أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - من يشعل الحروب من الرؤساء الأميركيين؟ الديوقراطيون أم الجمهوريون؟ ومن منهم كرس ظهور الارهاب في العصر الحديث؟















المزيد.....

من يشعل الحروب من الرؤساء الأميركيين؟ الديوقراطيون أم الجمهوريون؟ ومن منهم كرس ظهور الارهاب في العصر الحديث؟


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 23:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يشعل الحروب من الرؤساء الأميركيين؟ الديوقراطيون أم الجمهوريون؟ ومن منهم كرس ظهور الارهاب في العصر الحديث؟
العديد من الرؤساء الأميركين، سواء انتموا للحزب الديمقراطي أم للحزب الجمهوري، شاركوا في بعض الحروب. لكن الفارق أن البعض قد شارك في حروب كانت مشتعلة، والبعض الآخر بادر باشعال فتيل تلك الحروب. والرؤساء الأميركييون الذين بادروا الى اشعال الحروب، كانوا جميعا من الحزب الجمهوري. فلم تسجل في التاريخ الحديث، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، واقعة واحدة أشعل فيها رئيس ديمقراطي حربا ما، في منطقة هامة وخصوصا في الشرق الأوسط.
فالرئيس الجمهوري "رونالد ريغان"، قد ساهم بوسائل سياسية واستخبارية، في تغذية الحرب بين العراق وايران عام 1980، مما أدى الى استمرار الحرب ثماني سنوات متسببة بالدمار للدولتين الجارتين.
وكانت الحرب قد بدأت في 20 أيلول 1980، أي في نهايات عهد الرئيس "جيمي كارتر" المنتمي للحزب الديمقراطي. وكان الرئيس "كارتر" في تلك المرحلة، منشغلا بحملته الانتخابية لدورة رئاسية قادمة من المقرر أن تجري بعد قرابة أربعين يوما. وأخذت الحرب في مراحلها الأولى شكل الاشتباكات الحدودية. وكان من المقدر لتلك الحرب ألا تستمر طويلا، وأن تحتفظ بنطاق الاشتباكات الحدودية المحدودة. لكن هزيمة "كارتر" في الانتخابات، ووصول "رونالد ريغان" الجمهوري الى سدة الرئاسة، أدى الى تغذية الادارة الأميركية الجديدة لتلك الحرب، لتتحول الى حرب ضروس استمرت ثماني سنوات.
فالادارة الجمهورية برئاسة "ريغان"، التي خشيت تهديدات "الخميني"، الذي سمى "اميركا" بالشيطان الأكبر، بتصدير الثورة الى دول الخليج - حليفة الولايات المتحدة، قد وجدت في تلك الحرب الحدودية، مناسبة ملائمة لتحجيم "الخميني"، بل ولتحجيم الرئيس العراقي "صدام حسين" أيضا.
اذ جاءت تلك الحرب في وقت كانت فيه "أميركا" قد باتت تخشى أيضا تنامي سلطة الرئيس العراقي داخل "العراق"، وازدياد شعبيته في الوطن العربي، وتطور قدراته في البحث العلمي وما واكبها من تحديث لوسائل صناعة السلاح في الداخل العراقي وخصوصا سلاح الصواريخ، اضافة الى مخاوف من أبحاثه النووية. وهذا كله شجع "ريغان" وادارته، على تحويل تلك الحرب الصغيرة، الى حرب استنزاف طويلة تستهلك قدرات الجانبين المفطيين، اللذين لا يكن أي منهما الود للأميركيين.
ولأن الأبحاث النووية العراقية كانت تثير مخاوف كبرى لدى اسرائيل" ولدى "أميركا" في آن واحد، فقد وجد "ريغان" في تلك الحرب، الظرف الملائم لتدميرها، الأمر الذي ربما شكل أحد الأسباب الرئيسية لتغذية تلك الحرب. اذ استغلت "اسرائيل" انشغال العراق فيها، لتوجه - بتخطيط أميركي اسرائيلي مشترك - ضربة قاسية أدت الى تدمير مفاعل "تموز" النووي العراقي في حزيران 1981. واذا كانت الطائرات الاسرائيلية هي التي نفذت الغارات الجوية التي أدت الى تدمير المفاعل، فان المعلومات الاستخبارية الأميركية، هي التي ساعدت في التخطيط والتنفيذ، اضافة الى مساعدة فعلية أميركية باستخدام وسائلها الأليكترونية للتشويش على الرادارات العراقية، وشل قدرتها على اكتشاف دخول الطائرات الاسرائيلية الى الأجواء العراقية.
ولكن الدور الأميركي الأهم في تلك الحرب، كان في تسليح الطرفين. وقضية تسليح"أميركا" ل "ايران"، (عبر ما سمي بصفقة "الكونترا")، هي قضية معروفة تماما. وقد بررت الولايات المتحدة تزويدها ل "ايران" بالسلاح، بحاجتها للأموال الايرانية لتقديم الدعم المالي لثوار "الكونترا" الذين كانوا يخوضون حربا في "نيكاراغوا" ضد نظام يساري يقوده "دانيال أورتيغا".
واذا كانت تلك الحرب لم تتطور لتبلغ حد التدخل الأميركي بقوات أميركية، فان ثلاثة حروب أخرى تلت وأشعلها رؤساء من الحزب الجمهوري، قد شاركت فيها جميعها قوات أميركية مشاركة مباشرة وعلى نطاق واسع.
وأول تلك الحروب الثلاثة، كانت حرب عام 1991 ضد العراق، عندما قامت "الولايات المتحدة" برئاسة "جورج بوش الأب"، الجمهوري الانتماء، بتشكيل وقيادة تحالف ثلاثيني ضد "العراق" بحجة طرده من الكويت التي دخلها في 2 آب عام 1990. وكانت تلك الحرب التي قادها الجمهوريون، تشكل غزوة كبرى ساهمت فيها القوات الأميركية بشكل كبير.
وفي أواخر عام 2001، قام الرئيس "جورج بوش الابن"، بغزو "أفغانستان" بذريعة الرد على قيام "القاعدة" بتفجير البرجين في نيويورك في 11 أيلول 2001، علما أن الغزو قد بدأ بعد قرابة الشهر من التفجيرين، مما أوحى باحتمال وجود استعدادات مسبقة للقوات الأميركية لتنفيذ عملية الغزو تلك، خصوصا وأن غزو العراق قبل عشرة أعوام، قد احتاج الى استعدادات عسكرية وحشد قوات استغرق خمسة أشهر. أضف الى ذلك، أنه لم تكن قد توفرت بعد أدلة على قيام "القاعدة" بتنفيذ الهجوم على البرجين، بل وفي وقت كان فيه "أسامة بن لادن"، زعيم القاعدة، ينكر بشدة وجود أية صلة للقاعدة بهذين التفجيرين الكبيرين.
وفي آذار عام 2003، قامت القوات الأميركية بأوامر من "جورج بوش الابن" أيضا، بغزو العراق، ملحقة الدمار به ومتسببة بمقتل مئات الآلاف من الشعب العراقي. والذريعة التي قدمها لذاك الهجوم، هي تخطيط "صدام حسين" التآمري، كما سماه، على اغتيال والده أثناء زيارة له للكويت، اضافة الى الادعاء بعودة العراق الى نشاطه في السعي لانتاج قنبلة نووية، وهو ما ثبت بطلانه فيما بعد. وكانت بذلك الغزو للعراق تخوض، بشكل مباشر (1991 و 2001) أوغير مباشر (1980)، الحرب الثالثة ضده خلال عشرين عاما.
فكافة الحروب الكبرى والرئيسية اذن خلال الستين عاما الماضية، قد أشعلها رؤساء جمهوريون. وهذا لا يعني بأن الرؤساء الديمقراطيين لم يكن لهم دور في المساهمة ببعض الحروب. ولكن دورهم اقتصر على المساهمة في تلك الحروب، دون اشعالها. وقد تحقق ذلك في حالتين معينتين، اضافة الى حالة ثالثة مختلفة نوعا. وكانت الحالات الثلاث تتعلق برد ما سموه عدوان شيوعي على بلد ما، باعتباره عدوانا يهدد نظامهم الاقتصادي الرأسمالي. فالحزبان، باعتبارهما مؤمنان بالنظام الرأسمالي ورافضان للفكر الشيوعي الاشتراكي المعادي للرأسمالية، متفقان على وجوب ردع أي تقدم للشيوعيين في أي بلد كان. ولو كان في سدة الحكم آنئذ حزب جمهوري، لفعل الشيء ذاته وأرسل قوات أميركية لردع الهجمة الشيوعية، كما فعل ترومان، وجونسون، وكارتر - وثلاثتهم رؤساء ينتمون للحزب الديمقراطي.
ففي عام 1950أرسل الرئيس "هاري ترومان" المنتمي للحزب الديمقراطي، قوات أميركية الى "كوريا الجنوبية" لمواجهة ما وصف بعدوان "كوريا الشمالية" المنتمية للشيوعية، على "كوريا الجنوبية" المتحالفة مع "أميركا".

وفي عام 1963، اثر اغتيال الرئيس "جون كينيدي"، حل محله نائبه "ليندون جونسون" في كرسي الرئاسة. ومنذ تولي "جونسون" الرئاسة،بدأ التدخل الأميركي العسكري في فيتنام. وكان الرئيس "كنيدي" المنتمي للحزب الديمقراطي، قد سجل ثلاثة مواقف هامة أكدت عزوفه عن الدخول في حروب، أو في ادخال القوات الأميركية في مواجهات عسكرية.
1) فعندما نفذ المهاجرون الكوبيون محاولتهم اسقاط الرئيس الكوبي "فيدل كاسترو" عام 1962، وخاضوا معركة مع قواته في "خليج الخنازير" بالتنسيق مع "ادجار هوفر" - مدير ال "أف بي آي" الذي مول ذاك الهجوم، فواجه المهاجمون صعوبات بل وخسائر فادحة، طالبوا الرئيس "كينيدي" عن طريق "هوفر"، باستخدام سلاح الجو الأميركي في قصف القوات الكوبية لتعزيز موقف "المهاجرين" الكوبيين المهاجمين. لكن الرئيس الأميركي رفض تلبية مطالبهم، ولم يأذن باشراك سلاح الجو الأميركي في تلك المعركة التي لم تخضها أصلا قوات أميركية.
2) عندما وقعت أزمة الصواريخ الروسية التي نصبت في كوبا على بعد 140 كلم من الشواطىء الأميركية، رأي العسكريون الأميركيون وجوب مهاجمة "كوبا" وتدمير تلك الصواريخ التي باتت تشكل خطرا جديا على أميركا. وقد أعد القادة العسكريون العدة لمهاجمة "كوبا" بالصواريخ الأميركية الحديثة. لكن القادة العسكريين كانوا بحاجة للأرقام السرية لاطلاق الصواريخ، وهي "الشيفرة" التي يملكها الرئيس الأميركي وحده. لكن "كنيدي" رفض تزويدهم بها، وحال دون حصول تصعيد عسكري في الموقف.
3) ) وفي خضم المواجهة الكبرى التي حصلت عندئذ بين "الاتحاد السوفياتي" والولايات المتحدة"، لجأ "كنيدي" عندئذ الى مواجهة السوفيات بوسائل أخرى كان منها فرض حصار بحري على "كوبا" منعا لوصول مزيد من الصواريخ الروسية اليها. وكانت سفن بحرية روسية تتجه عندئذ نحو "كوبا". وكانت بعض تلك السفن الروسية تقترب تدريجيا من موقع الحصار لأميركي، فكان يفترض بها أن تخضع لتفتيش الأميركيين،الأمر الذي رفضه "خروتشوف" بشدة. ولكن في حركة مفاجئة، قررت السفن السوفياتية العودة على أعقابها متجنبة التفتيش الأميركي الذي كان سيؤدي الى صدام كبير لو حصل تفتيش كهذا. وانتهت الأزمة الكبرى بين الدولتين فيما بدا للوهلة الأولى أنه تراجع سوفياتي جبان. ولكن تبين تدريجيا فيما بعد أن السوفيات لم يتراجعوا أو يقدموا تنازلات كبرى غير موافقتهم على تفكيك الصواريخ الروسية. ولكن ذاك التنازل الروسي قابله تنازلان أميركيان هامان: أولهما موافقة "كنيدي" على نزع الصواريخ الأميركية المنصوبة في تركيا قبالة الحدود السوفياتية، وثانيهما وهو الأهم لكونه أكد توجه "كنيدي" نحو تجنب الحرب بأي ثمن. وتمثل ذلك بالتعهد بعدم مهاجمة "كوبا"، وعدم محاولة قلب النظام فيها (والذي كان نظاما شيوعيا اشتراكيا). وكان ذلك تنازلا كبيرا من "كنيدي" بقبوله تواجد "كوبا" الاشتراكية قبالة السواحل الأميركية، وهو تنازل ربما قدمه على مضض، بل وخالف فيه المبدأ المتفق عليه من قبل الحزبين بمحاربة الشيوعية. ولكنه قدمه تجنبا للدخول في حرب قد تتحول الى حرب نووية مدمرة. وها هي الولايات المتحدة، وبعد مضي ستين عاما على ذاك التعهد، لا تزال تحافظ عليه حتى في عهود رؤساء أميركيين من الحزب الجمهوري.
4) وفي عهد "كينيدي" أيضا، كانت الحرب في "فيتنام الجنوبية" قد بدأت على شكل هجمات ينفذها في الجنوب "الفياتنامي" مقاتلون من "الفيات - كونج". ورغم أنها كانت حربا تضمنت هجوم شيوعيين على نظام رأسمالي، الأمر المتفق بين الحزبين على محاربته على الدوام كما سبق وذكرت، فان الرئيس "كنيدي" اكتفى بارسال خبراء عسكريين للمساعدة في مواجهة "الفيات - كونج"، دون وضع قوات أميركية على الأرض الفياتنامية.
وفي مناخ معارضة "جون كنيدي" الدخول في مواجهة عسكرية أو كبرى ضد "الاتحاد السوفياتي"، وأجواء رفضه ارسال قوات أميركية الى "فيتنام"، تولى الرئاسة فور اغتيال "كنيدي" نائبه "ليندون ب جونسون". وهنا تبدل كل شيء بخصوص فيتنام على الأقل. فشرع "جونسون" في ارسال قوات أميركية اليها. وكانت البداية بأعداد صغيرة أخذت تزداد تدريجيا الى أن تجاوز عدد الجنود الأميركيين في فيتنام نصف مليون جندي.
ورغم أن ذلك قد جرى فيما يفترض أنه اطار السياسة الأميركية المعتمدة من قبل الحزبين الأميركيين في التصدي للشيوعية، الا أن هذا التبدل في موقف الادارة الديمقراطية، كشف عن حصول تباين واضح بين موقف رئيسين ديمقراطيين: "كنيدي" و "جونسون". وقدر البعض أن موقف الرئيس "كنيدي" الذي بذل جهدا كبيرا لتجنب حرب ضد "كوبا"، وضد "الاتحاد السوفياتي"، والمشاركة بفعالية في حرب فيتنام، ربما كان هو السبب وراء اغتياله، وليس كما قدر البعض (وعجزت لجنة "وورن" المكلفة بالتحقيق في قضية اغتياله عن الحسم في تحقيقاتها) بأنها "المافيا"،أو المهاجرين الكوبيين"،أو حتى "هوفر" الذي مكث سنوات طوال في موقعه رئيسا ل"أف بي آى"، متحولا الى نوع من الدكتاتور الذي ينفرد برأيه، فكان "كينيدي" لذلك، يخطط لابعاده عن منصبه ذاك.
فبعض القادة العسكريين، بالتكاتف مع أصحاب الصناعات العسكرية الأميركية التي تعيش وتتغذى على الحروب وتضررت من سياسة "كنيدي" السلمية، ربما كانوا هم المتآمرون على اغتيال الرئيس، مع (ربما) اتفاق مسبق مع خلفه، على تسعير الحرب الفياتنامية. فهذا ما قد يفسر التبدل المفاجىء في موقف الادارة الديمقراطية بصدد "فيتنام" مع مجيء "جونسون"، رغم ادعاءات "الادارة الديمقراطية" الجديدة، استنادها الى الاستراتيجية الأميركية الثابتة من قبل الحزبين الأميركيين، وهي محاربة الشيوعية وعدم السماح لها بالانتشار في مواقع أخرى في العالم.
واستنادا لهذا المبدأ أيضا،( الحيلولة دو انتشار الشيوعية في أقطار أخرى)، قام الرئيس "جيمي كارتر" - الديمقراطي أيضا - بتسليح الاسلاميين في "افغانستان" لمقاتلة السوفيات، الذين قاموا بغزو "أفغانستان" اثر انقلاب عسكري على الملك "ظاهر شاه" نفذه في أواخرعام 1979، عدد من صغار الضباط الشيوعيين الأفغان، الذين قاموا بدعوة السوفيات لارسال قواتهم الى "أفغانستان" لمساندتهم. وهذه الحرب، كما يقول البعض، ربما ساهمت في اضعاف "الاتحاد السوفياتي"، وعجلت بالتالي في سقوطه، خصوصا عندما اقترنت ببعض الفساد في صفوف بعض القادة السوفيات، اضافة الى مكوث "بريجينيف" لسنوات طويلة في كرسي القيادة.
وهكذا نلاحظ في قراءتنا لتاريخ الحروب التي شاركت فيها "الولايات المتحدة" خلال الستين سنة الماضية، أن الرؤساء الجمهوريين وحدهم، كانوا دون الديمقراطيين، هم الذين يبدأون بشن حروب وغزوات على الدول الأخرى، كما في الحرب العراقية الايرانية، والحرب الأولى ضد العراق، والحرب ضد أفغانستان، ثم الحرب الثانية ضد العراق. وذلك خلافا للرؤساء من الحزب الديمقراطي، الذين اكتفوا في حالات ثلاث للدخول في محاولات ردع تقدم الشيوعيين في بلد ما، كما حصل في الحرب الكورية، وحرب فيتنام، والحرب الأولى في أفغانستان والتي اقتصر التدخل الأميركي فيها على تزويد الاسلاميين المتشددين بالسلاح، دون التدخل العسكري الأميركي المباشر بقواتهم كما فعلوا في الحرب اللاحقة.
والواقع أن مجريات الأحداث، قد أثبتت أن عدم التدخل الأميركي العسكري المباشر في حينه في أفغانستان، قد عاد بالوبال على "أميركا" والدول الغربية. فالقتال الذي قاده الاسلاميون ضد السوفيات (الشيوعيون الملحدون)، ربما ساهم مع الفساد في داخل "الاتحاد السوفياتي"، في اضعاف ثم اسقاط "الاتحاد السوفياتي". الا أن اعتماد "كارتر" وبعده "بوش" الأب على الاسلاميين في مقاتلة السوفيات آنئذ دون التدخل العسكري المباشر، قد شد من عزيمة المقاتلين الاسلاميين المتشددين، وشجعهم على الاعلان عن تشكيل منظمة القاعدة بقيادة "أسامة بن لادن"، مما أفرز بداية نشوء الارهاب العالمي، والذي تحول تدريجيا الى خطر أشد بأسا على الأميركيين ودول الغرب، من الخطر الشيوعي الذي استند على الدوام الى أفكار انسانية تحاول ارساء مبادىء العدالة بين البشر.
واقعة واحدة تسجل لمصلحة الرؤساء الجمهوريين، وهي قيام "دوايت أيزنهاور"، الجمهوري الانتماء، في نهايات عام 1956، بتوجيه أمر لكل من "بريطانيا وفرنسا واسرائيل" بوقف العدوان الثلاثي على مصر الذي بدأوا به بعد قيام الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" بتأميم قناة السويس. وقد جاء هذا الأمر في وقت توقع فيه المراقبون أن تدخل الولايات المتحدة في تلك الحرب مشاركة فيها، خصوصا وأنها كانت المسبب المباشر لها عندما سحب البنك الدولي، بأوامر منها، عرضه لتمويل مشروع "السد العالي" الحيوي لمصر، مما دفع "عبد الناصر" بالرد على تلك الخطوة، بتأميم "قناة السويس" لتمويل السد العالي من عائداتها. فتأميم قناة السويس، كل السبب المعلن للعدوان الثلاثي على مصر.
ومع ذلك يرجح التاريخ، أن هذه الاريحية لم تأت عندئذ كثمرة لحسن النوايا لدى الأميركيين، بل جاءت نتيجة الانذار النووي الشهير الذي صدر آنئذ عن كل من "خروتشوف" و"بولغانين"، بوجوب وقف العدوان على الحليفة مصر فورا، والا.... فعبارة (الا) هذه، هي التي اضطرت "أيزنهاور" لاصدار امره بوقف ذاك العدوان الثلاثي الجائر على "مصر" – حبيبة كل العرب.
وهنا بات من الضروري أن نتساءل عن السبب الذي يجعل الرؤساء الجمهوريين أكثر اندفاعا نحو اشعال الحروب من الرؤساء القادمين من الحزب الديمقراطي. هل يتحقق ذلك نتيجة تواجد أصحاب المصالح والمصانع العسكرية في صفوف الحزب الجمهوري، أو أن لهؤلاء نفوذا أكبر في صفوف الحزب الجمهوري رغم عدم التحاقهم الفعلي في صفوفه؟ لا أحد يدري الحقيقة مع عدم وجود دراسة واضحة لهذا الأمر.
وتساؤل ثان ينبغي طرحه، ومفاده ان كان الثعلب الروسي "بوتين"، قد تدارس تاريخ الحروب الحديثة في العالم، ملاحظا أن الرؤساء الديمقراطيين نادرا ما بادروا لشن الحروب، فعول على ذلك مقدرا، مع كون "أوباما" الديمقراطي الانتماء في كرسي الرئاسة، أن باستطاعته الاندفاع نحو تحقيق أهدافه دون وجل من الحرب؟ فطالب بتكريس "روسيا الاتحادية" قطبا موازيا للقطب الاميركي، وشرع يواجه "أميركا" بشدة لدى سعيه لحماية مصالح "روسيا" الحيوية في كل من "سوريا" و "اوكرانيا"، مقدما بشجاعة الى اعادة ض1م "القرم" الى روسيا.
المستقبل القريب وحده، يجيبنا على هذا التساؤل وذاك. فكلاهما جدير بالدراسة والاهتمام.
ميشيل حنا الحاج.
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية (Think Tank).
عضو في مجموعة (لا للتدخل الأميركي والغربي) في البلاد العربية.
عضو في ديوان أصدقاء المغرب.
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية.
عضو في لجنة الشعر في رابطة الكتاب الأردنيين.
عضو في جمعية الكتاب الأليكترونيين الأردنيين.
عضو في اتحاد دول المقاومة: ايران، العراق، سوريا ولبنان.
عضو في تجمع الأحرار والشرفاء العرب (الناصريون).
عضو في مشاهير مصر.
عضو في منتدى العروبة - وفي عدة مجموعات أخرى كثيرة.










#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأبعاد الحقيقية للصراع حول أوكرانيا
- المبدأ القانوني الجديد الذي ترسيه أميركا حول قضية شبه جزيرة ...
- المبدأ القانوني الدولي الجديد الذي ترسيه أميركا حول قضية شبه ...
- مع احتمال اطلاق سراح المطرانين قريبا، ألا يتوجب على المسئولي ...
- التعليقات الواردة حول مقالتي بعنوان: الأوكراني -نيكيتا خروتش ...
- الأوكراني -نيكيتا حروتشوف-، هو باني -اوكرانيا- المثيرة للأزم ...
- ما هي الاحتمالات الأكثر ترجيحا حول من يمول -داعش- ويسدد فاتو ...
- هل تقدم الولايات المتحدة الأميركية على حرب اليكترونية ضد سور ...
- ماذا عن اغتيال الأفكار والمبادىء، وماذا عن اغتيال الشعوب وآخ ...
- هل أصبح الصراع بين الشيعة والسنة، أكثر أهمية وضرورة من صراع ...
- الواقع الفلسطيني المؤلم على ضوء الواقع العربي البائس
- ماذا عن الصراع داخل المقاومة السورية، وهل باتت هناك مقاومة ل ...
- هل ما يجري في سوريا حرب حقيقية، أم هي حرب -دون كيشوتية-؟
- أهلا جنيف 2 ومرحبا: مؤتمر جنيف2 : ما قبله، وما بعده، والاتفا ...
- مع اقتراب مؤتمر جنيف2،هل بدأت الحرب ضد الارهاب في المنطقة، و ...
- كتاب مفتوح موجه للبي بي سي
- هل يسعى مؤتمر جنيف2 لاعلان الحرب على الارهاب بنقله للبنان، أ ...
- كتاب مفتوح موجه الى صديق
- هل تقرع أجراس -الميلاد- للمطرانين، ولراهبات دير -مار تقلا- ف ...
- من هم الرابحون ومن هم الخاسرون سياسيا في الحرب السورية؟


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - من يشعل الحروب من الرؤساء الأميركيين؟ الديوقراطيون أم الجمهوريون؟ ومن منهم كرس ظهور الارهاب في العصر الحديث؟