الانتخابات والتي فرض فيها الحزب الحاكم - كعادته - وصايته علي كل الأمور متجاهلاً دور القضاء وإشرافه الكامل علي الانتخابات، ولم يحترم رأي القوي السياسية الأخري التي رفضت البنود التي تشكل تدخلاً سافرًا في شئون الأحزاب.

كررت مسيرة التجمع هذا المطلب بضرورة وجود جمهورية برلمانية وتعديلات حقيقية في الدستور وجاء البيان الذي تسلمه د. فتحي سرور رئيس مجلس الشعب من نواب التجمع في البرلمان شاملاً لمطالب الحزب مؤكدًا أنه لا يوجد أمل في السياسات الحالية فبعد 27 عامًا من حكم الحزب الوطني وربع قرن في ظل النظام الرئاسي يعاني الشعب المصري عمالاً وفلاحين وغالبية المهنيين والشباب من الفقر، وارتفاع الأسعار، والبطالة، وسوء توزيع الدخل، والحرمان من العلاج المجاني، والفساد ، وتدني معدلات النمو، والانهيار الاقتصادي، والاعتداء علي الديمقراطية، وحالة طوارئ لا تنتهي، واعتقال السياسيين، ومحاصرة الأحزاب والقوي السياسية، ولجوء الحكم للتزوير.

أكد بيان التجمع أن التغيير هو الحل وأن نقطة البداية هي فتح الباب للتحول الديمقراطي عن طريق تعديل الدستور لتحديد وتقليص السلطات المطلقة الممنوحة لرئيس الجمهورية، ولتحويل مصر من دولة رئاسية استبدادية إلي جمهورية برلمانية ديمقراطية، وإطلاق حرية تشكيل الأحزاب.

ومن أبرز الشعارات التي ترددت في المسيرة: «اكتب علي كل الكراريس.. شعبنا ضد التوريث، واكتب علي كل الجدران احنا قوة علي الطغيان، واكتب علي كل الحوائط احنا ضد الطوارئ، ومهما يبيعوا في السنين مش هاتفوت 77، وعايزين حكومة حرة العيشة بقت مرة، وعايزين حكومة جديدة بقينا علي الحديدة، والحزب الوطني الديمقراطي عايز كل الشعب يطاطي، ويا حرية فينك فينك، أمن الدولة بينا وبينك، والتغيير التغيير للسياسات ، وضم يا شعب صفوفك ضم الحرية ثمنها الدم، والتعذيب في أقسام الشرطة منهج حكم ومنهج سلطة، واللي يرفع في الأسعار لينا المجد وله العار، ومصر بلدنا للحرية مش لوزارة الداخلية، وبالسياسة بالسياسة مدتين فترة رئاسة، وسرقوا العامل والفلاح آه يا حكومة الانفتاح، مش عايزين 20%، عايزين عيش وحرية وتسقط أمريكا وفلوس أمريكا وتسقط إسرائيل واصحي يا مصر فاضل خطوة وييجي النصر».

وفي نهاية المسيرة التي انتهت بصورة حضارية ألقي د. سمير فياض نائب رئيس التجمع كلمة أكد فيها أن كل ما يردده الحزب الحاكم حول التغيير والإصلاحات هو كلام كاذب فلا يوجد تغيير أو ديمقراطية حقيقية حتي الآن وكل التعديلات التي تحدث هي شكلية وليس لها علاقة بمطالب الشعب والقوي السياسية الحقيقية وعلي رأسها التجمع.

وأكد نائب رئيس التجمع أن الحزب متمسك بديمقراطية حقيقية لصالح هذا الشعب الذي يعاني الفقر والفساد، وأكد فياض أن التغيير قادم بإرادة وقوة الشعب رغم أنف الآخرين.ونحن نرفض توريث السياسات والاشخاص ايضا .

#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات