أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الواحد مفتاح - قراءة في تجربة عبد الرحيم الصايل















المزيد.....

قراءة في تجربة عبد الرحيم الصايل


عبد الواحد مفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 4403 - 2014 / 3 / 24 - 16:47
المحور: الادب والفن
    



تتخذ الكتابة عند عبد الرحيم الصايل، بابا محايدا، فهي إلى ماء الشعر والعميق من جذوة إصابته، كصورة لهشاشة الإنساني، وروعة تحققه الوجودي، الكتابة هنا بعد عظيم، وغير مؤسف عن العادة. اللغة لا تستأجر عضلات جيرانها، لتستريح على اشتعال البياض، أما البياض فهو ذلك الفتنة الفادحة، التي يسطرها الصايل الذي تمايز كشاعر يسابق البلاغة إلى إصابتها ويسبقها،
يربي حقل الكلمات المشرقة ويسقيها تلابيب الدهشة،
لا أبراج عالية في المشهد، أو غموض يشحذ انتصار التباسات زينته، ولا مدارس نقدية، تعرض ما علبته من صيحات موضة، على وتر العاجل والأكيد. الكتابة عند عبد الرحيم الصايل، هي كل ما تحب قوة ترتدي لغتها كقميص بلا أسرا،وهي ليست كتابة خاصة، بقدر ما هي اعوجاج بسيط وعادي، عن السائد والمنطبع من تجارب تخون ما تدعيه .
كسينمائي ماكر يكتب الصايل، إلى جانب أسماء رائعة في المشهد المغربي: كلطيفة باقا. عبد الرحيم الخصار. محمد بنميلود. وآخرين رائعين، وبمشهديه فذة في التعبير،تنزاح في أفق صهر عناصر اللغة والتخييل، لتتأتى لنا جملة شعرية،سابرة ومحيطة بما خلقت لإفتعاله، في صفاء تكاد تقبله ،ومهارة غجرية، هي جمرة الشاعر الوديعة التي يفرشها نصه.
أما النص فطلقة واحدة، إن تصديت لها، لن تكون بحاجة لشخص يخبرك أنك والآن على قيض الشعر.
طالما تبادر أن جناحا القصيدة المغربية عبدا الرحيم الصايل والخصار استثناء بعيد عن مرادفات وأوهام من يطيل عنقه إلى الشعر أطول من زرافة.
إني وأنا أحاول لملمة تشبيه ملائم، أو أي وصف كائن من كان، لأتكلم عن هذه التجربة الشعرية، لا يحضر لدي غير البسيط والحقيقي، فيما يملكان من صدقيه النطق بهما، وجزالة وصف لا يحتاج لمحسنات بديعية، بقدر ما هو بحاجة إلى مؤسسات ثقافية وطنية، تعطي لكل ذي حق حقه، وتنصف أسماء مغربية قوية وحقيقية وعديدة
لا ديوان حزين على أرصفة الوطن، هكذا هو الصايل شاعر وهذا كل شيء النشر وأوجاعه، وكل ما هو براق وأحواله لا يعنيان له شيء،
فقد رسخ عبر كل ما نشره في الورقي ولإلكتروني، منجزا شعريا، لم يأخذ وقتا ليحترم نقديا، ويُوكد نفسه كصوت عميق، داخل الحساسية الجديدة في الشعر العربي، وذلك لما له من كونية في المرجع، وعمق بالغ وواضح في الطرح، لا ينزاح معه إلى خلل التجريب، أو الانغماس عاليا تحت مجانية الغموض، في صيغته –التناطحية- المضحكة، عبد الرحيم الصايل المنزوي والمنتمي لأصالة نصه ونفسه، البعيد عن لوبيات النميمة المرة، وحلقيات اللافعل، كأنه على سفر غير عابئ بما هو عاهل في السائد و إغواءاته
شاعر ضيع كجزار بدوي، ما سطره كثيرون وكبيرون، عن أنقاض قصيدة النثر ومحنتها، وأن قصائدها تتشابه، كأنها تتناكح في خيمة واحدة، ومظلمة وبعيدة، وليس غير ذلك.
من هنا وليس غير أسماء قليلة جدا، إلى جانب الصايل، من حافظو على جمرة الشعر، التي تعرف إعصارا من الرداءة، ممنهج ببلاهة وحب ظهور، لا أعرف كيف نغفر له، وهذه هي قصيدة النثر، لا فوارق طبقية أو تفعيليه، أما الوضوء فكثيرون يعتبرونه مستحب، أو ترف لا أكثر-ادفع وادخل.
ومن هنا أستطيع أن أتكلم عن أحد أسماء الحساسية الشعرية الجديدة بالعالم العربي، عبد الرحيم الصايل شاعر مغربي، وعضو في اتحاد كتاب نصه، لا بكورة شعرية لديه تحاصرها رفوف مكتبات الغبار المر،
قصيدته النثرية هي انتصار للذات الفردية، ونزوع ملفت للرؤية المغايرة لا تجنح لبعترت الغموض، وجمهرة احتمالاته بقدر ما هي قصيدة تواضح.
من أهداف الشعر الأولى، الذي سطره آباؤنا في الأبدية، أن يكون مدهشا وكذلك نص عبد الرحيم الصايل، الذي خلق أثرا فنيا في بعده التشكيلي يعتمل مع صفة الإنساني والكوني والمائز في آن،
وهو اثر نجد له شواهد كنيرة، في غنائية تتقاطع مع أعمدة الشعرية العربية، الضاربة في رمضاء الصحراء، وفسيفساء الأندلسيين، وما بينهما، إلى هذا الزمن الأكثر احتياجا للشعر من سابقيه.
أنا لا أكتب في حاصل الأمر، إلا لأجرب إلى أي حد، يمكن أن تكتب نص فرح، عن تجربة شعرية جميلة، في وقت صار فيه الشعري دائما محكوما بحفلات عزاء حُسينية ومستهلكة .
من هنا سأنظر إلى قطوف صغيرة من المتن العام لشعرية عبد الرجيم الصايل :
مثلما نظر قبطان
إلى سفينته و هي تغرق
أنظر إليك أيها العالم .
كل مساء
أجلس في غرفتي
آكل بلا شهية
مستمعا وحدي
لصوت الأمواج العظيمة في قلبي .
أنا هنا إزاء نص، أريد أن أنتزع اللغة من ضلعي لأفتت ثنايا مشهدية يبدوا أنها ولدت كشعر خارج مدارات التخييل، يتيم طلقته العالية، أدوات اللغة لا تنفعني لأقلب رفعه وجره وأدوات ربطه
نص لا تملك غير برهة النظر إليه، أما الكتابة ففيضه الشفيف، كأفق فذ لما تبتغيه جزالة قصيدة النثر،
أما تفصيل الصورة فلناقد ماهر.. له ذلك
أن يبحث في زاوية شاعر يستمتع بأي شيء حتى انهيار العالم،
التفصيل لا أجيده، تأخذني اللغة بتبليغ صورة ما رسمه الشاعر كما يجب، اللغة والشاعر توأمان ومستطيعان، -على عكس ما اجترحه حبر كثيرين، مند زمن مجلة شعر إلى منتصف عطب الحداثة العربية، عن أن اللغة العربية غير قادرة عن توصيل صدقية شاعرها، في محاولة لإعلاء لغة اليومي والشارع-
من هنا لا أجد داعي لتنظيف فرحي، بقصيدة لم تثبت جدارتها لأي شيء، بقدر ما أثبتت أنها قصيدة مغربية، على أهبة الشعر وهذا عميق بشكل عادي، لا تطبيل للوصول إليه ومهم التوقف لديه،
لا تفتحي الباب
إنه النهار كالعادة
يطرق مخطئا في العنوان
ارفعي صوت الموسيقى عاليا وسيفهم أننا نائمان
إن مسلكيات الاستعارة المؤثثة للواضح من نص، والمتجاوزة ضمنيا في التعبير، تعطي النص تركيبة بليغة وموجزة في تناغم لافت بين البنيوي والدلالي غريبين عن إيقاع بيت الشعر الجاهز والنمطي، على خلاف ما بات يعرف في المغرب من صانعي الكراسي، وهم من يكتبون قصائد متشابهة كرصاص جنود لا يرحم، وما أكثرهن- ولا أعلم لما أذكر كل هذا والآن-
نص عبد الرحيم الصايل، كتابة تمس تفاصيل صغيرة بداخله مما يجعلها معطى حيوي/ يتعذر اقتناصه بقراءة أدواتيه، فحالة الشحن العميق للنص، هنا ليست غير الشاعر كمسودة لكلمته، وهي كلمة من إنتاج الحواس لا تصفيفات اللغة
أجد لها جذورا ومدقات وروائح، دائما خارج ما هو معجمي، فإشراق الطفولي بنبر لا يحبطه الإفصاح عن أي شيء، ينطلق من جسد الشاعر لا أجنحة خياله .
إن إتقان اللغة وشهوتها في قصيدة عبد الرحيم الصايل، هو ما يجعلني أقول عنه أنها قصيدة التواضح: تواضح لا يستعير الشاعر منجنيقا ليعلي من بيانه، وهو بيان لم يلمعه بالحديد والنار أو مجاز عسكري أو غموض،
بيان جمل بسيطة كما أنظر إلى هذا النص عنده:
يا إخوتي
اسمعوني .
لقد ولدت
بلسان مقطوع
و قد كان علي
أن أخيطه بسلك معدني
لأخبركم بحبي.



#عبد_الواحد_مفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرائة في تجربة الشاعر رشيد الخديري
- باقة الزهور
- كلمة
- حوار مع حميد العقابي
- حوار مع الشاعر محمد اللغافي
- عن الكتابة عند عبد الله زريقة
- مطرزات شعرية / حول تجربة الكتابة الشعرية عند إيمان الخطابي
- ديوان تعب المسافر
- امرأتي الحبيبة
- ألليل
- حب
- قصيدة
- توقيعات
- ,مضات
- يوم
- الى اله ضائغ
- اشراقات
- حوار في شارع مغربي


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الواحد مفتاح - قراءة في تجربة عبد الرحيم الصايل