أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - ماذا لو كنت سكرتيرا للحزب الشيوعي مكان - سلام عادل - ؟














المزيد.....

ماذا لو كنت سكرتيرا للحزب الشيوعي مكان - سلام عادل - ؟


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 19:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يعتبر البعض بان "سلام عادل " أفضل من تولى مهمة السكرتير للحزب الشيوعي العراقي في فترة عصيبة من التاريخ تميزت على المستوى العالمي بالحرب الباردة وعلى المستوى الإقليمي ظهور ثورات التحرر العربي وتميز الوضع بالعراق خصوصا باقتراب ساعة رحيل العهد الملكي .
وبرغم صغر سن سنة إلا أنة استطاع إعادة تنظيم الحزب الشيوعي بعد فترة اتسمت بالتشتت والضياع منذ إعدام سكرتيرة "فهد " حتى وصل الحزب إلى اضعف مستوياته في عهد سكرتيرة "حامد عثمان" عام 1955 .
سافر سلام عادل إلى روسيا واتبع دورات في التنظيم الحزبي والتقي بالعديد من زعماء الأحزاب الشيوعية في العالم واتبع الحزب الدعوة السوفيتية الداعية بالانفتاح على القوى الوطنية بعد صعود خروشوف إلى منصب الرجل الأول في الاتحاد السوفيتي وبرغم تمرد الأربعة " بهاء الدين نوري . زكي خيري . محمد حسين أبو العيس . عامر عبد الله . إلا أن الحزب وصل إلى مستوى تنظيمي رائع وربما كان الحزب الشيوعي في تلك الفترة أشجع في الطرح والتعامل مع مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية مما نراه اليوم .

لكن ما افتقر إلية الحزب في تلك الفترة عدم دراسة تجربة الحرس الأحمر والتشكيلات الثورية المسلحة وتسليح خلايا خاصة في التشكيل الحزبي تتدرب على كافة مهمات العمل العسكري المسلح .
ولم يعرف الحزب التنظيم ألاستخباراتي المنظم العارف بحيثيات الأحداث والقادر على التعامل مع ظرف اللحظة ليكون بمثابة إنذار احمر ودليل للحزب في ساعة الخطر .

تميزت تلك الفترة بالعمل الثوري المسلح للأحزاب الشيوعية في مناطق مختلفة من العالم انتصار "ماو تسي تونغ " في الصين وتجربة الحرب الثورية وسقوط نظام "باتيستا" على يد كوكبة ثائرة من أدغال كوبا بقيادة "فيدل الكاسترو" واستمرار صراع مسلح هائل في أدغال وغابات فيتنام .
وظهور أسطورة " أشهر منظري للحرب الثورية " فانكوين فون جياب " "وارنستو تشي جيفارا ".

فكان على الحزب الشيوعي في تلك الفترة دراسة كل هذه التجارب والاستفادة قدر الإمكان من تلك الدروس العسكرية بإرسال بعثات متخصصة من كوادره لتلك الدول للتعلم من تجارب أحزابها الشيوعية ومعرفة كيفية تشكيل التنظيمات المسلحة القادرة على القتال بكل ظروفه الصعبة كحرب العصابات في داخل المدن أو خارجها بإستراتيجية عسكرية متكاملة تتبع أسلوب ممنهجا قادرا على التكيف مع ظروف تلك المرحلة لان النظرية الماركسية وان كانت نظرية علمية شاملة تتدرع بسلاح العلم من اجل التغيير وهذا الأمر لا ينفي ثوريتها القائمة على التنظيم الثوري المسلح .

و نتيجة لهذا الخطأ الفادح في ذلك الوقت تعرض الحزب إلى عملية إبادة جماعية بعد سقوط ثورة الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم على يد تنظيمات مرتزقة بسيطة التسليح وقف الحزب إزائها مشلولا وغير قادر على نش الذباب عن وجهة .

تقول الكتب التاريخية وشهود العيان بان عدد المعتقلين في اليوم الأول لانقلاب شباط بلغ أكثر من 5 ألاف من كوادر الحزب ومؤيديه واستمر الرقم بالتصاعد حتى وصل عدد المعتقلين أكثر من 20 ألف غصت بهم السجون بعد خمسة أيام للانقلاب .
وبلغ من هول الصدمة التي قد لا يصدقها القارئ العادي عن كيفية إعدام الكوادر الشيوعية في تلك اللحظات بدم بارد وبسهولة ويسر .
ولم يدافع الحزب عن نفسه أبدا وكان مقيد اليدين أو أشبة بمجموعه من دجاج المزرعة أمام مجموعة من الثعالب الجائعة .

وعلى هذا الأساس صفيت اللجنة المركزية بالكامل إلا من عضوين كانا في الخارج ربما تحوم حولهما الشكوك بمعرفة ساعة الانقلاب ودمرت كل اللجان المحلية وسيق أعضائها إلى السجون أو قتلوا في بيوتهم وهم يحاولون الهرب .
ولم يفطن الحزب إلا متأخرا جدا بتشكيل التنظيم العسكري بعد انشقاق مجموعة عزيز الحاج وانتقالها إلى أهوار الجنوب .

فلو كنت أنا في تلك اللحظات سكرتير الحزب الشيوعي لكان من أولويات العمل التنظيمي تشكيل التنظيم العسكري المحارب القادر على ارتداء الخاكي بسرعة البرق للتعامل مع ظرف اللحظة والاستفادة قدر الإمكان من تجارب الأحزاب الشيوعية والدول الصديقة ولو تغير الزمن لكانت معركة بغداد مع انقلابيي شباط "ديان بيان فو" ولكنها هذه المرة عراقية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاغية العراقي عبر التاريخ
- المطرقة والمنجل .. ونهاية علم وراية الطوطم الحامي
- هل كان سلمان الفارسي رافدينيا من العراق ؟
- الطائفة ...التي لها الحق بامتلاك العراق ؟ ج2
- الطائفة ...التي لها الحق بامتلاك العراق ؟ ج1
- وأخيرا اقتنع والدي بان مذهبة المقدس - فاشوشي -
- الذين تآمروا على الزعيم - لقد دق التاريخ بينكم عطر منشمٍ ِ -
- حرب الطبقة -الارستقراطية المتوسطة - في العراق
- ماذا لو عرف - باكونين - أن الدولة الليبرالية أصبحت - ميليشيا ...
- الذين يصنعون شبح - السفياني - القادم
- لماذا لم يظهر -السيسي - العراقي الفرق مابين التغيير المصري و ...
- متى يصبح الجيش العراقي جيشا وطنيا محترفا ؟
- هكذا وصف جلال الطالباني ومسعود برزاني صدام حسين وبيان 11 آذا ...
- الاختلاف ما بين صدام حسين .جمال عبد الناصر وبشار الأسد ج2
- الاختلاف ما بين صدام حسين .جمال عبد الناصر وبشار الأسد ج1
- وهكذا وصل خلاف -سقيفة بني ساعده - إلى أطفالنا الصغار
- وصدقت - يا جيمس بيكر - لقد أعدت العراق إلى العصر الحجري
- لماذا يبكي الشيعة وهم يعلمون بأنهم يحكمون العالم ؟
- هكذا كان تقييم -العراق- في بلاد الهندوس
- لماذا ادعينا المسيحية في بلا الهندوس ؟


المزيد.....




- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - ماذا لو كنت سكرتيرا للحزب الشيوعي مكان - سلام عادل - ؟