أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح ئاميدى - ديژافو Déjà vu














المزيد.....

ديژافو Déjà vu


صلاح ئاميدى

الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 17:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ديژافو Déjà vu كلمة فرنسية تعني "شوهد من قبل"، في إشارة إلى ظاهرة أُطلق عليها هذا الاسم من قبل العالم ((إمِيل بُويَرْك)) في كتابه مستقبل علم النفس.
ويقسمها بعض علماء النفس إلى ثلاثة أنواع :ديژافكيو: déjà vécu "تم رؤيته سابقاً", و ديژا سنتىdéjà senti "تم الشعور به سابقاً" و ديژا فيزيتdéjà visité "تم زيارته سابقا".
و ديژ‌‌‌افو هو الشعور الذي يشعر به الفرد بأنه رأى أو عاش الموقف الحاضر من قبل , ولكن الموقف غالبا لايتكرر الا نادرا.... .
يلازم هذه الظاهرة شعور بالمعرفة المسبقة وشعور بـ"الرهبة" و"الغرابة" أو ما سماه عالم النفس فرويد بـ"الأمر الخارق للطبيعة".
التجربة السابقة , تتهيأ لنا بأننا عشناها , عادة ما تكون زارتنا في أحد أحلامنا. ولكن في بعض الحالات ثبتت بأن فعلاً ما نشعر بأنه موقف سابق قد كان حقيقة ووقع في الماضي والآن يعاد.

و لكن ما لي و ما للديژافو؟؟
فما يدور من حولي حصل من قبل مرات و مرات , بل يحصل كل يوم ..كل شيء يحصل في ترتيب ثابت و تكرار ممل وتعاقب مسبوق له , فلا يشعرني شيء لا بالرهبة و لا باي شعور غريب...

عمر جيل كامل من الزمن و الامور على نفس المنوال , نفس الوجوه و نفس الاقوال , نفس الحاكم و نفس الرعية , حجم واحد للجميع , فان لم يلائمك عليك ان تفقد الوزن او تكتسب بعضا منه لكي يناسبك الحجم المطلوب المعد سابقا و ليس العكس .. لا يجوزطلب حجوم اخرى فهذه من الممنوعات !!!..

في الحقيقة انتابني- شعور الديژافو- بضعة مرات و انني ارى التناقض بين ما اسمع من المسؤولين و ما يجري في الحقيقة , اي ما اراه عمليا..... يقال لاتصدق كل ما تسمع و صدق نصف ما ترى... يجب ان يصاغ ثانية " صدق فقط ما تراه مقرونا بادلة على ارض الواقع"
...
فجاءة بدى و كان قصة زميلى تعاد علي من جديد ...

قبل 20 سنة روى لي احد زملاء المهنة قصته عن مقابلة صدام حسين ....
هذا الزميل كان في وقت من الاوقات مسؤول "الفتوة الحزبية البعثية " في المتوسطة و كان لبقا جدا و ذو قابلية فائقة في الالقاء و بلغة عربية فصيحة ومتقنة....
انذاك ..اوائل الثمانينات...كانت وفود الطلبة والشباب من ضمن وفود عديدة لا تعد و لا تحصى , تزور "القائد الظروره لمبايعته واعلان الولاء للقائد المقدام" !!..
فكان هو على رأس وفد مدينته ...
القى صديقنا كلمته ارتجاليا ودون اي ارتباك ودون اية اخطاء بلغة عربية فصيحة و بصوت عال , واعجب به المقبور صدام , و عندما انتهى , و القول لزميلنا , لمح صدام لحراسه بانه يريد هذا الفتى ( و كان صغير الحجم ايضا بشكل ملحوظ فكان يبدو وکانه طفل ) في مكتبه عند الانتهاء من مقابلة الوفد ... وكان صديقنا قد اخذ معه ورقة صغيرة كتب فيها عن عدة مطاليب ساعده في كتابتها اقاربه , كان قد خطط لها مقدما لعرضها على صدام , في حال انه وجد الفرصة الملائمة لذلك ..
كانت من هذه المطاليب الحد من انتهاكات و تجاوزات افراد الامن في مدينته زاخو و مدن اخرى مثل العمادية و دهوك , ارجاع الاراضي الزراعية في سهل سميل الى اصحابها المحليين و ليس القادمين العرب من شرقاط و غيرها , الافراج عن عدد من الاسماء من المحكومين من مدينته على تهم قومية و مطاليب اخرى لا تسعفني الذاكرة الان في ذكر تفاصيلها ..

يقول بعد ان عرضت هذه المطالب , ضحك المقبور ثم طبطب على كتفي و قال يعجبني شجاعتك في هذا العمر, وسوف لا يحصل الا الخير!! , ثم اهداه ساعة و جنطة مدرسية فاخرتين , و طلب منه الانصراف ...بحسب قوله ...
يقول بعد اشهر من المقابلة سمعت الاتي :
دوائر الامن في العمادية و زاخو تحولت الى مديريات و في دهوك الى مديرية عامة .
ازداد اعداد موظفي الامن بالضعف .
اقرباء المسجونين طلب منهم ترك المدينة و الالتحاق" بالعصاة -اي البيشمركة - حسب ما كان يوصفهم النظام البعثي البائد " .
عدد كبير من العرب استولوا على اراضي سهل زاخو - سميل , اي حصل النقيض 100% .

الان القنوات الفضائية للاحزاب الحاكمة في جميع انحاء العراق لا تذخر جهدا في نشر الدعاية بان العملية الديمقراطية هي في اكمل اشكالها, والحكم هو للقانون, و يجب تقليص دور الاحزاب وتبديلها بالمؤسسات المختصة :القانونية و المالية - الاقتصادية و الخدمية والتعليمية , والخ ...
لكن وفي كل مناسبة بارزة مثل الانتخابات او الاعياد الحزبية و الدينيةاو القومية , ترى ان ما يجري على الارض هو النقيض , اي "ديژافو" بقصة صديقي في بداية الثمانينات .
المسؤول الحزبي يوزع الكؤوس الرياضية على الفائزين و هويفتتح المراكز التجارية و كذلك يفرق بين الاطراف المتنازعة في المحاكم في احقية التمليك للاموال الموروثة! , و يقرر شروط الطلاق ! و يشهد عن الامام في حالات الزواج !!..
الوزيرالحزبي يرجع طائرة محملة بالركاب من بيروت الى بغداد , لان طاقمها فشل في ادراك حقيقة عدم تواجد ابنه الغالي (المتاخر عن الموعد) , على متنها و مغادرتها بدونه !!..كان عليهم تعلم هذا الشيء البديهي في دوراتهم التدريبية !!!..

الفساد للشفافية بالمرصاد .. و الملتزمون يترنحون امام ضربات المستهترين بالقانون ...
الطبيب لا يصبح اداريا في مؤسسة صحية ان لم يكن من الحزب الفلاني واستاذ الجامعة ان كان مستقلا لا يمكنه ان يصبح عميدا او رئيس قسم ان اعتبر : من الطرف الاخر"...

في المناسبات هناك هيجان و نفور في تصرفات الموالين لكل حزب على شكل عرض للعضلات لاعطاء رسالة مفادها : الشعب في خدمة هذا الحزب و اذا كان لاحد راي ثاني , عليه الاتيان به !!!..و ذنبه على جنبه...

ايها السادة المسؤولين المزمنين :
مطاليب الشعب هي ( دولة المؤسسات و ليس دولة الحزب) و كذلك (حكومة الشعب , بالشعب , والى الشعب) , كما لخصها ابراهام لنكولن ببراعة...
و كذلك التخلص من هذه الديژافو اللعينة!! ...التي تقلقنا و تزعجنا ......ام ستستمرون على نهج النقيض 100%؟؟؟؟....



#صلاح_ئاميدى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح ئاميدى - ديژافو Déjà vu