أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء7:















المزيد.....



سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء7:


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4403 - 2014 / 3 / 24 - 23:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نواصل الرد على الإفتراءات التي يدعي فيها صاحبها أنَّه إكتشف، المئات من الأخطاء اللغوية والإنشائية، ثم إبتدع فرية أخرى سماها (خربطة) في القرآن. وإنَّه يعمل على تصحيحها كما يدعي وهو أعوز الناس إلى ترميم ما عنده من حكام فكري متداعٍ.

يقول صاحبنا هنا للقراء – مواصلاً غيه وإدعاءاته الفارغة من المحتوى والمضمون: ((--اعطيكم هنا عشرة اخطاء لغوية وإنشائية اخرى وجدتها في القرآن--)).

ثم إدعى أن لديه "ملاحظة مهمة"، صاغها فيما يلي،،، قال:
1. (( -- من بين قرائي من ينتقد مقالاتي حول أخطاء القرآن اللغوية والإنشائية انطلاقا من مقولة أن القرآن كلام الله ولذا لا يمكن أن يتضمن اخطاء --)). ثم قال: ((-- وأكاد اجزم بأن أكثرية هؤلاء القراء لم يقرؤوا مقالاتي ولم يتمعنوا فيها. وهم يرون في هذه المقالات محاولة لنسف المصدر الإلهي للقرآن --)).
2. ثم قال: ((-- وبطبيعة الحال لا يمكن أن انكر ان هذه الأخطاء تؤدي إلى هذه النتيجة. ومن جهة أخرى لا يمكن لأحد أن يتقبل فكرة أن تكون في القرآن اخطاء إذا كان معتقداً بأن القرآن كلام الله... فالله بالضرورة فهمان بالعربي --)).
3. وقال أيضاً: ((-- ولكن هل هدفي من وراء هذه المقالات هو نسف المصدر الإلهي للقرآن؟ للرد على هذا السؤال اذكر بأني انفي المصدرية الإلهية للتوراة والإنجيل والقرآن معا. ولا ارى حاجة لنقاش هذه المقولة الغبية. موضوعي هو فهم القرآن ومضمونه ولغته. (وإذا نظرتوا) لطبعتي العربية للقرآن فستجدون فيها ايضا اسباب النزول واختلاف القراءات والناسخ والمنسوخ. ولنتصور ان اشخاص يقولون بأن الف ليلة وليلة منزلة من عند الله، هل تظنون بأن هذا يستحق النقاش وتضييع الوقت في مثل هذه السخافات؟ وما الفرق بين الف ليلة وليلة والتوراة والإنجيل والقرآن؟ أليست كلها كتب من صنع البشر؟ --)).
4. ثم أخيراً قال: ((-- هذه اذن المجموعة السابعة من الأخطاء اللغوية والإنشائية التي تدخل تحت بند التقديم والتأخير والذي يعني بالعربي الفصيح خربطة النص القرآني . والبعض يسمي هذه الأخطاء اعجاز وبلاغة ... ولا عجب، فكل شيء عند العرب صابون. واشير هنا إلى ان تصحيح الآيات التي ذكرتها في المقالين السابقين وفي هذا المقال ليس مني ولكن من المصادر الإسلامية ذاتها. ومن يهمه الأمر يمكنه الرجوع لطبعتي العربية للقرآن حيث اشرت إلى هذه المصادر. --)).

أخيراً: حصر فكره ومنهجه في هذه المخرجات الهزيلة المتناقضة مع نفسها ومع فكره نفسه، والملئية بالأخطاء اللغوية والإنشائية المخزية،، التي نعتبرها طبيعية قياساً بما لمسناه منه في عروضه السابقة،، وسنكتفي ببعض التعليقات على هذا التقديم فنقول له فيما يلي:

أولاً: هل أنت تقدم للقراء شيئاً ذو قيمة فكرية أو علمية أو إنسانية؟،،، أم هي عبارة عن قائمة بها عشرة فقرات، وكل فقرة تأتي فيها بجزء من آية من القرآن مبتورة بطريقة مقصودة لغرض التمويه والخداع، فتقوم بأمرين إثنين:
1. تدعي بأن الآية بها (خطأ لغوي وإنشائي) أو بها (خربطة)،
2. ثم تعبث في ذلك الجزء من الآية فتقدم كلمة وتأخر أخرى أو تضيف إليها حرفاً، لتخرجها من الصورة التي كانت عليها، ثم تدعي بأن هذا المسخ والتزوير العبثي الفج هو الصحيح، دون أي إحترام لفكر وعقل ووجدان القراء المعتدلين على الأقل بتقديم ما يدل على صدق إدعائك، بالدليل المادي والعلمي وبالبينة لتعطيهم الفرصة كاملة للحكم سلباً وإيجاباً، أما عمل الحواة والمشعوزين (شخارم بخارم)، فهذا سفه معلوم نابع من قلب مختوم.

أما الذين تقصدهم من بين قرائك الذين يشاركونك الهدف والغاية وذهدوا في المصداقية والأمانة الفكرية والعلمية، فهولاء لا تأثير لهم حقيقة في مجريات الأحداث، ولا شأن لهم بالإصلاح، أما المعتدلون منهم فهم لا ينتقدون مقالاتك حول فرية أخطاء القرآن اللغوية والإنشائية، وإنما يستهجنونها، ويسخرون من قائلها الذي قد أثبت إفلاسه الفكري وخواءه الوجداني السوي لدرجة جعلته يكذب على نفسه ثم يصدقها.

أما القول بأن القرآن كلام الله ولا يمكن أن يتضمن اخطاء. فهذا ليس مكان نقاش، لسبب بسيط جداً هو أنه مثبت ومقام عليه الدليل ليس "نصاً" كما يظن الواهمون ، وإنما بدليل الكون كله جملةً وتفصيلاً، ونحن وستثبت بنفسك أنك أجهل الجاهلين الذين حكى عنهم التاريخ وستلوكه ألسن الأجيال القادمة، فمن كان يظن فعليه إقامة الدليل على صدق قوله ونحن سنقيم الدليل على صدق ما قلناه، فلا يكفي (لي اللسان وتقعيره ثم الإدعاء بأن ذلك "فلسفة")،
أما قولك بأن ((-- أكثرية هؤلاء القراء « لم يقرؤوا مقالاتك » و « لم يتمعنوا فيها ». و « هم يرون في هذه المقالات محاولة لنسف المصدر الإلهي للقرآن ». --))، فهذه شهادة منك بأن ما تكتبه لا يخرج من أحد أمرين:
1. إما أنك تكتب كلاما "فارغاً من المحتوى والمضمون"، وغير مقنع لعدم تضمينه ما يثبت صحته،
2. أو أنك تكتب كلاماً غير مفهوم، فكيف تريد من عقلاء أن يتمعنوا في خطرفة وإدعاءات "مغروضة"، ليس لها أي سند يدعمها؟؟؟
وهنا ملحظ مهم جداً يبين إضطرابك وتناقضك مع نفسك في الفقرة، بلا في السطر الواحد وأنت لا تدري وتظن أن القراء بهذا القدر من السذاجة وحتى المعادين للقرآن منهم لا يقبلون بإستغفالهم والسخرية منهم بهذه الطريقة المفضوحة،، أوضح الفكرة أكثر للسادة القراء والسيدات فيما يلي:
1. قال إن أكثرية هؤلاء القراء لم يقرؤوا مقالاته ولم يتمعنوا فيها،، حسناً ... كيف يسمي من لم يقرأ مقالاته بأنهم قراء لمقالاته؟ وكيف من لم يقرأ شيئاً يمكن أن يتمعن فيه؟؟؟
2. ثم قال بأن أكثرية القراء (الذين لم يقرؤوا مقالاته ولم يتمعنوا فيها – كما يقول ويجزم)، فكيف يعود فيقول بأنهم يرون في هذه المقالات محاولة لنسف المصدر الإلهي للقرآن؟
3. نقول له: إن محاولاتك لنسف القرآن والمسلمين والكبعة هذا أمر من السذاجة والسخف أن تحاول إيهام الناس بغيره ، فكيف تحاول التهرب من إستراتيجيتك وهدف الأساسي الذي أعلنته وتداوم على إعلانه في كل فرصة أو مناسبة،، ولكن دعنا من التخريف الفارغ، إنك لن تستطيع وكل من معك من (كل الخلق) من دون الله أن تنسف آية واحدة من كتاب الله تعالى،، لاحظ هذا ليس كلاماً مرسلاً بل (هذا تحدٍ مفتوح لك ولغير) لن تستطيع لذلك سبيلاً ولو كان بعضكم لبعض ظهيراً.

ثانياً: أما عن قولك بأنه لو ثبت وجود أخطاء في القرآن تؤدي إلى هذه النتيجة وهي نسف القرآن وهذا ما تحلم به أنت ومن معك، ولكن هيهات، فهيهات، ثم هيهات،، لأن هذا الحلم تفسيره عند الله يوم القيامة وستعلمون بأنه "كابوس" لا فكاك منه، وغداً لناظره قريب.
وقولك بأنه لا يمكن لأحد أن يتقبل فكرة أن تكون في القرآن اخطاء فهذا هو الحق المبين، هذه هي النتيجة الحتمية لكل ذي عقل وقلب وفكر، يتأمل بحياد وموضوعية،، سيجد أمامه حقيقة واحدة هي أن هذا القرآن الكريم هو منزل من عند الذي خلق السموات والأرض والشجر والأنعام والشمس والقمر،،، الخ، ولكن الذي إختار محاداة الله تعالى وطمس بصيرته فلن يتركه الشيطان أن يرى النور مرة أخرى.

ثالثاً: عن تساؤلك وردك المتناقضين بقولك:
1. هل هدفك من وراء هذه المقالات هو نسف المصدر الإلهي للقرآن؟ ... نقول لك - نعم هذا هدف إستراتيجي لك ولكنه "خائب" مهزوم،
2. وعن ردك على هذا السؤال بأنك تنفي المصدرية الإلهية للتوراة والإنجيل والقرآن معا. فهذا لن يغير الحقائق أو ينقص من قدرها،، فالكون كله يشهد للتورات والإنجيل والقرآن والذي أنزلها ونزلها، من حَجَرٍ وبَشَرٍ ونَعَمٍ وشَجَرٍ وبِحَارٍ وَنُهُرْ وأثَرٍ وخَيْرٍ وشَرْ وفَاجِرٍ وبَرْ... فكونك أعمى فليس هذا دليل على غياب ضوء الشمس المشرقة، وخضرة الشجرة المورقة، ولا لجين المياه الدافقة،

فقط دعني أهمس في أذنك (حتى لا يسمعنا القراء)، أليس عاراً وعيباً في حق من ملك ناصية اللغة والبلاغة والبديع، لدرجة أنه يصحح أخطاء أعظم وأوثق وأبلغ نص إطلع عليه بشر وجن، وهو القرآن الكريم، الذي معجزته وتحديه بهذه اللغة العربية،، ثم يتضح أنك من أجهل الناس بها؟؟؟ كيف تتحدث عن أخطاء الآخرين وأنت لا تكتب شيئا أو تقول إلَّا والأخطاء تتزاحم منها اللغوي والإنشائي والبلاغي والفكري والإنساني،،، الخ. دعني أعطيك نموذجاً واحداً من هذه الأخطاء البشعة ولننظر إلى عبارتك التي قلت فيها: ( ... موضوعي هو فهم القرآن ومضمونه ولغته. «« وإذا نظرتوا»» لطبعتي العربية ...)، ليتك تبين لنا "عربية" هذه العبارة، بكل معاييرك المعتادة "لغوياً أو إنشائياً أو خربطياً وحتى دربكياً"، فماذا تقصد بعبارة (وإذا نظرتوا)؟؟؟

أنت تسأل فتقول: وما الفرق بين الف ليلة وليلة والتوراة والإنجيل والقرآن؟ أليست كلها كتب من صنع البشر؟ فأنا لي كل الحق في أن أسألك فأقول: (ما الفرق بينك وبين البقرة والأصلة والحشرة؟ ألستم كلكم خلق، حي، يأكل، ويخرج ما يأكل)؟؟؟ فمتى ما إستطعت أن تفرق بين هذه الكتب السماوية وألف ليلة وليلة، نظرنا في مسألة التفريق بينك وبين غيرك من الكائنات التي ذكرناها وغيرها.

على أية حال،، لماذا لا نكون عمليين أكثر من مجرد الكلام المرسل الذي لن يفيد. الآن أمامك تحدي مفتوح، وفيه خيارات عديدة،، فبدلاً من تضييع حياتك كلها وراء سراب لن تبلغه أبداً في تحري وجود أخطاء في القرآن،، فالمسألة بالنسبة لك أبسط من ذلك بكثير، وتستطيع ضرب عشرة عصافير بحجر واحد إن إستطعت قبول التحدي وكنت قدر المسئولية. وهو أن تأتي ولو بسورة واحدة مفتراة مثل هذا القرآن، فإن لم تستطع ..... ولن تستطيع، فعلى الأقل أحفظ ماء وجهك أمام القراء: التحدي المفتوح والمتاح في كل زمان ومكان والمحفذ عليه على مدار الساعة بل على مدار الثانية هو أن تختار من الخيارات التالية، وتشرع في التنفيذ فوراً إن كنت من الصادقين،،، نحن في إنتظارك، فإن لم تأت بها تركناك تطبل وتزمر كما يفعل عابد الصنم ليل نهار:

التحدي الأول: ما جاء في سورة الطور: (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ 33)، (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ 34)، (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ 35).

والتحدي الثاني: ما جاء في سورة هود، قوله: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ 13).

التحدي الثالث، قوله في سورة البقرة: (إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ 23).

التحدي الرابع، قوله في سورة الإسراء: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا 17).

التحدي الخامس، قوله في سورة يونس: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ 38)، (بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَٰ-;-لِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ 39).

فإن لم تستطع ولم تفعل فأنت بنفسك الذي ستقول للقراء بأن هذا القرآن هو من عند الله تعالى ولن يستطيع مخلوق أن يأتي بمثله. أما إن كنت تريد أن تستمر في مهنتك وتحافظ على مخصصاتها فعليك أن تبحث لك عن شيء آخر يكون في قدراتك.

ثم أخيراً قال:
1. إن المجموعة السابعة من الأخطاء اللغوية والإنشائية التي تدخل تحت بند التقديم والتأخير والذي يعني بالعربي الفصيح خربطة النص القرآني. والبعض يسمي هذه الأخطاء اعجاز وبلاغة ... ولا عجب، فكل شيء عند العرب صابون. ولكننا نقول له بأنك قد أثبت فشلك في هذا المسار، فالتقديم والتأخير قيمة بلاغية وبيانية عالية وضرورية للمهتمين بالشأن البياني والبلاغي والأدبي الراقي الشيق.
2. ثم قال: واشير هنا إلى ان تصحيح الآيات التي ذكرتها في المقالين السابقين وفي هذا المقال ليس مني ولكن من المصادر الإسلامية ذاتها. وقد قلنا له مراراً وتكراراً أن أصحاب المصادر الإسلامية هم مفكرون شأنهم في ذلك شأن غيرهم،، والتعامل مع القرآن مبني على التقكر والتدبر،، وقد إنتقد القرآن كثيراً الذين لا يتفكرون ولا يتدبرون القرآن ووصفهم بأن على قلوب أقفالها. ولكن نتائج هذا التفكر والتدبر شأن شخصي يمكن أن يحتفظ به لنفسه أو يتبادله مع غيره بدون إلزام أو جعله حجة على القرآن وإنما يعاير دائماً بالقرآن فإن إتفق معه أصاب وإن تعارض معه تراجع عنه من تلقاء نفسه أو بتوجيهه من الآخرين.

فردنا على هذا الخبل، نقول له:
أولاً: مجموعتك السابعة من أخطائك اللغوية والإنشائية والإدراكية، التي كشفنا عنها غطاءها الزائف، ستلحق بمجموعاتك الست السابقة إلى حيث تستحق، وقد بينا مدى قدراتك حيال فقه اللغة، وإنكارك للتقديم والتأخير في اللغة العربية (بصفة خاصة) وفي كل لغات البشر، بصفة عامة إنما هو مبرر لأنك متخصص في إنكار الحق والحقائق،، فالمصاب بعمى الألوان لا يكذب فيما يقول أو يدعي وإنما يصف الألوان بمشاهدته لها من خلال بصره المعطوب الكليل، وليس من خلال حقيقتها وواقعها، لذلك يسمى مريضاً. فمن أنكر أن للسموات والأرض خالق قيوم، فلا غرابة في أن ينكر ما دون ذلك.

ثانياً: فقه اللغة العربية والبلاغة هي ليست حكراً على المسلمين وإنما لغة يعتز ويفتخر بها الكثير من الكتاب والأدباء والمفكرين غير المسلمين، ففقه اللغة والبلاغة والبديع لديهم خط أحمر، فهم يعرفون قدر النصوص النثرية والشعرية، ويقيمونها بمعايير الحس والذوق والفكر. فأنظر الآن إلى شهادة ألد أعداء الإسلام، وقد إستمر عداءه للنبي والإسلام حتى مات.

أنظر إلى هذه الشهادة من ألد أعداء الإسلام ورسول الإسلام وهو الوليد بن المغيرة ... إذ
ذهب إلى رسول الله لينقاشه في ترك الإسلام والدعوة إلى الله، فقال له : يا محمد, ما هذا الأمر الذي جئت به؟، فرقت قومنا, وسفهت آبائنا, وسببت ألهتنا, فإن كان هذا الأمر الذي يصيبك أمر يحتاج إلى طب, جئناك بالأموال تُأتي بأحسن الأطباء فيشفيك, وأن كنت تريد بهذا الأمر المال نجمع لك من الأموال حتى تكون أغنانا, وإن كنت تريد الشرف, سودناك علينا, وإن كنت تريد الملك, ملكناك علينا, وإن كنت تريد النساء, زوجناك من تريد من نسائنا.

فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ... أفرغت؟ ... قال: نعم.
فقال صلى الله عليه و سلم: فاسمع مني فقرأ عليه سورة فصلت من قوله تعالى: (حم 1)، (تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَٰ-;-نِ الرَّحِيمِ 2)، (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 3)، (بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ 4)، (وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ 5)، (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ-;- إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰ-;-هُكُمْ إِلَٰ-;-هٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ 6)، (الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ 7)، (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ 8)، (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَٰ-;-لِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ 9)، (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ 10)، (ثُمَّ اسْتَوَىٰ-;- إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ 11)، (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ-;- فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَٰ-;-لِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ 12)، (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ 13).

ففزع الوليد فزعاً شديداً ووضع يد على فم رسول الله صلى الله عليه و سلم ليسكته وقال: ناشدتك الله والرحم, ناشدتك الله والرحم. يريد منه السكوت خوفاً من أن تصيبه صاعقة عاد و ثمود، ولكن النبي أكمل التلاوة حتى وصل حيث "السجدة", فسجد، وقام منها فقال له: هذا ما عندي. فقام الوليد من مكانه مندهشاً، وعاد إلى جمع قريش, فدخل على قومه مندهشاً. فقال القوم: والله لقد عاد بغير الوجه الذي ذهب به, ماذا أصابه ؟

فقال: والله لقد سمعت كلاماً ما سمعت مثله قط. (إن لقوله لحلاوة, وإن عليه لطلاوة, وإن أعلاه لمثمر, وإن أسفله لمغدق , وإنه يعلى و لا يعلا عليه).
فقالوا : يا وليد أصبأت؟ ..... قال: لا والله ما صبأت.
قالوا: هذا شعر ... قال: (ما هو بشاعر, لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه و مبسوطه, فما هو بالشعر).
فقالوا: إذن كاهن ..... قال: (لا , والله, ما هو بكاهن,، لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه)
فقالوا: مجنون ..... قال: (ما هو بمجنون, لقد رأينا الجنون وعرفناه, فما هو بخنقه, ولا تخالجه , و لا وسوسته).
قالوا : فلنقل ساحر ... قال: (ما هو بساحر, لقد رأينا السحار وسحرهم, فما هو بنفثهم ولا عقدهم).
قالوا: حيرتنا, ماذا نقول عنه ؟ ..... قال: (يا قوم أتنفذوا ما أمليهم لكم؟ قالوا : قل،، قال: أخيركم بين أمرين .... قالوا: ما هما؟
قال : تتبعونه , فإن كلامه الحق ..... قالوا: ويحك , لا نترك ديننا.
قال: إذاً, أتركوه يدعو للناس فإذا انتصر فعزه عزكم ونصره نصركم فهو من قريش, وإن قتلوه فهذا ما تريدون ..... قالوا: لا والله لا نتركه بينه وبين الناس.
قال: (إذاً،، فلنقل هو ساحر, فهو أقرب إلى السحر. وبدأ بشتم ويسب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فرد الله تعالى عليه في سورة المدثر فقال لنبيه الكريم: (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا 11)، إلى قوله (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ 26)،

فلا يمكن لأحد أن يصدق أن لصاحبنا شيء من قدرات الوليد بن المغيرة الأدبية أو شيء من ملكاته البلاغية والإنشائية،، حتى إن ساواه أو إقترب منه في الهدف والغاية الشريرة العدوانية التي وصفتها السورة بدقة متناهية.

*******************************************************

الخطأ المفترى 61:
قال تعالى في سورة غافر: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ 10)،
فقال صاحبنا إنها آية مخربطة وترتيبها الصحيح: (ان الذين كفروا ينادون لمقت الله إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم).

دعونا نسحضر معنا روح السورة، وماذا قال الله في آياتها التي سيقت تلك الآية التي أخفق صاحبنا "كعادته" في فهمها فبث فيها خربطة من نفسه الأمارة. وقبل ذلك أود أن ألفت نظر القراء إلى أن هذه السورة ايضاً فاتحتها "مشفرة"، بآية كريمة محكمة هي (حم)، التي قد يظن السذج إنها مجرد حروف لا معنى لها،، ولكننا قد تعرضنا لبعض هذه الفواتح منها (الم) في سورة البقرة، فأثبت القرآن أنها ليست كما يظن الجهلاء المحرومين من نوره، فمثلاً في موضوعنا السابق (سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء3)، تكلمنا عن الآية الكريمة (الم – البقرة)، وقد عرضنا تفصيلها كما جاء في السورة الكريمة، وذلك في ردنا على الدعي في (الخطأ المفترى رقم 25). كما أشرنا إلى بعضها "تلميحاً" لغاية سنكشفها للقراء الكرام في حينها، ولكن قد أشرنا إلى آيات بعينها طلبنا من صاحبنا ومن على شاكلته أن يتحرها هناك "إمعاناً في التحدي"، كما أوردنا في موضوعنا السابق (سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء5) مثلاً في (الخطأ المفترى رقم 46)، أيضاً فاتحة هذه السورة (حم)، سنرجئها "مؤقتاً"، لأننا بصدد تناول هذه الفواتح كاملةً بعد الفراغ من إزالة الغبش الهزيل الذي يسعى إليه صاحبنا هذا.

قال تعالى في هذه السورة:
أولاً: هذه الآية الكريمة المحكمة: (حم 1)، وما تشير إليه في داخل هذه السورة من آيات "تحديداً" الآيات التي دون الآية (20)، والوعيد الذي فيها للأشقياء التعساء إنما هو حق وحقيقة تماماً كما جاء، وذلك ببساطة لأنه: (تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ 2). فهو وحده سبحانه:
1. (غَافِرِ الذَّنبِ...)، إن شاء أن يغفر ذلك الذنب الذي وقع فيه من أشارت إليه الآية (حم) وعدل عن ظلمه وإعترف بذنبه ورغب في التبرؤ منه،
2. (... وَقَابِلِ التَّوْبِ ...)،، من كل التائبين الصادقين في توبتهم،، فالمبدأ العام هو (ليس مع الإستغفار يأس من رحمة الله)، فهو يقبل التوبة من التائبين في أي وقت ومهما عظم الذنب وتشعب وطال أمده وعظم ضره وشره،
3. ولكنه أيضاً (... شَدِيدِ الْعِقَابِ ...), لمن إستحق هذا العقاب ولم يحظ بالتوبة أو يوفق للإستغفار والإعتراف بالذنب، لظلمه وظلام نفسه، كما أكدت على ذلك وقررت (حم)،
4. وهو أيضاً (... ذِي الطَّوْلِ ...), لن يفلت من طوله أحد " وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰ-;-لِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ"،
5. وأولاً وأخيرا فهو سبحانه ذو العرش العظيم: (... لَا إِلَٰ-;-هَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ).

ثانياً: أكد حقيقةً لن تتغير بتغير الزمن وتتابع الأحداث والأجيال،، بقوله لنبيه الكريم: (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا ...), فهؤلاء يخادعون الله وهو خادعهم ويملي لهم ليشهدوا على أنفسهم بأنهم كانوا مجرمين، لذا قال له: (... فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ 4)، فكل هذا إستدراج لهم، ليجعلهم يتوهمون بأن الله قد نسيهم وغفل عنهم، وقال له تذكر،، قد: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ « قَوْمُ نُوحٍ » وَ « الْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ » .... وَ « هَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ » وَ « جَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ » - فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ؟ 5)، هذا ما آل إليه مصير قوم نوح والأحزاب من بعدهم، بل: (وَكَذَٰ-;-لِكَ - « حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا » - أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ 6) من قومك.

ثالثاً: ثم بين الله لنبيه دور الملأ الأعلى من الملائكة، فقال: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ - « يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ » وَ « يُؤْمِنُونَ بِهِ » وَ « يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا » - رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا - « فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ » وَ « قِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ » 7)، ثم يواصل الملائكة في دعائهم وإستغفارهم للذين تابوا وإتبعوا سبيل ربهم، فقالوا أيضاً: (رَبَّنَا - وَ « أَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ » - إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 8)، أيضاً: (وَ « قِهِمُ السَّيِّئَاتِ » - وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَٰ-;-لِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 9).

رابعاً: بين ما سيؤول إليه حال الكافرين المعرضين يوم القيامة، فحين يواجهون بمصيرهم في جهنم وما يلاقونه من العذاب والهوان المحن المتلاحقة،، لا يسعهم إلَّا أن (يمقتون أنفسهم)، لأنها هي التي أغوتهم وصرفتهم عن الحق في الحياة الدنيا حتى نسوا لقاء يومهم هذا. كما يمقتون أخلاءهم، "الأخلاء يومئذ الأعداء"، ولكن،،، هل مقتهم لأنفسهم سيصرف عنه العذاب؟ أو هل هو أقصى ما ينتظرهم من مقت؟؟؟ .... بالطبع هذا ظنهم ولكنهم سيفاجأوا بأنهم مخطئون عندما يعرفون بأن هناك مقت أكبر من مقتهم لأنفسهم، هو مقت الله لهم، وهذا يعني المزيد من العذاب والهوان في إنتظارهم،،، وقد صور الله هذه المأساة والصدمة الكبرى التي في إنتظارهم،، فقال: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا - « يُنَادَوْنَ » .... « لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ » - إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ 10).

الآن،، نعرض للقراء الكرام فرية صاحبنا كما إدعاها،، ولن نعلق عليها بشيء بل سنترك هذه المهمة لهم ليقارنوها بالآية والآيات التي قبلها فالذي عرضناه أعلاه، يكفي فيه رأيهم وتقييمهم. والفرية هي: (ان الذين كفروا ينادون لمقت الله إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم)!!!

********************************************************

الخطأ المفترى 62:
قال تعالى في سورة هود: (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ 71)،
فقال صاحبنا إنها آية مخربطة وترتيبها الصحيح،، هكذا: (وامرأته قائمة فبشرناها فضحكت)،

فلنستمع إلى القرآن الكريم ماذا قال في ذلك، ولنتدبره معاً فيما يلي:

أولاً: نلفت نظر السادة القراء إلى أن هذه السورة الكريمة أيضا من مجموعة السور (المشفرة)، التي فواتحها عبارة عن آيات من حروف مقطعة،، فهناك مجموعة تتكون من (6 سور فاتحتها "الر")، هي (يونس، و هود، و يوسف، و الرعد، و إبراهيم، والحجر)، وقلنا بأننا سنتناولها في موضوع منفصل، ولم نتطرق إليها هنا لأنها لا تشير إلى الآية والآيات التي نتحدث عنها في هذه الإشكالية التي أغلقت على صاحبنا العبقري.

ثانياً: تحدثت السورة عن (أُولَٰ-;-ئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ)، وتناولت تحديداً حال ومصير تلك الأمم الهالكة منهم، بدءاً من قوم نوح، وكيف أهلكهم، ثم قوم عاد مع نبيهم هود، وكيف كان عذابهم، ثم ثمود مع نبيهم صالح، وكيف كانت الصيحة عقابهم على عصيانهم وذبحهم الناقة، والذي إستأصلهم، فقال الله في ذلك: (« وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ » - فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ 67)، فخلت الديار منهم تماماً: (كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا - « أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ » - أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ 68).

ثالثاً: ثم جاء الدور على قوم لوط، فأرسل الله إليهم ملائكة العذاب، فكانت بداية مهمتهم من عند إبراهيم أولاً، لذا قال: (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ-;- - « قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ » - فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ 69)، ليضيفهم به، ولكنهم لم يمسوا الطعام، فخافهم، قال تعالى في ذلك: (فَلَمَّا رَأَىٰ-;- أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ - « نَكِرَهُمْ » وَ « أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً » - قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ-;- قَوْمِ لُوطٍ 70).

رابعاً: كانت إمرأة نبي الله إبراهيم الخليل موجودة وتستمع إلى حوار زوجها مع الملائكة، وسمعت بالبشرى التي جاءت بها الملائكة بأن أمر الفساد والمفسدين قد حسمه الله تعالى وها هم ملائكة العذاب في طريقهم إلى قوم لوط، فسرها ذلك، فما كان منها إلَّا أن ضحكت، فرحاً لهذه البشرى السعيدة لكل المؤمنين، فكان الجزاء من الله عاجلاً، فبشرها بأن عقمها لن يدوم، وأنها ستلد وسيكون لها أبناء وأحفاد أيضاً جزاءاً ومكافأة لهذه الروح الإيمانية العالية، فالله تعالى - مصوراً ذلك - قل: ( وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ « فَضَحِكَتْ » فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ 71). ولشدة دهشتها وفرحتها: (قَالَتْ « يَا وَيْلَتَىٰ-;- أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ ؟» وَ « هَٰ-;-ذَا بَعْلِي شَيْخًا ؟» .... إِنَّ هَٰ-;-ذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ 72).

هذه هي الآيات البينات، بنسقها الجميل وتفصيلها الرائع المعجز، حال القرآن دائماً يصور الأحداث، بل ويجسدها تجسيداً، وتفرده في كشف خلجات النفس وكوامنها... ألم يقل سبحانه وتعالى (... وفصلناه تفصيلاً؟؟؟).

الآن فلننظر إلى هذا المسخ والخربطة التي إبتدعها هذا الجاهل الدعي، فقال: (وامرأته قائمة فبشرناها فضحكت)، سأكتفي بالعرض بلا تعليق.

********************************************************

الخطأ المفترى 63 :
قال تعالى في سورة يوسف: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ 24)،
فإفترى عليها الدعي قال بأنها آية مخربطة وان ترتيبها الصحيح (أضاف هذه المرة عبارة "مع تعديل")، ليخرج مسخاً ممسوخاً يحكي تطور خربطته مع تطور تداعيات فكره وإضطرابات نفسه وعقله،، هكذا: (ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها)،

هذه السورة من السور المشفرة كما قلنا سابقاً، لأن فيها دائماً لغطاً ومغالطات وإدعاءات لبني إسرائيل والنصارى والمضلين معهم، من الذين يزورون بها الحقائق ولكن الله لهم بالمرصاد،، وفاتحتها هي قوله تعالى (الر...)، ليضع بها النقاط على الحروف ويؤكد على عظمة وورع هذا النبي الكريم الذي نسجوا حوله الأباطيل والأكاذيب التي لا تليق بأصفياء الله تعالى:

إذاً،، فلنستمع إلى هذه الآيات ونعيها، ولنتدبرها لنعرف منها كل الحقائق التي إختلف الناس فيها، وشطحوا:

أولاً: نلفت النظر إلى أنًّ إسم السورة دائماً يكون جزء مهم و "مفتاح" للبيان وتتوقف عليه مقاصد تلك السورة، لذا لا بد من أخذه في الإعتبار كمدخل لها ... فكأنما الله تعالى يقول للمتدبر انَّ "الر" هذه المَعْنِيّ بها "يوسف"، لذا كانت تسمية السورة (يوسف)، وفاتحتها "الر ..."، فهذا يعني أن علينا أن نتحراها في أخبار يوسف "تحديداً"، ويجب أن نضع في إعتبارنا أنها (آية)، وليست متعلقة بحدث عابر بسيط، وإنما أمر جوهري محوري خطير حاسم. لذا قال تعالى: (الر...), هذه ليست حروفاً لا معنى لها، كما يظن السفهاء الجاهلين،، بل هي عبارة عن حروف تشير إلى آيات بينات من بين آيات هذه السورة: (... تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ 1)، وحيث أن البيان يحتاج إلى فهم كامل وملكة عالية في التدبر، قال: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ 2).

ثانياً: تبدأ مأساة هذا النبي الكريم منذ أن رأى رؤيته الصالحة وحكاها لأبيه، توالت عليه أحداث متلاحقة وقاسية، الله تعالى مبيناً ذلك قال: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ - « إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا » وَ « الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ » 6)، فأبوه نبي كريم، قد علم أن هذه الرؤيا لها ما بعدها، وأن يوسف ليس شخصاً عادياً وإنما سيكون له شأن عظيم، لذا حذره من كيد إخوته له إن علموا بفضله،

ثالثاً: وبالفعل، رغم أن إخوته لم يعلموا بفحوى الرؤيا، إلَّا أن الحسد قد أكل صدورهم وهم يرون فضله وكرامته وقربه من قلب أبيهم دونهم، فحقدوا عليه وقرروا التخلص منه، فصور الله ذلك الوحدان بقوله: (إِذْ قَالُوا - « لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ-;- أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ » - إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ 8)، فتطور هذا الحقد إلى أن قرروا التخلص منه إما بالقتل أو بغيره، فإستقر رأيهم على أن يلقوه في غيابة الجب، ففعلوا دون حرج أو وخز ضمير، ولكن هذا النبي الكريم تحمل كل هذه المآسي المتلاحقة دون أن يضج أو يشتكي أو حتى يتململ، بل كان صابراً "شأن الأنبياء والرسل".

رابعاً: ظل في غيابة الجب إلى أن إذن ربه بما شاء،، قال: (وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ - فَأَدْلَىٰ-;- دَلْوَهُ - « قَالَ يَا بُشْرَىٰ-;- هَٰ-;-ذَا غُلَامٌ » .... « وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً » .... وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ 19)، فإنتقل إلى قصر عزيز مصر الذي إشتراه، فرباه وأكرم مسواه،

خامساً: لم يكن يوسف شخصاً عادياً، بل كان متميزاً بجمال خَلْقِةِ وخُلُقِهِ، كريماً في خصاله وأفعاله،، قبل أن يكون نبياً، وقد زاده الله تعال من فضله بعد أن أعطاه "شطر الجمال"، بين الله ذلك في قوله: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ - « آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا » .... وَكَذَٰ-;-لِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ 22). كان هذا التميز والتفرد والرجولة المبكرة مراقبة ومتابعة ممن كانوا بالقصر بصفة عامة ومن زوجة عزيز مصر بصفة خاصة،

سادساً: أصبح هذا الشاب الناضج هاجساً بالنسبة لإمرأة العزيز، فقررت أمراً خطيراً صوره اله تعالى بقوله: (وَرَاوَدَتْهُ .... الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا « عَن نَّفْسِهِ » وَ « غَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ » وَ « قَالَتْ هَيْتَ لَكَ » .... قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ - « إِنَّهُ رَبِّي » « أَحْسَنَ مَثْوَايَ » ... إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ 23)، ولكنها كانت حريصة ومصرة على أن تنال منه ما تريد حتى لو إضطرت لغصبه بالقوة، وقد هيأت نفسها لذلك تماماً، قال تعالى في ذلك: (وَلَقَدْ - « هَمَّتْ بِهِ » وَ « هَمَّ بِهَا » .... لَوْلَا أَن رَّأَىٰ-;- بُرْهَانَ رَبِّهِ .... كَذَٰ-;-لِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ «« إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ »» 24)، هنا، قد وهم كثيرون، وأطلقوا لخيالآتهم العنان، فظنوا أن هذا النبي الكريم قد هم بها بنفس القدر ولنفس الغرض الذي همت هي به،، وقد أدخلوا أنفسهم في تخمينات حتى في "البرهان" الذي رآه، ولم يفصله الله أو يكني عليه، فعادوا وزادوا فيه على نسق ومنهجية ولجاجة بني إسرائيل،، وغاب عنهم أنه لو كان قد هم بها كما يظنون فما الذي يجعله يجري منها؟ فهو يريد أن يصل إلى الباب فيخرج منه هارباً، وهي تريد أن تصل إلى الباب لتمنعه من فتحه والخروج منه، ولكنه قد سبقها إليه،، قال تعالى مصوراً هذا الموقف العصيب بالنسبة للطرفين: (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ - « وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ » .... وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ .... قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا؟ - « إِلَّا أَن يُسْجَنَ » أَوْ « عَذَابٌ أَلِيمٌ » 25)، لتضرب عصفورين بحجر واحد، أولاً لتصرف عن نفسها الشك فرمته به، ثم لتنتقم منه لأنه أضاع عليها فرصة كانت قد أعدت لها العدة وبذلت في ذلك الكثير بجانب الثار لكرامتها كأنثى عرضت نفسها بنفسها على رجل فزهد فيها وأدبر عنها. أيضاً حتى هذه اللحظة الحرجة والموقف العصيب لم يشتكي هذا النبي الكريم، ولم يتضجر، بل ظل صامداً صلباً صابراً. فلم تظهر (الر) بعد،

سابعاً: أنقذه الله تعالى من هذه التهمة الخطيرة، وقد دافع عن نفسه: (قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا .... « إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ » ... فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ 26)، بإعتبار أنه كان مقبلاً عليها وهي كانت تجره لتدفعه بعيداً عنها،، فالرجل كان حكيماً وعدلاً في حكمه، لذا قال: (وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ « قُدَّ مِن دُبُرٍ » .... فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ 27)، بإعتباره كان هارباً منها وهل تحاول اللحاق به وإعادته نحوها حتى لا يهرب منها،، وهذا بالضبط ما حدث منها: (فَلَمَّا رَأَىٰ-;- قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ - « إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ » 28)، فطلب الحكم من يوسف أن يكتم السر ومن إمرأة العزيز أن تستغفر لذنبها، وينتهي الأمر إلى هذا الحد، قال: (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰ-;-ذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ 29). أوقد إنتهى الأمر إلى هذا الحد ونجاه الله من هذه التهمة، أيضاً لم يفقد صبره وإحتسابه، بل ولم يشتكي أو يتزمر بل ظل على ثباته وإحتسابه وصلابته. وأيضاً لم تظهر (الر) بعد،

ثامناً: رغم التكتم إلّا أن سر إمرأة العزيز قد إنكشف، وبدأت الألسن تتداول وتلوك القصة: (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ - « امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ » - « قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا » .... إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ 30)، فبلغ الأمر مسامع إمرأة العزيز: (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ - « أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ » وَ « أَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً » وَ « آتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا » وَ « قَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ » .... فَلَمَّا رَأَيْنَهُ « أَكْبَرْنَهُ » وَ « قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ » وَ « قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰ-;-ذَا بَشَرًا » - إِنْ هَٰ-;-ذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ 31)، فلما رأت تأثيره عليهن بهذه الدرجة، تشجعت وصارحتهن: (قَالَتْ - « فَذَٰ-;-لِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ » وَ « لَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ » .... وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ ... « لَيُسْجَنَنَّ » وَ « لَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ » 32). كل هذه المواقف العصيبة والمشاكل المتلاحقة ولم نر أثر للآية الكريمة (الر) بعد، ترى لأي شيء أو موقف يدخرها الله تعالى أكبر من الموقف الذي بلغه حال نبيه الكريم يوسف عليه السلام؟ وهل صبره وجلده وتعففه سينفع هذه المرة؟ والموقف قد تأذم بهذه الصورة القاتمة؟؟؟

تاسعاً: علم يوسف عليه السلام أن الموقف الآن أصبح أكبر من أن يجابهه بنفسه دون معين، فالمسألة لم تعد تهديد بالسجن والصغار والإذلال، أو القتل، فكل هذا لا يعني بالنسبة له شيئاً يذكر ولكن الخوف كل الخوف أن يخرج الأمر من يده وسلطانه،، فهو بلا شك لن يستطيع مقاومة كل تلك النسوة الآتي بلغ بهن الأمر أن قطعن أيديهن دون أن يدرين ماذا كن يفعلن بهن، وهناك أمر منطقي وبديهي، لم يغب عن هذا النبي الكريم، ألا وهو أولاً وأخيراً هو (رجل كامل الرجولة، وبشر، وجلده له حدود، وهو في عنفوان الشباب ،،، الخ، فلا يمكن أن يتغاضى عن كل ذلك ولا يضعه في حساباته،، لذا أدرك أن الموقف برمته يحتاج إلى معية الله تعالى فهو الوحيد القادر على إنقاذه من هذا الموقف العصيب،، لذا نطق بهذه الكلمات الرائعة: (قَالَ رَبِّ ...), أنا الآن بين الأمَرَّيْنِ، أحلاهما مر، فإما أن أرضخ لهن وأفعل ما يطلبنه مني، أو أن أعارضهن وأستمر في التمنع، فلا يكون أمامي سوى السجن والصغار، ولكن: (... السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ...), إن ضمنت أن ينتهي بي الأمر إلى السجن، فهذا الحل الذي أفضله،، ولكن لدى هؤلاء النسوة وسائلهن الخاصة التي يستطعن بها بلوغ ما يردن خاصة إذا كن جمعاً ذوات سلطان وقوة ونفوذ، وفي نفس الوقت أنوثة وجمال تمثلان خطراً إضافياً لا أحد يأمن عاقبته وجبروته،،، فإن إتبعن هذه الأساليب التي لا أعرف كنهها فقد أضعف "قهراً" وغلبةً، أو "فتنةً وغوايةً فوق طاقتي كبشر"، لذا الموقف اكبر مني، لذا خاطب ربه قائلاً محتسباً: (... وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ - « أَصْبُ إِلَيْهِنَّ » وَ « أَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ » 33). هذا نبي كريم، يواجه موقفاً عصيباً لا يقوى عليه، ولو لا خشية الله تعالى لهان عليه الموقف كثيراً ولصار محبباً إليه "كبشر"،، والآن يسأل ربه "مضطراً"، والله هو الذي يجيب المضطر إذا دعاه: فكيف كانت إستجابة "المجيب" لعبده الصالح؟؟؟ ... قال: ( « فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ » .... فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ .... « إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » 34). فكانت (الر) هكذا ("أ" من كلمة "اسْتَجَابَ" ,, و "ل" من كلمة "لَهُ"،، و "ر" من كلمة "ربه"), فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ .... « إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » .

أما القول الفارغ السمج الذي إدعاه محارب طواحين الهواء بقوله: (ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها)، فلا يستحق مجرد العرض ناهيك عن الإعتبار والتعليق.

********************************************************

الخطأ المفترى 64:
قال تعالى في سورة يوسف: (قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ 71)،، فإدعى صاحبنا بأنها آية مخربطة وقال إن ترتيبها الصحيح: (فأقبلوا عليهم وقالوا ماذا تفقدون)،

ردنا على هذه الفرية السخيفة، قد سبق أن غطيناها ضمن ردنا المفصل على (الخطأ المفترى رقم 1)، الوارد ضمن موضوعنا: (سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء1:)، ومع ذلك سنرد عليه هنا بإختصار شديد، فنقول ما يلي:

أولاً: أراد نبي الله يوسف أن يبقي أخاه معه، فكاد الله له، ليأخذ أخاه في دين الملك، قال تعالى: (فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ ...):
1. (... جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ: ...),
2. (... ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ 70)،
ثانياً: لما سمعت الغير هذا الإتهام لهم بالسرقة لا بد من أنهم جزعوا وهلعوا، قاموا بحدثين:
1. (« قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِم » ...), فكان الحدثان معاً في نفس الوقت حيث العطف جاء "بالواو" التي يستوي عندها المعطوف والمعطوف عليه بدون ترتيب أو أولوية،، فإن كان هناك ترتيب أو تتابع زمني لأستخدمت أداة أخرى مثلاً "الفاء" أو "ثم"،،
2. عبارة (... مَّاذَا تَفْقِدُونَ؟)، هذا هو السؤال الذي سألوه وهم مقبلون ولم ينتظروا حتى يصلوا إليهم.

الملاحظ أن اسلوب الآية في تأخير القول، نفسه وتقديم الفعل الثاني، إنما يجسد الدهشة والإنزعاج والإضطراب، لذا تعجل لسانهم بالقول قبل أن يقبلوا أو حتى يتحركوا من مكانهم، فكانت هذه الصورة هي المطلوب توصيلها للقاريء للقرآن، أما ماهية القول في حد ذاته ليس هو المقصود "تحديداً" رغم أهميته.

أما عبارة صاحبنا التي إفتراها هكذا، (فأقبلوا عليهم وقالوا ماذا تفقدون)، إنما يدل ويؤكد عليه أمران:
1. تأصل ملكة الكذب والتدليس لديه بإسلوب المحترف: فالآية تحكي حدثاً حياً مشاهداً لمن حكاه، وإقتضت الدقة في التصوير تقديم القول على الإقبال،، فهذه هي الحقيقة، فمن كان له إعتراض عليها، لا بد من أن تكون لديه الأدلة والبراهين الموثقة التي تعلوا صدق الراوي،، فإن لم يكن لديه ذلك فهو كاذب مدلس أفاك، فالحقيقة هي أن القول قد سبق الفعل لخطورة ودقة الموقف الذي – لو ثبت عليهم – قد يفقدون حياتهم ثمناً له، فمن أين عرف ترتيب الحدثين فجعل الإقبال قبل القول؟؟؟ اليس هذا كذباً وتدليساً؟؟؟
2. الإقبال أولاً ثم القول بعد ذلك بهذه الصورة التي خربطها صاحبنا، تدل على أن الإتهام لم يكن له وقع مزعج أو مقلق على العير،، لذا أقبلوا عليهم في منتهى الهدوء والسكينة ثم بعد ذلك قالوا ماذا تفقدون.

ما أغرب أمر هذا الشخص الذي لا يعني ما يقول ولا يتحسب لما يفعل، فجسد بهذا السلوك ذلك الذي إتخذ إلهه هواه)، فيوجهه "إستذلالاً" حيث يتفق.

********************************************************

الخطأ المفترى 65:
قال تعالى: في سورة الأنعام: (وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ 3)، فقال المخربط عنها إنها آية مخربطة وإدعى أن ترتيبها الصحيح: (وهو الله يعلم سركم وجهركم في السماوات وفي الأرض ويعلم ما تكسبون)، ثم قال: (أو: وهو الله يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون في السماوات وفي الأرض).

الآن: فلنترك هذه الإفتراءات الساذجة جانباً، ولنبدأ بتحليل الآيات التي تتضمن هذه الآية المجنى عليها من صاحبنا،، فنقول وبالله التوفيق:

أولاً: الله تعالى،، وبعد الحمد والثناء لذاته العلا ... مستنكراً ومستهجناً عمل الذين كفروا، المجحف، وهم يساوون الله ويعدلونه بغيره من المخلوقات التي لم ولا تخلق شيئاً و إنما هو وحده خالق كل شيء، فقال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي - « خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ » وَ « جَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّور »َ - ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ 1)،

ثانياً: ثم ذَكَّرَ الناس بأنه هو الذي خلقهم من طين ثم قضى لهم أجلاً مسمى ومع ذلك ينكرون فضله ويجحدون قدره، فقال: (هُوَ الَّذِي ... « خَلَقَكُم مِّن طِينٍ» ثُمَّ « قَضَىٰ-;- أَجَلًا وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ » - ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ 2)، بعد أجل الحياة الدنيا، هناك أجل آخر "عنده"، سيكون يوم القيامة، ومع ذلك فأنتم تشكون في البعث بل وتجحدونه،

ثالثاً: ورداً على الكافرين والمتشككين والظانين بأن هناك إله في السموات غير إله الأرض،، تخرصاً، فهم يجادلون في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير،، لذا قال لهم مؤكداً بأنه هو إله واحد أحد في السموات وفي الأرض، لا شريك له ولا مثيل ولا ند، فقال: (وَهُوَ اللَّهُ «« فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ »» .... « يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ » وَ « يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ » 3)،

تأكيدا لذلك، قال تعالى في سورة الزخرف: (سُبْحَانَ « رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» « رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ » 82)، هذه حقيقة لن يستطيع أحد تغييرها أو إنكارها إلّا جحوداً،: (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ-;- يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ 83)، فهم لن يبلغوا ضر الله فيضروه، وإنما يضرون أنفسهم وما يشعرون: (وَهُوَ الَّذِي - « فِي السَّمَاءِ إِلَٰ-;-هٌ » وَ « فِي الْأَرْضِ إِلَٰ-;-هٌ » - وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ 84)، (وَتَبَارَكَ الَّذِي - « لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ » وَ « مَا بَيْنَهُمَا » وَ « عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ » - وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 85)،

إذاً ... هكذا كانت الآية الكريمة المحكمة: (وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ 3). أكُلَّ هذا النسق الرائع أوصال مقطعة وكشكول؟ أم أن القول محض إفتراء من دعي مهبول؟؟؟

أخيراً: نعرض هنا خربطة صاحبنا المتخصص في هذا العلم التقني الحديث،، حيث قال:
أولاً: بالنسبة لنصه الأول الذي قال فيه: (وهو الله «يعلم سركم وجهركم في السماوات وفي الأرض» « ويعلم ما تكسبون »)، إن كان للكفار سر وجهر في الأرض، لأن حياتهم وكسبهم وعملهم فيها، فهل لهم ذلك أيضاً في السموات من سر وجهر وعمل وحياة وكسب؟؟؟
ثانياً: بالنسبة لنصه الثاني: الذي قال فيه كبديل: (أو: وهو الله يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون في السماوات وفي الأرض). فماذا يقصد بعبارة (... ويعلم ما تكسبون في السماوات وفي الأرض ؟؟؟), فهل للكفار كسف في السموات كما لهم كسب في الأرض؟؟؟)، عزيزي،،، أنت تتحدث كثيراً عن مساطيل الحاخامات،،، فهل نعتبر هذا نتاج مساطيل الشياطين؟؟؟ أم هو الخبل عينه.

*******************************************************

الخطأ المفترى 66:
قال تعالى في سورة الأنعام: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ 10)، (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ 11)، فإدعى صاحبنا بأن هذه الآية مخربطة وترتيبها الصحيح هكذا المسخ: (ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق ما كانوا به يستهزئون بالدين سخروا منهم).

فماذا تقول الآية الكريمة "تفصيلاً"؟؟؟:
أولاً: قال الله تعالى لرسوله الكريم عن الذين كذبوه وإستهزئوا به: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ, فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ 10)، فبينت هذه الآية الكريمة ثلاث عناصر:
1. مستهزأ بهم،، وهم الرسل الذين كانوا قبل رسالة النبي محمد، قال: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ...), وليس أنت فقط الذي يواجه مثل هذا الموقف،
2. و مستهزئين بالرسل، وهم المكذبون، قال: (... الَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم ...)،
3. ومادة الإستهزاء نفسها، فهذه أياً كانت فقد وقعت على أصحابها وليست على الرسل، فإنقلب السحر على الساحر، قال: (... فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ 10)،

ثانياً: هذا الذي حاق بالذين سخروا منهم له آثار على الأرض ظاهرة، لذا قال الله لرسوله: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ 11)، وليست آثار قوم صالح منهم خافية عنهم.

أخيراً،،، هكذا كان مسخ وخربطة صاحبنا، حيث قال: (ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق ما كانوا به يستهزئون بالدين سخروا منهم) ...... فنحن ليس لدينا عليها أي تعليق، والرأي والحكم للقارئ الحكيم.

********************************************************

الخطأ المفترى 67:
قال تعالى في سورة الأنعام: (شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ-;- عَمَّا يَصِفُونَ 100)، فقال عنها الدعي بأنها آية مخربطة وترتيبها الصحيح: (وجعلوا الجن شركاء لله).

فلننظر ماذا قال الله في هذه السورة الكريمة:
قال تعالى مخاطباً هؤلاء الكفار الذين لا يفقهون: (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ...)، هو أبوكم آدم الذي خلقه من تراب، ثم جاء خلقكم من سلالة من ذلك الطين، بمثابة "نطفة أمشاج" من مائي الرجل والمرأة، فكانت نشأتكم في وعائين (... فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ...), وهذا لا يلزم تفصيله هنا، لأن الله فصله في مواضع كثيرة غير هذا، لذا قال: (... قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ 98). فهل هؤلاء الكفار المكذبين يمكن أن يفهموا هذا التفصيل بعد الإحكام؟؟؟، إن كانوا كذلك لفهموا الظواهر الكونية المبينة، ولأدركوا أن هذه الظواهر العجيبة والدقيقة لا بد وأن يكون خلفها خالق مدبر قيوم. ولأدركوا أنه ليس فقط أنشأهم، بل لفكروا في قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَىٰ-;- ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَٰ-;-لِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ 99)، فإن بلغوا شيئاً من هذا الفهم لما أشركوا به شيئاً.

ثانياً: لم يكن حالهم واقفاً فقط عند جحودهم لنعم الله تعالى عليهم وإنكار لفضله، بل:
1. (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ ...), فجعلوا بينه وبين الجنة نسباً، ولقد علمت الجن انهم لكاذبون،
2. (وَ « خَلَقَهُمْ » وَ « خَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ » ...), فإدعى بعض اليهود أن عزير بن الله وإدعى النصارى المسيح ابن الله، وإدعى المشركون أن الملائكة بنات الله،
فكل هذه الإدعاءات باطلة وإفك ودليل مباشر على أنهم لا يفقهون: (... سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ-;- عَمَّا يَصِفُونَ 100)،

فعبارة صاحبنا الساذجة (وجعلوا الجن شركاء لله)، كلام مرسل لا معنى له، خاصة وأن كلمة "الجن" هي تمييز لكلمة "شركاء"، لتبين بالتحديد نوع الشرك المقصود في هذه الآية، فهناك شرك بالبشر، وشرك بالحجر، وشرك بالشمس والقمر،،،، الخ.

*******************************************************

الخطأ المفترى 68:
قال تعالى في سورة الأنعام: (وَكَذَٰ-;-لِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ 137)، فأخذ صاحبنا الجزء التالي من هذه الآية الكريمة (وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ ...)، كعادته دائماً، فإدعى بأن الآية الكريمة هي آية مخربطة ثم إدعى بأن ترتيبها الصحيح هو هذه الخربطة المفتراة: (وكذلك زين شركاؤهم لكثير من المشركين قتل اولادهم).

ففي ردنا المباشر عليه نعلمه بإن الآية الكريمة تقول الآتي:
أولاً: أن المشركين يكذبون على الله ويفضلون شركاءهم عليه، فقال في ذلك: (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا ...), فكان الواجب أن يوصلوه إلى الله إن كانوا صادقين في زعمهم، ولكنهم لم يفعلوا ما زعموه بل فعلوا عكسه تماماً: (... فَقَالُوا هَٰ-;-ذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ ...), فلم يصدقوه القول.

ثانياً: ثم جعلوا نصيباً آخر لشركائهم (حقيقةً وليس زعماً)، فقالوا: (... وَهَٰ-;-ذَا لِشُرَكَائِنَا ...), ولكن ما جعلوه لله أوصلوه إلى شركائهم، (... فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ-;- شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ 136)، وهذا من تلبيس الشيطان وتزيينه الباطل لهم، ولم يقف عبث الشيطان بعقولهم وقلوبهم إلى حد الغواية بالشرك، بل تمادى إلى ما هو أغرب من ذلك فشوه لديهم وقتل حب وعاطفة الأمومة في قلوب الأمهات، وكذلك الأبوة، فأقنعهم شركاؤهم بأن قتلهم لأولادهم سيكون من صالحهم حتى لا يشاركونهم في الرزق، ففعلوا ذلك ببلاهة وتبعية منكرة لوليهم الشيطان، فصور الله هذه المحنة فقال: (وَكَذَٰ-;-لِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ 137)،

هناك ملاحظات في هذا التركيب البليغ يحتم تأخير الفاعل "شركاؤهم"، لأن وروده بعد الفعل مباشرة، سيخلق لبساً وتشويشا للآتي:
1. عبارة (وَكَذَٰ-;-لِكَ زَيَّنَ ...)، معروف أن فاعلها هو "شركاؤهم"، فلو قلنا بخربطة صاحبنا (زين شركاؤهم)، لوقعنا في إشكالية ظهور الضمير "هم"، في كلمة "شركاؤهم"، ولطرح سؤال لزمته إجابة مقنعة، مثلاً: من هم المعنيون بهذا الضمير؟ هل هم "المشركون"، أم "أولادهم"؟ فلتحديد ذلك لا بد من ورود صاحب هذه الضمير "المفعول به " وهو بلا شك "المشركون"، ولكن لأن المقصود هو كثير من المشركين وليس كلهم، فتحتم أن يكون الجزء الأول من الآية هكذا (زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ...) .... ولكن، ما الذي زين لهم ومن الذي زينه لهم؟
2. الذي زين لهؤلاء المشركين؟؟ ... تبينه جملة: (... قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ ...)، فالآن قابلنا ضمير الجمع "هم" مرة أخرى في كلمة "أولادهم"، ففي هذه الحالة يعود هذا الضمير مباشرة على "المشركين" لأنهم هم الذين فعلوا الفعل الثاني "قتل الأولاد"، وبالتالي تصبح إستقامة الجملة حتى هذا القتل هكذا: (... زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ...), فلم يبق الآن سوى تحديد الفاعل الذي زين للمفعول به "قتل الأولاد"،؟
3. إذاً،، الذي زين للمشركين قتل أولادهم "هم شركاؤهم" إما من الإنس أو من الجن أو منهما معاً، لا فرق في ذلك فكلهم شياطين ويوحي بعضهم إلى بعض. إذاً،،، تستقيم الجملة هكذا: (... زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ ...), ومن ثم كانت الآية الكريمة هكذا: (وَكَذَٰ-;-لِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ ...)، ولكن مع ذلك فإن هذا جزء من الآية الكريمة وليست كلها،، لأن الجزء الباقي من هذه الآية الرائعة المعجزة يبين أهمية وضرورة أن يتأخر الفاعل إلى هذه المرحلة،
4. أنظر إلى هذا التعبير (وَكَذَٰ-;-لِكَ زَيَّنَ ...... شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ ...)، فهل يعقل أن تحقق العبارة نفس المعنى الذي تحققه العبارة إذا باعدنا بين كلمتي " شُرَكَاؤُهُمْ" و " لِيُرْدُوهُمْ"؟؟؟ كأن نقول مثلاً (وَكَذَٰ-;-لِكَ زَيَّنَ شُرَكَاؤُهُمْ ...... لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ ...)؟ إذاً لا مفر من أن تأتي العبارة هكذا: (وَكَذَٰ-;-لِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ ...).

السؤال هنا: هل يمكن لصاحبنا أن يتصور هذا القدر من الدقة في اللغة والإنشاء والبيان والبديع المعجز؟؟؟ وهل يستطيع أن يفهم أكثر من عبارته المخزية المخربطة التي إفتراها: (وكذلك زين شركاؤهم لكثير من المشركين قتل اولادهم) ؟؟؟ jargon, lingo

*******************************************************

الخطأ المفترى 69:
قال تعالى في سورة الصافات:
لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (سورة الصافات 28 : 20)
آية مخربطة وترتيبها الصحيح مع تعديل: وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لئلا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى

فلنترك خطرفة هذا الدعي جانباً، ولننظر للآية الكريمة التي خاض فيها فخربطها في رأسه ثم إجترها وهي تحمل جيناته الفكرية، فلننظر إليها ملياً فيما يلي من آيات بينات:

قال تعالى للمشركين المجرمين المكذبين: (إِنَّ إِلَٰ-;-هَكُمْ لَوَاحِدٌ 4)، هو وحده (رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ 5). فكل ما تدعونه من أصنام وأوثان وتماثيل، إفك من عند أنفسكم ما أنزل الله بها من سلطان.

ثم بين لهم أنه هو خالق الكون كله، ولفت أنظارهم إلى ملكوت السموات وعظمتها، فقال: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ 6)، ليس فقط مجرد زينة وضياء ومعالم بها يهتدون، بل: (وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ 7). وعلى الرغم من أنهم يحاولون دوماً التنصت إلى الملأ الأعلى، ولكنهم لا يستطيعون الوصول إلى غايتهم لأنهم: («لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ-;- » وَ « يُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ » 8)، لمجرد محاولة الدنو والإقتراب، فتطلق عليهم الشهب الحارقة المهلكة فتقضي عليهم: (دُحُورًا ۖ-;- وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ 9). فلا يستطيع أي منهم أن ينجو ويفلت بشئ: (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ 10)، فيقضي عليه ويحوله إلى هباءٍ منثورٍ في الفضاء.

فإذا كان هؤلاء المردة لم ولن يستطيعوا عمل شيء مهما حاولوا بكل وسائلهم ومكرهم الذي يفوق كثيرا ما لدى المشركين من قدرات ومكر، فقال الله لنبيه الكريم: (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا...)؟؟؟ ..... فإن كانوا قد نسوا فذكرهم بحقيقتهم: (... إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ 11). فهل هم بجرمهم ومكونهم هذا أشد خلقا من الذين خلقناهم من نار ومن نور ؟؟؟ .... الا رحم الله امرء عرف قدر نفسه، ولكن أنى لمن ختم الله تعالى على مداركه أو طمسها أن يفهم أو يعلم أو يرجع.

(إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰ-;-هَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ 35)، (وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ 36)؟ (بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ 37).

*******************************************************

الخطأ المفترى 70:
قال تعالى في سورة سبأ: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ
28)، فلم يعرف صاحبنا كيف يقرأ الآية، ولا أين يقف،، فظن، بل وإدعى انها آية مخربطة وقال إن ترتيبها الصحيح: (وما أرسلناك إلا للناس كافة).

نقول له، إننا لن نقف كثيراً عند هذه الآية الكريمة المعجزة البليغة،، فقط نريد أن نعلمه كيف يقرأ "المتدبر" مثل هذه الروائع البيانية فنقول له وبالله التوفيق:
هذه الآية تعطي صورتين رائعتين من صور البيان والبلاغة:
الصورة الأولى: تقرأ هكذا: (« وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ » ...... « بَشِيرًا وَنَذِيرًا » - وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)، يقصد بها (أرسلناك رسالةً كافةً للناس)، بشيرا ونذيراً ... ،
الصورة الثانية،، تقرأ هكذا: («وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً » ..... « لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا » - وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)، يقصد بها (أرسلناك رسالة كافة)، للناس بشيراً ونذيراً ... .

فلا مجال لآلية الخربطة التي إبتدعها صاحبنا هكذه: (وما أرسلناك إلا للناس كافة).

تحياتنا للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء6:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء5:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء4:
- العلم - والأخلاق وآداب الحوار:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء3:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء2:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء1:
- هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الإسلامية:
- على الحكيم أن يكون عارفاً ... كي لا يسقط:
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:
- هل للاسلام إله غير اله اليهود:
- تصحيح مفاهيم خاطئة (جزء 1):
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الأول:
- فّلْنَعُدْ إلَىْ رُشْدَنَاْ وَنُحَكِّمْ عُقُوْلَنَاْ:
- الجُبُّ والجَّيْبُ والحِجَابُ في أدبيات الكَذَّابَ:
- تعليقنا على: بين اسلام مكة واسلام المدينة:
- تعليق على سامي الذيب - صورة الحمار:
- ردنا على تعليق: أحمد حسن البغدادي - (قل هو الله أحد):
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثاني:
- تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الأول:


المزيد.....




- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء7: