أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - الاعتذارعن الأذى لا يبطل نتائجه ينبغي التعويض














المزيد.....

الاعتذارعن الأذى لا يبطل نتائجه ينبغي التعويض


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1251 - 2005 / 7 / 7 - 09:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الذين يعرفون شيئا من التاريخ الحديث يذكرون بلا شك تلك الفترة الحالكة التي مرت بها الولايات المتحدة في أوج الحرب الباردة , والتي ارتبطت باسم السيناتور ماكارتي, حيث كان بالامكان - لمجرد وشاية ودونها أحيانا - أن يزج بالناس في السجون , بتهمة الشيوعية أو التواطؤ مع الاتحاد السوفياتي. وقد تعرض للاستجواب والتحقيق والاتهام أحيانا أشخاص لهم مركزهم الاجتماعي وسمعتهم. فقد كان يكفي أن تلصق بأي منهم صفة "شيوعي" حتى يفقد جميع امتيازاته. ويبدو اليوم أن هذه "الماكارتية" التي أدينت لكونها أساءت للولايات المتحدة قبل أي طرف آخر, عادت في ثوب جديد, لتتخذ من المسلمين ضحيتها.
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش والاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في تقرير صدر مؤخرا : إن وزارة العدل الأمريكية قامت ، عاملةً خلف ستارٍ من السرية، بزج عشرات من الرجال المسلمين المقيمين في الولايات المتحدة في عالمٍ "كافكويٍّ" من الاعتقال غير محدد المدة دون تهمة، إلى جانب اتهامات لا أساس لها بوجود روابط لهم بالإرهاب. وقد قامت وزارة العدل باعتقال سبعين رجلا، وكلهم مسلمون عدا واحد، بموجب قانون فيدرالي ضيق التطبيق يسمح باعتقال "الشاهد الجوهري" الذي تكون لديه معلومات هامة عن الجريمة، واحتجازه لفترةٍ وجيزة، إذا كان من المحتمل أن يفر بهدف تجنب الإدلاء بشهادته أمام هيئة المحلفين أو أمام المحكمة. ورغم أن المسؤولين الفيدراليين يشتبهون بتورط هؤلاء الرجال في الإرهاب، فإنهم يحتجزونهم كشهودٍ جوهريين وليس كمشتبهٍ بهم.
ويبدو أنه لم يتم عرض ما يقارب نصف هؤلاء الشهود على هيئة المحلفين أو المحكمة، للإدلاء بالشهادة. وقد اعتذرت حكومة الولايات المتحدة لثلاثة عشر منهم بسبب اعتقالهم بشكلٍ خاطئ. ولم يتم توجيه تهم تتعلق بالإرهاب إلا لحفنةٍ قليلة من هؤلاء المعتقلين.
قال جيمي فلنر، مدير برنامج الولايات المتحدة في هيومن رايتس ووتش: "إن هؤلاء الرجال ضحايا لوزارة العدل التي أرادت الاحتيال على القانون. إن من يشتبه بأنهم مجرمون يعاملون بطريقةٍ أفضل من الطريقة التي عومل بها أولئك الشهود الجوهريون".
ويقدم التقرير المؤلف من 101 صفحة، والمسمى "شاهدٌ على الانتهاكات: انتهاكات حقوق الإنسان في ظل قانون الشاهد الجوهري منذ 11 أيلول"، توثيقاً حول كيف حرمت وزارة العدل الشهود من الضمانات الأساسية للإجراءات السليمة.
ولم يجر إعلام كثير منهم عن سبب اعتقاله، ولم يسمح لهم بالوصول الفوري إلى محاميهم، ولا برؤية الأدلة المستخدمة ضدهم. لقد تجنبت وزارة العدل كلاًّ من تقديم الحماية الأساسية للمشتبه بهم، وتوفير المتطلبات القانونية الخاصة بالشهود المعتقلين. وجرت المحاكمة خلف أبوابٍ مغلقة، كما جرى إبقاء وثائقها طي الكتمان.
وقال التقرير: إن وزارة العدل رفضت الكشف عن عدد الشهود الجوهريين الذين اعتقلتهم ضمن تحقيقاتها المضادة للإرهاب؛ وقد تجاهلت إلى حدٍّ كبير التحقيقات التي تمت في الكونغرس.و بعد عامٍ من البحث المركز، توصلت منظمة هيومن رايتس ووتش والاتحاد الأمريكي للحريات المدنية إلى تحديد هوية سبعين من هؤلاء الشهود الجوهريين؛ وقد كان 65 منهم ينحدرون من الشرق الأوسط أو جنوب آسيا، وكان 17 منهم مواطنين أمريكيين، وكانوا مسلمين جميعاً عدا واحد منهم.
وقالت أنجانا مالهوترا، كاتبة التقرير: "لقد لعب التعجل وانعدام الكفاءة والتحامل دوراً في هذه الاعتقالات. حيث جرى اعتقال الرجال المسلمين لأسبابٍ لا تتعدى كثيراً ترددهم على نفس الجامع الذي تردد عليه أحد مرتكبي 11 أيلول، أو لمجرد حيازتهم سكيناً صغيرة".
ويورد التقرير تفاصيل عن كيفية اعتماد وزارة العدل الأمريكية على أدلة كاذبة أو واهية أو غير ذات صلة بالأمر لإصدار مذكرات توقيف بحق هؤلاء الرجال، ولإقناع المحاكم بوجود احتمال لفرارهم مما يوجب توقيفهم. وفي الواقع، فقد تعاون معظم هؤلاء الرجال مع السلطات الفيدرالية قبل اعتقالهم. وقد أثبت كثيرٌ منهم عدم حيازتهم معلومات ذات صلة بأية محاكمةٍ جنائية.
وقال لي غيليرنت، وهو محامٍ كبير يعمل مع مشروع حقوق المهاجرين التابع للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية: "على الجبهة الداخلية، قد يكون الاستخدام غير القانوني لصفة الشاهد الجوهري من قبل وزارة العدل أكثر الانتهاكات الحكومية التي أعقبت 11 أيلول تطرفاً، وإن كان أقلها شهرةً. فالانتهاكات المتعلقة بالشهود الجوهريين مثالٌ ساطعٌ على ما يحدث عندما تغيب الرقابة الشعبية على الأفعال الحكومية".
وحسب التقرير يعتقل الشهود تحت تهديد السلاح، ويوضعون طوال الوقت في الحبس الانفرادي، ويخضعون للشروط القاسية والمهينة المتعلقة بإجراءات الأمن المشددة التي عادةً ما تستخدم مع السجناء المتهمين أو المدانين بأكثر أنواع الجرائم خطورةً. وقد قام العاملون في أماكن الاحتجاز بمضايقة المعتقلين، بل وبالإساءة إليهم جسدياً في بعض الحالات.
ووجد التقرير أن ثلث الشهود الجوهريين السبعين قد اعتقلوا فترات لا تقل عن شهرين. لا بل سجن بعضهم أكثر من ستة أشهر، وأمضى واحدٌ منهم أكثر من عامٍ كامل خلف القضبان.
والأسوأ من ذلك متعلق بنتائج الاعتقال البعيدة المدى . ففي الوقت الذي يمضيه المشتبه به السابق في محاولة الخلاص من الأذى الناتج عن ظروف الاعتقال القاسية، فإنه يعيش تحت شبح الريبة، ويواجه في محيطه الاجتماعي أسئلةً لا تنتهي عن علاقته بالإرهاب، وذلك حتى عندما تقوم الحكومة بالاعتذار منه، وقد أدى ذلك إلى فقدان الكثيرين فرص عملهم، كما اضطر البعض إلى الانتقال إلى محيط اجتماعي آخر ليبدأ حياته من جديد.
ومن ثم, فلا يكفي أن تعتذر الحكومة عن ظلمها , ولكن من الضروري أن توفر للسجين السابق أفضل الظروف للعمل والاندماج في المحيط الاجتماعي, تعويضا عما لحقه من أذى بلا سبب معقول.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصعيد أمريكي- ايراني
- من نتائج رفض الدستور الآوروبي الازمة بين لندن وباريس
- الإسلام السياسي والغرب
- 2/2لماذا عرقل الاسرائيليون خارطة الطريق؟
- مقارنة بين امريكا والامبراطوريات السابقة 2 من 2
- تقرير غربي يميز أنواع الاسلاميين
- مقارنة بين امريكا والامبراطوريات السابقة 1 من 2
- هل كل هذه الاعمال -استفزاز أقلية-؟
- خطط البنتاغون للحرب الاعلامية
- العميل بابل الذي أرق اسرائيل
- أوروبا والعراق وملف الارهاب
- دليل البقاء للصحفيين
- نساء مصر وبلطجية الحزب الوطني
- في كتاب هام للباحث حسن المصدق يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت ...
- المسلمون في الانتخابات البريطانية
- الاعلام المضلل
- الاشتراكية الدولية في فلسطين
- أين تتجه سوريا ؟
- -دار الحرية - والتمييز ضد النساء في الدول العربية
- النساء يتفوقن على الرجال في تونس


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - الاعتذارعن الأذى لا يبطل نتائجه ينبغي التعويض