أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هشام عبد الفتاح الأديب - لماذا تفوّق الذكر؟ -عن النساء القوارير، ناقصات العقل والدين-















المزيد.....

لماذا تفوّق الذكر؟ -عن النساء القوارير، ناقصات العقل والدين-


هشام عبد الفتاح الأديب

الحوار المتمدن-العدد: 4405 - 2014 / 3 / 26 - 10:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


(1)
على طول التاريخ الانساني "المعروف" كانت السيادة للرجل في المجتمع وله الغلبة، المجتمعات القديمة كلها كانت ذكورية بالأساس فيما عدا بعض المراحل في حضارات أمريكا اللاتينية والهند وأفريقيا، والتي تميزت بالسيادة والسيطرة الانثوية لفترات من الزمن.

المصريون القدماء كرّموا الانثى وجعلوها آلهة حاكمة قوية، الإلهة إيزيس كانت العظيمة إلهة المعرفة، الإلهة ماعت كانت ربة الحقيقة، والإلهة نايت إلهة الحرب والفيضان، وسخمت وحتحور وغيرها من الآلهة الإناث كثيرات، المصريون القدماء جعلوا المرأة عماد المنزل الصالح، أدركوا ان الانثى هي الاصل وهي مصدر الرحمة وصوروها على انها اصل الحياة، وكثيراً ماتقدمت الأنثى عن الرجل في تماثيل المصريين القدماء، وكانت تحتضن الرجل وتحوطه بذراعها وتحنو عليه كإشارة على الاحتواء والعطف وأحياناً السيادة.

الحضارات الفينيقية والسومرية قدست آلهة إناثاً وذكوراً، ومنهم أخذ العرب آلهتهم في الجاهلية كاللات ومناة والعزى، وكلها "إناث"، وكانت محل توقير وتعظيم وعبادة. تصوّر الرجل قديماً قدرة المرأة على الحمل والخلق والولادة على أنها قدرة معجزة على خلق الحياة -وهي كذلك-، وأصبحت المرأة في نظر الرجل القديم هي خالقة الحياة وسر من أسرار الوجود، حتى عُبدت المرأة وعُبد جسمها في العديد من التجمعات البشرية الضاربة في القدم.

(2)
على الرغم من التقديس والتوقير الأصيل للأنثى، إلا أن التاريخ البشري "المعروف" تاريخ ذكوري بامتياز، السلطة الأبوية الذكورية المطلقة تسود معظم أشكال الحضارة المعروفة لنا خلال ما يقرب من 60 قرن مضت. لكني لا أعتقد ان هذا التميز الذكوري يرجع الى مزايا خلقية لدى الذكر دون الانثى، لكن السيادة كانت دائما في المجتمعات قائمة على "القوة"، القوة الذكورية الأبوية البطريركية الرأسمالية، سيادة الغنيّ على الفقير والحاكم على المحكوم والقويّ على الضعيف، هي سمة التجمعات الحياتية الارضية في التاريخ المعروف.

ولأن الرجل ميال بطبعه الى العنف والسيطرة واستعراض "القوة" بعكس الأنثى الحالمة العاطفية جياشة المشاعر التي لا تميل غالبا الى العنف، وبحكم طبيعة الانثى شديدة الارتباط باطفالها، وطبيعة الرجل المحبة للترحال والتحرر من القيد، ازداد الذكر قوة بخروجه الى الكسب وتحرره من رعاية الاطفال، بينما في مجتمع تقليدي تزداد الانثى ضعفاً بارتباطها الفطري النفسي بأطفالها وتحولهم الى عبء يزيدها ضعفاً وحاجة الى الذكر الذي ينفق عليها وعلى أطفالها، ومن هنا نشأت سيطرة الذكر في المجتمعات القديمة وحتى الآن، لا بسبب منشأ عضوي يميزه عن الانثى بذكاء او فطنة، وانما بسبب تصريفات الحياة وعمل السلطة دائماً على تكريس التفوق الذكوري في مقابل خنوع الأنثى.
وتكرست سيطرة الذكر المسيطر عبر الأزمنة، حتى تطرّف الذكر الحاكم المسيطر في تقدير قوته وسطوته، وتطرفت الانثى في احتقار قوتها وملكاتها.

وفي مجتمع بهذا الشكل التراتبي الطبقي، يتاح للذكر منذ البلوغ اكتساب العلوم والمعارف والمهارات، بينما تنحصر مهمة الانثى في إعدادها لمستقبلها الحتميّ في الخدمة والرعاية داخل المنزل، الأمر الذي كرسته المرأة بقبولها لوضعها المجحف طوال التاريخ؛ لا عن ضعف وإنما بدافع المسئولية والرحمة التي تنبع أصلاً منها، والتي استخدمها الذكر باقتدار لترويضها والسيطرة عليها.

تقادم العهود ومرور الأزمنة تحت السيطرة الذكورية كانت تبعاته الحتمية تكريس مزيد من القوة والمنعة والمهارة للذكر القوي، وتكريس مزيد من الاستكانة والضعف والذل للانثى لميلها الفطريّ إلى السلام والمهادنة واللاعنف.

(3)
الأديان الإبراهيمية في نسخها المعروفة لنا "اليهودية، المسيحية، والإسلام" كانت ربما ثورة في بعض النواحي، إلا أنها لم تخرج عن إطار الذكورية وتمجيد الذكر، الدين الإسلامي كان مختلفاً عن سابقيه، وجه خطاباً صريحاً للمرأة غير مسبوق في التوراه أو الإنجيل، يخاطب المرأة مباشرة "المؤمنون والمؤمنات / الطيبون والطيبات".

على الرغم من ذلك إلا أن اللهجة الذكورية ظلت سائدة بامتياز، مهما حاولنا التأويل وإعادة النظر، القرآن يجعل القوامة للرجل، ويبيح له ضرب زوجته، ويبيح له التمتع بما "طاب" له من النساء مثنى وثلاث ورباع، يخاطب النساء "وقرن في بيوتكن، ويأمرهن بالتواصل "من وراء حجاب"، ويضيّق عليهن "ولا يبدين زينتهن"، ويكون النبيّ صريحاً جداً بالتعبير عن مكنوناته "ناقصات عقل ودين"، وحتى عندما يحاول تكريم المرأة والحرص عليها يصف النساء بـ "القوارير" الضعيفات أو "عوان عندكم" أي أسيرات لدى الرجال.

على أن هذا الفكر لا يعدو أن يكون نابعاً من ظروف البيئة المحيطة، بل ومحاولاً تخطيّ العديد من قيود المجتمع التي ربما لم تكن تسمح بأكثر من ذلك، نقول ربما، لأن النساء كنّ على قدرِ جيد من التقدير والاحترام في الجاهلية، ولم يكن من المسموح للرجل أن يتعدد في الزواج من سيدات القبيلة كخديجة بنت خويلد التي لم يتزوج عليها الرسول محمد طيلة حياتها، وكهند بنت عتبة التي لم يتزوج عليها أبو سفيان، وكفاطمة بنت محمد التي رفض أن يسمح لزوجها عليّ بالزواج من أخرى وهي حية !!

عموماً، لم تخرج الأديان الإبراهيمية من دائرة الذكورية، وربما ساهمت في تكريس بعض جوانبها أحياناً.

(4)
هذا الإرث التاريخي الثقيل، لا شك يضني المرأة العربية، ويحملها الكثير من الإحساس بالدونية والضعف المستمر، إنها قارورة سهلة الكسر، إنها أسيرة لدى زوجها الذي عليه أن يكرمها!! ولا مانع من أن يضربها ضرباً غير مبرح !! عليها ألا تتزين وألا تتعطر، وأن تعلم أن الله كرمها بأن جعلها ناقصة عقل ودين حتى يحنو عليها الرجل.
هذا الإرث يثقل كاهل كل امرأة عربية، وعليها أن تتحرر منه..
عليها أن تعيد اكتشاف قدراتها..
أن تثق في قوتها وصلابتها التي تفوق الرجال..
وأنها الأصل، أصل الحياة، وأصل الخير، وأصل الرحمة..
لم يتفوق الرجل يوماً لأنه الأفضل، بل لأنه عرف كيف يبسط سيطرته وسطوته وأن يطوّر مهاراته ويصقلها، ثم استطاع أن يقنع امرأة ما بأنه الأفضل، فأقنعت هي أطفالها بذلك، وكانت تلك أبشع أخطائها، الخطيئة الحقيقية التي حرمت العالم من حنان وتفوق الأنثى، لصالح الذكر السيد المسيطر.

كوني أيتها المرأة كما جعلتك الطبيعة، عظيمة حنونة، لست أقل من الذكر بل هو ذلك المتغطرس لا يأتِ إلى الحياة إلا من خلال جسدك، اختار الخالق أن يضع معجزته الكبرى في ذلك الجسد، معجزة الخلق.
كوني ملكة، وعلمي أطفالك أن الأنثى ملكة، وأن الأنثى هي الأصل.



#هشام_عبد_الفتاح_الأديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هشام عبد الفتاح الأديب - لماذا تفوّق الذكر؟ -عن النساء القوارير، ناقصات العقل والدين-