أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كريمة الحفناوى - الأفكار الظلامية الإرهابية والثورة التنويرية














المزيد.....

الأفكار الظلامية الإرهابية والثورة التنويرية


كريمة الحفناوى

الحوار المتمدن-العدد: 4399 - 2014 / 3 / 20 - 17:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



حين يشتد الفقر وتتدهور أوضاع الصحة والتعليم والسكن والغذاء، حين تغيب التنمية الحقيقية فى المناطق الفقيرة وخاصة فى جنوب الصعيد والمناطق الحدودية الهامة فى مصر وعلى رأسها سيناء الغالية، تكون الأرض ممهدة لزراعة الأفكار المتشددة والإرهابية فى رؤوس الشباب لضمهم باسم الدين إلى جماعات التكفير والجهاد والإرهاب. وتصبح محافظاتنا الحدودية، بدون التنمية والبشر، مرتعا لتهريب السلاح وتدريب الإرهابيين.
وفى الفترة الأخيرة نجد أن التصدى للإرهاب بالأمن فقط من خلال الجيش والشرطة. ليس بالأمن فقط نقضى على الإرهاب، فللقضاء عليه واجتثاث جذوره لا بد من تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الحقيقية والعدالة الانتقالية بمحاكمة ومحاسبة كل من يقترف جرائم مخالفة للقانون من قتل وتدمير منشآت الدولة وممتلكات الشعب وحرق دور العبادة وإشعال الفتن.
فالعدالة الناجزة استقرار للمجتمع وحق للجميع. ولكن هذا كله ليس بكاف ما لم يرتبط بثورة ثقافية مجتمعية تعيد لنا التنوير الذى يهزم الأفكار الظلامية، ثورة ثقافية يشترك فى تقديمها عدة وزارات وجهات مسئولة: وزارة الثقافة، والهيئة العامة لقصور الثقافة، وزارة الشباب والرياضة، مراكزالشباب فى كل أنحاء مصر، والمجلس الوطنى للإعلام، وهيئة الكتاب، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالى، وهيئات المسرح والفنون بكل أشكالها.
التعليم الذى يعتمد على التنوير والتعريف بالتاريخ الوطنى وتعميق الانتماء والهوية، والثقافة التى تعتمد على حرية الفكر والإبداع فى كل المجالات الأدبية والمسرحية والسينمائية والفنون التشكيلية، والإعلام القائم على التثقيف والتنوير بإعادة نشر القيم الإيجابية الديمقراطية، ودور قصور الثقافة فى نشر المفاهيم والقيم والحفاظ على الموروثات الثقافية الفلكلورية، ودور مراكز الشباب فى احتواء طاقات الشباب بعمل معسكرات تثقيفية وترفيهية ورياضية وفنية، وإجراء حوارات مستمرة مع الشباب. ولابد من نشر الخطاب الدينى الوسطى المتسامح من خلال المؤسسات الدينية وجميع المؤسسات الثقافية، كل هذه الوسائل أساسية فى التصدى للفكر الظلامى الإرهابى المتطرف البعيد عن جوهر الأديان فى العدل والمساواة والمحبة والسلام.
وفى المؤتمر الأخير الذى جمع خيرة المثقفين المصريين، والذى انعقد فى المجلس الأعلى للثقافة لمدة ثلاثة أيام متوالية، كانت جميع التوصيات تتمحور حول عنوان أساسى: ثورة ثقافية تنويرية فى كل ربوع مصر. فإذا بدأنا بالتعليم بكل مراحلة المختلفة لابد أن تلجأ الوزارة إلى خبراء التعليم لوضع مناهج تعتمد على إعمال العقل وتطوير الابتكار وليس على التلقين والحفظ. كما نحتاج إلى تعليم يكون وفق خطة مدروسة لما هى احتياجات التنمية الوطنية، والتدرب على التفكير العلمى وإتقان المنهج العلمى فى البحث والتفكير، وتطوير البحث العلمى وتوسيع التعليم بجميع مراحله وخاصة التعليم الجامعى. غير تنمية القدرات والمواهب فى مجال التخصص.
مناهج يكون هدفها تعميق الانتماء للوطن، وتعتمد على التعريف بتاريخ هذا الوطن ونماذجة الريادية، والتعريف بقادة الفكر والسياسة والعمل البارزين فى تاريخه، كما يسعى لنشر قيم التسامح والمحبة والمواطنة وعدم التمييز والتدريب على العملية الديمقراطية من الصغر والحرص على ديمقراطية العلاقة بين الطلاب والمدرسين وبين المدرسين والإدارة.
وإذا تحدثنا بتفصيل عن مراكز الشباب، فهل نطمح إلى أن تصل الدولة بهذه المراكز إلى المناطق البعيدة والفقيرة فى الكفور والنجوع والقرى، لجذب الشباب إلى أنشطتها المتنوعة لتستوعب طاقاتهم بدلا من تركهم نهبا للجلوس على المقاهى وانتشار أمراض الإدمان وشتى صور الاغتراب، وبدلا من تركهم فريسة للفكر المتطرف الإرهابى.
وبالنسبة لقصور الثقافة المنتشرة فى كل أنحاء البلاد وحتى فى المحافظات الحدودية، والتى يقوم عليها مسئولون كلهم حماس لأداء مهامهم ولكن يقيدهم ضعف الإمكانيات المادية، كما تقيدهم مختلف اللوائح والقوانين البيروقراطية. آن الأوان لأن تلعب هذه القصور دوا كبيرا فى إطلاق الإبداعات الفنية والأدبية لدى الشباب المصرى بالذات من خلال أشكال مثل نوادى السينما والفرق المسرحية والفنون الشعبية والحفاظ على الموروثات والفلكلور الشعبى فى كل منطقة.
ولا ننسى أطفال الشوارع. هل نطمح فى خطة قومية يشارك فيها كل تلك المؤسسات بالتعاون مع منظمات المجتمع المدنى لاستيعاب هؤلاء الأطفال وتحويلهم من مجموعة محرومة ناقمة على المجتمع إلى مجموعة تتمتع بالحد الأدنى من توفير الاحتياجات الأساسية المادية وتوفير المجالات الثقافية والتعليمية والتدريبية من أجل إعدادهم للمشاركة فى بناء الوطن.
هل آن الأوان لكل الوزارات المعنية التى أسلفنا ذكرها أن يجتمع ممثلوها مع عدد من الشخصيات من كبار المفكرين والمبدعين والمثقفين فى كافة المجالات، لتحقيق هذه الثورة الثقافية. يجلسون معا، يضعون خطة عمل لتنفيذها فورا فى كل ربوع مصر جنوبا وشمالا وشرقا وغربا، يعملون كخلايا النحل لنشر الفكر الديمقراطى الوطنى المستنير التقدمى ومحاصرة ووأد الفكر الإرهابى الظلامى.
إن الاستعداد من قبل شرفاء مصر فى كل المجالات للعمل من أجل هذا الهدف النبيل متوفر، فهل نبدأ؟
دكتورة كريمة الحفناوى



#كريمة_الحفناوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد المجيد الخولى نبض الفلاحين
- إرادة الشعب التى لن يقهرها أحد
- فبراير والعدالة البطيئة والغائبة
- آن الأوان يامصرى للمشاركة
- من الحزن والألم إلى الفرحة والأمل
- الشباب وتخوفات مشروعة
- 25 يناير 2011-2014 ثلاث سنوات والثورة مستمرة
- من شعب مصر إلى الرئيس القادم
- كيف ولماذا تصدرت النساء المشهد
- الدستور والحق فى الصحة والتعليم
- فلنستعد جميعا لتحسين أحوال الشعب والقضاء على الإرهاب 2-2
- من مسيرة ست البنات 2011 إلى دستور 2013
- ثورة الشعب ثورة وطن


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كريمة الحفناوى - الأفكار الظلامية الإرهابية والثورة التنويرية