أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - الأزمة الأوكرانية ومخاوف التصعيد














المزيد.....

الأزمة الأوكرانية ومخاوف التصعيد


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 17:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الآن اصبحت شبة جزيرة القرم جزءا من الاتحاد الروسى وفقا لأستفتاء جرى يوم 16 مارس وافق فيه 97% من الذين صوتوا بالإنفصال عن أوكرانيا ثم لاحقا الانضمام للأتحاد الروسى،وهذا الاجراء لم يعترف به سوى روسيا وسوريا ، هما فقط من اعترفا بالجمهورية الجديدة فى حين هناك صمت حذر فى العالم تجاه هذه المسألة وغضب أوروبى وأمريكى.
المخاوف الغربية مشروعة والمخاوف الروسية مشروعة أيضا،ولا يوجد طريق للحل سوى تكثيف العمل الدبلوماسى،أما التصعيد والتصعيد المقابل فأن نتائجه قد تكون مدمرة على العالم كله، فمن ناحية فأن أمريكا والغرب لم يكتفيا فقط بسقوط الاتحاد السوفيتى عام 1990 ولكنهما حاولا تجريد وريثه الروسى من كل قوة، وقد بلغ التجرؤ الأمريكى لحد التمهيد لضم أوكرانيا إلى حلف الناتو،وهذا يعتبر من وجهة نظر موسكو اللعب فى اخطر دوائر الأمن القومى الروسى،ومن ناحية أخرى فأن الخوف الغربى مشروع من شخصية بوتين المستبدة النرجسية، وقد عانى الغرب كثيرا من مثل هذه الشخصيات التى قد يدفعها جنون العظمة إلى تفجير الحروب وتخريب الدول خاصة فى ظل غياب معارضة حقيقية فى روسيا تستطيع أن تقول لا لبوتين،وإذا كانت مسألة شبه جزيرة القرم تلقى تأييدا واسعا فى روسيا نظرا لأنها كانت جزءا من روسيا حتى عام 1954 حيث اهداها خرشوف إلى أوكرانيا عندما كان سكرتيرا للحزب الشيوعى وهو ينحدر من اصول أوكرانية،كما أن معظم من فيها يتحدث الروسية وتعتبر المنفذ الوحيد لروسيا على المياه الدافئة، وهى مقر للاسطول الروسى منذ عام 1783، وقد دخلت روسيا حربا طويلة مع الامبراطورية العثمانية آجلها من 1853-1856 سميت حرب القرم،ومن ثم فأن هذه المنطقة روسية قلبا وقالبا،ولكن الخوف فى الغرب من أن السكوت على بوتين قد يفتح شهيته لضم أراضى اخرى يتحدث معظم سكانها بالروسية سواء فى شرق أوكرانيا أو فى بعض دول الاتحاد السوفيتى السابق،كما قد يدفعه غروره ونرجسيته لفتح نقاط صدام أخرى حول العالم تصعد المواضيع مع الغرب. والحقيقة أن معاجة العالم لأزمة أوكرنيا سيشكل نقطة هامة فى مسار العلاقات الدولية وفى شكل النظام العالمى القادم،فمن ناحية أعلن بوتين منذ سنتين أن النظام العالمى الجديد يتشكل من سوريا،بمعنى أوضح نهاية التفرد الأمريكى بقيادة العالم ، ولكن شكل نظام الأمم المتحدة ما بعد الحرب العالمية الثانية من الصعب إعادة تشكيله بدون حرب دولية كبرى،حيث أن هذا النظام هو نتاج لقاء يالطة بين القوى المنتصرة فى الحرب العالمية الثانية، ومن المفارقات أن منتجع يالطة التى اجتمع فيها المنتصرون فى الحرب تقع فى شبه جزيرة القرم التى عادت إلى روسيا مرة أخرى.
من ناحية أخرى أنفجرت الكتابات والتقارير فى الإعلام الأمريكى ومراكز الأبحاث ضد روسيا،حيث أن هناك الآلاف من المتخصصين فى الدراسات السوفيتية وقد عادت شهيتهم للكتابة بعد أزمة القرم،وهؤلاء مع تخصصهم العميق والدقيق فى الشأن الروسى إلا أن الخيط الذى يربطهم جميعا هو النظر إلى روسيا على أنها عدو من واقع ما درسوه اثناء الحرب الباردة، وهؤلاء يشكلون وقودا للصدام داخل أمريكا ويدفعون المسئولين إلى الأتجاه الخطأ.
من ناحية ثالثة فأن الاخطاء الأمريكية اعطت مصداقية للتحرك الروسى،فترك أمريكا ملف سوريا فى ايدى قطر والسعودية مما حولها إلى مسرحا للإرهابيين المجرمين جعل التدخل الروسى مقبولا،ودعم أمريكا للأخوان وللمحور الأخوانى بقيادة تركيا جعل اصدقاء أمريكا القدامى ينفرون منها،وتصرف أمريكا تجاه ثورة 30 يونيه جعلها على وشك أن تفقد أهم حليف فى الشرق الأوسط وهو مصر،والحوار الأمريكى الإيرانى جعل السعودية ودول الخليج تهتز ثقتهم وصداقتهم لأمريكا،والنتائج الكارثية لغزو العراق جعل السنة ساخطون،وسياسات أمريكا برمتها تجاه مسألة مسيحى الشرق الأوسط جعلتهم غاضبين بشدة تجاه هذا الدور الأمريكى الذى تسبب فى كوارث لهم،والفراغ الذى تركته أمريكا نتيجة أنسحابها من التدخل فى مناطق عديدة فى العالم جعل قوى طموحة تحاول أن تملأ هذا الفراغ وفى مقدمتها روسيا،كما أن قيادة أمريكا للعالم جلب عليها حسد وعداء وكراهية كثير من الشعوب لها.
ومن ناحية رابعة فأن تحريك أمريكا والغرب للثورة البرتقالية عام 2004 وللأنتفاضة الشعبية القومية فى وجه حليف روسيا فى أوكرانيا عام 2014 كشف عن المحاولات التخريبية الغربية لعمق الأمن القومى الروسى، فقد استطاعت روسيا امتصاص أثار الثورة البرتقالية عليها،ولكن ما حدث منذ أسابيع وكشف خطة تحرك الاوكرانيين القوميين للإنضمام لحلف الناتو هو اهانة كبرى لروسيا وتبجح غربى ما كان له أن يحدث،فأوكرانيا تمثل منطقة عازلة بين روسيا وبين دول حلف الناتو فى أوروبا الشرقية،كما أن القرم هى المنفذ الروسى الوحيد للمياه الدافئة وهى أيضا مقر للأسطول البحرى الروسى،ومعنى أنضمامها للناتو وبها أوكرانيا يعنى تهديد عمق الأمن القومى الروسى،ولهذا يعتبر التحرك الروسى مشروعا من هذه الناحية.
على العموم نتمنى أن لا تتطور مسألة القرم لأبعد من حرب العقوبات الأقتصادية المتبادلة،والكرة فى ملعب الغرب بقدر ما هى فى ملعب روسيا،وعلى الجميع أن يدركوا جيدا عواقب التصعيد والتصعيد المقابل.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسامة الغزالى حرب ووزارة الثقافة
- لماذا ندعم السيسى رئيسا؟
- ربيع التفجيرات فى بيروت
- إحتفاء عالمى غير مسبوق بالرجل الكفتة
- الشبكة الجهنمية التى قتلت فرج فودة
- المال السياسى بعد ثورة 25 يناير
- مبادرة حسن نافعة: انقاذ الاخوان وتدمير مصر
- الجدل حول برنامج الصندوق الأسود
- تساؤلات حول ثورة 25 يناير
- وداعا دكتور سليم نجيب(13 نوفمبر 1933-5 يناير 2014)
- صراع الإسلاميين فى تركيا
- ماذا يعنى إعلان جماعة الاخوان جماعة إرهابية؟
- سعيد العشماوى(1932-2013) على خطى كبار المصلحين
- لماذا احتفى العالم بنيلسون مانديلا؟
- فى الذكرى الخامسة وستون للإعلان العالمى لحقوق الإنسان :ماذا ...
- لماذا سأصوت بنعم لدستور ثورة 30 يونيه؟
- الدكتور ثروت باسيلى قامة قبطية عظيمة
- بيان عاجل للجنة الخمسين بشأن المرأة والأقباط
- خيارات مصر الحائرة الخائرة
- المواجهة الرخوة


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - الأزمة الأوكرانية ومخاوف التصعيد