أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نجم خطاوي - من أجل أن لا تتكرر المأساة ثانية !!!! من أجل احترام الانسان وإعلاء شأن الوطن ..














المزيد.....

من أجل أن لا تتكرر المأساة ثانية !!!! من أجل احترام الانسان وإعلاء شأن الوطن ..


نجم خطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4402 - 2014 / 3 / 23 - 20:15
المحور: حقوق الانسان
    


هزتني كما الكثيرين من أبناء وطني أخبار الجريمة التي فقدنا بسببها كادرا تعليميا ومثقفا وإعلاميا الدكتور محمد بديوي.
وتابعت الكثير من موجات الغضب والإدانة على هذا الفعل الشنيع, وهي تعبر بغض النظر عن بعضها الذي ارتكن للثارات والتأجيج القومي, الى حالة رفض واسعة وشعبية لكل المظاهر العنفية المتعالية التي تريد النيل من الناس والاستهتار بحياتهم وحقوقهم, ودعوة وان كانت ظهرت بأشكال مختلفة, الى سيادة دولة القانون والمواطنة وإعلاء شأن الدولة بالضد من تصرفات السلطة التي تريد أن تبتلع الدولة وتحل محلها.
ووسط الألم تذكرت الحادثة التي لم يمر عليها سوى أيام وأعني حادثة اجبار الطائرة اللبنانية على العودة الى بيروت, وألح علي السؤال الذي عذبني:
- كيف سيكون الحال لو أن هذه الطائرة قد تعرضت بسبب التصرف اللامسؤول لحادث ما وخسرنا فيه دماء وضحايا؟؟؟
والذي ذكرني بقصة الطائرة هو الجوهر المشترك بين موضوع الدكتور الذي فقدناه بسبب التصرف الأرعن واللا انساني لعسكري كان يفترض أن يعرف جيدا كيفية التعامل مع الناس واحترامهم, وبين التصرف الأخر لشخص عراقي أيضا احتمى بسلطة وجهة حاكمة, وظنها كونها فوق القانون, وتمنحه الحرية في أن يتصرف كما يشاء.
لم يكن الضابط الكردي المدان في انتظار الضحية الدكتور العربي لكي يقتله, فالرصاصات هنا ليست رصاصات قومية كردية ضد ضحايا عرب, وكما تصورها بعض الناس تحت ألم الفاجعة. هو كان ضابطا في سيطرة يمر بها يوميا ألاف العراقيين من عرب وكرد وبقية الناس في العراق, والجميع يعرف العدد الكبير من الكرد الذين يعيشون في العاصمة وبأخوة ووئام مع الجميع, وكان يمكن أن يقوم بجريمته هذه ضد مواطن كردي أو مسيحي أو تركماني. وفي الجهة الأخرى فأن تصرفات بعض أفراد السيطرات والقوى الأمنية والميليشيات الوهمية قد أودت بحياة عراقيين ومن كل الطيف العراقي.
المشكلة تكمن في جذر النظام المحاصصي الطائفي الذي فتت الوطن وجعله طوائف وفرق وجماعات, يسعى كل منها للتكيف وإيجاد نظام خاص به, وبحيث أصبحت جميع مفاصل الدولة مشلولة ومرتهنة لهذا التقسيم القاتل.
أنا أفهم أن رئيس الدولة العراقية ورئيس الوزراء, وكل مواطن مسؤول في الدولة العراقية, هو بالأساس جاء لهذه المهمة ليخدم الدولة وليس سلطته وحزبه وكيانه, وبالتالي فأن الترتيبات الأمنية التي تخص هؤلاء المسؤولين يجب أن تكون عراقية خالصة بعيدة عن التخندق الحزبي القومي الطائفي, وبعبارة أدق فأن المؤسسات العسكرية والأمنية والشرطة يفترض ان تكون كلها وطنية الانتماء, وحين تكون هذه المؤسسات وطنية المنحى والفعل والعقيدة, فأننا لن نكون بحاجة لفوج عسكري خاص يحمي هذا الوزير وتكون تشكيلته من ربعه, وفوج أخر يحمي الوزير ذاك ومن عشيرته وربعه..
هذه الجريمة ببشاعتها وحملات الادانة الكبيرة التي رافقتها, تبقى جذورها كامنة في الأسباب التي أدت أن ينتشر في عاصمتنا الحبيبة ومدننا الكثيرة, هذا العدد الكبير من السيطرات العسكرية والأمنية, وأن تمنح بعض القوى الأمنية الصلاحيات الكبيرة في ممارسة ما يخالف حدودها القانونية. ان التأجيج القومي والطائفي يصب في النهاية في خدمة القوى الطائفية والقومية ويزيد من التخندق بين الأطراف وبالتالي سينعكس بشكل من الاشكال على افرازات الانتخابات القادمة. في بغداد والجنوب يتم تصوير الأمر وكأن هناك قوى سياسية تدافع عن العرب وحقوقهم, ويصور الكرد والسنة وكأنهم من هضم هذه الحقوق. والأمر نفسه يتم في المناطق الاخرى في الطرفين المقابلين, وبالتالي فأن هذا التخندق سيفرز سياسيين ليس همهم مصالح الوطن, بقدر أن تكون مصالح أحزابهم وطوائفهم مرتكزا ودعامة.
ورغم جنوح بعض التحليلات والآراء باتجاهات تدعو بعضها للاقتصاص من الكرد, وأخرى للثأر منهم, وبعضها لإعلان الدولة العراقية والانفصال عن الإقليم وغيرها, إلا أن أغلب التحليلات الاخرى والسجالات كانت تؤشر بصورة واضحة الى ضرورة وجود الدولة الضامنة لا دولة الاحزاب والطوائف. وعلينا أن ندرك أن المشاكل الكثيرة بين الاقليم والمركز وعدم تمكنهما من حل المشاكل, قد سبب الكثير من الاحباط وسط الناس, وترافق ذلك مع وسائل التضليل والتأجيج القومي التي تلجأ اليها الاطراف المختلفة للنيل من بعضها البعض.
لنعمل جميعا في أن لا تتكرر مأساة الشهداء..وأن لا نفقد الكثير من أهلنا..فدماء كامل شياع و هادي المهدي وأبو فرات والشهيد مدرب نادي كربلاء ودماء الدكتور محمد بديوي, تظل غالية, والوطن بحاجة لجهودهم, لا أن نفقدهم.
من اجل دولة مدنية بجيش وطني وقوات أمنية وعسكرية دون مسميات غير اسم الوطن, همها الوطن والمواطنة.
الرحمة للفقيد والمواساة لعائلته وأصدقاءه...ومن أجل أن ينال القاتل الجزاء على جرمه.



#نجم_خطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجرة أنا
- إنسان
- الوجه
- من تأريخ الحركة الأنصارية...من تأريخ الكفاح المسلح ...كتاب ج ...
- فوتغراف فؤاد الطائي مفردات عراقية تحاكي الذاكرة
- لم أعد أفتقدك كثيرا ....( أغنية من السويد )
- عزف كالفوضى
- كوت المتنبي
- المؤتمر التأسيسي لتجمع قوى وشخصيات التيار الديمقراطي العراقي ...
- معذور معذور
- وأخيرا نال الشاعر السويدي توماس ترانسترومر جائزة نوبل في الأ ...
- قصائد دافئة من بلاد الثلج
- الشيوعيون العراقيون....خطى واثقة صوب مؤتمر حزبهم الوطني التا ...
- نداء تضامن من أجل إطلاق سراح المعتقلين الشباب فورا
- الإنفاق العسكري وهدر أموال الشعوب
- الهموم التي وحدت الناس
- الجنرال
- الدروس التي لم يتعلمها الحكام .....!!!
- مطالب مشروعة لخريجي الجامعات والعاطلين عن العمل في محافظة وا ...
- وداعا سلام جليل إبراهيم (ملازم فائز).. وداعا أحمد غفور كريم ...


المزيد.....




- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نجم خطاوي - من أجل أن لا تتكرر المأساة ثانية !!!! من أجل احترام الانسان وإعلاء شأن الوطن ..