أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد مضيه - مكافحة الأمية الدينية- إلإصلاح الديني2/2















المزيد.....

مكافحة الأمية الدينية- إلإصلاح الديني2/2


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 21:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مكافحة الأمية الدينية .. الإصلاح الديني-2/2
بينما خضعت بغداد لرعاع الحنابلة يحاصرون ابن جرير الطبرى ، فإن البيئة العلمية خارج بغداد ظلت تخرج ( أفرادا قلائل ) من ( أفذاذ ) العلماء الذين يفخر بهم التاريخ الانسانى . على سبيل المثال ، فى شرق العراق ظهر الفارابى ت 329 والرازى الطبيب (ت 311 )وابن سينا (ت 428) والبيرونى (ت440 ). وفى مصر ابن الهيثم (ت 430 ) ثم ابن النفيس( ت607) .
كما حفظ التاريخ ثورة صاحب الزنج في البصرة وحركات الإسماعيلية والحشاشين والقرامطة وإخوان الصفا. ظهر المعري والمتنبي وشعراء العصر العباسي الأول طاقات ادبية وفكرية. كما طور الفقه الإسلامي عبر العصر الوسيط رؤى تجلت في محاولة إحياء العدالة في الشريعة والاهتمام بمصالح العباد، تمثلت في دعوة المعز بن عبد السلام؛ كما برزت في دعوات لتطوير الفقه تبعا لتغير الزمان والمكان ولتطور العلم، وكذلك الابتعاد عن النسخ أو التقليد، وذلك كي يحتفظ الفقه الديني بجوهره الإنساني. وممن بذلوا الجهود في هذا المسعى الشاطبي في كتابه " الموافقات"، حيث استخرج من الشريعة بنودا ومقاصد واضحات تختزل في مصالح العباد. أخضع المستخرَج لضرورات واقع الزمان والعادات المتبدلة وفق متغيرات الزمان وتقاليده ومكانه. اشترط الشاطبي عدم تخلف الاجتهاد عن علوم العصر، واوجب على الفقيه أن يكون ملما بعلوم عصره ومتصلا بواقعه حتى ينزل مصلحة العباد ـ مقاصد الشريعة ـ على الواقع الاجتماعي المتعين. وهذا موقف من جانب الفقيه المبدع ينكر الأصولية والسلفية ويستحصل الأحكام من أحكام الشريعة محولة على الواقع المعاش.أكد الشاطبي ضرورة أن يراعي الفقيه الواقع المتعين عند الإفتاء. واقترب الشاطبي من أبي حنيفة في الاستحسان العقلي بقوله ، "وحفظت الشريعة أيضا أمور الناس التحسينية، وهي الأخذ بما يليق من محاسن العادات وتجنب الأحوال المدنسات التي تأنفها العقول الراجحات" .
وفقيه أخر متميز ياتم بفقهه السلفيون نقيضان في واحد. إنه أبو حامد الغزالي(ت505 هجرية – 1111م) صاحب كتاب "تهافت الفلاسفة" الذي وجه للعقلانية ضربة لم تبرأ منها طوال العصر الوسيط. كفر من سبقوه من العلماء والفلاسفة. فقد كفر الفارابي وابن سينا وكل الفلاسفة العرب والأجانب، وكفر العلماء التجريبيين ممن أبدعوا بعقولهم قيما علمية اضاءت ظلام العصر الوسيط وحفظت للعرب فضلا في تقدم الفكر العلمي والإنساني.
كفر الكندي الملقب فيلسوف العرب بل مؤسس الفلسفة العربية الإسلامية كما يعده الكثيرون، (وعده كاردانو من الإثني عشر عبقرياً الذين ظهروا في العالم ). عالم موسوعي، فإضافةً إلى شهرته كفيلسوف، فقد كان عالماً بالرياضيات، والفلك، والفيزياء، والطب، والصيدلة، والجغرافيا, كان كمعظم علماء عصره موسوعيا فهو رياضي و فيزيائي وفلكي وفيلسوف إضافة إلى أنه موسيقي، حيث يعتبر الكندي واضع أول سلم للموسيقى العربية .
وكفر الفارابي، الذي قصد العراق ، حيث أتم دراساته في المنطق والطب والفلسفة. ودرس في بغداد كذلك العلوم اللسانية العربية على ابن السراج ، وأتيح له فيها أيضاً دراسة الموسيقى وإتمام دراساته في اللغات والطب والعلوم والرياضيات ، ولا غرابة أن يتتلمذ في هذه السن المتقدمة ، فقد كان دأب العلماء في هذه العصور ، يطلبون العلم من المهد إلى اللحد. كان متقشفا في حياته، ينقل عنه انه حظي برعاية سيف الدولة في الشام فلم يقبل منه غير أربعة دراهم كل يوم ينفقها على طعامه وشرابه.
وكفر العالم أبا بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي، ذلك الطبيب الفيلسوف الذي حفظ التاريخ عنه قصة شهيرة تدل علي ذكاء وقاد . فقد أمره أحد الخلفاء ببناء مستشفي في مكان مناسب في بغداد وفكر ووضع قطع لحم في عمود خشبي في أماكن كثيرة في بغداد. وكان يمر عليها لكي يري أي القطع فسدت؛ وعندما عرف آخر قطعة فسدت أمر ببناء المستشفي في هذا المكان لان جوه نقي خال من الدخان والتراب لان المرضي يحتاجون إلى هواء نقي خال من الملوثات ومن ذلك الحدث اشتهر الرازي شهرة كبيرة بذكائه.
فلا عجب أن يقر في الفصل الأول من كتابه "الطب الروحاني"، "في فضل العقل ومدحه"، حيث يؤكد الرازي أن العقل هو المرجع الأعلى الذي نرجع إليه، " ولا نجعله، وهو الحاكم، محكوما عليه، ولا هو الزمام، مزموما ولا، وهو المتبوع، تابعا، بل نرجع في الأمور إليه ونعتبرها به ونعتمد فيها عليه". الرازي لم ينكر وجود الله بل أقر بوجوده، وقال بأنه منح العقل للإنسان ليفكر به. وقد تم انتقاد آرائه الجريئة في نقد الدين، لأنه جلد السلفيين بحدة ، يكاد واحدهم يمزق حنجرته وهو يصيح قال الله وقال رسوله والله يعرف أنه كاذب.
يزيد عدد كتب الرازي على المائتين في الطب والفلسفة والكيمياء وفروع المعرفة الأخرى. ويتراوح حجمها بين الموسوعات الضخمة والمقالات القصيرة.
تمتاز مؤلفاته وبعضها باللغة العربية، بأصالة البحث وسلامة التفكير. يتضح لنا تواضع الرازي وتقشفه في مجرى حياته، من كلماته في كتاب "السيرة الفلسفية" حيث يقول: "ولا ظهر مني على شره في جمع المال وسرف فيه ولا على منازعات الناس ومخاصماتهم وظلمهم، بل المعلوم مني ضد ذلك كله والتجافي عن كثير من حقوقي. وأما حالتي في مطعمي ومشربي ولهوي فقد يعلم من يكثر مشاهدة ذلك مني أني لم أتعد إلى طرف الإفراط وكذلك في سائر أحوالي مما يشاهده هذا من ملبس أو مركوب أو خادم أو جارية".
وكفر ابن سينا ، الذي يعد أول من كتب عن الطبّ في العالم، واتبع نهج أو أسلوب أبقراط وجالينوس. وأشهر أعماله كتاب القانون في الطب الذي ظل لسبعة قرون متوالية المرجع الرئيسي في علم الطب،والعمدة في تعليم هذا الفنِّ حتى أواسط القرن السابع عشر في جامعات أوربا. ويُعد ابن سينا أوَّل من وصف التهاب السَّحايا الأوَّليِّ وصفًا صحيحًا، ووصف أسباب اليرقان ، ووصف أعراض حصى المثانة، وانتبه إلى أثر المعالجة النفسانية في الشفاء. وابن سينا أرسى تقليد الطبابة المجانية للفقراء والمعوزين.
يدل العلم التجريبي بما لايدع مجالا للشك في قيمة العقل، لأنه تطبيقي بالمممارسة يثبق صحة استخلاصات العقل. ومع هذا أثدم أبو حامد الغزالي على تكفير من رفعوا من شأن العقل.
غير أن الفقيه الغزالي وعى جريمته واستتاب، في اعتراف جريء، بولاء فقه السلفية لجور السلاطين، وأن ما كتبه وما درّسه لم يبتغ فيه وجه الحق. احتفظت المحافظة الأشعرية بالشق الأول من فكر الغزالي المتمثل في الحاكمية ، وعتمت بظلاميتها على شق الضمير المستيقظ الذي اعترف بأن كنف السلاطين يحرف عن الحق والحقيقة. أقر الغزالي بجرأة وبدون مواربة أنه لم يبتغ الحقيقة:
" ثم لاحظت أحوالي، فإذا أنا منغمس في العلائق، وقد أحدقت بي من الجوانب، ولاحظت أعمالي - وأحسنها التدريس والتعليم ... ثم تفكرت في نيتي في التدريس، فإذا هي غير خالصة لوجه الله تعالى، بل باعثها ومحركها طلب الجاه وانتشار الصيت، فتيقنت أني على شفا جرف بلا قرار . جاوز الأمر حد الاختيار إلى الاضطرار، إذ أقفل الله على لساني حتى اعتقل عن التدريس، فكنت أجاهد نفسي أن أدرّس يوماً واحداً تطييباً للقلوب المختلفة إلي، فكان لا ينطق لساني بكلمة واحدة ولا أستطيعها البتة".
كفر الكندي الملقب فيلسوف العرب بل مؤسس الفلسفة العربية الإسلامية كما يعده الكثيرون، (وعده كاردانو من الإثني عشر عبقرياً الذين ظهروا في العالم ). عالم موسوعي، فإضافةً إلى شهرته كفيلسوف، فقد كان عالماً بالرياضيات، والفلك، والفيزياء، والطب، والصيدلة، والجغرافيا, كان كمعظم علماء عصره موسوعيا فهو رياضي و فيزيائي وفلكي وفيلسوف إضافة إلى أنه موسيقي، حيث يعتبر الكندي واضع أول سلم للموسيقى العربية .
وكفر الفارابي، الذي قصد العراق ، حيث أتم دراساته في المنطق والطب والفلسفة. ودرس في بغداد كذلك العلوم اللسانية العربية على ابن السراج ، وأتيح له فيها أيضاً دراسة الموسيقى وإتمام دراساته في اللغات والطب والعلوم والرياضيات ، ولا غرابة أن يتتلمذ في هذه السن المتقدمة ، فقد كان دأب العلماء في هذه العصور ، يطلبون العلم من المهد إلى اللحد. كان متقشفا في حياته، ينقل عنه انه حظي برعاية سيف الدولة في الشام فلم يقبل منه غير أربعة دراهم كل يوم ينفقها على طعامه وشرابه.
وكفر العالم أبا بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي، ذلك الطبيب الفيلسوف الذي حفظ التاريخ عنه قصة شهيرة تدل علي ذكاء وقاد . فقد أمره أحد الخلفاء ببناء مستشفي في مكان مناسب في بغداد وفكر ووضع قطع لحم في عمود خشبي في أماكن كثيرة في بغداد. وكان يمر عليها لكي يري أي القطع فسدت؛ وعندما عرف آخر قطعة فسدت أمر ببناء المستشفي في هذا المكان لان جوه نقي خال من الدخان والتراب لان المرضي يحتاجون إلى هواء نقي خال من الملوثات ومن ذلك الحدث اشتهر الرازي شهرة كبيرة بذكائه.
فلا عجب أن يقر في الفصل الأول من كتابه "الطب الروحاني"، "في فضل العقل ومدحه"، حيث يؤكد الرازي أن العقل هو المرجع الأعلى الذي نرجع إليه، " ولا نجعله، وهو الحاكم، محكوما عليه، ولا هو الزمام، مزموما ولا، وهو المتبوع، تابعا، بل نرجع في الأمور إليه ونعتبرها به ونعتمد فيها عليه". الرازي لم ينكر وجود الله بل أقر بوجوده، وقال بأنه منح العقل للإنسان ليفكر به. وقد تم انتقاد آرائه الجريئة في نقد الدين، لأنه جلد السلفيين بحدة ، يكاد واحدهم يمزق حنجرته وهو يصيح قال الله وقال رسوله والله يعرف أنه كاذب.
يزيد عدد كتب الرازي على المائتين في الطب والفلسفة والكيمياء وفروع المعرفة الأخرى. ويتراوح حجمها بين الموسوعات الضخمة والمقالات القصيرة.
تمتاز مؤلفاته وبعضها باللغة العربية، بأصالة البحث وسلامة التفكير. يتضح لنا تواضع الرازي وتقشفه في مجرى حياته، من كلماته في كتاب "السيرة الفلسفية" حيث يقول: "ولا ظهر مني على شره في جمع المال وسرف فيه ولا على منازعات الناس ومخاصماتهم وظلمهم، بل المعلوم مني ضد ذلك كله والتجافي عن كثير من حقوقي. وأما حالتي في مطعمي ومشربي ولهوي فقد يعلم من يكثر مشاهدة ذلك مني أني لم أتعد إلى طرف الإفراط وكذلك في سائر أحوالي مما يشاهده هذا من ملبس أو مركوب أو خادم أو جارية".
وكفر ابن سينا ، الذي يعد أول من كتب عن الطبّ في العالم، واتبع نهج أو أسلوب أبقراط وجالينوس. وأشهر أعماله كتاب القانون في الطب الذي ظل لسبعة قرون متوالية المرجع الرئيسي في علم الطب،والعمدة في تعليم هذا الفنِّ حتى أواسط القرن السابع عشر في جامعات أوربا. ويُعد ابن سينا أوَّل من وصف التهاب السَّحايا الأوَّليِّ وصفًا صحيحًا، ووصف أسباب اليرقان ، ووصف أعراض حصى المثانة، وانتبه إلى أثر المعالجة النفسانية في الشفاء. وابن سينا أرسى تقليد الطبابة المجانية للفقراء والمعوزين.
يرفع العلم التجريبي بما لا يدع مجالا للشك من قيمة العقل، لأنه تطبيقي بالممارسة يثبت صحة استخلاصات العقل. ومع هذا فإن أبا حامد الغزالي، الذي رفع العقل من مكانته على سائر مجايليه، لم يتورع عن تكفير من رفعوا من شأن العقل.
واتاه الورع بعد أن نزلت الفاس بالراس؛ وعى الفقيه الغزالي جريمته واستتاب، في اعتراف جريء، بولاء فقه السلفية لجور السلاطين، وأن ما كتبه وما درّسه لم يبتغ فيه وجه الحق. احتفظت المحافظة الأشعرية بالشق الأول من فكر الغزالي المتمثل في الحاكمية ، وعتمت بظلاميتها على شق الضمير المستيقظ الذي اعترف بأن السلطة تفسد الدين وتنزع منه روحه الإنسانية المنحازة إلى صف الحقيقة . أقر الغزالي بجرأة وبدون مواربة أنه لم يبتغ الحقيقة:

رحل عام 488 سرا إلى دمشق ثم القدس ، حيث امضى أحد عشر عاما في تأليف " المنقذ من الضلال."
لم يعرف عنه الكتابة في فظائع الغزوة الصليبية للقدس عام 1099، ويبدو انه غادر المدينة قبيل الغزو. كما لم يأت ذكره في ما كتبه الفيلسوف الصوفي، ابن عربي، الذي زار مكث في مدينة القدس خلال الفترة 1093- 1096، وسجل انبهاره بالمناخ العلمي المزدهر بالمدينة.
تواصلت المسيرة عبر الجرف إلى أن انهارت الخلافة العباسية عام 655 هجرية/ 1257 ميلادية.
ظهر في مصر بجانب خليفتها في ذلك الحين - القرن السابع الهجري - ابن تيمية ( أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم الحراني)؛ فأخذ عن الغزالي شقه الملتحم بأهل السلطة . ظهر في عصر مضطرب كثرت فيه الفتن والحروب وصعد إلى سدة الحكم قطاع طرق وزعماء عصابات. في ظروف كهذه تشتط ممارسات مصادرة إنتاج الزراع والكسبة واهل الحرف، ويترسخ تقليد اللجوء إلى أعمال السخرة، فيستلب الإنسان ويعم الهدر الاجتماعي والفكري. في ظل الاستلاب يدمر الإنتاج وتتدهور القوى المنتجة وتكقر المجاعات والفتن وتبخس قيمة الجماهير الشعبية. تبرز في هذه الملابسات الحاجة لصاحب العلم أو مدعيه، ديكورا للحكم يضفي عليه مظهرا زائفا من التقوى موظفا سمعته وصيته. لم يعد الفقيه يخاطب الجمهور، حيث أعفى ابو الحسن الأشعري في القرن الثالث الهجرية الشريعة من التكفل بمصالح العباد . شاع التدين الشعبي المشتبك مع الشعوذة والخرافات والجبرية.
سبق ظهور ابن تيمية زمن بلغ الأمر بعدد من " الفقهاء" السابقين لأن أفتوا بأنه " إذا ما خلا الوقت من إمام عادل مستحق للإمامة فتصدى لها من هو ليس من أهلها، وقهر الناس بشوكته وجنوده بغير بيعة أو استخلاف ، انعقدت بيعته ولزمت طاعته لينتظم شمل المسلمين وتجمع كلمتهم . ولا يقدح في ذلك بهذا كونه جاهلا أو فاسقا في الأصح ". وفي منهاج السنة أفتى ابن تيمية أن " الإمام من يقتدى به وصاحب يد وسيف يطاع طوعا او كرها". وهذا شرط الفقه في ظل حكم الطغيان والشكل الذي تمظهر به الفقه الإسلامي ومشى مكبا على وجهه الكالح حتى وصل العصر الحديث.

ألم تكف خبرة ألف عام من التقهقر وحكم القهر كي يحاول فقهاء الظلام العودة بنا من جديد إلى حيث نمضي نحو المزيد من التقهقر حيث تنشط عصابات القتل العشوائي ومزاعم الفرقة الناجية وتكفير المجتمع؟!!

دخل ابن تيمية ميدان الفقه الإسلامي ضمن هذه الملابسات . كانت ديار المسلمين عرضة لغزوات المغول من الشرق وحملات الصليبيين من اوروبا، فبرّر استبداد الحكم بضرورات الدفاع عن الديار. غير أن المقتدين به أسقطوا هذه المهمة الوطنية عن الحكام المعاصرين.
تحدرت مناهج المعاهد الدينية من فقه الاستبداد الحاملة لقيم العصر الوسيط ، فهي دعوة لنبذ العقل، وتكريس طغيان الحكم،وترويج للجبرية. يتلاحم الاستبداد السياسي مع الاستبداد الفكري في منهاج التعليم الديني، ومن ثم تكرس العقل اللاتطوري واللاتسامح والذين يعيبون على العرب والمسلمين توكليتهم وتخلفهم في مجال الإبداع الحضاري يغفلون أن النظام الكولنيالي للامبريالية منع تطور الفكر النقدي وأبقى على تخلف العصر الوسيط، واحتضن السلفية .
تحوي الكتب المقررة في المعاهد الدينية أفكارا أنتجت في القرون الوسطى زاخمة بالاحكام المخالفة للعقل العملي التي تمس حقوق الانسان من قتل المرتد والارهاب وسحق حقوق المرأة واهل الكتاب وغير ذلك مما يريد الاسلاميون تطبيقه في مجتمعاتنا في هذا العصر. وتقحم العناصر السلفية المتسلطة على قانون الأحوال الشخصية إباحة زواج القاصرات وتفويض الاب او الجد تزويج بنته الصغيرة وحتى الرضيعة من رجل كبير يتمتع بها جنسيا ما دون الدخول الى ان تبلغ التاسعة من العمر فيحق له الدخول بها.
ومن آيات تخلف التعليم الديني عن مقتضيات العصرنة ما ورد في عرض الكاتب المصري طلعت رضوان [ الحوار المتمدن ،4354_ تاريخ 3/2/2014] لكتاب " الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع" المقرر للصف الأول الثانوي بمعاهد الأزهر. المقتبسات من الكتاب تبين كم هي موغلة في التخلف قيم العصر الوسيط وغريبة من ثم عن حياتنا المعاصرة، وذلك رغم استمرارية العديد من قيم العصر الوسيط في حياتنا الراهنة. الكاتب ينقض في الكتاب المدرسي انطواءه على محاور (1) تعميق الاغتراب الوجودي (2) البشر ينقسمون إلى أحرار وعبيد (3) التمييز بين المسلمين والمسيحيين (4) دونية المرأة حتى المسلمة (5) معاداة العلم (6) تعظيم الخرافة. ويتساءل : فما حال التلميذ ابن ال 16سنة وهو يقرأ ((الماء المُطلق يشمل المتغير بما لا يُستغنى عنه حـُكمًا أو اسمًا)) ، أو يقرأ عن ((الماء الطاهر فى نفسه مُطهّر لغيره إلاّ أنه مكروه ، لأنّ الشمس بحدتها تفصل منه زهومة... إلخ)). قراءة الكتاب محفز للاغتراب اللغوي والاغتراب الوجودي، فهو يتضمن احكاما خاصة بنظام العبودية!! " والأخطر من ذلك يتعلم التلاميذ أنه لا تجوز إقامة حد السرقة علئشى سرقة المال العام ولا على الاختلاس فيقول للقارئ ’لا يُقطع مختلس لحديث‘ ، ’ليس على المختلس والمنتهب والخائن قطع‘ . وهذا الحديث صحّحه الترمذى (ص242)"
وعن العداء للعلم يقول النص "لا يصح بيع كتب الكفر والتنجيم والشعوذة والفلسفة" (164) .



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكافحة الأمية الدينية- إلإصلاح الديني
- المرأة والدبمقراطية والثقافة
- الصهيونية تعاونت مع النازية -2
- الصهيونية تعاونت مع النازية واضطهاد اليهود يخدم أهدافها
- العقل والضمير ضد تلفيقات الصهيونية
- الجرح النازف ماديا ومعنويا.. انكشاف الخرافة تحت وهج التضامن ...
- شطب القضية الفلسطينية نهائيا
- الأصولية -5
- الأصولية سياسات اليمين- 4
- شارون الصهيوني بلا مواربة
- الأصولية سياسات اليمين- 3
- الأصولية سياسات يمينية -2
- الأصولية سياسات اليمين مهربة في لفافات الدين
- هذه ديمقراطيتكم أيهذا العالم الحر
- حصاد العبث السياسي
- العدالة للشعب الفلسطيني اولا
- مؤتمر من أجل شرق اوسط خال من أسلحة الإبادة الشاملة
- مؤتمر دولي حول مخاطر مفاعل ديمونة النووي
- في يوم التضامن مع شعب فلسطين
- نظام الأبارتهايد إلى الفاشية


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد مضيه - مكافحة الأمية الدينية- إلإصلاح الديني2/2