أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مظفر قاسم - إننا نُحذّر !














المزيد.....

إننا نُحذّر !


مظفر قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4405 - 2014 / 3 / 26 - 08:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تظهر علينا بين الفينة والاخرى شخصيات سياسية عدة ومنها أصحاب وقادة كتل سياسية منتخبة مشاركة في العملية السياسية وذلك من خلال مؤتمرات عدة وهي تكرر جملة (إننا نُحذّر …..) حتى أن المواطن العراقي قد ملّ من هذه الجملة المبتذلة التي لن تؤثر أو تزحزح الواقع المزري العراقي قيد أنملة لأن جملة (إننا نُحذّر....) يمكن أن تستخدم في نقاشات البرلمانات المتقدمة وذلك بعد أن تقدم ورقة كاملة لفحوى هذا التحذير كي تؤخذ ورقة التحذير في إعتبارات المشرّعين بعد دراستها وتمحيصها واتخاذ ما يلزم من التشريعات الضرورية التي تخدم المواطن ، لذا إن جملة (إننا نحذّر...) متعارف عليها في البرلمانات المتقدمة كما أشرنا ولكن أن تظهر شخصية سياسية وقائد كتلة سياسية مشاركة في العملية السياسية (المعوجّة) وجزء منها ويستخدم هذه الجملة مع فرقاء سياسيين فهذه فعلا مفارقة وهي كمن يصرخ في صحراء لا يسمع صراخه الاّ هو فقط .
إنّ من يستخدم جملة (إننا نُحذّر...) ، من السياسيين وخاصة المشاركين في العملية السياسية ، في مؤتمرات إعلامية أو ثقافية يعد ببساطة جاهلا بالعملية وهذه طامة أخرى لانه هو مشارك أصلا في هذه العملية لا بل هو جزء أساس فيها ايضا ! … تُحذّر من ماذا وأنت تعلم جيدا بأنك لو حذّرت ملايين المرات لن يتغير شيء أبدا ؟ ذلك لأن الامر مرهون بأصحاب القرار وهم متقاطعون مع الشركاء السياسيين ؟ تحذر من ماذا وأنت تعلم أنك تعيش حال (الطلاق السياسي) مع باقي الاطراف السياسية ؟. التحذير في العراق لا يجدي نفعا مع هكذا خلطة سياسية في العراق ، خلطة غير متجانسة لا بل متصارعة يعمل كل طرف حسب مصالحه وتطلعاته ورغباته وأهوائه ، طرف يريد أن يصعد على حساب أطراف أخرى بأي طريقة وبأي ثمن ، خلطة الخاسر الوحيد فيها هو العراق وشعب العراق المظلوم ، فقد بات معلوما لدى أي مواطن عراقي بأن حال العراق لن تنصلح بكلمات وجمل التحذير الطنانة بل بالعمل الجاد المبني على الحسّ الوطني الذي يطيح بالرغبات الشخصية ويرتقي على (الأنا) .
لا يختلف إثنان أن العراق اليوم وللأسف أصبح قطعة قماش تُمسك كل قوة سياسية بطرف منها وتسحبها باتجاهات متعاكسة لتوصل بها الى التمزيق وذلك بسبب صراع المصالح والمنافع المذهبية تارة والفكرية والقومية تارة أخرى فضلا عن المكاسب المادية حيث أن هذه القوى السياسية وأغلبها كانت تعيش حال الحرمان والاقصاء واللجوء في دول الجوار أصبحت اليوم تطوف على خيرات العراق لا بل وتتحكم وتنعم بها الامر الذي لم يكن أن يتحقق لها حتى في الاحلام والرؤى أو الخيال وباتت تأكل خيرات العراق أكلا لمّا لتنهب أكثر من القدر المستطاع بأضعاف مضاعفة كالذي لا يملك الّا قربة وجوف بطنه وهو أمام نهر طويل وعريض فيملأ قربته وجوفه ويفكر بماذا يغرف أيضا وأين يخزن من هذا النهر الذي يعلم جيدا أن وقفته على ضفافه وسلطته عليه لن تدوم الاّ زمنا محدودا.
ما نحتاج إليه يا أخوتي الكرام ليس جمل التحذير الفارغة (إننا نُحذّر....) ويعلم جيدا من يستخدم هذه الجملة أنه استخدمها مرارا وتكرارا دون جدوى فلماذا يتمسك بها ؟ لا سيما أن جملة (إننا نُحذّر...) تبرز عادة ويكثر استخدامها قبيل الانتخابات فقط للدعاية الانتخابية ، بدل أن تحذر هذه الشخصيات المشاركة في العملية السياسية عليها أن تعمل خلال فترة مشاركتها لا أن تحذر أمام الملأ الذي زمام أموره بيد الشخصية نفسها التي تحذر اضافة الى شركاء هذه الشخصية ، لذا بدل إطلاق جمل التحذير على الفضائيات على هذه (الشخصيات التحذيرية) الجلوس حول طاولة حوار مع الشركاء وتحذيرهم وجها لوجه وتقديم ورقة عمل حقيقية تنفع الشعب ، ولكن لأن هذه (الشخصيات التحذيرية) تعلم علم اليقين أنها شخصيات مشاركة في العملية السياسية لكنها غير مؤثرة وفشلت في الحوار والتفاهم مع الشركاء لذا تلجأ الى عقد مؤتمرات تحت أي مسمى أو مناسبة لتطلق جمل التحذير الفارغة فقط من أجل الدعاية الانتخابية لا غير وهي وسيلة رخيصة وضعيفة لا ترقى الى انتشال العراق من وحل التنازع السياسي والطائفي المقيت لتغيير حال الشعب العراقي الذي رضخ الى الامر الواقع بأن العراق دخل نفقا مظلما لا يعلم الاّ الله تعالى متى سيخرج منه ….
وبعد هذا هل ، سنبقى نشاهد هذه الشخصيات مرة أخرى تظهر علينا على الفضائيات لتصرخ ( إننا نُحذّر....) ! … حذّر عزيزي أيها المشارك في العملية السياسية، يا مَن تتحمل جزءا كبيرا في ما يجري على العراق … ولكن ليس على الفضائيات لطفا … بل عندما تتلحف في الفراش أخرج يدك وارفع إصبعك وقل (إننا نُحذّر...).. لترتاح نفسيّا …. وتريحنا !



#مظفر_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتظروا جديد المرشحين !
- من ولماذا وأين ؟!
- سدادة البانيو !
- الحل ... قمة عراقية
- دعوة عاجلة الى شعب العراق العزيز
- الطاقة في العراق بين الحاضر والمستقبل
- ظاهرة الشعبية في الوطن العربي
- لعبة الاعلام
- رحلتي الى العراق .. كيف لايثور المسحوقون ؟!
- لن يجلس رجل أسود في البيت الابيض
- الاعلام .. الهدف.. الرؤية
- برنامج الرئيس
- سؤال وجواب


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مظفر قاسم - إننا نُحذّر !