أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي فرحان - رغيف البازلت














المزيد.....

رغيف البازلت


علي فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 4399 - 2014 / 3 / 20 - 02:38
المحور: الادب والفن
    


رغيف البازلت
علي فرحان

تلحس المدينة اسمنته
وبعيدانه تفتح الندوب ،
نسي اوراده على الوسادة عندما اطبقت القذيفة اسنانها
على القميص
القميص الذي قد من دبر ، القميص الفضيحة
كان يوشك على التحليق ،
يوشك ان يمرر حلمه من النافذة
يوشك ان يسحب النهر من تحت الجسر
ففاجأه الرغيف الحالك
يصفق جناحيه الى البعيد
مختاراً الاصقاع الاشد غربةً والمسيسة بالروح
فصار يحك جدرانها بسنبلته الكافرة
ومنذئذ وهو يحك الفضة بأظافر الهلع ،
ويصادف القصيدة بمنجله فيحز حروفها ويرتوي
بالبكاء .
انني اراه جالساً كمأذنة مكسورة
تسيل ادعيتها
او سمكة تلطم اليابسة ،
يرقب الشارع الذي يؤوب مارته
يرقب الاعالي التي تخضع لقانون الجاذبية
الان ،
يرقب زرادشت ملدوغاً بافعوانه
ومفتوحاً للنسر .
ومثل مشهد طويل من العويل
يفرقع ايامه ،
مثل صلاة تجهل ربها يطوي الاجنحة
ويزحف الى التراب ،
حالماً بالغيمة التي تقطع اوردتها
وتنزل مدججة بالوحل
يغمض عينيه ويفتح شتائمه على الافق
منكساً الرايات /
اقصد طاوياً الاكفان تحت ابط الملاك امعاناً في الهذيان
ومرات عديدة اقبض على صوته يرتجف بالتساؤل
ايتها القافلة
الاثار التي يلمع جلدي بها دروبك باتجاه الغد الذي دهسته
الضواري ؟
ايتها السماء
معطف من دثر فكرتي بالاسئلة .
خبروني
خربوني عند تعاظم مد الروح !
اطلقوا الخطوات وراء غيمي
شعلة اثر شعلة ، طريدة اثر طريدة
وقرصاناً اثر الغرقى لينقذ اعينهم من المحار .
وقرابينه تشهد على براءة اليد وبياضها المريب
انا ايضاً تذوقت قرابينه عند حافة البوصلة وتلمظ
الشرق امام اصابع الحلوى وتمخط وهو يتبرزها
ممالك ذاوية ،
وعند المنعطف ولى نادباً يسحل خلفه حبل الالم
بألف عقدة من البكاء
في كل عقدة الف عين ، في كل عين الف ينبوع
في كل ينبوع الف جرة ، في كل جرة الف كأس
في كل كأس الف بحر ، في كل بحر الف قتيل
في كل قتيل الف رصاصة ، في كل رصاصة الف موت
في كل موت الف بلد ، في كل بلد الف حبل
في كل حبل الف عقدة ،
عند المنعطف صاح باليابسة
يا اخت شديني مثل عشبة الى جلدك الامومي
او شدي عروقي العائمة ،
فالفصول التي مرت ، مرت سهواً
لا الشتاء انبت الكمأ في ضلوعي
ما غسل فروتي بالماء المغسول بدمع الملاك
ثلجه ما فرك لحيتي بالمحبة
الصيف اطلق جفافه على عيون الاحبة
الصيف وكل جرائه النافقة اتلف قميصي الوحيد بالدبق
اقصد بالنباح العنيد بوجه الهلال المشدود لقامتي
المزروعة بالاقمار .
او هكذا شاءت المصادفة ، اصحو
فيفاجأني الصيف بصباح الخير مغسولة بنار الظهيرة .
وما ادركني الخريف
وما ادركت الربيع
ببساطة
مرت الفصول ، مرت واختفت .
* * *
يا كلمة فجرت العروق
اقدم من اول حلم ليد خرساء
اقرب من اخر قصيدة عمدت الفأس بالكلوروفيل
تعود مثل غيمة ملفوفة بعمامة الملاك وتجهش
بالاشرطة البيض
- ارى الدم يقض الشراشف
فتلمع الاسئلة ،
العالم يطوي اوراقه ،
الانسان على فكرة ،
شاء ان يتبعوه الى الممر
وفي صباح جوع الوطن هشموا اسنانه
لا يوجد احد
لا انت بملابس اليابسة
لا هو باظافره الطويلة التي دببها ليقتلع عين الخفاش
وحين اطبق الظلام تسرب اللصوص الى البوصلة
ولعقوا زئبقه الثمين .
وبعد صباح جوع الوطن احتلت الطيور (( السايلوات ))
والفلاحون رصفوا الحقول على الحدود !
* * *
لماذا تموتين ؟
وجودي من يجيب عليه ؟
بانتظار ابتكار نافذة تنتشلني من ذبولك
وحدها الصرخات
والادعية المطروقة على القلب
والشوارع التي تكنس اسمائنا
والاراجيح التي تطوح بالزمن
والبازلت الذي يخدش الجبين
والمشنقة الباهرة
والصهيل خلف ظهيرة حافية
والحياة التي نجمع حباتها
واللغة الذبلانة اعلى الحجاب الحاجز
والاغنية التي تقفز بسيقان الالم
واحتفالات الحكمة في تجمعات العماء
هل ثمة صوت يجيب عليك ؟
- في هذه اللحظة تركب اللغة براق الغضب وتعرج بالقتلى
الى الجبل الرمادي الحاد
- في هذه اللحظة ينتف الملاك ريشه ويسقط في الحياة
- في هذه اللحظة الحياة غريبة مثل الاعالي
وتعترف باحقيتنا في السؤال
أو
هو وانت تختصران المسافة باغماضة العيون
وتدعانا نولج الماء في اليابسة
لماذا تموتين
البرد يجمد حروفي
وانت لاهية بمعطف عزرائيل !



#علي_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يرن ...... ويبكي
- القنطرجية
- كم سأنجو
- حينها
- مقاطع من الحب والحسد
- رسائل خرس في ميلادك
- نافذتان ..... مغلقتان أيضا
- قصص قصيرة جدا
- رسالة همنجواي
- قصائد صغيرة لها في غربتها
- أقبال رحمة الله - شعر
- قاتل مجهول


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي فرحان - رغيف البازلت