أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مسلم الحسيني - تركيا والاتحاد الاوربي : طلاق خلعي أم رجعي ؟














المزيد.....

تركيا والاتحاد الاوربي : طلاق خلعي أم رجعي ؟


محمد مسلم الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 4403 - 2014 / 3 / 24 - 02:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




منذ تأسيس الاتحاد الأوربي بدوله الواقعة في أوربا بشقيها الغربي والشرقي وتركيا تحاول ان تحقق حلمها بالانضمام لهذا الاتحاد مستفيدة من الحقيقة الجغرافية لوقوع الجزء الغربي من مدينة اسطنبول في القارة الاوربية. هذا الحلم قد بدأ يتحقق عام 2005م حيث أعلن رسميّا فتح الملف التركي من أجل مفاوضات الانضمام، وقد كان الطموح التركي للانضمام الى دول هذا الاتحاد مفهوما ومبررا، فالأتراك يسعون الى مشاركة أوربا في تطورها واستقرارها ورفاهها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
لم تكن عمليّة التحضير لانضمام تركيا الى دول الاتحاد سهلة وبسيطة إنما كانت صعبة ومعقدة، فقد برزت العقبات والصعوبات أمام هذا الانضمام كان أهمها رفض بعض دول الاتحاد للعضوية التركية حيث تجسّم هذا الرفض بسلّة المتطلبات الأوربية المقدمة الى تركيا كشروط ومستلزمات وصلت حد التعجيز في بعض الأحيان. لم يفرح الفرنسيون ولا اليونانيون ولا القبارصة لفتح ملف الانضمام بل عارض هؤلاء علناً انضمام الاتراك الى الاتحاد الأوربي. كما أن هناك من أخفى رفضه وهناك من وافق على مضض حتى صارت لعبة جر الحبل بين الاطراف طويلة وشاقة وغير حاسمة.
رغم الاشارات الايجابية التي انطلقت من الجانب التركي كبوادر خير وتقدم في كافة المجالات ابان فترة فتح ملف الانضمام إلاّ أنه تحتم على الاتراك أن يحققوا فصول الانضمام التي جاءت بـ 35 فصلاً . أولت القيادات التركية جل اهتمامها في تحقيق هذه الفصول ابتداءاً بتلطيف الجو السياسي ومرورا بالازدهار الاقتصادي ووصولا الى الرفاه الاجتماعي والاهتمام بحقوق الانسان. كان ذلك بداية مطمئنة لدول الاتحاد في بدء مشوار محادثات الانضمام التي تركزت على الاصلاحات السياسيّة الداخليّة والتي يجب ان تتناغم وتتطابق مع الذوق والمنهج الأوربي.
لم يمض طويلا من الوقت حتى أفاق الاتراك على حقيقة التهاون الاوربي في عملية انضمام تركيا الى دول الاتحاد وعدم جديتهم لتحقيق هذا المشروع، فبدأ العد التنازلي التركي للرحيل أو على الأقل تجميد عملية الانضمام وعدم الاكتراث بها. هناك الكثير من الحقائق والاحداث تشير الى توافق اوربي تركي في الرؤى والمسار ينصب على تجميد الصلة وايقاف مشروع ادماج تركيا مع دول الاتحاد الاوربي أهم هذه الحقائق هو:
أولا، لم يفتح من الـ 35 فصل من فصول الانضمام المطلوب تنفيذها إلاّ 13 فصلا ! بينما جُمّدت 8 فصول بقرار المجلس الأوربي عام 2006م، في حين رفعت فرنسا حق الفيتو بوجه خمس فصول ورفعت قبرص حق الفيتو على ستة فصول. أعتبر الاتراك هذا التصرف الاوربي بأنه تباطؤ وعرقلة في إنجاز الفصول وحجج واهية يستخدمها الاوربيون لرفض انضمام تركيا الى دول اتحادهم.
ثانيا، إبان الاحتجاجات العارمة التي اجتاحت تركيا كردة فعل لقرار الحكومة بتحويل منتزه "ميدان تقسيم" الى مجمّع تجاري في مدينة إسطنبول في صيف عام 2013م، أصدر الاتحاد الأوربي قرارا بهذا الشأن أدان فيه الاسراف باستخدام القوة ضد المتظاهرين الاتراك. لم تعر الحكومة التركية أهمية لهذا القرار بل رفضته بإصرار حيث تهكم رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان على هذا القرار وأعتبره كيل بمكيالين مشيرا بأن الانتقادات يجب أن يوجهها الاتحاد لنفسه. بل رفضت تركيا تدخلات السياسيين الأوربيين في شأنها الداخلي وكأنها أرادت أن توحي للأوربيين بأنكم لا تهموننا أو نحن لسنا جزءاً منكم. هذا الأمر قد زاد التوتر بين الطرفين وجمّد الاتصالات المشتركة المتعثرة حول الانضمام، وجعل التراشق مستمرا بالأقوال خصوصا بعد أن اقترحت حكومة أردوغان مؤخرا مشروع قانون يمنح جهاز الاستخبارات الداخلية سلطات أوسع. فقد صرّح النائب الأوربي البريطاني أندرو داف بان تعليق طلب تركيا في الانضمام لدول الاتحاد سيتخذ خلال هذا العام، كما أن هيلين فولتر، رئيسة اللجنة البرلمانية التركية الأوربية المشتركة، أشارت الى أن أهلية تركيا لعضوية الاتحاد أصيبت بضعف شديد خلال السنوات الأخيرة.
ثالثا، ترى تركيا نفسها ومن خلال مواصفاتها العامة بأنها دولة كبيرة في ثقلها وتأثيرها وأهميتها، فهي قوة سياسية واقتصادية وعسكرية يحسب لها، كما أن لها خصال استراتيجية مهمة: فهي عضو في حلف الناتو وفي المجلس الأوربي وفي دول G20 ومجلس الأمن والمؤتمر الاسلامي. كما أن تأثيراتها على دول المنطقة ودورها في موازنة القوى وموقعها الجغرافي الحساس جعلها قوة لا يستهان بها ويحسب لها ألف حساب. هذا الشعور المتنامي في الاهمية والثقل يتناقض مع سياسة الاوربيين المهينة لها في وضع الموانع والعقبات أمامها في معالجة ملف الانضمام الى اتحاد دولهم. فقد ملّ الأتراك من الركض وراء الأوربيين الذين يتعاملون معهم وكأنهم طلاب مشاكسين غير مؤهلين للنظم والالتزامات الأوربية.
رابعاً، في الوقت الذي تتنامى به قوة تركيا الاقتصادية أصيب الاقتصاد الأوربي بالركود والجمود، حتى تباهى الأتراك باقتصادهم الصاعد صعود اقتصاديات الدول النامية والصاعدة اقتصاديا مثل الصين والهند والبرازيل. فقد حقق الاقتصاد التركي ارتفاعات ملحوظة في معدلات اجمالي الناتج المحلي GDP خلال السنوات الأخيرة . هذا التفاوت في المسار الاقتصادي بين تركيا وأوربا جعل الأتراك يشعرون بأنهم هدية الى أوربا وليس العكس وبأنهم قد يفيدون أكثر مما يستفيدون وأن المعادلة صارت مقلوبة الآن، فليس من المعقول أن تبقى تركيا تتباكى اليوم أمام من لا يعرف قيمتها ومنزلتها.
تحت ظلال هذه الحقائق يتضح للمتابع للشأن بأن فترة الغزل التركي الأوربي قد توقفت وأمل الاندماج التركي الأوربي قد انحسر بل أن مرحلة التباعد والانفصال قد بدأت فعلا، وأنه ينبغي على الأتراك أو على الأقل الحكومة التركية الحالية أن تحفظ ماء الوجه وتصرف النظر عن فكرة الانضمام الى دول الاتحاد الأوربي فالظروف العامة غير مؤاتية للطرفين وحيث تجري الرياح بما لا تشتهي السفن....



#محمد_مسلم_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام السياسي عند العرب : نجاح أم فشل؟
- قراءة في انتخابات العراق البرلمانية القادمة
- حوار مع كئيب
- بين عاصفتين
- بين عناء الجاذبية وراحة النسبيّة...
- المجتمع العراقي وأزماته السياسية المعاصرة
- نظرة تحليلية جديدة في ازدواج الشخصية
- دهاء المالكي والصراع على السلطة
- السياسيون وعقد الشخصيّة
- بلدان بلا حكومة : أوجه التشابه والإختلاف.
- لماذا يصرّ المالكي على رئاسة الحكومة؟
- ورود في قائمة الانتخابات
- دموع تحت أغصان الصفصاف
- بواعث الإحساس عند الإنسان
- سيناريوهات تشكيل حكومة عراقية جديدة
- مذكرات رحلتي الى العراق
- أنصفونا قبل أن - تدمقرطونا-
- أوربا صار لها رئيسا ،فمن هو...؟
- تركيا والسلوك السياسي المزدوج.
- الإنتخابات العراقية وصراع الأقطاب


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مسلم الحسيني - تركيا والاتحاد الاوربي : طلاق خلعي أم رجعي ؟