أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - قراءة في كتاب (مجالس الشوك والورد) للأستاذ ابراهيم محمود















المزيد.....


قراءة في كتاب (مجالس الشوك والورد) للأستاذ ابراهيم محمود


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 1251 - 2005 / 7 / 7 - 08:59
المحور: الادب والفن
    


في نيسان المنصرم وخلال أيام معرض الكتاب الكردي الذي أقيم في مدينة فيينا استضافت (جمعية أكراد سوريا في النمسا) الكاتب والباحث الكردي ابراهيم محمود، التقيت به إثر انتهاء المعرض بيومين ، تجولنا معا ً في فيينا ، زرنا معالمها الأثرية وشربنا فنجانا ً من القهوة على ضفة لنهر الدانوب .
تحدثنا عن الأدب والفن والتاريخ ، وعن كتبه التي تعدت الثلاثين عدا سيل المقالات التي تدور حول قضايا وطنية سوريا ، واجتماعية ، وفكرية .
أهداني كتابه " مجالس الشوك والورد " بين ذاكرة القرية وارشيف المدينة " وكتب لي في زاوية الصفحة الأولى بعد الغلاف مايلي : " أبو جنكـو .. قريبا ً من الورد " ثم وقـّعَ وأرّخ تاريخ الإهداء .. ثم كتب : فيينا ..
قرأت الكتاب (الهدية) وأنا في طريقي إلى المدينة التي أعيش فيها برفقة السيد حسين شيخموس (أبو رامان) الذي تشرفت برفقته في تلك الرحلة اقصيرة إلى العاصمة ..!!
سألني السيد أبو رامان عن دار الينابيع للنشر والتوزيع فقلت له أنها نفس الدار التي سرقت كتاب المرحوم محمد البرزنجي (تعـلـّم الكردية من دون معلم) ذلك أنها أعادت طباعة دون إذن من الناشر وهي الجمعية الثقافية الإجتماعية الكردية في تل الظريف ببيروت التي كان يديرها في ذلك الحين المرحوم سليمان شريف .
أما الغلاف فقد صممته الفنانة الأوكرانية أليسا زيليوفا ، بمئة وستة عشر صفحة من القطع المتوسط .
الكتاب هو مفارقة بين القرية (خربة عنز) التي يصورها الأستاذ محمود على أنها دليل التخلف ، وبين المدينة المدنية (القامشلي) .
ويعرّف محمود كتابه على أنه ليس بالمذكرات الشخصية ولا المشاهدات اليومية ، إنما هو مزيج من حياته الشخصية بالرغم أن مفهوم الحياة الإجتماعية لكل من القرية والمدينة ..
وقد عرّف الأستاذ محمود مجالس المدينة والقرية بمجالس الشوك والورد حيث يتداخلان في قصة التحول في كل منهما : " .. القرية كانت براءتنا الأولى .. طفولتنا وزخم انفعالاتنا ، نزقنا المرغوب فيه .. عن حقيقتنا التي كانت وتكون .."
* * *
يتلو المقدمة فصل عن مجالس الأفراح ينقل لنا فيه الكاتب صورة عن كيفية وماهية تلك المجالس فيقول : " إن الحديث عن الفرح ليس حديثا ً عن إنفعال يتجاوز مفهومه ليتبدى لنا مشهدا ً ثقافيا ً واستبطانا ً لما يحرك السلوك الاجتماعي .."
ينقل لنا الأستاذ محمود في هذا الفصل صورا ً عن المرأة " فرح الولادة – فرح الزواج " وكما هو معلوم فإن المرأة الحبّالة لها أهميتها ليس في المجتمع الكردي فحسب (رغم عدم ذكره لكلمة كردي) وإنما في كافة المجتمعات الشرقية عموما ً دون استثناء ، فالعرب في سوريا وفي الدول العربية يهتمون بالمرأة الحبالة – الولادة كما يهتم بها الفرس والترك والأوزبك والتتار .. لأنها رمز الخصب والجمال ..

فالأطفال هم رجال المستقبل ، المقاتلون في القبيلة والمدافعون عن حماها .. وعن الوطن .. وعن مقدسات أخرى ..
وهم العمال والفلاحين وسلالة الشعب التي لاتنتهي .

تعمّ القرية أفراح الزواج ، وأفراح قدوم الولدان ، ولما يأتي وليد تعلو أصوات الحماوات بالزغاريد .
ومن العادات والتقاليد في قرية (خربة عنز) أن يوضع الطفل على منخل مقلوب ويلف بحبل مسرود من شعر الماعز كتعويذة تدرء عنه الأخطار وتحميه من الأرواح الشريرة ، (كما تغرز ابرة في قماطه ، وتعصب عيناه لعدة أيام ثم يعلق القرآن فوق رأسه لتعزيز الحماية) .
فالاستاذ ابراهيم محمود نقل لنا الصورة المتخلفة عن القرية التي لم يسـّمها باسمها الطبيعي والأساسي لأن خربة عنز تعريب للاسم الكردي (جربي بزنا) فيستدرك الأمر ليقول : " .. إلا أنه تغيرت أساليب التوليد وأصبحت الداية المرخص لها قانونيا ً تقوم بالتوليد بدلا ً عن الحماة ، وأصبحت المرأة تزور الطبيب المختص باستمرار قبل وبعد الولادة بدلا ً عن الولادة في الحقل أو البيدر .
ويشير إلى أنه في حين كان تاريخ الولادة يستند إلى حدث معين كأن يقال : ولد فلان عندما مات الشيخ فلان أو مات فلان قبل حرب السفر برلك أو غيرها أصبح يؤرخ لولادته عند طبيبه وعند المختار وفي مخفر الشرطة وهناك من يؤرخ لها بفيلم فيديو لتخليد الحظة التاريخية ..
الأستاذ محمود لم يذكر القوانين الاستثنائية والتعسفية ومدى ظلمها بحق الطفل الكردي .. لم يذكر أن الطفل الكردي عندما يولد في قرية خربة عنز أو غيرها من القرى الكردية يجب عليه أن يراجع فرع المخابرات التي تتبع قرية المولود له لـُيعلم المسؤولين عن قدوم كردي جديد قذفته أمه إلى هذه الحياة مؤخرا ً ليختاروا له الاسم كما يريدون هم ، لاكما يريد أبواه أو بقية أفراد العائلة وذلك استنادا ً إلى المرسوم أو القرار رقم 122 لعام 1992 ..
لم يذكر الأستاذ محمود التجني الحاصل على مئات وآلاف الأطفال " الأكراد " في القامشلي وديريك وعامودا .. وغيرها من المدن والنواحي والقرى جرّاء قانون الإحصاء الاستثنائي لعام 1962 وتبعاته حيث أن الوليد لأحد أبوين مجرد من الجنسية السورية سيكون أجنبيا ً (بدون جنسية) بشكل أوتوماتيكي أيضا ً ..!!


أفراح الطهور :

يعرّف لنا الأستاذ محمود وتحت هذا العنوان عملية الطهور أو الختان (وهي بين الأكراد فقط للذكور) بأنها " عادة دينية تعني الإخلاص في الإنتماء " ، وفي الأصل هي عادة من عادات اليهود ثم انتقلت إلى المسيحية رغم أن المسيحيون لا يطبقوها الآن بالرغم أنه يوجد يوم اسمه يوم الختان تحتفل به الكنيسة بطريقتها الخاصة ، ثم ورد إلى الاسلام .
فيذكر كيف تتم الدعوى للضيوف ، وكيف أن الوالدان يختاران شخصا ً يحمل الطفل في حضنه يسمى ( الكريف) * الذي يصبح شخصا ً مهما ً في سياق حياة الطفل حتى نهاية العمر .
ثم يفرد صفحات عن أفراح العرس ويطيل الحديث والشرح فيذكر الكاتب كيفية اختيار العروس دون استشارة العريس أو العروس وذلك ضمن إطار عادات العائلة البطركية والاقطاعية حيث أن حياة كل الأفراد متعلقة بأوامر الجد أو الأب أو الأخ الأكبر ..
ويشرح كيف يخطب الأهل العروس والطفلان مازالا صغيران يلعبان في بيادر القرية ، وكيف يقوم العريس بأداء واجباته تجاه العروس بأوامر عليا من الأب وعندما يشاء ..!!
ويسرد الكثير عن ليلة الدخلة حيث يسميها ليلة الزواج وهي ليلة (النكاح) التي ينتظر فيها الأهل خارج الغرفة حتى ( .. ترمي العروس براءة الذمة ) وهي قطعة القماش المخضبة بالدم ..
ويطيل الحديث عن طقوس العرس ساردا ً بعض الطرائف التي تحصل هنا وهناك حتى يأتي على شهر العسل ومايفترض أن يتضمنه من إلفة وود بين العروسين .
ثم ينهي الفصل بنهاية تلك العادات البالية وكيف أن المجتمع في خربة عنز وغيرها من القرى (الكردية) بدأ في ممارسة عادات حضارية جديدة تناسب العصر حيث أن الشباب لم يعودوا يتقبلوا تلك العادات في العصر الراهن .

أفراح العشاق :

يقص علينا الأستاذ محمود في هذا الفصل ظاهرة العشق وكيف أن العاشق ينقطع عمن حوله وتتملكه مواضيع تغطي على ماهو عام بين الناس ، ويأخذ الأستاذ محمود على العاشق أنه ذاتي ، فردي يشكل تمردا ً على المجتمع ، ويذكر بعض حالات العشق في قريته .

=================
*/ الكريف : تعني بالكردية الشاهد ، وهو الاشبين عند معمودية الطفل لدى المسيحية .
المجالس

مجالس الأجيال :

وهنا يرى الأستاذ محمود بأن لكل جيل نظرته وممارسته للحياة وللعالم من حوله ، وهاهي مجالس الأطفال تعقد في بيادر القرية ، يردد الأطفال ماسمعوه أو رأوه في بيوت أهاليهم * وكيف أن الأطفال يقلدوا الكبار في ألعابهم فيكرروا مارأه وهم نصف مغمضي الأعين بعد إنتصاف الليل ..
يعقب محمود : ولكن وفي كل الحالات ُأســـتبدلت تلك المظاهر بعد وصول الكهرباء (؟!!) إلى القرى ووجود المذياع والرائي بدلا ً عن حكايا الجدات والعفاريت .

مجالس النشئ :

وماذا يدور من أحاديث بين الفتيان في سن المراهقة ، وماذا يدور في العائلة والخارج مع ظاهرة عدم البوح أمام الأهل بما يدور في النفوس ، وحالات من التمرد والهيجان العاطفي ..
ولكن أنا لا أعتقد أن الفتيان ليس لهم إلا مشاكل الحب والعشق وهموم المراهقة ، فالكثير منهم يهتمون بالثقافة والتاريخ سيما وأنه يوجد أدب اسمه أدب الأطفال ، وكراريس تاريخية بهذا الخصوص .

مجالس الراشدين :

وهنا أيضا ً ينقل لنا الأستاذ محمود مايدور بين الرجال من أحاديث دون أن يتطرق إلى الموضوع السياسي ، أو إلى معاناتهم في منطقة الجزيرة السورية ، ونتائج ممارسات السياسة العنصرية بحق أهاليها الأكراد تغطي أحاديثهم قضاياهم الاجتماعية والقومية ، لقد تخطى الاستاذ محمود هذا الموضوع وتجاوز موضوع الفن والموسيقا التي كانت تؤدى في تلك المجالس إنما هي تذكر بالتاريخ الكردي وتحض على النضال من أجل الحقوق القومية .



*/ وهذا شـكلّ تضييقا ً من جانب الأهل على الأطفال لئلا يفصحوا بكل مايقال في البيت وخاصة بعد انقلاب الثامن من آذار عام 1963 حيث انفقد الأمان وفرض الأمن وأصبح الأهل يحسبوا حساب (الحيطان) فلا يزلقوا في أحاديثهم عن الحكومة
وسياســاتها وما أشبه خوفا ً من العقاب الذي قد يصل إلى حد الاختفاء لسنوات طويلة .
مجالس الكبار (الختايرة) :


يصور لنا الأستاذ محمود أن أحاديث الكبار محصورة في العائلة وملكية وقيادة العائلة والأمر والنهي ، أما الحقيقة فهي غير ذلك كون الكبار تتخلل أحاديثهم الذكريات عن الثورة ضد الاستعمار ، ونضالاتهم الوطنية ، وغاليا ً ما يرددون أحاديث المذياع وأخباره وتعليقات المذيعين والمذيعات السياسية حول السياسة العامة في المنطقة والوطن ..!!
أذكر والدي رحمه الله (وهو من مواليد 1900) أي أنه ولد في نهايات القرن التاسع عشر وعايش أحداث الحربين العالمييتين وانتصار الحلفاء وسقوط النازية .. إلخ كيف كانوا يتحلق وخليليه الحاج يونس ديركي والشيخ محي الدين بكاري حول منقل الفحم في غرفة الضيوف القابعة في صدارة باحة الدار ويتحدثوا عن بطولاتهم أثناء الثورة السورية وعن نضال الأكراد ضد سياسة التتريك في تركيا وسياسة القمع التي كانت تمارسها حكومة ناصر في أقبية تعذيب عبد الحميد السراج (المكتب الثاني) بحق الوطنيين والشيوعيين السوريين ، ويصغون السمع إلى إذاعة صوت كردستان التي كانت تبث من كردستان الشرقية .

مجلس الحموات والكنائن :

يخص الأستاذ محمود " الحموات والكنائن " بابا ً خاصا ً ويقول في ذلك : " إن العلاقة الموجودة بين الحماة والكنـّة تستحق أكثر من دراسة ومن أكثر من زاوية اجتماعية ، ونفسية ، وفكرية ، وتاريخية ، ودينية .. إلخ " .
فهي علاقة تكشف العلاقة العميقة التي ينشغل بها الطرفان ، وهي ذات بعد تاريخي موغل في القدم ..

مجلس التنور والغدير :

حيث تجتمع النساء .. وتتحدثن أحاديث نساء " الزوجات بأزواجهن .. بحمواتهن ، الفتيات بالصبية ، النساء بالنسـاء .. إلخ ..
يقول الأستاذ ابراهيم محمود : " الوسط الغديري ، إن جاز التعبير كان له عالمه المتميز ، وحركاته ، وطقوسه ، وأحاديثه المختلفة .. فلأن الأرض المحيطة بالغدير زلقة ، كن ّ ينزعن أحذيتهن المطاطية غالبا ً من أرجلهن ، ويسمحن لبياض جزء كبير من سيقانهن بالسفور .. " ويسترسل الأستاذ محمود في الوصف حتى يصل إلى القول : " وكن ّ يعلمن أن هناك من يتلصص عليهن .."
فأحاديث مجالس الغدير كانت أكثر خصوصية .. كان للغدير فضله الذي لاينسى بالنسبة لنسوة القرية ، حيث كان يسمح لهن في أن يعبرن عن الكثير مما كن يعانين منه ..
مجالس الأنس والطرب والغناء :

يعرف الأستاذ محمود المضافة في هامش الفصل الخاص بمجالس الأنس والطرب والغناء بقوله : " " .. فالمضافة هذه كانت تشكل مركز الكون بالنسبة للقرويين ، ففيها ومنها وإليها وبداخلها كان عالم ينمو ويتكون .. " .
وهي مركز إعلام القرية عبر المختار ، وهي التي تحتكر كل حركة منها وإليها ، لابد أن تضم الأنيس و (المهرج) فيقول الأستاذ محمود عن الأنيس أنه : " كان من المتميزين بروح الدعابة وخفة الدم والمناورة والايقاع بمن يصبح خصما ً له ، كدور يعطى له .
والذكاء اللافت للنظر ، وامتلاك ثقافة تؤهله لأن يكون أنيسا ً ، وبالجلد ، ورحابة الصدر .. إلخ ..
أما المهرج (الجوكر) فهو الذي بوسعه أن يتقمص أية شخصية كانت عند الضرورة ، أو حين يطلب منه ، إنه ممثل بالفطرة .. وعنصر طرب أيضا ً مما يتطلب منه أن يمتلك الجرأة والذاكرة القوية ليتمكن من التأثير على الآخرين بصوته .. وبموضوع الأغنية التي يجب أن تشبه الحكايا * .
وفي الفترة الأخيرة تداخلت وظيفتا الأنيس والمطرب حتى اتحدا ..



*/ وهذا يشبه الشاعر – القاصود عند العشائر العربية .





مجالس الثقافة :

استهّل مقدمة الفصل بإالاهداء إلى (صاحب الرسيس ) ابراهيم اليوسف في ظل شفافية الرؤيا .
والمثقفين في قرية خربة عنز وبقية القرى المشابهة هم الدراويش الصوفية (العارفين بالله) والمخلصين لشيخهم الأكبر .. الذين يصنفون بالدرجة الثانية بعد الملا الذي يعرف كل شئ ..وهو المرجع في الأمور الدينية للقرية .. والفقيه في المور الاجتماعية وكل مايتعلق بالحياة الدنبا (ولاحياء بالدين) ..
أما في القامشلي المدينة المتنامية باطراد فقد تعرّف الأستاذ محمود في الستينات من القرن المنصرم فيها على إبداعات الجواهري والسياب وأحمد خاني وجكر خوين ومحمود درويش ومعين بسيسو وحنا مينا والطيب الصالح ..وغيرهم من العباقرة المبدعين .
ويلفت الأستاذ محمود نظر قارئ كتابه إلى أن مدينة القامشلي تشهد في مجالسها الثقافية صراعات تضاهي ماتعاني منه كبريات المجالس الثقافية في أية مدينة .. وهي صراعات تبرز ليس في خدمة الثقافة وإنما في إطار نسف مفهوم الثقافة ، وإلغاء الآخر .. وهنا مرّة أخرى لم يفسر الأستاذ محمود سببية هذه الممارسة اللاعصرية ، ولم يقل أن الثقافة التي تشرب منها السوريون ولفترة طويلة من كتب التاريخ ، ومن المدرسة ، ، والعائلة ً التي ليس لأفرادها إلا أن يوافقوا على ثقافة المدرسة وإلا .. إنما هي ثقافة فردية تركز على الأنا وتنفي الآخر الذي لايناسب تفكيرها وايدلوجيتها ، هذا إضافة إلى تشجيع فروع الأمن بعض المحسوبين عليها في تأجيج تلك الخلافات سيما التي السياسية منها .

مجالس العزاء :

يعرّف الأستاذ محمود العزاء في خربة عنز وماشابهها من القرى بقوله : " هو مواســاة أهل الميت وتخفيف مصابه .. ومساعدته ماديا ّ ومعنويا ً " وهو لقاء واســـع لفئات وطبقات مختلفة من الناس .. فهو ليس مواساة فقط وإنما تواصلا ً اجتماعيا ً بين الناس .
ويقارن الأستاذ محمود بين مجالس العزاء في القرية ومجالس العزاء في مدينة القامشلي فيقول أن مجالس العزاء تعرفنا بحالة المتوفي المادية والفكرية وترتيبه بين الناس حيث أن الفقير معزوه محودين ، ومكان العزاء ضيق لايتسع للملا ولا للكثرة من الناس .
في حين أن الأوفر حظا ً من المتوفين من زاد معزوه ، واستطاع ذووه تأمين المكان المناسب لتأدية طقوس العزاء حيث يحضر (الملا) يوميا ً ولسبعة أيام وتزداد قراءة (الفاتحة) بزيادة عدد المعزين الذين سيتبادلون الحديث عن الموت ، وعن عذاب القبر ، وعن الدنيا الفانية ، ومسائل كثيرة تتعلق بالحدث .
ولم يطرأ فرقا ً كبيرا ً على مجالس العزاء بين الماضي والحاضر إلا في اسلوب الدعاية (على الجدران) أو في بعض المنابر الاعلامية ، أو النعي بواسطة المؤذن في المساجد وطريقة التشييع ، هل هي مشيا ً على الأقدام أم بواسطة السيارات .. إلخ .
وحتى المكان الذي كان خيمة (بيت شعر) ينصب خارج القرية في السابق ، أصبح البيت الخاص المعد لهذه المناسبة ( براكيات كبيرة ) حيث تقوم على أعمدة ، ُتفك وُتركب وتلبس بال(الجادر) .
" وأضيف من جانبي أن التشييع أصبح بتوقيت وليس كالسابق استنادا ً إلى السنة النبوية (إكرام الميت الاسراع في دفنه) " .

فالأستاذ ابراهيم محمود الباحث ورغم أنه حاول تدوين مايدور في المجالس التي تعقد في قريته (خربة عنز) وفي القامشلي وهما كرديتان لم يشر إلى قومية سكانها مما يوحي للقارئ الذي ليس لديه علم بالمنطقة (القارئ المصري أو المغربي) بأن العادات والتقاليد التي يتحدث عنها إنما هي عادات وتقاليد عربية في قرى ومدن عربية .
وابتعد عن الواقع وتجاهل مايدور فعلا ً من نقاشات تهم الوطن ككل ، والقومية الكردية بشكل خاص ، ورغم أنه يتكلم عن قريته التابعة لمدينة القامشلي كبرى المدن الكردية في سوريا ، مدينة الحراك السياسي ، ومدينة غالبية الأمناء العامين للحركة الوطنية الكردية ، والكثير من النشطاء السياسيين من الأحزاب الوطنية المختلفة ، لم يشر إلى أهميتها السياسية ولا إلى تلك القوانين الاستثنائية التي خصت سكانها الأكراد .
وهو إذ يقدم لنا المفاهيم بأسلوب فلسفي معقد متراكب الجمل والألفاظ يبدو متباهيا ً كثيرا ً بالحديث عن المدينة .. كل المدن وأهمها القامشلي التي لم يعطها حقها التاريخي .

للكاتب الأستاذ ابراهيم محمود أكثر من ثلاثين مطبوعة أذكر منها :

- الجنس في القرآن ، دار الريس – بيروت 1994
- أئمة وسحرة ، دار الريس – بيروت 1996
- جغرافية الملذات ، دار الريس – بيروت 1997
- الفتنة المقدسة ، دار الريس – بيروت 1998
- المتعة المحظورة ، دار الريس – بيروت 2000
- تقديس الشهوة ، دار الريس – بيروت 2000
- الشبق المحرم ، دار الريس – بيروت 2002
- البنيوية وتجلياتها في الفكر العربي المعاصر ، دار الينابيع – دمشق 1994
- ايقاعات مدينة ، دار الينابيع – دمشق 2000
- الحنين إلى الاستعمار ، دار الينابيع – دمشق 2001
- أرواح اليوم الثامن ، دار الينابيع 2002
- صدع النص وارتحال المعنى ، مركز الإنماء الحضاري – حلب 2000
- جماليات الصمت ، مركز الإنماء الحضاري – حلب 2002
- أقنعة المجتمع الدمائية ، دار الحوار – اللاذقية 2001
- قراءة معاصرة في إعجاز القرآن 2002
- صورة الأكراد عربيا ً بعد حرب الخليج ، دار نشر خاصة 1992
- الكرد في مهب الريح ، دار نشر خاصة 1995
- البنيوية كما هي ، مركز الأبحاث في العالم العربي 1991
- الهجرة إلى الاسلام ، دار الفكر – دمشق 1995
- الدكتور قاسم مقداد جميل باشا ، دار نشر خاصة 1991 .



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تهوي الكواكب
- الرمز الذي لم يمت - غيفارا
- بعض الأخطاء التي أودت بحياة الحزب الشيوعي
- ليش النرفزة المفبركة
- بمناسبة مرور 105 سنوات على استشهاد سليمان محمد أمين
- بعض الأخطاء التي أودت بحياة الحزب الشيوعي السوري
- رشـــــــــــــــــــــــّـو وروشـــــــــــــــــــــن
- خطوة .. خطوة في طريق الإصلاح
- على هامش إحتجاجات الجالية الكردية في آذار
- على هامش احتجاجات الجالية الكردية في الخارج
- تعاطفوا مع شعبنا
- المرأة في عيدها
- النضال السلمي يؤتي نتائجه في لبنان
- الوطن - الكاتب - الإغتراب
- الغدير
- دعوة أبو سعيد الدوماني
- الداعـي إكس
- كبرتلـــــــــو
- كيفما اتفق
- تضامن - تحية إلى المناضل .. الشاعر مروان عثمان


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - قراءة في كتاب (مجالس الشوك والورد) للأستاذ ابراهيم محمود