أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي(أم عائشة) - المعمار النصي ودلالة الصورة في القصة القصيرة جدا (رسم على المعدة )نموذجا لنجية نميلي /إنجاز :الميلودي الوريدي















المزيد.....

المعمار النصي ودلالة الصورة في القصة القصيرة جدا (رسم على المعدة )نموذجا لنجية نميلي /إنجاز :الميلودي الوريدي


نجية نميلي(أم عائشة)

الحوار المتمدن-العدد: 4403 - 2014 / 3 / 24 - 23:53
المحور: الادب والفن
    


النص:
رسم على المعدة
تلك التفاحة التي رسمتها المُدرِّسة على السبورة خلال درس التغذية الصحية ، زغللت عينَي _الطفلة_ وأحدثت خللاً في معدتها صباحا.

استهلال:
ما كان اختيارنا للمعمار النصي ,ليكون ركيزة وعمدة لمقاربتنا لبنية القصة القصيرة جدا ,إلا إسهاما منا في ترسيخ مفهوم الترابط ومنطق الترتيب الذي يخضع له هذا الجنس الأدبي ,كبنية سردية ,قوامها الحدث الذي عرفه –إبراهيم عبد اللطيف فؤاد- في كتابه:(أسس المناهج) ب"هو كل ما يؤدي إلى تغير أمر,وخلفه حركة أو نتاج شيء" وهو على هذا يتصف بالحركة ,بل ويخلقها داخل النص القصصي ,ويسمها بالترابط ,والانتظام والحيوية ,ويجعل فكرة النص أيضا أشد وقعا وتأثيرا في النفس .وهنا تتأسس علاقته الوطيدة بالحبكة والتي ما هي في الواقع إلا عملية اختيار وتنسيق قوامها السببية والتعالق , ورقعتها الشخصيات والأمكنة ..وتنبغي الإشارة إلى أن لكل حدث (بداية أو استهلال , ونهاية أو قفلة ),ونحن إذ نورد هنا هذه التسميات ,فليس ذلك لاختلافها في منظورنا , بل لاختلاف النقاد في توصيفها :كون البداية عند بعضهم , هي الجملة الأولى في النص بينما الاستهلال هو مطلع سردي يستهل به الكاتب قصته ,وتختلف مساحته النصية من حيث الطول ..وأن النهاية يمكن أن تكون تدويرا للزمن القصي ,وأن القفل يمكن أن يتخلخل موقعا ,ووظيفة ...
أما الصورة فاختيارنا لمقاربتها ,نابع من كونها تشكل عنصرا هاما من عناصر العمل الأدبي ..فهي من جانب صيغة جزئية تتشكل في العقل لخزن تمثل الذات لجزئيات الواقع الموضوعي ..وأهميتها في قدرتها على الكشف والإثراء ,وتفجير أبعاد الإيحاءات في الذات المتلقية من جهة ,وفي احتمالها لعنصري البعد الدلالي (كون الصورة تركيبة لغوية تنقل معنى خاصا ),والبعد النفسي(كونها تنقل إحساسات وانفعالات , وتفجر مكبوتات لاشعورية)..فهي إذن استرجاع حسي لمحسوس..يتولى الإبداع شحنه بثقل وجداني ,سواء بالنسبة للذات المنتجة أو الذات المتلقية ..
مقاربة النص:
* العنوان:
وقد جاء في النص مركبا من لفظ مفرد نكرة (رسم ),وشبه جملة من جار ومجرور(على المعدة ) متعلقة بما قبلها ,وبما أن علماء اللغة قد قرروا أن مبدأ الفائدة من الكلام يُعد الركن الأكبر فيه ,ولابد أن يكون من ورائه فائدة متحصلة لدى المخاطب,فإننا نجد أنفسنا عند تأمل العنوان أمام إشكالين :أولهما يخص العلاقة الإسنادية الجامعة بين ألفاظ الجملة ,والتي ينعقد بها التركيب لتمام الفائدة ,وهي هنا علاقة تجمع بين عناصر جملة اسمية, من مبتدإ مسند إليه, (مخبر عنه), وخبر مسند (مخبر به) ..وبما أن المبتدأ لا يكون في عمومه إلا اسما معرفا ,أو نكرة مخصصة ليكون معلوما عند المخاطب فتحصل الفائدة ,لأنه كما سبق مخبر عنه .والإخبار عما لا يعرف لا فائدة منه ,فهل من حقنا هنا اعتبار (رسم )نكرة مخصوصة ,حتى تكون مسندا إليه ؟؟الجواب طبعا (لا) ,والمرجع في إتمام الفائدة هو التقدير ,(هو, "أو هذا"رسم على المعدة ) وبالتالي يصبح رسم مخبر به وليس مخبرا عنه , وتصبح شبه الجملة ,متعلقة بمحذوف واجب الحذف ,وهو هنا الحدث ,وشبه الجملة تغني عنه وتقوم مقامه في اللفظ بتقدير (استقر ),فيصبح العنوان الآن مع التقدير (هو رسم استقر على المعدة )...
أما ثاني الإشكالين فهو دلالة التركيب السابق و الصحيح نحوا كما أسلفنا .فهل هذه العبارة تحقق مبدأ الفائدة السالف الذكر ؟؟؟ وبمعنى آخر هل نستطيع أن نرسم على المعدة ؟طبعا لا .ومثل القائل بهذا كالقائل (حملت الجبل) أو( شربت البحر )ومثل هذه التراكيب أجازها "سيبويه" وأدرجها ضمن ما سماه ب(المستقيم الكذب)وهو ما وافق النسق القواعدي المقبول وحوفظ فيه على ترتيب الألفاظ إلا أن معناه غير مقبول ,أي مستقيم لفظا ,كذب معنى .وفي درس اللسانيات الحديثة يدخلها "لو سيركل " فيما أسماه ب(المتبقي) من اللغة,الذي يروغ من قواعد النحو ويتفلت من قوانين الألسنية ,وهو الجانب الذي يرتع فيه المبدعون والشعراء ...ومع أنه لا يسير بحسب قواعد اللغة إلا أنه يغني اللغة ويرفدها ولا ينقض عراها –حسب قوله –في كتابه "عنف اللغةّ"..
*البداية أو الاستهلال:
وإذ يعتبر الاستهلال- وفق نقد القصة القصيرة جدا- , من أهم عتبات النص التي تحيط به خارجيا ,وهو بذلك عنصر من أهم عناصر العمارة الفنية ,لما له من وظيفة بارزة في حسم خطاب القصة وتشكيل رؤيتها وبيان نموذجها ,إضافة إلى أن النجاح فيه يعتبر نجاحا لعتبات النص الأخرى والتي سنأتي على ذكرها في مقامها ...
-( تلك التفاحة التي رسمتها المُدرِّسة على السبورة خلال درس التغذية الصحية ،)
تدخل القاصة عبر هذا الاستهلال إلى عالم القصة الحكائي ببداية سردية حكائية تضعنا في سيرورة الحدث مباشرة ,مبتدئة بنَفَس وصفي باسم إشارة بعده (التفاحة )معرفة كرمز أيقوني تقوم عليه الحكاية ,بعده يأتي فعل (رسم ) المحيل على العنوان ,ولكنه في هذه المرة على السبورة كرمز أيقوني أيضا له من الدلالات ما يجعله متحكما في وجدان التلاميذ وعواطفهم , وكمكون أيضا لثقافتهم ومعارفهم إذ هو نافذة أساسية للمعارف والمعلومات ,ثم تأتي الإشارة إلى حصة التغذية الصحية بمدلولها المناقض لوظيفتها العادية كمكون تعليمي يهدف واقعا إلى مقاربة تغذية صحية وترسيخها منذ الصغر ,ولكنها تحمل دلاليا عكس مفهومها الواقعي لتصبح وسيلة لممارسة عنف معرفي واجتماعي ونفسي على فئة التلاميذ التي تندرج في إطارها الطبقي التلميذه باعتبارها الشخصية الرئيسية للحدث..
نستطيع الآن أن نقرر فيما يخص الاستهلال ببعديه الحكائي والوصفي ,أنه :
- يكشف عن شعرية خاصة ,تشتغل على فاعلية التركيز العَلامي ,وتبئيرها في حيز حيوي ومركز ..
- اختزال الفاعلية الأدبية للرموزوضخها بطاقة إشعاع كثيفة تشتغل في منطقتها من النص وتمتد إلى أعلى حيث عتبة العنوان وإلى الأسفل حيث دلالات المتن الفعلي للقصة القصيرة جدا ..
- توجيه الفعل القرائي عبر طرح الأسئلة مما يتيح الإمساك بمفاتيح الرموز الاستهلالية تمهيدا لمقاربة البؤرة الدلالية النصية ..
- إنشاء علاقة التوتر الدرامي بين القارئ والنص السردي منذ بداية المواجهة ..
*الحدث:
وهو مجموع الوقائع المنتظمة أو المتناثرة في الزمان ,وتكتسب خصوصيتها عبر ترتيبها في الزمان على نمط معين , أو كما قلنا عليه في البداية "هو اقتران زمن بفعل "و"ينتج عنه حدث آخر يؤدي إلى النهاية .." وبناؤه إما متسلسل أو متداخل .والنص الذي بين أيدينا يتألف من ثلاثة أحداث تقررها جمل النص (تلك التفاحة التي رسمتها ...),(زغللت عيني الطفلة ), (أحدثت خللا في معدتها صباحا ).و الملاحظ أن الأفعال في الجمل ,تشير إلى حدوث المحكي في زمن الماضي (رسمت ..زغللت ..أحدثت..) ,إلا أن السياق يشير إلى تزامن (الرسم والزغللة ) أو إلى تراتبهما ,إذا اعتبرنا السببية القائمة بينهما ,إذ سبق فعل (رسم) ليأتي فعل (زغلل) بعد تحققه , وهنا تبرز مشكلة الجملة الأخيرة (أحدثت خللا في معدتها صباحا ), فوجود ظرف الزمان (صباحا)والذي يحمل أيضا في طياته بعدا مكانيا في مضمونه بإشارته إلى حدوث الفعل في الطريق إلى المدرسة صباحا .مما يعني أن الخلل سبق الرسم والزغللة ,فيصير ترتيب الأحداث المنطقي هو (حدوث الخلل ..يتلوه الرسم على السبورة ..ثم الزغللة )..وعلى هذا يمكن القول أن بناء الحدث هو بناء متداخل أي بناء لا يخضع لتتابع مستقل ومرتب في الزمان بل يتداخل فيتقدم المستقبل على الحاضر ..أو الماضي البعيد عن الماضي القريب ...
* النهاية :
معلوم أن الخاتمة تقوم بغلق الفضاء التخيلي ,وإنهاء سلسلة العمليات النصية ,على مستوى القص , ولكن ليس على مستوى القراءة والـتأويل وكما أسلفنا فيما يخص ترتيب الحدث في النص,أن عتبة القفل والإنهاء ,على مستوى العمارة النصية ,ليست هي في الحقيقة إلا بداية للنص جعلها اختيار الترتيب النصي المتداخل زمنيا في نهاية النص رغم أن مكانها منطقا هو أول النص ..وبالتالي نكون أمام نهاية مفخخة ,ليست هي النهاية بل هي في منظورنا بداية النص ,أما قفلته الحقيقية فهي (زغللت عيني الطفلة )وهي نهاية تضم كلمة مفتوحة على التأويل والقراءة ومتاحة لحمل رمزية مفادها أن دلالة فعل (زغلل)هو من خاصيات الضوء ,وزغلل الضوء النظر , حيره وأدهشه ,وهذه الحيرة والإدهاش هما المقصودان ,لوصف ما مارسته التفاحة على الطفلة وعلى وعيها الذي يخزن مدلول (التفاحة) كأيقونة ,ولا يخزنه كشيء متاح ...هنا نكون أمام معمار تجريبي يروم خلخلة توصيف عمارة النص وليس كما يقول رولان بارث(تقنين بدايات القصة ونهاياتها)بل خلخلتها والتلاعب بها لإنتاج كون قصصي قائم على الإرباك بدل الملاءمة وعلى المباغتة بدل الإقناع بما هو متعارف عليه منطقا ....













#نجية_نميلي(أم_عائشة) (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضة من شعر
- رسالة إلى ابنتي يومه 2013/06/20
- المرأة ...في قصصي القصيرة جدا
- رد عمري
- رسالة كبرياء
- من بعض قصصي القصيرة جدا
- حوار مفتوح مع الكاتب المغربي:إدريس الجرماطي
- أنا وتلامذتي
- ققج مرتجلة *إبداع من أجل الإبداع*
- حوار ثقافي_أدبي مع الأديب المغربي :عبد الحميد الغرباوي
- قصص قصيرة جدا
- قراءة في نص -انتحاري- لفاروق طه الموسى
- حنين
- وَتَدّعي..


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي(أم عائشة) - المعمار النصي ودلالة الصورة في القصة القصيرة جدا (رسم على المعدة )نموذجا لنجية نميلي /إنجاز :الميلودي الوريدي