أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - عندما يحامي بيكر عن -الدولة اليهودية-!














المزيد.....

عندما يحامي بيكر عن -الدولة اليهودية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4403 - 2014 / 3 / 24 - 11:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


كيف تَفْهَم الولايات المتحدة، وتريد لنا أنْ نَفْهَم، مسألة "يهودية دولة إسرائيل"، والاعتراف الفلسطيني بإسرائيل على أنَّها دولة يهودية؟
إنَّ بعضاً من أهم عناصر إجابة هذا السؤال نَحْصَل عليه من وزير خارجيتها (الجمهوري) الأسبق جيمس بيكر في الحوار الذي أجرته معه قناة "سكاي نيوز عربية"؛ فلَمَّا سُئِل بيكر عن وَصْف إسرائيل لنفسها بأنَّها "دولة يهودية"، اعْتَبَر أنَّ هذا الأمر يخصُّ إسرائيل، وأنَّ نَظَرِها إلى نفسها على أنَّها "دولة يهودية" هو أمر طبيعي؛ لأنَّ أكثرية سكَّانها يهود، موضِحاً أنَّ الولايات المتحدة نفسها، ولأنَّ أكثرية سكَّانها مسيحيون، تستطيع (ولها الحق في) وَصْف نفسها بأنَّها "دولة مسيحية". ولَمَّا سُئِل عن خطر الاعتراف بإسرائيل على أنَّها "دولة يهودية" على "الأقلية العربية" من مواطنيها، أجاب قائلاً: "لا خطر عليهم ما دامت الدولة اليهودية تَكْفَل للمسلمين والمسيحيين (من مواطنيها) الحق في ممارسة شعائرهم الدينية في حرية".
أوَّل ما يدهشني في هذا الكلام أنَّ بيكر لا يرى مانِعاً من تصنيف دول العالَم دينياً، أو حسب معيار "ديمغرافي ــ ديني"؛ فتسمية، أو صفة، "الدولة" يمكن أنْ تكون "دينية"، متوافِقَة مع "ديانة أكثرية سكَّانها، أو مواطنيها"، أو مع "العقيدة الدينية لهذه الأكثرية"؛ وكأنَّ الدولة "المحايدة دينياً (بتسميتها وصفتها)" ما عادت مشمولة بمفهوم "العلمانية" في القرن الحادي والعشرين!
بيكر لا يَنْظُر إلى ما يسمَّى "عرب إسرائيل" على أنَّهم "جماعة قومية"، مقيمة في أرضٍ هي جزء من وطنها القومي والتاريخي، ولها "حقوق قومية"؛ ولا يَعْتَرِف بأنَّ هذه الجماعة كانت هي الأكثرية القومية في فلسطين قبل قيام "الدولة اليهودية"، بموجب قرار الأمم المتحدة الرقم 181، وقبل توسُّع إقليميها بعد، وبفضل، حرب 1948.
إنَّه، بدلاً من ذلك، يُقسِّم هذه الجماعة، أو "الأقلية القومية"، على أساس ديني؛ فبعضهم (وهُمْ أكثريتها) من المسلمين، وبعضهم من المسيحيين؛ وعلى "الدولة اليهودية" أنْ تكون "متسامحة دينياً"، وأنْ تَكْفَل للمسلمين والمسيحيين الحق في ممارسة شعائرهم الدينية في حرية!
ولو سُئِل بيكر عن "الأرض" التي يسكنها الآن المسلمون والمسيحيون (مِمَّا يسمَّى "عرب إسرائيل") لأجاب على البديهة قائلاً إنَّها جزء لا يتجزَّأ من "الوطن القومي (والتاريخي) للشعب اليهودي"؛ فـ "الدولة (الإسرائيلية)" يهودية؛ لأنَّ أكثرية سكَّانها، أو مواطنيها، من اليهود؛ أمَّا "إقليم" هذه الدولة فهو "الوطن القومي للشعب اليهودي"، أو "جزء" من هذا الوطن؛ فهؤلاء المسلمون والمسيحيون يقيمون في "الوطن القومي للشعب اليهودي"؛ ومع ذلك، جُنِّسوا بالجنسية الإسرائيلية، وأصبحوا جزءاً من مواطني "الدولة اليهودية"، التي ينبغي لها أنْ تبدي "مزيداً من التسامح معهم"، فتكفل لهم الحق في ممارسة شعائرهم الدينية في حرية!
بيكر يَنْظُر إلى هؤلاء هذه النَّظْرة؛ فكيف يَنْظُر إلى أشقَّائهم الفلسطينيين في "الأراضي الفلسطينية" التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967؟
إنَّه، أوَّلاً، يَنْظُر إلى هذه الأراضي (وإلى الضفة الغربية على وجه الخصوص) على أنَّها هي، أيضاً، جزء من "الوطن القومي (التاريخي) للشعب اليهودي"؛ لكنَّ "الدولة اليهودية" مَدْعوَّة إلى أنْ تبدى هنا "تسامُحاً من نوع آخر"؛ وهذا "التسامُح" هو أنْ تتنازل للفلسطينيين عن هذا الجزء (أو عن معظمه) من "الوطن القومي للشعب اليهودي" حتى يقيموا فيه دولة خاصة بهم!
وبعد هذا "التسامُح الإسرائيلي المزدوج (مَنْح المواطَنَة الإسرائيلية لما يُسمَّى "عرب إسرائيل"، ومَنْح "أرض إسرائيلية" للفلسطينيين ليقيموا فيها دولة خاصة بهم)"، ينبغي لدولٍ عربية، ولدولٍ غربية، أنْ تبدي هي، أيضاً، تَسامُحاً، فتَمْنَح غالبية اللاجئين الفلسطينيين (في خارج فلسطين) حقوق المواطَنة؛ فهذا الشعب وُجِد في فلسطين بفضل "خطأ من أخطاء التاريخ"؛ ولا بدَّ من تصحيح هذا "الخطأ" من طريق "عملية سلام" تقودها الولايات المتحدة!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا ما احتفظت المعارَضَة السورية بسيطرتها على كسب!
- هل هذا -نوع آخر- من -المادة-؟
- مِنَ -القرم- إلى -أُوراسيا-!
- دَرْسٌ من الثورة السورية!
- السعودية تُكفِّر محمود درويش!
- -سيسي مصر- و-بشار سورية- و-بوتين روسيا-!
- انفجار الغضب السعودي!
- ما معنى -النَّفي-؟
- اسْتَعِدُّوا.. -المهدي المُنْتَظَر- يوشك أنْ يَظْهَر!
- الرؤية الكونية بعَيْنَيِّ -الساعة- و-المتر-!
- كيف نَجْعَل إلغاء الرأسمالية هَدَفاً قابلاً للتَّحْقيق؟
- الأزمة أُوكرانيَّة.. لكنَّ النَّكْهة سوريَّة!
- المأساة والمهزلة في -معركة السيادة على الأقصى-!
- -اللاَّحَجْم- و-اللاَّمادة-
- في فلسفة -التَّغَيُّر-
- اللوحة التي رسمها ديمقريطس للكون.. معدَّلةً!
- مصر.. من العقل إلى الإيمان فالجنون!
- دكتاتور قَيْد الصُّنْع!
- هذا -الجديد- في قضية اللاجئين الفلسطينيين في الأردن
- هل يمكن الانتقال عَبْر -الثقب الأسود- إلى -كَوْنٍ آخر-؟


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - عندما يحامي بيكر عن -الدولة اليهودية-!