أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مفيد بدر عبدالله - مخ ولسان














المزيد.....

مخ ولسان


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4402 - 2014 / 3 / 23 - 20:16
المحور: كتابات ساخرة
    


وانا اسلك الطريق الواصل بين ساحة الوثبة ومرآب النهضة ماشيا على الاقدام ، غالبا ما اتوقف عند احد المطاعم الصغيرة والمميز بأعداد طبق " المخ ولسان " بمذاق سحري دون عن المطاعم الاخرى ، ورغم اني لا ارتاد المطعم الا عند زيارتي الى بغداد الا ان صاحبه يعرف طلبي جيدا ولا يسالني عنه كما يسال الاخرين ،والسبب يعود للحوار الذي دار بيننا عند زيارتي الاولى التي عرف منها بأني مولع بهذه الأكلة الشعبية ، ما يزيد شهيتي للأكل ملاطفته الرائعة ، فغالبا ما يقول لي وهو يضع الطبق على الطاولة : " مصائبنا وحلها تكمن في المخ واللسان " ومن ثم يبتسم ويذهب لكن عبارته تبقى في عالقة في مخيلتي حتى بعد مغادرتي مطعمه كونها دقيقة جدا ، فالعقل المخطط واللسان المعبر قادران على حل الكثير من العقد والمشكلات التي تعصف ببلدنا وتهدد استقرارنا ووجودنا ، ومن المؤسف أن اللسان لم يعد مرآة للعقل وما يدور في خلجاته فتظهر كلماته خلافا لما يبطن العقل ، رغم علم الجميع بان الكلام امر عظيم ويقول عنه الخالق سبحانه وتعالى (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) (قّ:18) ، الا تحمل هذه الآية الكريمة اصحاب الاصوات المسموعة والتي لها صدى كبير في الشارع مسؤولية عظيمة فالعبارات النارية المتشنجة المباشرة والمبطنة التي تقبل التأويل هي من اهم اسباب الشقاق والفتن التي تنخر بنسيجنا الاجتماعي والتي زادت حدتها ونحن نقترب من الانتخابات البرلمانية حتى صار من اليسير على اي متابع بسيط استشعار سخونة المشهد السياسي ، فاستبق البعض موعد اطلاق الحملات الدعائية ، بالحديث عن قدراتهم الخرافية بالانفصال عن الواقع والتحليق بعيدا عن المنطق، ولم يكتف بهذا بل صعد بمواقف وتصريحات تثير حفيظة الاخرين وتجعلهم اندادا له ، فلا يسوق البعض دعايته على انه الافضل ويستحق ان يتبوأ المقعد بجدارة بل يحاول تشويه صورة الاخرين أمام جمهور الناخبين كجزء من عملية التسقيط السياسي فيطلق سيلا من الكلمات التي فقدت صلاحيتها في الشارع العراقي ، أما الطرف الاخر فله ( مخ ولسان) ولن يصمت وتكون ردة فعله لا تقل عن فعل الاول، وبالتالي تصبح الصورة مشوشة وضبابية امام الناخب ، وما يزيد الصوة ضبابية بساطة المتلقي وسلامة نيته ،فتقع شريحة كبيرة من الناخبين في الشباك وتنطلي عليهم الاكاذيب والاشاعات التي لا اساس لها من الصحة والمنطلقة من فراغ فتهول ابسط الأحداث بذكاء و( بمخ) عبقري و(لسان) بالغ الدهاء يدس السم بالعسل ويلبس الباطل ثوب الحق .
وعلى الرغم من تجاربنا الانتخابية المتعددة، (البرلمانية ، مجالس المحافظات) الا ان الكثير من ناخبينا تتحكم بخياراتهم الانتخابي اعتبارات الدين والمذهب اضافة لاعتبارات مقيته أخرى، وهذا متفشى حتى عند بعض المثقفين للأسف الشديد ، فكثير ما نسمع في مجالسنا الخاصة عبارة ( سننتخب فلان لأنه منه وبينه ) ،فاذا كانت المذهبية التي ننغمس فيها منذ اللحظات الاولى لولادتنا وحتى قبل تسجيل اسمائنا في سجلات الولادة تصبح إنجازا للمرشح فهذه مصيبة كبرى ، واذا كنا نقتدي بديمقراطية العالم المتحضر، وهل تشغل هذه الاعتبارات مواطني تلك البلدان ؟ وهل تعني شيئا للناخب الامريكي او الاوربي على سبيل المثال ؟ الجواب لا فاكثر من يشغله بيانات البطالة والنمو وفائض القيمة والتامين الصحي علاوة للخدمات الاخرى ، وهذا ما يدعو مرشحيهم لتقديم بيانات دقيقة وحقيقية وتحمل المرشح مسؤولية كبيرة ، فلا يعني الناخب هناك لون المرشح او اصله وطائفته بقدر ما تتطابق افعاله مع الاقوال، هم يبحثون عن ( مخ ولسان ) نظيفين.



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقم الابيض وايامه السود
- ماؤنا مالح كدمعنا
- بصرتنا لا تزرع الشوك
- فؤاد المهندس
- من البصرة الى اسطنبول
- السراق وبائع الملح
- لم يقطفوا سوى الثمار الجوفاء
- الواحد أكبر من الاربعة
- أحذروا.. الديناصور يبتلع البصرة
- خارج أسوار الحياة
- الكهرباء تدخل موسوعة غينس
- ناصر(أبو الجرايد) سياسي بامتياز
- لصوص الليل والنهار
- لنتعلم من الصبور
- جسر المقام نهاية حلم
- سهرة لا تنسى
- ملايين البصريين ينتظرون جواب الشرط من مجلس المحافظة
- مراعيهم ومزابلنا
- من يمسح دمعة البصريين
- انقذونا من ملائكة الرحمة


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مفيد بدر عبدالله - مخ ولسان