أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - وديع بتي حنا - من قال ان لجنة البيئة ليست كشخة و أُبَهَة ؟














المزيد.....

من قال ان لجنة البيئة ليست كشخة و أُبَهَة ؟


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1250 - 2005 / 7 / 6 - 12:02
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


لا احد ينكر ان الديموقراطية في العراق – على علاتها – قد اعطت الفرصة لكثير من الافكار والظواهر والامراض التي يعاني منها الواقع العراقي لكي تعبر عن نفسها وكل بطريقته الخاصة واعتقد ان ظاهرة تلوث البيئة في العراق قد اختارت اسلوبا ذكيا في التعبير يتمثل في انهماك المسؤولين العراقيين بكافة عناوينهم الكبيرة والصغيرة في مطاردة الذباب عن وجوههم وهم في اجتماعاتهم اوفي مقابلاتهم الصحفية مع الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى.

نُشرت قبل ايام دراسة بريطانية جديدة حول تاثير الاشعاع على الانسان وخرجت الدراسة بنتائج تشير الى ان الاشعاع هو السبب الرئيس للاصابة بالسرطان للسكان الذين يسكنون على مسافة تقل عن 200 متر من الموقع النووي اما الذين يتواجدون او يسكنون على مسافة تزيد عن 400 متر من الموقع فان الدراسة المذكورة لم تجزم باعتبار الاشعاع سببا رئيسيا لحالات السرطان بل اعتبرته احد العوامل التي قد تسبب ذلك. تجدر الاشارة الى ان الدراسة اعلاه قد تمت على مواقع نووية تتوفر فيها كل شروط السلامة والامان وتطرح للفضاء الخارجي ادنى كمية ممكنة من الاشعاع . بالاستفادة من نتائج هذه الدراسة من خلال تطبيقها على البيئة العراقية التي تشير كل الهيئات الدولية الرصينة الى انها تعيش واقعا مأساويا من حيث كمية التلوث ومساحته حيث تم تحديد المئات من المواقع الملوثة المنتشرة في ارجاء العراق وبمستويات للتلوث تفوق الحدود الطبيعية بمئات بل بألوف المرات في بعض المواقع الى الحد الذي لانبالغ فيه اذا قلنا ان هناك مئات الالاف ان لم يكن الملايين من السكان الذين يسكنون قلب التلوث عن طريق تواجدهم بالقرب لا بل بالتماس من مواقع نووية سابقة او اسلحة ملوثة او احتفاظهم بمواد ملوثة اشعاعيا عن طريق الجهل والخطأ مما يجعلهم وللاسف الشديد عرضة للاحكام القاسية لتلك الدراسة البريطانية ناهيكم عن اشكال التلوث الاخرى التي تعاني منها البيئة العراقية بجانب التلوث بالاشعاع والتي تركت الانسان العراقي يعيش التلوث هواء وطعاما وشرابا.

ان مشكلة تلوث البيئة في العراق هي احدى المعضلات الجدية التي تستدعي ان تنهض لمجابهتها وايجاد الحلول لها كل الطاقات الوطنية العراقية وبالتعاون مع المنظمات والهيئات الدولية ويبرز هنا الدور الفعال الذي بنبغي ان تلعبه في هذا المجال قبل الجميع الكوادر والخبرات العلمية العراقية واصحاب الشهادات والنخبة المثقفة انطلاقا من الصبغة العلمية التي تتميز بها معضلة تلوث البيئة . لقد استبشر العراقيون خيرا وهم يتصفحون قوائم اعضاء جمعيتهم الوطنية المنتخبة ثم في وزارتهم العتيدة وهم يشاهدون في تلك القوائم كما هائلا من ( الدكاترة ) و ( الاساتذة ) واصحاب الشهادات الرفيعة حتى ان بعض مقدمي البرامج في الفضائيات صار ينعت لااراديا ضيوفه من المسؤولين العراقيين بلقب ( الدكتور ) من باب الاحتياط !. اضف الى ذلك ان نسبة كبيرة من هؤلاء السيدات والسادة اصحاب الشهادات من اعضاء الجمعية الوطنية قد امضوا فترة طويلة من حياتهم وهم يعيشون في بلدان غربية متحضرة لا نبالغ اذا قلنا ان حماية البيئة والانسان فيها يرقى الى درجة القداسة , لكن كل هذا لم يخطر كما يبدو في ذهن اي من ممثلي الشعب الجدد فطعنوا البيئة طعنة غادرة في الظهر عندما ( ترفَعوا ) عن إلقاء التحية على لجنتها اليتيمة كما كان يأمل الكثيرون.

مواطن سويدي كان يعالج بالاشعاع قبل اشهر في مستشفى جامعة ( لوند ) السويدية وقد كان الاطباء هناك قد باشروا باستخدام طريقة جديدة في العلاج لمثل تلك الحالات التي يعاني مثلها ذلك المواطن السويدي ثم ظهر ان تلك الطريقة ادت الى تعرض ذلك المواطن الى جرعة اشعاعية اكبر من الجرعة الطلوبة مما سبب بعد فترة الى ظهور بقع جلدية في جسمه. معهد الوقاية من الاشعة وهو الجهة الحكومية الرسمية التي تعنى بهذه المواضيع في السويد شكَل فورا لجنة تحقيقية وصلت الى قرار باعتبار ذلك تقصيرا جديا من مستشفى جامعة لوند وعزت اللجنة ذلك الى نقص في المقررات الدراسية للجامعة واوصت بضرورة اجتياز جميع منتسبي قسم الفيزياء الطبية الاشعاعية في جامعة لوند اختبارا جديدا الى جانب سيل من القرارات الاخرى. مواطن واحد في بلد ما تتشكل من اجله لجان وتتخذ قرارات ومئات الالاف بل الملايين في بلد اخر ترى فيه جمعيتهم الوطنية صعوبة بالغة في ملأ شواغر لجنة البيئة فيها.

فقط عندما يبدأ اولي الامر فينا وممثلينا المنتخبين في الاعتقاد ان لجنة البيئة هي كشخة وابهة عندئذ استبشروا خيرا لاننا قد بدأنا الخطوة الاولى على الطريق الصحيح قد تكون منطلقا لخطوات اخرى في كل المجالات.
ايتها السيدات , ايها السادة جرٍبوا حظكم مع البيئة .



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق --- مزرعة تسمين القطط
- من النقل الى المهجَرين الى العلوم والتكنولوجيا— الكير على ال ...
- وزارة الجعفري – وفرة في الخصوم والاعداء وشحة في الانتماء وال ...
- مفاقس الاحزاب وفراخها المنغولية
- ولي العهد السعودي – بابا النفط في زياراته الرسولية
- سياسة الإقصاء – زمن ضائع ونتائج مريرة
- كل الوزارات ومن ضِمنها البيئة - سيادية -
- الولاء المطلق والمعارضة المطلقة – المرض القاتل
- تعالَ نلعب اللوتو
- رحيل البابا ومفعول اسلحة الحب الشامل
- جلال الطالباني ومكافأة نهاية الخدمة
- العلم والنشيد الوطني واغاني نانسي عجرم
- العراق بين نار التقسيم وزلزال الاطفاء
- المؤجر والمستأجر والدلال – هدايا بالباكيت
- كلنا حماميز الله
- من سيضحك اخيرا
- الى متى يبقى البعير على التلِ
- الجمعية الوطنية العراقية - شركة النقل العام
- كوريا الشمالية ترتدي المعطف لحماية ملابسها الداخلية
- اغتيال الحريري والشرق الاوسط الكبير


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - وديع بتي حنا - من قال ان لجنة البيئة ليست كشخة و أُبَهَة ؟