أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - ج5/حسن العلوي في كتابه : مجوس بعمائم شيعية يقودهم ابن سبأ /5-9















المزيد.....

ج5/حسن العلوي في كتابه : مجوس بعمائم شيعية يقودهم ابن سبأ /5-9


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4399 - 2014 / 3 / 20 - 13:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علاء اللامي*
يمكن أن نتجاوز ما تبقى من الفصل الثاني من هذا الكتاب، وفصول أخرى، دون أن نخسر شيئا، فهو عبارة عن تكرار للمعزوفة ذاتها التي توقفنا عند بعض مفاصلها قبلا، ولكننا قبل أن ننتقل الى فصل آخر نشير إلى أن الكاتب، وخلال استعراضه "السينمائي" لمعركة جرت بين القوات البابلية بقيادة "العراقي العربي الوطني!" نبوخذ نصر والقوات الفارسية "العيلامية!" عند نهر الكرخة قام حسن العلوي بمحاولة لإقحام الحاضر ممثلا بالحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات مع تلك الحرب في العصور الغابرة دون مسوغ علمي أو حتى إنشائي. وبعد ذلك بعدة أسطر، يقوم حسن بمحاولة أخرى لربط ما قام به الماذيون الذين يرتبطون، كما يقول، "برابطة النسب بالفُرس" و هذه هي المرة الأولى التي تتناسب فيها الأمم في كتاب تاريخي، مستشهدا على ما يقول بالمؤرخ عبد الرزاق الحسيني لتأكيد هذه المعلومة، والرجل -رحمه الله - لم يعرف عنه أي اهتمام بالمواضيع السلالية أو علم الأنساب بين الأمم أو بين الأفراد، وله كتاب ذائع الصيت هو " تاريخ الوزارات العراقية" ، ويروي حسن أن الماذيين شكلوا دولة متحدة مع الفرس، و قد استطاع الملك الفارسي كورش ان يقوض الدولة الكلدانية سنة 239 ق م، و خلال ذلك زعم كورش أن الملك الكلداني انتهك حرمة الآلهة؛ وهنا، يقفز حسن برشاقته وسذاجته المعهودة من هذه الحادثة إلى حادثة أخرى ليستنتج أن الفرس الصفويين قاموا بالأمر ذاته بعد آلاف السنوات، فيخبرنا أن الملك الفارسي كورش شن حربا دعائية ناجحة للتشهير بالملك البابلي لانتهاكه حرمة معابد الآلهة وليقفز من هذا الخبر آلاف السنوات فيكتب ( وبهذا النص يكون – قد ولد؟ - أول إدعاء فارسي بحماية حرمات المعابد والمراكز الدينية قد ساعد على الاحتلال أو انه كان تبريرا له وقد اتخذ هذا الطريق نفسه الصفويون في عام 1501 م عند ظهور الشاه إسماعيل الصفوي واحتلاله العراق عام 1508 م). فما العلاقة بين الأمرين على افتراض صحة وقوعهما؟
مثال آخر على عبث حسن العلوي وجهله بالتاريخ، بل وحتى على انتهازيته السياسية، نجده واضحا في اعتباره الغازي الإغريقي الاسكندر المقدوني، الذي احتلت جيوشه العراق بعد أن هزم الجيوش الفارسية بقيادة الملك دارا، محررا لا فاتحا، ويخبرنا أن الاسكندر استقبل من قبل الشعب البابلي بالمزامير والهتافات المبتهجة، بدلا من النظر إليه وإلى دارا كغازيين لا فرق بينهما ودولتين متصارعتين على خيرات العراق، ولو استعملنا طريقة حسن العلوي البحثية "الرشيقة" هذه لقفزنا، نحن أيضا، من حالته هذه إلى حالة شبيهة بها وتعود لأحد الخدم الإعلاميين للغزاة الأميركيين هو المدعو كنعان مكية الذي دعا العراقيين علنا إلى استقبال"المحررين الأميركيين" سنة 2003 بباقات الزهور والهتافات والغناء (ومعروف أن الأمر لا يتعلق بكنعان مكية فقط بل شاركه العديدون من رجال "شرطة الاحتلال الثقافية" من رؤساء تحرير صحف بول بريمر والمشتغلين بالقطعة والساعة لدى مجلس إعماره والعجيب أن بعض هؤلاء أخذوا يتطاولون كثيرا هذه الأيام، بل وصاروا يرفعون الصوت، ويفاخرون بنجاساتهم ويعرِّضون بمواقف الوطنيين من رافضي الاحتلال والطائفية ومؤيدي المقاومة!) غير أن براءة الاختراع هنا تعود "بجدارة" لحسن العلوي أيامَ كان صداميَّ الولاء يخفق قلبه للاسكندر المقدوني قبل أن يتحول لاحقا إلى مستشار ثم نائب لمن صفقوا وتحالفوا مع أحفاد المقدوني أي المحتلين الأميركيين.
اللافت، هنا، هو أنّ حسن يقول الشيء ونقيضه أحيانا فهو يكتب ( كان احتفاء البابليين به – بالاسكندر – مظهرا من مظاهر ردود الفعل السلبية تجاه السياسة الفارسية في العراق والتي جلبت عليه الخراب والتدمير ) ولكنه يعلق في الهامش على ما قاله الحاكم الفارسي كورش الذي احتل العراق قبل الاسكندر من أن الإله مردوخ والإله نبو أرسلاه ليحرر العراق يعلق على ذلك بالقول إن هذه الصيغة تتكرر في بيانات المحتلين الذين كان آخرهم الجنرال مود وبيانه المعروف / هامش 1 على ص 28) فلماذا يجوز للاسكندر الغربي ما لا يجوز لكورش الفارسي مع أن كليهما محتل أجنبي آري؟ أ حرام على كورش حلال على الاسكندر؟ أما كان الأولى والأصح رفض الغازيين الأجنبيين كورش والاسكندر وتراثهما الاحتلالي كله؟ هنا نضع أيدينا على أحد مداميك الفكر العنصري والطائفي العراقي وهو أنه نظر وينظر غالبا إلى المحتل والغازي الغربي كصديق ومحرر أما المحتل والغازي الشرقي، وخصوصا إذا كان من طائفة غير طائفة الحاكم، فهو عدو أبدي !
في الفصل الثالث يدخل حسن العلوي معركته الرئيسية وهاهو يعنون هذا الفصل بالكلمات التالية ( فرس وعرب .. مجوس ومسلمون) و لأن هذا العنوان لم يرو غليله كما يبدو، زاد حسن وثبت عنوانا آخر لهذا الفصل يقول ( نشاط باطني ملتهب)، وقبل أن نبدأ بقراءة الاتي من كلام المؤلف نشير عرضا إلى أنه من " أسرة شيعية وعلوية" ولكنه هنا يفكر ويكتب كبعثي صدامي تماهى، ليس مع الفكر البعثي التقليدي بركائزه النظرية والمعرفية المشهورة، بل مع العنعنات الطائفية التي يزوغ إليها ابن الطبقة الوسطى حين يتنازل عن عقله وشخصيته لسيده و ولي نعمته وشيخه الطائفي.
يلاحق حسن العلوي خرافته العنصرية حول العداء الأبدي بين العرب والفرس المجوس حتى حين لم يكن العرب أو الفرس المجوس قد وجدوا وتجسدوا إناسياً أو حضارياً وصولاً إلى عهد صدام حسين. لنبدأ معه من تميزه بين الحروب التي يسميها "حروب نظيفة" دارت بين الطرفين قبل الإسلام والحروب التي دارت بعد معركة القادسية وانهيار الإمبراطورية الفارسية ودخول الفرس في الدين الإسلامي بشكل جماعي فهو يكتب عن حروب ما بعد الإسلام ( أما الحروب الجديدة أي ما بعد ظهور الإسلام بين العرب والفرس "..." فإنها لم تكن على مستوى ولو قليل من أخلاق الحروب العلنية .. لقد تغلغلت الأهداف الفارسية تحت طيات العمائم السرية تأكل المجتمع الجديد كما تأكل الأرضة الخشب ) حسن العلوي هنا ينحاز للفرس الوثنين والمجوسيين في حروبهم "النظيفة" ضد العرب والتي كانت -استنباطا من كلامه - على مستوى عال من أخلاق الحروب ويهجو ويذم الحروب الذي خاضها الفرس بعد أن أصبحوا مسلمين ووضعوا العمائم وتحتها أهدافهم الشريرة . لا يمكننا طبعا، من الناحية العلمية والتاريخية، نكران وجود أية أهداف سرية أو مشاعر قومية كامنة لأمة هزمت في الحرب ودمرت إمبراطوريتها في ثنايا الأحداث والحروب التي تلت معركة القادسية ودخول الفرس في الإسلام كأمة، إنما لا يمكننا، مع ذلك، الموافقة على هذا الهراء العنصري المفكك لحسن العلوي وأمثاله فهم لم يقدموا دليلا ماديا تاريخيا واحدا على ما ذهبوا إليه بل يكتفون بالإنشاء والشتائم و حملات تكفير أمة مسلمة بكاملها واعتبارهم "مجوسا و حشرات أرضة تأكل خشب المجتمع الجديد" لا أكثر . من جهة أخرى يتغاضى الكاتب أو ربما يجهل أن عمر التشيّع في إيران و وضع العمائم أكثر قليلا من خمسة قرون فقد بدأت إيران تتحول مذهبيا إلى التشيّع في عهد الشاه إسماعيل الصفوي في القرن السادس عشر الميلادي أما قبل ذلك فكانت على المذاهب السنية المعروفة طوال القرون التي تلت السابع الميلادي الذي حدثت فيه معركة القادسية وحتى السادس عشر، ولم يكن للشيعة وجود إلا في مدينة قم التي تحتضن مرقد الإمام الشيعي علي الرضا وفي إقليم عربستان أي أن الشيعة الأوائل في إيران هم من عرب العراق القادمين من عاصمة التشييع الأولى الكوفة ( والعجيب هو ان هذه المعطيات يعلم بها حسن العلوي ويوردها في كتابه " الشيعة والدولة القومية" ص 20 ) و على هذا يغدو كل حديثه عن "العمائم الفارسية السرية وحشرات الأرضة" سيعني الإيرانيين في طورهم الإسلامي السني و العرب الشيعة وليس الفرس في الجنوب الإيراني وهذا منتهى الجهل والابتذال.
وفي جزء آخر من هذا الفصل عنونه حسن بالكلمات التالية ( المجوس يلبسون العمامة / 38) يعود المؤلف إلى واحدة من أشهر الأساطير الطائفية والعنصرية التي حيكت للنيل التشيع كمذهب إسلامي كسائر المذاهب و من الشيعة كطائفة هي الثانية بعد السُنة من حيث الحضور السكاني، ألا وهي أسطورة "اليهودي عبد الله بن سبأ" الذي يعتبره غلاة الطائفية ( مؤسس التشيع الحقيقي الهادف إلى ضرب الإسلام ونخره من الداخل) . ورغم أن الخوض في الأمور الفقهية البحتة أو التاريخية السيرية ليست من اهتماماتنا الأساسية وليس من المشمولات الحصرية لهذه الدراسة، ولكننا سنكتفي بعرض بعض ما نعتبره أهم ما طرحه المؤلف بهذا الصدد مع تعليقات ضرورية عليه، وسنناقش في الجزء القادم من هذه الدراسة، وهو السادس، أسطورة عبد الله بن سبأ اليهودي الذي يزعم حسن العلوي أنه هو مؤسس التشييع والمذهب الشيعي لضرب الإسلام من الداخل والرد العلمي الذي رد به طه حسين على أصحاب هذه الأسطورة المتهافتة ثم نناقش تشكيك حسن العلوي بحديث الغدير و سنقدم ثَبتاً بأكثر من عشرين مصدر من مصادر أهل السنة والجماعة تؤكد وتعترف بصحة هذا الحديث، ولن نأتي بأي مصدر من الجهة الأخرى " الشيعة"، وسنتابع بعد ذلك حملة حسن العلوي ضد الشيعة والتشيع حتى نهاياتها . يتبع



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 4/ حسن العلوي و أوتوحيكال والعلماني سرجون (4-9)
- بين الفقه والسياسة.. مراجع النجف وخلافاتهم
- ج3/حسن العلوي: مزج الجهل بالتلفيق الأيديولوجي/3-9
- هل وضع الشمري والمالكي حجر الأساس لتقسيم العراق اجتماعيا؟
- ج2/حسن العلوي -في دماء على نهر الكرخا-: حين يمحو الكاتب ذاته ...
- ج1/ الفكر العنصري كما تجلى في كتاب حسن العلوي - دماء على نهر ...
- تكفير الآخر في الفقه الشيعي
- الحدث في الأنبار: صراع سياسي اجتماعي لا طائفي انفصالي
- خطباء جمعة أم جنرالات؟!
- هدية -داعش- إلى المالكي ليلة عيد الميلاد!
- ج3/ في وداع مانديلا : الثوري حين يتصالح ويتسامح 3-3
- القاعدة بين تكفير الشيعة و استهداف المسيحيين
- ج2/في وداع مانديلا: الثوري حين يتصالح ويتسامح 2-3
- ج3/ بديهيات فاسدة: البعث السني وجمهورية قاسم الشيعية!3-3
- في وداع مانديلا : الثوري حين يتصالح و يتسامح 1-3!
- ج2 /بديهيات فاسدة: البعث السني وجمهورية قاسم الشيعية!2-3
- ج1/ بديهيات فاسدة: البعث السني وجمهورية قاسم الشيعية!
- الشابندر يهدد التحالفين السني والشيعي بالتفتيت
- الكتابة باللغة العربية المعاصرة ومشكلاتها
- كيف بدأت السلفية الانتحارية في العراق


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - ج5/حسن العلوي في كتابه : مجوس بعمائم شيعية يقودهم ابن سبأ /5-9