أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - شوكت جميل - حقيقة ما يجري في أفريقيا الوسطى(1)














المزيد.....

حقيقة ما يجري في أفريقيا الوسطى(1)


شوكت جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4404 - 2014 / 3 / 25 - 01:40
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لا يملك أي إنسان ظفر بالنذر اليسير من الحس الإنساني ،أن يتلقى أخبار الأحداث الدامية بأفريقيا الوسطى إلا بالإستنكار و الشجب و الإشمئزاز.و كنت قد إنتويت أن أدبج هذه الأسطر إستنكاراً لما حدث،متباكياً على الضحايا،ناعياً على ثقافة الكراهية و قد استوطنت فينا الوتين،معرضاَ بالجاهليات الدينية القديمة التي لا تقيم للإنسان و ما للإنسان وزناً،و لربما ذيَّلتها بإن في الحب المنجاة،و دعوت الناس أن يحب بعضهم بعضاً،و أن يجعلوا ما للدين للدين،و ما للإنسان للإنسان،و بعد أن أن أفرغ من هذا الكلام الحلو،أرى نفسي بعين الرضا؛و قد قمت بواجبي خير قيام.....ولكني عدلت عن ذلك!

عدلت عن ذلك لأن قرَّاء الموقع _أي الحوار"المتمدن"_ و كتّابه جميعهم -أو يكاد يكون جميعهم_في غنى عن كلامي هذا،فما عهدتهم دعاة للفتنة،و لا مروجي للعنصرية،و لا مساعرَ للحرب الدينية الدائرة رحاها،و من ثم بدا الأمر لي كمن يصرخ في عبّه!و الحق ان حتى أكثر الناس عنصرية و حضاً على الكرهية،يتخذون لأنفسهم في أشباه حالتنا الراهنة وجهاً آخر غير وجههم التي ما عادت تقبله الإنسانية و تنفر منه أشد النفور،فيطفق هؤلاء يستنكرون مع المستنكرين،و يشجبون مع الشاجبين،و ينتهى أمر كل هذه الخطب العصماء إلى حفنة من الألفاظ الجوفاء،نهيلها على قبور الضحايا،و ما نلبث بعدها أن ننفض أيدينا من ترابها و نولي ظهورنا في انتظار مأتمٍ جديد و في انتظار ضحايا جدد.

و عدلت عن ذلك،للسبب الأهم_في نظري_ و هو ما نعلمه من مادية التاريخ و أن الواقع الموضوعي هو الذي يفرخ الأحداث بعيداً عن إرادتنا و آرائنا، فلا يعبأ بمدى سخطنا أو رضانا.إذ تحكمه قوانين صلدة قاسية لا تلين؛فالإمور لا تحدث لمجرد رغبتنا فيها أو دعوتنا إليها؛مهما بلغت رغبتنا من السمو،و مهما بلغت دعوتنا من النبل.كما أن الإمور لا تختفي كالأفاعي الوهمية بسحر كلماتنا المنددة بخستها و فظاظتها مهما أستنكر المستنكرين و ندد المنددين.....فما هو الواقع الموضوعي في أفريقيا الوسطى؟

لمَّا كانت معلوماتي عن جمهورية أفريقيا الوسطى في غاية الضآلة،جعلت أطلب المزيد عنها.و الحق لم أتقدم كثيراً حتى راعني ما عرفت...و خلصت بأن الغرابة ليست في أن يحدث ما حدث،بل الغرابة حقاً أن لا يحدث...كما أنها أضافت دليلاً جديداً لما سبق و قر في ذهني و ضميري عن سبب ما نكابده من نكبات كعالمٍ ثالث على وجه العموم،و هو الخنجر ذو الحدين المغروس في جنب عالمنا التعس:الإمبريالية الإستعمارية و رأس المال من ناحية،و العصبية الدينية والعرقية من الناحية الآخرى،و هما يتضافران معاً في كثيرٍ من الأوقات ليبات الأمر ضغثاً على ابالة..

أما الإمبريالية في نسختها القديمة فبادٍ ما خلفته في مناطقَ كثيرة من استنزاف لثرواتها ،و تجلى فيما بعد في الثلاثي التقليدي المهلك"الفقر و الجهل و المرض"و ما خلفته من ترسيمٍ سقيم للحدود بين الدول قصدت إليه قصداً و قد علمت أنها قنابل موقوتة للنزاع تفجرها متى شاءت و كيف شاءت،أما الإمبريالية في نسختها الحديثة،فتظهر أكثر ما تظهر في الشركات الرأسمالية العملاقة و العابرة للقارات،و التي تستأثر بموارد هذه البلاد في صورة مواد خام،و من ثم تردها عليها في صورة سلع،أي أن بقاء هذه البلاد على تخلفها و تشرذمها،و عدم قدرتها على تصنيع سلعها هو الضامن الوحيد لوجود أسواق و رواج بضائع هذه الشركات..فليس من قبيل الصدفة إذن ،أن تؤجج مثل تلك الدول الصناعية النزعات العرقية و الدينية،فلا تتفرغ الدول المتخلفة سوى لصراع أطرافها بعضهم البعض،لا سيما و اليمين الديني المتطرف ليس في حاجة إلى اللجاجة في الدعوة للتناحر، و هو محمل بثقافة كراهية متجذرة متراكمة ،و في أهبة الإستعداد للإشتعال لأهون شرز.....فأين تقع مأساة أفريقيا الوسطى مما تقدم؟.. للإجابة عن السؤال سنعرض حقائق موضوعية بشيء من التفصيل في المرة القادمة:

اولا:لمحة تاريخية(الإحتلال الفرنسي و الإستقلال الوهمي و الوجود الفرنسي الحالي).

ثانيا:التركيبة السكانية و العرقية(80 عرقية و 120 لغة محلية).

ثالثا:موارد البلاد و الظروف الأقتصادية و الشركات الفرنسية المسيطرة على الخام و الزراعة.

رابعا:كيف بدأت شرارة الأحداث ( عناوين فرعية:ميلشيات "سيلكا المستعربة"الإسلامية المتطرفة المسلحة و إعلانها الدولة الإسلامية و حرق الكنائس و القتل_محاولة نزع سلاحها من قبل فرنسا_قيام ميلشيات "انتي بلاكا" المسيحية المتطرفة المسلحة و أعمال القتل_محاولة بعض رجال الدين من الجانبين لرأب الصدع_ الأحداث الدامية المؤسفة الراهنة)
....يتبع



#شوكت_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصوت الصارخ في أريحا
- الإعلام المصري:تبني التفاهة و الانفصام عن شعب(2)
- محلب يستنجد بالنور السلفي لمحاربة الفساد!
- حديث الدائرة و المربع
- نقابة المهندسين المصرية على المحك
- الوجه العنصري في ضحايا ليبيا
- الإعلام المصري:العود و ظله
- بلاد الأنوف الطويلة
- البيان ركلة لعنان لا أكثر
- و بعض التخاذل عنصرية_الشامية_
- شهوة الطريق سارة العقاد(2)
- شهوة الطريق و سارة العقاد(1)
- الكذب لحساب الله!
- صحراء النيل
- مصر:المرهم أم المشرط؟
- جهاد الفِراش في الحرب و السلام
- مصالحة الذئاب و سِمّاوي الكلاب
- علة العرب النفسدينية و قضية القُبلة
- أبالهوية أم بالمقود تتمسكون؟(2)؟
- أبالهوية أم بالمقود تتمسكون؟(1)


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - شوكت جميل - حقيقة ما يجري في أفريقيا الوسطى(1)