أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر الخياط - في النقد الادبي - 8 -















المزيد.....

في النقد الادبي - 8 -


شاكر الخياط
كاتب ناقد وشاعر

(Shakir Al Khaiatt)


الحوار المتمدن-العدد: 4399 - 2014 / 3 / 20 - 14:10
المحور: الادب والفن
    


ان موقفنا من المناهج النقدية المعاصرة لم يكن متقاطعا ولن يكون مطلقا، لاننا نستقي من الاخرين ونتلاقح معهم على ان لانترك مالدينا من خير عامر جانبا، لأننا نعتبر النقد من أهم الحوافز الدافعة الى ازدهار الإبداع الأدبي, وتطوير أشكاله الفنية ومقاصده الفكرية والثقافية وتنوع مناهجه التحليلية والثقافية وما فتئ كل إبداع سردي أو شعري يقابل بإبداع نقدي في مواكبة ذائبة. عبر توالي العصور وتعاقب الأجيال وما ازدهر الأدب في عصر من العصور إلا وكان النقد رافداً له وتفسيراً أو تقييماً أو إبداعاً وكلما قلّت القراءة المبدعة خبت جذوة الإبداع وقاربت الأفول فوقف الكتّاب عند عتبة السائد واكتفى النقاد والدارسون بما تحقق لديهم من مناهج وأدوات ورؤى. فجاءت قراءاتهم تقليدية مكرّرة.‏
ـ أي أن الهدف ليس الأدب أو الشعر وإنما أدبية الأدب أو شعرية الشعر أو بمعنى آخر ما يجعل الأدب أدباً في خصائصه ووظائفه وقضاياه ورؤاه الآنية والمستقبلية, فإلى أي عصر يعود إنتاج المناهج النقدية الحديثة?‏
يعود انبثاق المناهج النقدية الحديثة في أوربا إلى تراث ثرٍّ من التراكمات الثقافية والتيارات الفكرية المختلفة التي عمل بها على إثرائها تقاطع العديد من المعارف والآداب العالمية لحضارات وشعوب متباينة وما انبثق عنها من فلسفات مثالية وإسلامية ووجودية ومادية وذرائعية وبقدر ما انتعشت تلك المناهج في الغرب كان لها أثرها في الدراسات النقدية العربية اتباعاً مرة ومثاقفة في طور آخر وقد برزت هذه المناهج في عدد من الاتجاهات يمكننا حصرها في مسارين:‏
ـ مسار المناهج السياقية: وعمادها الاثراء من خلال التحصيل الدائم ( الاسقاطات) السياقية كعامل يستوجب توفره والثاني الأحكام التذوقية (الانعكاسية) والملابسات الخارجية في تحديد مقاصد النص ودلالته وفيها يستعين الناقد في قراءاته للنصوص بالملابسات الاجتماعية والثقافية والنفسية ونحوها. ونلمس ضمن هذا المسار زهرة من المناهج لعل من أهمها:‏
ـ المنهج الاجتماعي: أو ما عرف بالواقعية الاشتراكية والنقد الثقافي الذي تولد عن المادية التاريخية مع كارل ماركس من منظور علاقات الانتاج الاقتصادي والطبقات الثقافية في المجتمع على اعتبار انها حصيلة للحالة التطورية لمراحل الفكر البشري حيث يعدّ الأدب نتاجاً للواقع الاجتماعي ومن إعلامه بيير زيماولوي ألتسير وجورج لوكاتش وغيرهم كما وجد اهتماماً من لدن النقاد العرب خلال الخمسينات والستينات لارتباطه بحركات التحرر والتوجه الاشتراكي في العالم.‏
ـ المنهج النفسي: ويعتمد على إسقاط مقاصد النص المقروءة على الحالات النفسية التي ترافق الشخص في نموه وما يلازمه من كبت وعقد نفسية تترسب في اللاوعي نتيجة الحظر الاجتماعي، وقد برز منهج التحليل النفسي من فلسفة اللاوعي مع فرويد وجون لاكان وغيرهما.‏
ـ المنهج الظاهراتي: وقد انبثق هذا المنهج من الوجودية مع جان بول سارتر ثم تبلور في فلسفة إدموند هوسرل 1938 - 1859 وانتهى إلى مبدأ القطيعة المعرفية مع غاستون باشلار ثم إلى السينمائية الصوفية جوليا كريستيفا ويرى هذا المنهج أن المعرفة أو مقاصد النص مرتبطة بتحليل الذات وهي تتعرف على العالم في حال تقمصها لعملية الإبداع فيقوم النقاد بتحليل الوعي البشري الذي استبطن الأشياء فتحولت إلى ظواهر قابلة للدراسة.‏
ويلاحظ أن بعض هذه قد ولى وانحسر نسبياً مثل النقد الثقافي والاجتماعي الذي عرف بالبنيوية التكوينية أو الواقعية الاشتراكية والظاهراتية ونظرية التحليل النفسي في حين ظل المنهج البنيوي قائماً في شكل بنيويات مستحدثة وإن حكم بعض الدارسين والنقاد بانتهاء النقد البنيوي ونفوقه . باسم ما بعد البنيوية أو الحداثة كما في التفكيكية والنصية ونظرية التلقي والمداولة وأسرارها من وجهة نظر معرفية شمولية.‏
ـ أي أن الهدف ليس الأدب أو الشعر وإنما أدبية الأدب أو شعرية الشعر أو بمعنى آخر ما يجعل الأدب أدباً في خصائصه ووظائفه وقضاياه ورؤاه الآنية والمستقبلية, فإلى أي عصر يعود إنتاج المناهج النقدية الحديثة?‏ على الرغم من ان العديد من المناهج النقدية الحديثة, ذات الاتجاه اللغوي في تناول النص ؛ ظهرت في مطلع القرن العشرين كالشكلية والبنيوية والأسلوبية والتفكيكية وغيرها . لكن هذه المناهج اختلفت جميعها طريقة تناول النص وانطلقت في تناولها للنص الأدبي من بنيته اللغوية , باعتباره أولا وأخيرا نصا لغويا يستغل إمكانات اللغة الواسعة في اكتساب خصوصيته .
وإذا كان كتاب أرسطو يحاول وضع القوانين والخصائص النوعية للملحمة والتراجيديا، فإن هذا يعكس بصورة جلية أن ما نسعى إليه الان هو أمر مختلف تماماً، حيث نؤسس لكي نتخذ من الصناعة الشعرية بمفهومها المعروف موضوعاً لنهجنا او كتابنا المزمع ، وهذا كفيل بأن يحفظ لنا لا نقل تفردنا في هذا بل حقنا في طرح الجديد كما نرى في هذا السياق.
واذا لم نتعامل مع مصطلح الشعرية كمنهج نقدي بوجه مباشر، وإنما كمكون شعري، وظاهرة فنية وجوهرية لصناعة اللغة الشعرية، فهذا لا نراه يقلل من جهدنا او مسعانا لما نريد البتة، اننا نسعى إلى الوصول لتحديد منهج نقدي دقيق يمكن أن نرسم حدوده بصورة فاعلة وقوية في مجال النقد الأدبي الحديث. ولعلنا نعطي لأنفسنا الخصوصية المتصلة والمرتبطة بما تقدم من عرض زاخر للإرث الرائع الذي نفتخر به على الدوام، لا تلك المنتمية الى واقع ادبي اخر رغم عدم تقاطعنا مع كل اشارة في النقد الادبي من شأنها تقويم العمل الادبي وبأية غاية او طريقة تتناسب واستمرار الحياة في النص.
واجدني ملزما ان اقف مع ما ذهب اليه حازم القرطاجني وبكل ما امتلك من قوة ابداعية داعيا غيري ممن يتراصف معنا ان يرى ويغني المبحث هذا لأنه بالضرورة ان يكون لنا ما يميزنا في عملية النقد الادبي ( الشعر او النثر):
وأول ما يمكن التنبه إليه عند القرطاجني أنه نظر إلى الشعرية على أنها مجموعة من القوانين والقواعد التي تضبط عملية الصناعة الشعرية، وتكسبها خاصيتها وسماتها المحددة، وكل عمل لغوي لا يخضع إلى تلك القوانين، إنما هو كلام ليس فيه من الشعر إلا الوزن والقافية " وكذلك ظن هذا أن الشعرية في الشعر إنما هي نظم أي لفظ اتفق كيف اتفق نظمه، وتضمينه أي غرض اتفق... وإنما المعتبر عنده إجراء الكلام على الوزن والنفاذ به إلى القافية.. ولا بد لي هنا ان اعترف بما سيحصل من موائمة ومصاهرة فيما بين النص الحداثوي واسلوب نقده الحديث او لنقل الجديد، وبهذا نكون قد حفظنا للعمود والقريض كيانه والوهيته وفي نفس الوقت جارينا الحداثة وتعاملنا مع النص كفتاة لم تتجاوز السابعة عشر من العمر وهي نزف الى بساط العرس بزينة نقدية متعففة لم تخدش مشاعرها ومحافظة على أنوثتها بتاج مرصع بأسمى مفردات الزمرد والياقوت...
واذ نشير هنا الى ضرورة اخضاع الصناعة في الشعر الى قوانين وحدود تضبط حركتها،
فهذا يؤكد أن هذه القوانين لا تتأتى من خارج جنس العمل الشعري، ولم تكن يوما لتتناسب مع كل طاري او دخيل مهما كان حجمه، وإنما هي مستقرة ومتبلورة فيه وتستنطق من داخله، فهي نابعة منه لتأخذ صورتها التجريدية، وهي طريقته ومنهجه التي تضبط عملية إنتاجه وقراءته ونقده، وفي الوقت نفسه لا نريد ان نغفل شيئاً أساسياً على المستوى الإجرائي، وهذه القوانين ينبغي أن تأخذ شكلاً كلياً، وإطاراً إجمالياً لا تفصيلياً، لأن كل نص شعري يفترض قوانينه الخاصة، وطرقه المميزة في نسج كلماته، وتراكيبه، وصوره، وبناء أخيلته... وهذا الذي نؤكد عليه بل وندعو مصرين على ان التجديد لا يعني الانحراف، والتطور لا يعني الامساك بعصى اوربية غربية مغلفة دون النظر الى تلك الحيثيات التي مازلنا نذكرها في هذا البحث... والتي من شأنها اعادة الخارجين عن الصف الى الحضن الدافئ، والشجر المثمر الوافر ، وتلك اللآلئ اللامعة من التراث الغني الوفير...وقد يذهب من يوسم مزاعمنا عكس ذلك، الى باب الاتهام الذي لا يستند على أي اساس من الصحة... لأننا لم ولن نتعامل يوما مع الشكل الخارجي للقصيدة الشعرية ممثلاً في مطلعها، وأغراضها، أو بعض صفاتها اللغوية، وإنما دأبنا على ان نجعل جل اهتمامنا ينصب وينشغل بما هو خفي، وما هو كامن في النص، لان أثر ذلك سيظهر واضحا في النفس ولا يظهر هو في ذاته؛ تلك هي الشعرية التي تنتج وحسب ما نرى من عمليتين متعاضدتين في النص الأدبي هما: التخييل، وحسن التأليف وما بينهما من تلاحم؛ إذ إن كلاً منهما لا تتحقق فاعليته في النص الشعري بعيداً عن الآخر، وهذا ما نلاحظه عندما يكون النص الشعري ممتلئا ومثقلا بالألفاظ والنزعة الخطابية، وكذلك الحال عندما يفيض النص النثري بالألفاظ الشعرية، عند ذلك سيفقد كل منهما ميزته عند بوابة الآخر.. بحيث سيصبح ان لا فرق بين عباءتيهما وهذا خلل يؤشر في الحال، وهذا دليل تأكيدنا مرارا على الشعرية في النص... فلا الشعر ينبغي ان يكون نثرا، ولا النثر ينبغي له ذلك، لان كل منهما في فلك مستقل يسبحون.... أي تظل الشعرية هي الوظيفة السائدة في النص الشعري، والإقناع هو الوظيفة السائدة في النص النثري...( وهذا ما قاله جون كوهين ـ أحد رواد الأسلوبية ـ مؤخراً)

للحديث بقية



#شاكر_الخياط (هاشتاغ)       Shakir_Al_Khaiatt#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في النقد الادبي - 7 -
- في النقد الادبي - 6 -
- في النقد الادبي - 5 -
- في النقد الادبي – 4 –
- في النقد الادبي – 3 – الشعر
- في النقد الادبي - الشعر - - 2 -
- في النقد الادبي -1-
- البشرى الفاجعة....... صناعة السيارات في العراق
- صدق ... وانت حر ... او لا تصدق
- الويسكي حلال ... ولحم الخنزير حرام
- البرلمانيون.....إِنّي لَأَفتَحُ عَيني حينَ أَفتَحُها.......
- بعد صدور قانون التقاعد الموحد،،،(80000 ) ثمانون الف عراقي ،ه ...
- كنف التغرب
- انتخابات اتحاد ادباء الانبار كيف تمت؟؟؟؟
- انتخابات الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق
- الكرة الحل الامثل
- فلسفة البسطاء
- هذه هي الدنيا
- قانون جديد للمتقاعدين في العراق
- خير قصيدة


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر الخياط - في النقد الادبي - 8 -