أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - كيف نفهم موسى وفرعون؟













المزيد.....

كيف نفهم موسى وفرعون؟


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 4400 - 2014 / 3 / 21 - 10:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قالوا وقلنا:......

قال القران؛( فاما الزبد فيذهب جفاء واما ماينفع الناس فيمكث في الارض)-الرعد 17-
وقال المسيح:( من ثمارهم تعرفونهم).
وقال بوذا:(كل شئ تحت الشمس فهو فان ماعدا الاعمال الصالحة فهي باقية).

اقول: لا شك اننا نحتاج لدراسة التاريخ من جديد وبعقل نقدي وفق المعطيات العلمية وبشئ من الانصاف, ولا شك ان القران في هذه الاية يضرب للناس مثلا للحق والباطل ويضع لكل منها علامة وهي ان الحق باق لانه ينفع الناس نخلاف الباطل فهو زائل كالزبد,وهكذا الحال في مقولة السيد المسيح وكلام بوذا,ولو اخذنا بهذين المعيارين-اي النفع والثمرة- في الكشف عن الحق والباطل في قصة وموسى وفرعون لرأينا مايلي:

1-بالنسبة لموسى فماذا بقي منه غير الصراع الدموي بين العرب واليهود على ارض فلسطين؟ لان موسى-وباعتراف القران-هو الذي حرض بني اسرائيل للهجوم على القرى الآمنة في فلسطين بعد ان اخرجهم من مصر الى صحراء سيناء بحجة انها ارض مقدسة وان الله وهبكم اياها(ياقوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم)-المائدة 21- فهل يرضى الله بقتل وتشريد الناس الامنين وهم اصحاب الارض(من احيا ارضا فهي له) ويهبها بلا وجه حق لمجموعة من بدو الصحراء الذين عبدوا العجل قبل ايام قليلة؟ وكيف صارت ارض فلسطين مقدسة والحال ان الانبياء قد بعثوا فيها بعد موسى,اما ابراهيم ويعقوب فقد عاشوا فترة في صحراء الاردن لانهما كانا من رعاة الماشية,وفي ذلك الوقت كانت سيناء هي الارض المقدسة التي نزل فيها الوحي على موسى في جبل الطور؟ ومنذ ذلك التاريخ والى الان فالبشرية تنزف وتتقاتل وقد ذهب الملايين ضحية هذه الفرية,هذا مابقي من بركات موسى,مضافا الى دين عنصري يؤكد لاتباعه انهم شعب الله المختار وان الله فضلهم على العالمين كما ورد في القران.

2-ولو رجعنا الى بداية بعثة موسى فما كان نفع موسى غير صب البلايا على شعب مصر من الجراد والقمل والدم والضفادع (فارسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع...)-الاعراف 133-والشعب المصري المسكين هو الذي يعاني منها لا فرعون الجالس في قصره ولا يرى ضفدعة او جرادة مثل الحصار المفروض على العراق في عهد صدام الذي دمر الشعب العراقي دون ان يتأثر به صدام واعوانه!! وحتى بني اسرائيل قد ذاقوا العذاب والتهجير في الصحراء بعد هربهم من مصر بسبب موسى (قالوا لقد اوذينا من قبل ان تأتينا ومن بعد ماأتيتنا)حتى انهم طلبوا منه العودة الى مصر وانهاء هذه الازمة, الا انه كان يعلم ما سيكون مصيره في مصر, ولذلك اغراهم بدخول فلسطين بتلك الحجة المزعومة, وقبل كل هذه الاحداث نرى ان موسى قام بقتل انسان من الاقباط بدون حق ولمجرد نزاع بين القبطي والاسرائيلي وقد اعترف بذلك موسى نفسه واستغفر الله وقال(هذا من عمل الشيطان)وبذلك يسجل نفسه في التاريخ كأول داعشي ارهابي رغم انه كان يعيش احسن عيشة في بلاط الملك الذي آواه ورعاه فكان هذا جزاء المحسنين !!

3-اما فرعون,فماذا بقي منه من نفع؟..يكفي ان نقول ان اقتصاد مصر قائم على السياحة واهم ما يجذب السواح الى مصر هو الاهرامات وابو الهول من بقايا الحضارة الفرعونية حيث تدر هذه الاثار على مصر اكثر من مليار دولار في العام وينتفع منها جميع الشعب المصري بشكل مباشر او غير مباشر من المطاعم والفنادق وسيارات الاجرة وغير ذلك,مضافا الى النفع المعنوي لشعب مصر حيث يفخرون امام العالم بحضارتهم هذه,ومع كل هذا النفع نرى المسلمين في مصر يلعنون فرعون وهم يعيشون على مائدته ! وليس هذا فحسب بل ان البشرية استفادت كثيرا من هذه الاثار حيث اطلع العالم على تاريخ وحضارة من اقدم الحضارات التي عرفتها البشرية ببركة قبر فرعون, اما موسى فلم يبق منه حتى قبره.. واليوم نرى وجود اسرائيل من بركاته وقد خسر الشعب المصري ومعه الشعوب العربية المليارات في التسلح والحروب ضد اسرائيل غير عشرات الالوف من القتلى والجرحى.. فايهما كان انفع للبشرية؟؟

4-ولو عدنا الى عصر فرعون وحكومته فماذا نرى؟ القران يحدثنا عن سلوكه مع مخالفيه- موسى وهارون- بمنتهى الديمقراطية والحوار الحر وامام الملأ وقد كان بامكانه قتله منذ اليوم الاول وبخاصة ان موسى ارتكب جريمة قتل فيما سبق,وقد ذكر لنا القران بعض ماجرى من هذه الحواريات,وكذلك لم يحدثنا القران والتاريخ ان فرعون قد غزا بلدان اخرى رغم مايمتلكه من امكانات وجيش قوي مع ان فلسطين وما تتمتع به من خيرات وبركات كانت الى جواره وقد غزاها البابليون والفرس والرومان طمعا في خيراتها مع بعدهم عنها, اما ما يقال من ان فرعون كان ظالما وقد سخر العبيد لبناء الاهرامات فهذه سيرة الملوك في كل عصر حتى في العصر الاسلامي بل ان التاريخ يحدثنا عن فجائع ارتكبها الملوك والسلاطين في بلدان اخرى اكثر بكثير مما يحدثنا عن فرعون, والعبيد كان يشتريهم من قوافل التجارة مثلما اشتروا يوسف النبي بعد ان غدر به اخوته المتدينون ولم يكسب العبيد بغزو البلدان كما هو حال المسلمين في زمن النبي محمد وبعده, والقران يحدثنا ايضا عن سليمان وهو نبي سخر الجن والانس لبناء الهيكل وبمواصفات عجيبة وغريبة,ولكن لم يبق منه الان أي اثر سوى جدار واحد يقال انه من بقايا هيكل سليمان,والمثل يقول:مابني على باطل فهو باطل..

5-اما ماذكره القرآن عن طغيانه وقوله انا ربكم الاعلى فثقافة ذلك الزمان والى عهد قريب كانت ترى في السلطان انه ظل الله على الارض كما في الثقافة الاسلامية ايضا, ولم يقل لهم انني الله الذي خلقكم لان هذا الكلام لا يصدقه عاقل, اما قتله وتعذيبه للناس فهو يخص المعارضين لحكومته كما فعل النبي محمد ذلك بأمر القرآن(انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ..ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض..), وقد ذكرنا سابقا ان اخلاق الحاكم وبالنظر الى مسؤوليته في حفظ النظام تختلف عن اخلاق المحكومين,والشاهد على ذلك اخلاق سليمان النبي في تعامله مع طير جميل وصغير وهو الهدهد حيث توعده بالذبح او التعذيب لمجرد انه تأخر في الحضور(قال لاذبحنه او لاعذبنه عذابا شديدا),والقرآن يؤيد هذا التصرف من سليمان, فاذا كان هذا تعامله مع طير صغير فكيف يكون تعامله مع المعارضين لحكمه؟؟ واخيرا ان ماورد الينا من اخبار فرعون وموسى مستقاة من مصدر واحد وهو ماحكاه بنو اسرائيل عن تاريخهم وقد اقتبسه القرآن منهم,وليس من العدل والانصاف ان يسمع القاضي من طرف واحد ولا يستمع الى الاخر فلعله على حق لاسيما اننا نعلم وبشهادة القرآن ان بني اسرائيل كانوا من اكذب الناس واكفرهم وأحطهم اخلاقا, واذا اردنا ان نستمع الى الطرف الاخر وهم الفراعنة فسوف يقولون:هذه آثارنا تدل علينا.. ويكفينا في كذب هؤلاء المدعين انهم كانوا يعيشون في مصر عيشة مرفهة رغم انهم كانوا نزلاء عندنا وكان واحدا منهم وهو قارون يملك ثروة باهضة جدا حتى صار مضرب المثل في الثراء ولم نقم بمصادرة امواله كما يفعل سائر السلاطين الظالمين,ويكفي في بيان حالتهم الاقتصادية الجيدة ان نساءهم كن يملكن الكثير من الذهب والحلي بحيث انهم صنعوا منها عجلا كبيرا بعدما خرجوا الى سيناء..
واعتقد ان الله أحب موسى لشدة ايمانه وتأييده للمظلومين من شعبه ومطالبته بحقوقهم فأماته في صحراء سيناء قبل ان يغزو فلسطين وربما يرتكب من الجرائم مايحوله الى سفاح خطير.. اما فيما يتعلق بخاتمة فرعون فان الشيخ الاكبر ابن عربي يعتقد بأن فرعون في الجنة لأنه آمن في آخر ساعة من حياته, وفي نظري انه كان مؤمنا موحدا كما اثبتت الدراسات التاريخية وان موسى تعلم التوحيد من دين فرعون عندما كان يعيش في البلاط ............. والحكم اليكم ان كنتم منصفين.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نفهم الموت؟
- كيف نعرف الحياة؟
- كيف نفهم الانسان؟
- كيف نفهم العالم؟
- لماذا نقد الدين؟
- من ثمارهم تعرفونهم !!
- هل الخلل في النظرية ام في التطبيق
- هل الله يريد لنا حكومة دينية ام مدنية؟
- عندما يتحول الدين الى ايديولوجيا
- روعة الاقتصاد الاسلامي
- وهم الحق
- الاخلاق في السياسة
- القانون الجعفري وحقوق الانسان
- كيف نفهم الدين؟
- الولادة الثانية
- بين الفتح الاسلامي ومشروعية التدخل العسكري
- المباني الفكرية للارهاب
- كرامة الانسان..ذاتية ام عرضية؟
- العقل في الاسلام
- الانتماء للجماعة


المزيد.....




- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - كيف نفهم موسى وفرعون؟