أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - قراءة فى كتاب شامل أباظة (حلف الأفاعى)















المزيد.....


قراءة فى كتاب شامل أباظة (حلف الأفاعى)


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4400 - 2014 / 3 / 21 - 14:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الدكتور شامل أباظة (مواليد 1930) حاصل على الدكتوراه فى الاقتصاد من جامعة تولوز بفرنسا. وهو سليل الأسرة الأباظية التى شاركتْ شعبنا فى ثورة برمهات/ مارس19. والده هو السياسى الوطنى الكبير إبراهيم الدسوقى أباظة ومن بين أعمامه الشاعر الكبير عزيز أباظة.
أرى أنه من المهم تعريف الأجيال الجديدة بكتابه (حلف الأفاعى بين الثورة والإرهاب) صادر عن مطابع الأهرام عام94. تكمن الأهمية فى أنه اعتمد على العديد من الوثائق التى تـُدعم رؤاه بالإضافة إلى مذكرات ضباط يوليو52 الذين أجمع أغلبهم على علاقة حركة الضباط بالأمريكان قبل يوليو. وعن دور أمريكا فى السيطرة على العالم بعد الحرب العالمية الثانية. وعلى سبيل المثال فإنّ صداقة كيرمت روزفلت بالملك فاروق أتاحتْ له إقامة صداقات عميقة مع كثيرين من الضباط المصريين ، تمهيدًا لأنْ تنتقل زعامة العالم من الامبراطورية البريطانية المُتهالكة إليهم . والدليل على ذلك تصريح الرئيس الأمريكى روزفلت – فى أكثر من مناسبة- أنّ الوقت قد حان لإعادة ترتيب العالم وإعادة الموازين فى توزيع الثروات الطبيعية. ورغم التجربة الفاشلة لانقلاب سوريا العسكرى الذى دبّرته المخابرات الأمريكية فقد كان رأى كيرمت روزفلت ورجاله بمصر ضرورة التخلص من الملك فاروق. واستقرالرأى على أنّ الجيش هو القادر على القيام بالانقلاب. وساعدهم فاروق بحماقته عندما كوّن عصابة (الحرس الحديدى) وحرّض على اغتيال النحاس باشا. وكانت المخابرات الأمريكية فى مصر تراقب الأحداث وتـُحركها ترقبًا للفرص المواتية لوراثة النفوذ البريطانى الذى آذن على الانتهاء ، خاصة بعد تصريح تشرشل عام 41 الذى قال ((إنّ الموقف فى الشرق الأوسط أصبح يستلزم جهدًا مشتركـًا بعد أنْ أصبحتْ بريطانيا لا تقوى وحدها على أعباء المسئولية السياسية فى دول البحر المتوسط ، ولكن الولايات المتحدة وإنجلترا معًا وبمؤازرة فرنسا يستطيعون التعامل مع المشكلة المصرية)) (77) ويُبدى أباظة ملحوظة مهمة حول حماية أمريكا لمشايخ دول الخليج ، والسبب أنّ الأنظمة العربية بحكم تكوينها نــُظم عسكرية تـُرسّخ الحـُكم فى يد الحاكم الفرد الذى يلتزم بتعهداته تجاه أمريكا. فهؤلاء الشيوخ بحكم مواقعهم حـُراس على حقول البترول أو خفراء أبار الطاقة التى تعتبرها أمريكا مناطق نفوذهم واحتكاراتهم ، وليسوا ملوكـًا دستوريين يلتزمون بالقانون والدستور(82)
ويرى أباظة أنّ بعض ضباط يوليو52خرجوا من تنظيم الحرس الحديدى ، خاصة أنّ أنور السادات كان أحد أفراد هذا التنظيم . بالإضافة للوقائع التى ذكرها خالد محيى الدين فى كتابه (والآن أتكلم) فإنّ عبد الناصر لم يكن بعيدًا عن هذا التنظيم (من ص14- 17) ورغم أنّ محمد نجيب ذكر فى كتابه (كلمتى للتاريخ) ((لم أكن أستطيع النظر فى وجه جمال وعبدالحكيم ، كنتُ أرى على وجهيهما قناع إبليس ومن أيديهم تقطر الدماء)) فإنه (نجيب) هو الذى أعلن إلغاء دستور سنة 23ووافق على كل قرارات مجلس القيادة لقمع الحريات.
وبينما أعلن ضباط يوليو عداءهم الصريح ضد الأحزاب وخاصة الوفد ، فإنهم كرّموا واحتفوا بمكرم عبيد مكافأة له لهجومه على النحاس باشا فى (محكمة الثورة) والضباط بعد أنْ خلعوا الأقنعة حلوا نقابتىْ المحامين والصحفيين . ويطرح أباظة تساؤلا لم يلتفت إليه كثيرون ، فمن المعروف أنّ صحيفة الأخبار كانت تحظى برضا الإنجليز والسراى ، فما سبب هجومها على النظام الملكى فى الشهور الأخيرة قبل يوليو52والتمهيد للتغيير الذى سيحدث قريبًا ؟ وينتقد أباظة أحمد أبو الفتح لأنه انخدع بشعارات الضباط ثم غدروا به. فرغم أنّ من بين المبادىء التى أعلنها الضباط مبدأ (إقامة حكم ديمقراطى سليم) إلاّ أنهم تلاعبوا بمفهوم السلامة على هواهم تحت زعم (الشرعية الثورية) التى لا يخرج معناها عن المعنى الذى أطلقه السلف فى الأزمنة الغابرة عن ((حق الفتح أو حد السيف)) (85) ويستشهد أباظة بما كتبه أحد المُدافعين عن عبدالناصر(خالد محيى الدين) فنقل عنه أنّ عبدالناصر فى أزمة مارس54 انهمك فى تنفيذ خطته فحشد أكبر قدر من ضباط الجيش حوله على أساس رفض الديمقراطية لأنها ستؤدى للقضاء على (الثورة) وبدأ عن طريق طعيمة والطحاوى فى ترتيب اتصالات بقيادات عمال النقل لترتيب الإضراب الشهير. واعترف خالد بأنّ عبدالناصر قال له ((لما لقيت المسألة مش نافعه قررت أتحرك وقد كلفنى الأمر أربعة آلاف جنيه)) (الآن أتكلم- ص 297، 298) وطبعًا المبلغ تم صرفه من خزينة الدولة وليس من جيب عبدالناصر. وكانت شعارات العمال ((تسقط الحرية. يسقط الدستور)) وأكد أباظة (ومعه كثيرون) أنّ ضباط يوليو وجدوا من ساعدهم على العداء للديمقراطية وكان أشهرهم الفقيه الدستورى السنهورى الذى كان أحد كبار المُتحمسين للضباط ، وساعدهم بتخريجاته مما مكنهم من إحكام قبضتهم على مصر وخداع الشعب لذا فإنّ الضباط ألقوا بمشروع دستور سنة 54 فى سلة المهملات لأنه كان يؤسس لنظام حكم ليبرالى وهو ما أغضب عبد الناصر الذى أصرّ على النظام الرئاسى الذى يُكرّس للدكتاتورية وهو ما تأكد فى دستور56والدساتير اللاحقة (93، 94)
وعن ضباط يوليو ذكر أنه كان من بينهم الإخوانى الذى يُوزع كتب سيد قطب بينما كانوا فى سبيلهم لاعدامه. ومنهم العميل للمخابرات الأمريكية. وقد قفز هؤلاء إلى قمة الحكم حتى كان من بينهم من شغل منصب رئاسة الوزارة. ومنهم من كان عميلا للملك فى منظمة الحرس الحديدى . وبعضهم كتب مذكراته مثل عبداللطيف البغدادى الذى انتقد عبد الناصر وأسلوب حكمه. وكذا كمال الدين حسين وحسن إبراهيم والبغدادى فى كتابهم المشترك (الصامتون يتكلمون) لقد صمتوا حيث كان الكلام واجبًا تـُحتــّمه المصالح الوطنية. ثم تكلموا بعد أنْ أصبح الكلام لا يُجدى ومباحـًا ورخيصًا. وكتب السادات (البحث عن الذات) ووجّه كل الضغائن لعبد الناصر. ثم كتب الشافعى فشنّ حملة قاسية ضد السادات واتهمه بالعمالة بعد أنْ كان نائبه ثم سرحه بأسلوب غير كريم (103) وأشار إلى كتاب الضابط حسن عزت الذى أعطاه عنوانـًا دالا (العمالقة والأقزام السبعة وثامنهم هيكل) وفى رأى أباظة أنّ ((هيكل هو كاتب الوحى الناصرى)) وأباظة- فى مقارنته لمذكرات ضباط يوليو- يتوقف أمام ما كتبه البغدادى أنّ عبد الناصر قال عن محمد نجيب ((نخلص منه)) فكان تعليق أباظة ((إذا أردنا مناقشة أقوال البغدادى نقول أنه أحد أفراد عصابة)) (29، 107، 117) ولأنّ الشجاعة تكون بالمواجهة وليس بعد فوات الأوان ، فإنّ أباظة حرص على عقد مقارنة بين ضباط يوليو، وبين موقف عبد العزيز باشا فهمى الذى هاجم الملك فؤاد ، فقال ((الملك يأمر يحيى باشا أنْ يكون رئيس حزب فيكون رئيس حزب. ولما شالوه إنشال ولما حطوه انحط)) وهكذا كان نجيب شالوه فانشال وحطوه فانحط ، لأنه قبل على نفسه أنّ يخرج للجماهير ووضع يده فى يد عبدالناصر وأعلن أنه قبل العدول عن استقالته. وغفر لمن أساؤوا إليه كأنه خلاف عائلى (119، 120) والضباط الذين صمتوا ثم تكلموا وتباكوا على الديمقراطية بعد وفاة عبد الناصر، هم الذين رضوا على أنفسهم محاكمة الشرفاء من السياسيين القدامى ، فشكلوا محكمة (الغدر) ومحكمة (الثورة) برئاسة عبد اللطيف البغدادى وعضوية السادات وحسن إبراهيم.
ورغم السمعة السيئة التى لاحقتْ إسماعيل صدقى ، فإنّ التاريخ لا ينسى له أنه أرغم بريطانيا على الاعتراف بوحدة مصر والسودان . أما النقراشى باشا فقد أحال قضية جلاء الإنجليز عن مصر إلى مجلس الأمن ودافع عن وحدة وادى النيل وقال قولته الشهيرة ضد الإنجليز((اخرجوا من بلادنا أيها القراصنة)) (140) أما ضباط يوليو فعملوا على انفصال السودان عن مصر بحجة (تقريرالمصير) بينما كانت وسيلتهم رشوة بعض القادة السودانيين ، ونقل أباظة ما كتبه أ. محسن محمد فى كتابه (مصر والسودان بالوثائق السرية البريطانية والأمريكية) وذكر فى ص 318 ((اعترف الوزراء والحزب الوطنى السودانى بحقيقة تقاضى الرشاوى والحصول على الأموال المصرية أثناء الحملة الانتخابية. ولم يملك الأزهرى ووزراؤه الاتحاديون الحقيقيون إلاّ تأييد الاستقلال لحماية أنفسهم من الخزى والرشوة والعار)) وعن هزيمة يونيو67نقل أباظة فقرة ذات دلالة من كتاب خالد محيى الدين الذى كتب ((فى اعتقادى أنّ هزيمة يونيو لم تكن هزيمة عسكرية بل هى فى الجوهر هزيمة سياسية لنظام فشلتْ آلياته فى اكتشاف ما إذا كانت هناك فرصة تاريخية لتحقيق الديمقراطية، لكن هذه الفرصة ضاعتْ لأنّ الديمقراطية تتطلب من الحاكم أنْ يُقدّم تنازلات للشعب، ولم يكن عبدالناصر مستعدًا– حتى رغم الهزيمة- أنْ يُقدّم أية تنازلات)) (والآن أتكلم- ص 215) أما السادات فكتب ((فى سنة 65 كانت حالة البلاد الداخلية وصلتْ إلى مرحلة يُرثى لها . فعلى صبرى كرئيس للوزراء لا يتخذ قرارًا فى أى شىء لأنه بطبعه يخشى المسئولية. وربما لهذا السبب وقع اختيار عبد الناصر عليه لأنه بطبيعته الدكتاتورية يطلب من رئيس وزرائه أنْ يكون مجرد مدير مكتب يُنفذ أوامره وحسب . وفى إحدى المرات قال عبد الناصر((يا أنور البلد تحكمها عصابة)) (البحث عن الذات- ص177، 183) كتب السادات ذلك رغم أنه لم يجرؤ على مخالفة عبدالناصر فى جملة واحدة وكان أكثر الضباط طاعة وخنوعًا لعبدالناصر. ولكن من الذى جمع حوله أفراد العصابة ؟ أليس هو عبد الناصر؟ لذا كانت ملحوظة أباظة المهمة فكتب أنه بعد ((طرد عبد الحكيم عامر من سوريا بطريقة مهينة. وتحميله سبب هزيمة سنة 56 العسكرية والتصرفات الشاذة فى سوريا ، رغم كل ذلك أصبح عامر نائبًا للقائد الأعلى واشترط إطلاق يده فى الترقيات وإدارة الجيش وفقـًا لرأيه منفردًا ، بذلك تحول هذا الجيش إلى انكشارية عسكرية تـُدين بالولاء لولى نعمتها . كما اقتحم الضباط الصحافة فأصبح منها رؤساء تحرير فخفت كل رأى حر لترتفع أصوات المنافقين الذين صاغوا المُعلقات تمجيدًا لعبد الناصر. وأصبحتْ الأولوية فى شغل المناصب الرئيسية فى الشركات ووزارة الخارجية وفقــًا على الضباط . ودأب الجيش على اغتصاب أجمل بقاع مصر مثل احتلال ستة كم من شاطىء سيدى كرير وإخلاء الأهالى منها. وأقاموا مصيفـًا بالغ الفخامة. وأنّ أحدهم باع الشاليه المُخصّص له بحوالى مليون جنيه ، حتى أنّ أمين هويدى (وهو أحد الضباط) هاله الأمر فكتب مقالا بصحيفة الأهالى 30/7/86 فقال ((ولكن أنْ يصل الأمر إلى أنْ يُصبح الكورنيش فى الإسكندرية ، وقد تملكتْ القوات المسلحة أغلب مساحته فهذا أمر غير مرغوب فيه لأنه يُثير المشاعر ويُطلق الألسنة ، بعد تعدد النوادى والمساكن التى تـُقدّر بآلاف الوحدات السكنية للضباط)) هذا عن انحياز عبد الناصر للضباط بينما رأيه فى أساتذة الجامعات والسياسيين أنهم كانوا ((هباءً لا فكر لديهم ولا خــُـلق ولا يحملون لبلدهم الحب والإيثار والتضحية التى كان يتصف بها زملاؤه الضباط)) (فلسفة الثورة- ص17) وكان تعليق أباظة ((وتمضى الأيام فإذا بزملائه الضباط الذين تباهى بهم ضربوا الأرقام القياسية فى هزائم الحرب)) (167) ورغم ذلك يكتب عبد الناصر عنهم ((أريد أنْ أفاخر الناس بأعضاء مجلس قيادة (الثورة) فهم أخوتى وزملائى)) ولكن عندما وجّه إليه زميله (الضابط) كمال الدين حسين فى خطابه المؤرخ 12/5/65وقال له ((اتق الله)) اعتقله وقطع الاتصال عن أسرته ورفض السماح باستدعاء أى طبيب للكشف على زوجته أو الحصول على الدواء وبعد وفاتها رفض السماح له بتشييع جنازتها. وعن دولة التجسس على المواطنين قال الرئيس السورى شكرى القوتلى أنّ عبد الناصر((رجل بمائة عين ولكنه لا يُبصر بواحدة منها)) (172)
ينقل أباظة ما كتبه حسين الشافعى عن تجنيد أنور السادات عميلا للمخابرات الأمريكية فكتب أنّ ((الوحدة المصرية السورية كانت الطـُعم الذى وُضع بذكاء من أجل أنْ تبتلعه مصر. وأنّ السادات كان وراء كل هذه المخططات ، فقد ذكرت الواشنطن بوست أنّ السادات عميل للمخابرات الأمريكية منذ الستينات وأنه كان وراء توريط مصر فى حرب اليمن)) (الشافعى ويوليو وحكم السادات- ص117) وكان تعليق أباظة المهم أنّ ما ورد فى صحيفة الواشنطن بوست كان بتاريخ 24/2/77 أى عندما كان السادات رئيس مصر، فلماذا لم يتخذ أى إجراء لا ضد الصحيفة الأمريكية ولا ضد الشافعى (211) والسادات الذى هاجم عبد الناصر لم يكن أقل منه عداءً للديمقراطية لذا كتب أباظة ((واقع الأمر أنّ دكتاتورية السادات أكثر تطورًا فى أساليب الحكم ، فقد شكل مجلسىْ الشعب والشورى وهما عبارة عن خاتم فى يده يبصم بهما على أى تخريج تشريعى)) (226) ونقل ما كتبه هنرى كيسنجر((إننى مندهش من سلوك السادات لأنه لم يستخدم أى ضغط سياسى فى مفاوضاته لفك الارتباط . وأنه كان يستطيع أنْ يفرض اتفاقــًا شاملا . ولا أعرف لماذا لم يُحاول استعمال الموقف الجديد لكى يضغط من أجل انسحاب إسرائيلى كامل)) وهذه الفقرات ذكرها هيكل فى كتابه (خريف الغضب- ص160، 161) عن المحاضر السرية لاجتماعات كيسنجر وتتفق مع موقف السادات من دول البترول بعد أنْ طلب منهم إنهاء الحظر قبل الاتفاق على مبادىء الصلح المنتظر(233)
وعندما تم طرح مشروع نفق الشهيد أحمد حمدى تحت قناة السويس تمّتْ الموافقة على مناقصة دولية رستْ على شركة إنجليزية بمبلغ 31مليون جنيه مصرى . إلاّ أنّ شركة عثمان أحمد عثمان فرضتْ نفسها فارتفعتْ تكاليف النفق إلى 105مليون جنيه أى حوالى 143دولارًا حيث كان سعر الدولار فى حدود 73 قرشـًا آنذاك عام 78. أى أنّ الزيادة بلغتْ 74مليون جنيه دخلتْ جيب عثمان أحمد عثمان . فتقدّم المرحوم د. محمود القاضى باستجواب فى مجلس الشعب بشأن ارتفاع تكلفة نفق أحمد حمدى، فانبرى له وزير الإسكان بفاصل من الشتائم (خجل د. أباظة من ذكرها) وبعد أنْ ثار بعض النواب تدخل فكرى مكرم عبيد ووضع يديه على كتفىْ الوزير ود. القاضى وهو يبتسم وقال إنّ الأمر لا يعدو المزاح بين زميلين . وكان تعليق أباظة إنّ هذا الوزير لم يكن يجرؤ على هذا السلوك لو لم يتلق التوجيه من رئيسه (السادات) الذى فتح كل أبواب الفساد الذى استفاد منه هو وأسرته التى انتقلتْ من العدم إلى الثراء الفاحش (239، 240) وحتى خالد محيى الدين (اليسارى) قبل رشوة عبد الناصر له عندما منحه معاش أميرالاى ، أى فوق رتبته بأربع رتب. ولم يكتف خالد بذلك وإنما قال لعبد الناصر أنه ليس لديه سيارة ، فقال له ((زكريا ح يبعتْ لك عربيه فورًا)) (الآن أتكلم 349، 350)
يؤكد أباظة على أنّ الدور الأمريكى ((كان حاسمًا فى حركة ضباط يوليو وإنْ اختلف الرأى حول طبيعة هذا الدور الذى قامت به المخابرات الأمريكية ، إلاّ أنّ القدر المُتيقن منه أنّ أمريكا كانت على علم كامل بتحركات الضباط وأنها كانت تـُراقب هذه التحركات وتـُباركها بعد أنْ مهـّدتْ لها بتأكيد ضمان عدم تدخل بريطانيا فى حالة نجاحها مع وعدها بالاعتراف الدولى)) (254) وبعد أنْ سيطر عبدالناصر على مصر، وضمن مساندة أمريكا له عمل على تبديد موارد مصر تحت شماعة (العروبة) فى العراق وسوريا واليمن والجزائر إلخ إلخ ولم يكتف بذلك وإنما نسى دوره كرئيس دولة ، فهبط أسلوبه وتردى إلى الانحطاط والاسفاف فهاجم ملك السعودية وهدّده ب (نتف دقنه) ويصف الملك حسين بأنه ابن أمه (الملكة زين) وبعد أنْ وقف مع لومومبا ضد تشومبى ، إذا به يُزوّد المتمردين فى الكونغو بالأسلحة عقب الاطاحة بلومومبا وتولى (أنطون جيزنجا) وهكذا باع صديقه لومومبا . كما وجّهتْ الاذاعة المصرية (فى بثها الموّجه لإفريقيا) التحريض ضد أثيوبيا ومساندة الأقلية المسلمة فى الحبشة على الثورة ضد الامبراطور هيلاسلاسى . وعندما سيطر الشيوعيون على حكم الحبشة تغير الموقف من مصر، خاصة وأنّ هيلاسلاسى كان يتميّز بالتعقل والحكمة وكان يحترم مصر والمصريين نظرًا لأنّ الكنيسة الحبشية كانت تتبع الكنيسة المصرية ، الأمر الذى ساعد على حـُسن العلاقات بين البلدين . وعن كارثة الوحدة المصرية السورية نقل أباظة ما قاله الرئيس شكرى القوتلتى لعبدالناصر عن أبناء وطنه ((لقد وضعتَ نفسك فى ورطة فى بلد يعتبر كل شخص فيه نفسه إلهـًا)) وأنّ الأمير فيصل (قبل أنْ يعتلى العرش) عبّر عن مخاوفه من تلك الوحدة وقال إنّ ((مصر ستتلقى ضربة شديدة من جراء هذه الوحدة . وطلب من السادات أنْ يُبصر زعيمه بأنّ سوريا عبارة عن عشائر، هم أدرى بها . وأنّ هذه الوحدة لن تستمر)) (من 270- 272) بل وصل الأمر بعبد الناصر أنْ شجّع الفتن داخل الأسرة السعودية ، من إخوة الملك بزعامة الأمير طلال ومؤازرة أربعة من إخوته وهم أخوة الملك سعود ، فتم تشكيل مجموعة الأمراء الأحرار) على نسق (الضباط الأحرار) وقد تسلل خمسة منهم إلى القاهرة . كما كانت (الجيوب الناصرية) فى الدول العربية تتواجد فى الجيوش تحت مسمى (الضباط الأحرار) فى السعودية والأردن والعراق (274)
وعن كارثة (بالوعة) اليمن فإنّ عبدالناصر تجاهل أنّ السعودية لن ترضخ للأمر الواقع، فعَمَدَ على توريط وذبح الجيش المصرى فى اليمن وأصرّ على الاستمرار فى المذبحة بعد الاتفاقية التى عقدها كيندى مع الأطراف المُتنازعة. وكان على الجانب المصرى والسعودى بموجبها سحب القوات الأجنبية من اليمن وإنشاء نظام للمراقبة الدولية مع وعود أمريكية بتقديم المساعدات الاقتصادية لجمهورية اليمن . وكانت هذه الاتفاقية تـُمثل طوق نجاة لمصر، ولكن عبد الناصر أصرّ على موقفه من خلال التلاعب بسحب بعض القوات ، وفى نفس الوقت تدعيم الجيش المصرى فى اليمن، رغم ما كانت تتحمله مصر من خسائر فى الأرواح ونزيف العملات الصعبة. وازداد الموقف سوءًا بعد تصرح السلال (المدعوم من عبد الناصر) بأنه يمتلك الصواريخ التى ستـُدمر الرياض على رأس حكومتها. كما كانت الطائرات المصرية تـُغير على بعض المناطق السعودية التى كانت تحتمى بها القوات اليمنية المؤيدة للنظام الملكى. وبعد عاميْن اضطر عبد الناصر للاعتذار عن إغارة الطيران المصرى للأراضى السعودية. وإذا كانتْ مغامراته قد انتهتْ بخروج بريطانيا من آخر معاقلها فى الخليج، فإنْ الفائز الحقيقى كانت أمريكا التى حلتْ محل الاستعمار العجوز(من 276- 283) وعن كارثة يونيو67 فإنّ أباظة نقل ما كتبه الفريق أول كمال الدين حسين فى كتابه (مشاويرالعمر) من أنّ عبدالمنعم رياض ذهب للقاء الملك حسين فى أول مايو67 فحمّـله المالك رسالة إلى عبد الناصر تتضمن تحذيرًا من فخ يُدبّر للقوات المصرية من بعض السوريين لإشعال النارمع إسرائيل فتتورط مصر ويتم تدميرالجيش المصرى إلاّ أنّ عبد الناصر لم يهتم بهذا التحذير. وكان من رأى الفريق أول رياض أنّ هناك مؤامرة لاستدراج مصر وتوريطها ثم ضربها وأنّ سوريا هى طـُعم الاستدراج والتوريط . ومن بين (الصناديق السوداء) التى عَمَدَ النظام الناصرى على إخفائها ، قضية محاكمة المُتسببين عن هزيمة يونيو. وكان من بين المهازل أنْ يكون حسين الشافعى هو رئيس المحكمة. وظلت أغلب صفحات التحقيق سرية. وهو ما يؤكد تواطؤ ضباط يوليو52 ضد الوطن (مصر) خاصة أنّ بعض ضباط المخابرات العامة كانوا ضمن من تم التحقيق معهم . وكان تعليق أباظة ((والبالغ الغرابة أنّ مثل هؤلاء الأشخاص مازالوا على قمة الحكم حتى الآن (وقت تأليف كتابه عام 94) رغم أنّ المحاكمة انتهتْ بإدانتهم . ورغم اعترافهم بارتكاب أفعال فاضحة تمس الشرف وكرامة الوطن والمواطنين والاتجار فى الرقيق الأبيض فى سبيل الشهوات الشخصية)) (من 294- 302) ورغم أنّ عبد الناصر دأب على تجريح الملك حسين ، فإنّ الأخير لم يُندّد بموقف مصر أثناء الحرب من التمويه والتضليل بإذاعة الأخبار الكاذبة ، بعد أنْ أبلغته هيئة أركان الحرب المصرية أنه تم تدمير ثلاثة أرباع سلاح الطيران الإسرائيلى فوق القاهرة (304)
إنّ تاريخ أى أمة يجب أنْ يُنظر إليه من خلال الدياليكتيك ، أى ربط الأحداث بعضها ببعض ، لذا فإنّ سيطرة ضباط يوليو على حكم مصر، وجرائمهم العديدة ضد شعبنا ، لابد من ربطها بما قاله عبد الناصر عن حريق القاهرة بأنه ((أول بادرة لثورة اجتماعية على الأوضاع الفاسدة . وحريق القاهرة هو تعبير شعبى على ما كانت ترزح فيه مصر من إقطاع واستبداد رأس المال)) (نقلا عن كتاب أحمد أبو الفتح بعنوان ناصر- ص314) فحريق القاهرة من وجهة نظر عبد الناصر((ثورة اجتماعية)) رغم أنه اتهم الإخوان المسلمين مرة واتهم الشيوعيين مرة أخرى بدورهم فى حريق القاهرة كما ورد فى مذكرات إبراهيم طلعت الذى كان من رأيه أنّ الضباط الذين استولوا على حكم مصر- وفى مقدمتهم عبد الناصر- هم الذين دبّروا الحريق . ولو أثبتتْ الوثائق صحة رأى طلعت تكون تراجيديا مصر البائسة مع ضباط يوليو أنها بدأتْ بحريق القاهرة فى يناير52 وانتهتْ بكارثة يونيو67واستمرّتْ مع الخليفة الذى اختاره عبدالناصر(السادات) ثم مع الخليفة الذى اختاره السادات (مبارك) ولذلك فإنّ هيكل فى دفاعه عن صلاح نصر اتبع أسلوب (تبرير الجرائم) فكتب ((كان جهاز المخابرات العامة منذ أنشىء فى منتصف الستينات أكفأ أجهزة المخابرات فى المنطقة. وكان جهد صلاح نصر فى إنشائه وإدارته لا يُنكر)) أما تبرير الجرائم فى رأى (كاتب الوحى الناصرى) هو((طول البقاء فى المنصب.. إلخ)) (هيكل فى كتابه سنوات الانفجار- ص 204) وعن استغلال صلاح نصر بعض السيدات المصريات فى فضائح جنسية وتصويرهن مع خصوم ضباط الحكم فكانت ((هذه العمليات تتم عن طريق التجنيد والسيطرة التى قام بها قسم أطلق عليه (الكنترول) بالمجموعة رقم 98منذ عام 63. ولأنّ كاتب الوحى الناصرى (هيكل) متطابق مع الضباط ، لذا نجد أنّ حسين الشافعى يتطابق بدوره مع هيكل فى دفاعه عن صلاح نصر فقال أنه ((كان ضابطـًا ممتازا أدى خلال قيادته لجهاز المخابرات العامة أعمالا جليلة. ولكننا نحن بشر. وقد تحدث بعض الانحرافات فى مرحلة ضعف بشرى.. إلخ)) (نقلا عن كتاب صلاح إمام بعنوان حسين الشافعى وأسرار يوليو وحكم السادات- ص138) وقد زايد الشافعى فى تبريره لجرائم صلاح نصر(خاصة الأعمال القذرة غير الأخلاقية) على هيكل بأنْ قال أنه يكفى صلاح نصرأنه قبل كل شىء كان أحد الضباط (الأحرار) الذين قاموا ب (الثورة) وفى دفاعه عن كارثة يونيو67ردّد المأثور العربى ((لكل جواد كبوة)) هؤلاء هم ضباط يوليو الذين حصلوا على مساعدة أمريكا كما ذكر أحمد أبو الفتح فى كتابه (ناصر) ص 503 وكان هدف الأمريكان ((إقامة دكتاتورية عسكرية)) والدليل على ذلك اتصال السفارة الأمريكية عن طريق (ليكلاند) المستشار الثانى بالسفارة والصديق الحميم لهيكل . وأنّ السفير الأمريكى (كافرى) كان يرى أنه لا سبيل لإرساء سياسة أمريكية جديدة إلاّ بتغيير الحكم وإبداله بالجيش . ومن هنا قرّرتْ الإدارة الأمريكية ما يلى 1- إنّ الضباط المرشحين للقيام بالانقلاب لهم تطلعات ثابتة. وهم تقليديون ويسهل التفاوض معهم وسوف يكونون أكثر مرونة بعد استيلائهم على السلطة 2- يجب على الحكومة الأمريكية أنْ تتقبّل فكرة إزاحة الملك عن العرش مع اتخاذ موقف المعارضة الشكلية من جانبنا (أى الجانب الأمريكى) 3- وينبغى على الحكومة الأمريكية- بعد وصول الضباط للحكم- منع أى محاولة جادة لإجراء انتخابات نيابية أو إقامة حكومة دستورية 4- تحرص الإدارة الأمريكية على نفى أى صلة بينها وبين الضباط وأنّ حركتهم (ثورة شعبية) ومتحررة من أى نفوذ خارجى (مايلز كوبلاند – لعبة الأمم- ص 50)
وإذا كان البعض يتشكك فى كلام مايلز كوبلاند ، فإنّ أباظه فعل خيرًا عندما دعّم ما حدث بين الضباط والأمريكان بشهادة ضابط من الإخوان المسلمين اسمه (حسين حموده) وكان مع عبد الناصر فى تنظيم الإخوان . كتب حسين حموده فى كتابه (أسرار حركة الضباط الأحرار والإخوان المسلمين) إنّ ((الأمريكيين حاولوا الاتصال بالجيش عن طريق الملحق العسكرى الأمريكى بالسفارة الأمريكية بالقاهرة)) وأضاف أنه ((حضر عدة اجتماعات فى منزل الملحق العسكرى بالزمالك مع عبد الناصر. وكان الكلام يدور حول التسليح والتدريب والموقف الدولى والخطر الشيوعى على العالم وخاصة الشرق الأوسط . وأنّ أمريكا ستـُساند أى نهضة تقوم فى مصر، لأنّ بقاء الحال على ما هو عليه فى مصر يُنذر بإنتشار الشيوعية. وهذه الاتصالات بالسفارة الأمريكية كانت فى الفترة من عام 1950- 1952)) (كتاب أباظة – ص 362)
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة فى مذكرات إبراهيم طلعت
- الأزهر فى سباق الارتداد للخلف
- غياب الدولة المصرية عن تاريخها الحضارى
- الإعلام المصرى البائس والنخبة الأشد بؤسًا
- الصراع المصرى / العبرى : الجذور والحاضر
- قراءة فى مذكرات أحمد حمروش
- قراءة فى مذكرات عبداللطيف البغدادى (3)
- قراءة فى مذكرات عبد اللطيف البغدادى (2)
- قراءة فى مذكرات عبد اللطيف البغدادى (1)
- طغيان اللغة الدينية وأثرها على الشعوب
- قراءة فى مذكرات اللواء محمد نجيب
- رد على الأستاذ أحمد عليان
- قراءة فى مقدمة ابن خلدون
- كارثة العروبة على مصر
- العلاقة التاريخية بين الدين والقومية
- القرن التاسع عشر وتحديث المدن المصرية
- الخيال والإبداع الروائى
- تحايل إيزيس على (رع)
- الأنثروبولوجيا والفولكلور والثقافة القومية
- التعليم الدينى وجذور العنف


المزيد.....




- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - قراءة فى كتاب شامل أباظة (حلف الأفاعى)