أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح محسن جاسم - آن للموسيقى أن تقول للفقر لاءها














المزيد.....

آن للموسيقى أن تقول للفقر لاءها


صباح محسن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1251 - 2005 / 7 / 7 - 09:01
المحور: كتابات ساخرة
    


هيا نلقي أقنعة الزيف وأدواته .. هلموا لنغني ونرقص.. فعمرهما - الموسيقى والغناء - لم يخلوان من قضية.
بدأ العالم المتحضر مهرجانه الخاص بالموسيقى هذا العام 2005 ليؤشر بداية ً لجواب سؤال الجوع والفقر مركـّزا بؤرة اهتمامه إدانة الفقر في القارة الأفريقية.
بدأ مهرجان الموسيقى العالمي بصخب موسيقاه الحقيقية رافعا شعاره الكوني المفيد والمختصر :
Say NO 2 Poverty!
وليطل على جمهور الموسيقى العالمي رجل الثورة الأفريقية - نيلسون مانديلا - مخاطبا العالم المتنور بالعلم والثقافة والأنسان كلماته المؤثرة :
" ليزهر نبلكم !" ، ثم يواصل:
" أدعو كل البشرية كي تنهض وتثور الآن ضد الفقر."
نعم فقد آن للموسيقى أن تأخذ دورها المسئول وان تقول ما لم يقله حقا جهابذة الكراسي وفطاحل دعيي قوانين الرفق بالأنسان وما وعظ به الوعاظون بمختلف طروحاتهم ورؤاهم وأزيائهم في كل أنحاء العالم. فليس من المعقول أن لا يجد سؤال الفقر من اجابة عملية قرابة القرنين من الزمان.. وأن يبقى وعاظ الدين والسياسة يتمنطقون بمعسول الكلام و (جنجلوتيات) الخطابة دون أن يحرك ( الهرّاتة) منهم ساكنا أو أن يقنعوا فرخة دجاجة واحدة في أن الأنسان أخ للآخر من بني جنسه بغض النظر عن عرقه أو لونه أو دينه أو هرطقته.
ها قد بدأ عصر تهاوي الدكتاتوريات وبزوغ شمس الحقيقة التي سرعان ما كشفت بهتان وبطلان ستار الدين المسيس ودعاته ممن يمسك كتاب الرب بيد ويطعن جاره باليد الأخرى فيما يتوعد الآخر بخنجر جهله المسموم ليعيث في الأرض فساده.
ها قد استجاب للدعوة ضد شبح الفقر الآلاف من موسيقي ومطربي وممثلي العالم .. تأسيسا لجواب واحد لكل أسئلتنا السخيفة التي صبغناها بشتى الوان الطيف الشمسي. لم يتخلف منهم أحد بل راح يستنفر الجماهير ويتألم لضحايا الفقر وبما يحمله الضمير البشري من ثورة بركان حقيقي هم الذين لم يحملوا سيفا مثلوما يوما ولم يعتلوا دبابة.
قرر الموسيقيون أن ُينطقوا آلاتهم وأن يقولوها بلغة واحدة ، كلمتهم المدوية :
" أجل .. الموسيقى هي من يجعل البشر يعيشوا سوية."
مضى مؤكدا الأنكليزي ( بوب كيلدوف):
" هذه الليلة.. والآن بالذات .. يخلد للنوم جياعا دون طعام 50% من أطفال أفريقيا ممن هم دون السادسة عشرة من العمر .. جياعا يبيتون وكل ليلة."
كما تصرخ المطربة "مادونـا" من لندن بشعرها المتوهج شمسا جماهيرها (المليونية) المحتشدة :
" هل أنتم مستعدون لتغيير التاريخ؟ "
ثم لتستنطق الحشود :
Music makes the people live together, Yeah!
Music makes the bourgeois & the rebels live together, Yeah!
عالم الشرفاء بالكلام قد فاق حدود التصور وتلون بالكثير من الألوان وأعتمر القبعة المخططة بالأزرق والأحمر والعمّة والياشماغ واللفاع وحتى جوارب النساء .. واقتعد الكرسي الدوار والثابت الملوكي والـ ( هاي لايف) من الهاتف النقال والفاخر من السيجار وتعطر بأثمن العطور وتباهى وتبختر بالجواهر والياقوت والماس وأكتنز اللامعدود من اليورو والدولار.
هل بقي من بقية دمع لم يهتكها وينتهكها البكاؤون؟ كم منا ، بتناقظ وعظهم وسلوك ما يضمرون ويفعلون ويكذبون ، قد حبل بنقيضه ؟
آما آن الحين لشرفاء الكلام ممن ينعتون الآخرين بـ ( الغير شرفاء) أن يقولوا كلمتهم ويفعلوا ويغيروا مثلما فعل ويفعل مناقضيهم هؤلاء أم إن كروشهم لا تسمح لهم بالتوافق مع الموسيقى والغناء ؟
هي ذي - مادونا- تنزع صدارتها وتبقي بنطالها الفاقع البياض الشفيف حد ( هرولة لعاب الفم) كاشفة عن جذور نهديها الأفعوين بضة الزندين حافية البطن والكتفين وربيلة الردفين ..تستصرخ رافعة ذراعيها فتثور معها الجماهير بأذرعها المتناغمة المتحابة. ولو قعُدتَ الساعات الطوال تحسب عدد الأذرع المحتشدة الصاعدة الى عنان الآفاق لوقعت على قفاك لكثرة ( الغير شرفاء ) في العالم ممن يرقصون للموسيقى وينادون بحقوق أبرياء الناس من الأطفال والشيوخ وممن تعتاش بعض حكوماتهم لتستخلص ضرائبها من (تجاوزاتهم) فتمنحها عونا للهاربين من جحيم وجورحكومات دول بعيدة بُعد مغيب الشمس.
"مادونا" بشفيف أبيضها كنقاء غاية تجمّع ذلك الحشد، ضهرت كملاك قدوسي تغني للحب وللناس.. مادونا كفـّرت عن ما مضى وما سيأتي من ذنوبها (الجميلة) إن كان يحسبها أولئك (الخيرون) ذنوبا وهم ما ملكوا شاهدا واحدا من الشهود.
الطبول ترقص مع ضاربيها والراقصون يرقصون على الرؤوس !
أما ريع هذا المهرجان فهو لا ليوزع في السر ويبدد لمآرب أخرى كثروة الصدقات Charity للسيد ( بمبل) والأوقاف ( زمن اللاأوقاف) أمثال القرضاوي والجرباوي وابن المدللة بل سيوجه بكل مردوداته واعلاناته وتسجيلاته الفنية لصالح متضرري الفقر من أطفال القارة الأفريقية.
هكذا مضى يغني بتتابع دونما توقف، حشد من المطربين والمهتمين والمتبرعين في كل انحاء العالم عدا دول ( الشرف والعفة والضمير الحي ) فانبرى ( اجلينا ) و (كوكا امباسي) و(براين ولسن ) و( كاني ويست) من فيلادلفيا وغيرهم الكثير والعديد والمتنوع والمتعطر والمتشلـّح والمتصلـّخ ولكن ليس مثله كذاك( المتلطخ ) الأيدي بدماء من كان يعظ لهم بالأمس واليوم ينتمي خلال خمسة أيام الى خمسة احزاب قد فاق متفردا حدود موسوعة غنيس. بئس من منتم (شريف) وبئس لتلك الأحزاب التي تكرر حال شجرة الديكتاتورية المقيتة الميتة التي لم ينفع لإحيائها قطاف ورق الآخر والتي بقيت عن الحقيقة الشريفة تفعل كما تفعل النعامة ظنا منها أنها تدريء خطرا فلا تميّز بغلا ً.
شكرا لمن تجاوز حدود (اللياقة الأدبية) وطموحات ( عدد ما يسمح به من كئوسه) وزادوه على ضريبته ضرائب ليداووا جراح أخيه الأنسان .. حتما لن يندم يوما على ُمنَحِه المرسومة عليه.. رغم من يعتاش على (تبرعاته) ثم ليلتفت الى الوراء بغضب وجحود وغباء فيشتمه!
وشكرا لمادونا المعطاءة مرتان رغم أني لا أتفق معها في بيت غنائها الثاني وبخاصة في وضع مثل الذي صنعوه لنا ( عَبدة الكومبيوتر) وعاشقوا الدولار والكراسي.
لاهاي هيه
6-7-2005



#صباح_محسن_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !دي ودي مش ممكن تكون زي دي
- يوم لم تعتمر جدتي عمامة الجهلاء !


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح محسن جاسم - آن للموسيقى أن تقول للفقر لاءها