أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي حسين يوسف - من البحث عن النقد الى البحث عن الهوية المنهجية














المزيد.....

من البحث عن النقد الى البحث عن الهوية المنهجية


علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)


الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 08:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن النقد ـ بوصفه أداة من أدوات الفكر ـ لابد أن يعكس طبيعة ذلك الفكر عن طريق المبادئ والمفاهيم والآليات الذهنية التي توظف في الممارسة النقدية لكي يصح في تلك الحالة أن يوصف بأنه نقد اصيل او غير اصيل ، فلا قيمة لأي منتج فكري لا يعكس واقعه الثقافي ويتصف بخصوصية مجتمعه المميزة , فالنقد طريقة في التفكير، تسهم في تكوينه معطيات محلية اولا , ثم انه يفيد من ثقافة الاخر. ووضوح المنهج النقدي يمكن أن يعد من أهم خصوصيات العملية النقدية وشرطا أساسيا في وصف النقد الأدبي بأنه نقد مبدع او أصيل , وبغياب تلك الخصوصية فإن الحال يشيرالى وجود أزمة إبداع , حينئذ ـ كما يقول محمد عابد الجابري ــ لابد أن ينصرف الذهن إلى الجانبين معا : الجدة والأصالة او الاكتشاف والقابلية للتحقيق ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإذا فهمنا الأزمة على إنها حالة من التوقف والتدهور تصيب كائنا ما ماديا او فكريا ، أصبح معنى الأزمة حالة من التوقف والتدهور على صعيد الجدة والأصالة ...... . والملاحظ على النقد العربي في السنوات الاخيرة يجد انه يفتقد الى الهوية التي تحدد ملامحه , إذ ان تلك النصوص النقدية ـ في اغلبها ـ وان كتبت بلغة عربية إلا أنها أظهرت بوضوح بعد المسافة بينهما وبين الواقع الثقافي والذوقي للفرد العربي من خلال ارتكازها على منهجيات نقدية غريبة عن هذا الواقع وتوظيفها آليات تحليلية قد تكون قسرية في اغلب الأحوال في التعامل في الواقع . وتبعا لما تقدم يمكن القول ان أهم تجليات أزمة النقد العربي تتمثل في الخلل المنهجي الذي يتجلى واضحا في الممارسة النقدية تنظيرا وتطبيقا . فالعملية النقدية العربية تفتقد الى التصور النظري العربي , وتستند على تصورات نقدية دخيلة مما انعكس على الجانب التطبيقي . لذلك يمكن القول ان الاتكاء على المفاهيم النقدية الغربية أدى إلى مـا يشبه القطيعة المعرفية بيـن المتلقي وتلك الممارسات النقدية , والى فوضى منهجية امتدت الى القول بالتعددية المفرطة للمناهج ، فقد اورد علي جواد الطاهر في ما يخص النقد الادبي مثلا (26) نوعا للمناهج , في حين قال مرشد الزبيدي باستحالة إحصائها , فيما ذهب د. سلام الأوسي إلى حصرها بخمسة أنواع أساسية يندرج تحتها أكثر من عشرين منهجا , وحصرتها احدى الباحثات بثلاثة أقسام أساسية تندرج تحتها مجموعة من المناهج, وانسحبت الامر أيضا إلى الخلاف حول وجود منهج عربي قديم او عدم وجوده فقد أنكر محمد مندور وجود منهج عربي منظم في حين اثبت شكري محمد عياد وجود منهجية عربية خالصة او مشبعة بروح أجنبية كما هو الحال عند القرطاجني .
إن الإشكالية المنهجية فجرت تساؤلات عدة ، أشّرت قلقا معرفيا , وانعكست على المواقف من الذات ومن الآخر , ووسمت تلك المواقف بروح شكية صراعية تمثلت في مقولات مثل : (الأصالة والمعاصرة ، او القديم والجديد ، او التراث والغرب ، او الرجعي و التقدمي) .
لاشك ان الحداثة ليست محاكاة لواقع معين وإنما هي صياغة مفاهيم جديدة مع الأخذ بالحسبان الاختلاف بين طرفي التفاعل الحضاري ، لكن ذلك ـ بحسب ما يرى الباحث ـ لم يحصل في الخطاب النقدي العربي , إذ انطلقت حداثتنا من حقبة زمنية مبتورة عن سياقها التاريخي ، فاللغة المستخدمة غير لغتنا ، ولا المفاهيم مفاهيمنا ، لأسباب تتعلق بنزعة التحرر عند النقاد العرب والانبهار بالعقل الغربي والدعوة إلى القطيعة مع الماضي والرغبة في التباهي بعمق المعرفة والتعالي على القارئ بتعمد الغموض والإبهام والمراوغة بحجة تعصير الخـطاب النقدي العربي ، والبحث عن قواعد وضوابط منهجية وإجرائية تستجيب لمقتضيات الخطاب الأدبي الجديد , الأمر الذي اوجد تناقضا صارخا بين النظرية النقدية والممارسة , وبين الواقع الفكري العربي والمنتج النقدي , وجعل الأرضية الثقافية التي تقف عليها الحداثة النقدية تطغى عليها نزعة انتقائية صارخة لم يستطع النقد العربي ان يتخلص منها إلى الحد الذي اصبح فيه ذلك النقد في اغلب ممارساته تلفيقا منظما على مستوى التنظير او الإجراء معا ، وبذلك ليس من المبالغة وصف ما يمر به النقد العربي بالإشكالية المنهجية .
إن غياب المنهجية النقدية العربية يعكس غياب الهوية الثقافية في حقل النقد الأدبي مما ترتب عليه البحث عن نموذج آخر , ولم يكن هناك نموذجا أكثر جذبا من النموذج الغربي , هذه الحركة التي استقبلها الناقد العربي المعاصر كثيرا ما فهمت على انها تغييب للموروث المعرفي بوصفها بديلا عنه او بوصفها حركة لا تتحقق الا بموت المسلمات المتعارف عليها وبذلك كانت ملمحاً بارزا لغياب المنهجية النقدية , التي من الممكن ان تحصر تمثلاتها في القطيعة مع التراث او المراوحة بين التراث والحداثة او استعرة ادوات نقدية من خارج ثقافتنا بصورة قسرية .



#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)       Ali_Huseein_Yousif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد والآيديولوجيا ... في النقد العربي المعاصر
- قراءة في كتاب نظرية البنائية في النقد الادبي
- في مصطلح الاجراء النقدي
- على حافة الحرف (نص)
- ادعاء (نص)
- فوكو بوصفه قارئا
- الحقيقة بين المنطق واللغة
- خصوصية التفكير الفلسفي
- فكرة الالوهية عند الفلاسفة
- في الادب المقارن ....اثر الإسراء والمعراج في المعري ودانتي
- في قصيدة النثر ... سؤال الهوية ..
- الطبيعة الإنسانية بين الفلسفة والأدب....... صورة الذات الشري ...
- النص ومستويات التحليل الاسلوبي
- مراحل الانتقال الكبرى في التاريخ الحضاري
- فعل المثاقفة بين السلب والايجاب
- في نقد النقد ... محاولة تصنيفية
- من المشكل إلى الإشكالية ... مسيرة مفهوم .
- النقد العربي المعاصر وإشكاليات الدرس والتوصيف
- من اشكاليات الخطاب النقدي العربي المعاصر


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي حسين يوسف - من البحث عن النقد الى البحث عن الهوية المنهجية