أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - الفصل الرابع عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر















المزيد.....



الفصل الرابع عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 20:10
المحور: الادب والفن
    


تجري واقفة ..كأنها تحمل بدن غيرها ..بدن ينشر رائحة معطوبة ..رائحة بدن بلا قدمين ..بوجه ملتبس غير منظور فتكت به الذكرى ..
قالت _ : كأني لم ارك من قبل ..،قلت _ : وانا كذلك كأني لم أرني ..كما لو انا احد آخر او
كأني غيري ..قالت __ : وجهك لا يذكّرني بك ، وجه ممحو كأنه فراغ ..قلت _: انا لم ارني منذ عودتي معاقا ..لا ارغب برؤية وجهي بالمرآة ... رأيته مرة واحدة في مشفى الميدان ..
قالت __: وجه يشبه آثار خطوات على الرمل .. وجه رسمته الرمال ..قلت __ : افتحي النافذة ..كأنها مغلقة منذ سنين ..او منذ حربنا ........ قالت __ : كلّ صباح اشرعها باتجاه الريح ..
اقتربت بخطوات ناعمة من السرير ..في حين كان الخوف يزداد شدة يتضاعف مع نمو الاوجاع ..فاشعر بالخوف يقودني من ذاكرتي النابضة بسحر الذكريات .. فاطوف في ارجاء الماضي ... انغرزت نظراتي في سحنتها ... فبدت ليّ إمرأة تتموج في سراب داخن ! ..
كانت واقفة فوق رأسي ويدها الممدودة عبر الدخان الذي غشي عينيّ المترعتين بالدموع .. تتحسس الحمى الموقدة في بدني ..فاحس باصابعها الناعمة تمرّ على الضمادات ........... اصابع متشكّلة من انهيار ...تتلمسني بتمهل ... كأنها تتحسس بحافة ذاكرتها البعيدة ، خطواتي في الماضي .كأنها تتحسس بحافة ذاكرتها البعيدة خطواتي في الماضي ..فتمرّعليّ اوقات لزجة ! ، تمرّ الآن ! وانا انؤ باثقال الشلل والحرمان والجراح التي تركت آثارها تحفر عميقا في بدني .... تقودني نوبات من غيبوبة طويلة او غيبوبات في غيبوبة مديدة ..لم أر خلالها إلا اطياف قاتمة ، ولما افيق تطالعني بوجهها المغمور بهالة من دخان ! او ضباب ..احس بشعرها ينهمر من وسط الدخان ، يهطل ناعما على جانب من وجهي ، فينسدل على عينيّ سواد يضوع رائحة ازهار قديمة ... فأتذكّر تلك الأيام المعطّرة بمسرّاتنا اليافعة .. فاجدني اجهش في بكاء مرير يخذلني عند أوج تدافع الذكريات ، فاحس باناملها تنساب برفق لتلمس فخذي الملفوف بقماط ابيض او ضماد ..تتحسس موضع الجرح الطرّي ، فانتفض مذعورا ..غارقا في مجرى مهول من الألم .يحدث ذلك الغرق حالما تمرّ اطراف اصابعها لفك الضماد عن الجرح الذي تركته شظايا قذيفة الطائرة يحفر بجسدي الهشّ ..فينشأ بقعا نتنة تكتظ بالدمامل والقيح والصديد ..
فامسك من فوري بيدها ..كما لو امسك بحبل يتدلى على هاوية ! .. فاطلب اليها ان تبقي يدها بعيدة ..معلّقة في الهواء ..فاحس بفصوص ساخنة من الدموع تهطل على وجهي ، تتدفق من عينيها وتنساب رطبة في انحدرها البليل . فيزداد الدخان كثافة ...
فامكث ارى اليها عبر حجب من الدخان ، اجاهد لرفع رأسي الذي سرعان ما يرتد ، ينكفىء كأن قوّة خفيّة تشدنّي للوراء ..فتمدّ يدها خلال الدخان ..كي تعيد رأسي إلى الوسادة . فتلوح عبر ذاكرتي اطياف الموتى فوق الجسر ، تتقاطع في تشكيلات مريعة من الخراب ... فيشتد الدوي في رأسي ..فتضّج اسماعي بوشيش عصف وانهيارات تترى . وصراخ يخفق في رأسي ..وبرائحة حديد صدىء يملاء الهواء وينفذ الى خياشيمي ..
فاجدني اتقلّب على السرير كأني محمول على نقالة .فاجدني اتقلّب على السرير ، كأني محمول على نقالة من الاوجاع ..اوجاع تزاحمني عليها روؤس آدمية مدماة تنبثق من اعماق الجسر ممسكة باحلامها النافقة التي تلاشت في ذلك النهار ..نهار الجسر والطائرات ..
اقتعدت زوجتي طرف السرير ، تعيد ربط الضماد ..كنت ابكي بصمت كلما تمرّ عيناها على وجهي ... فاشعر بذلك الخيط الخفي . خيط من الرعب . ينسل خلسة من بريق عينيها ..
كلما تطالعني بتلك الهيئة الموغلة بالغموض والالتباس . اهجس بذلك الخيط المضيء يرتعش في تموجات عينيها ..فتاخذني سنّة من الخوف فاجدني اطفو على موجة من القلق
تنزلق بي الى جروف الايام القادمة الملغومة بالتكهنات المخيفة ... فاترسب في قاع من اليأس واظل ابحلق الى الفراغ مشدوها خائفا كأني ادور في مطحنة من اللاجدوى .........
كانت تلك الافكار المضفور باصابع الخواء تضاعف اوجاعي ...
كانت زوجتي بحدسها الغريزي تقرأ ما يدور بخلدي ! فتتضاهر كما لو انها لا تعرف ....
فلم تشعرني بحجم الخراب الذي كان يفتّتني على مهل .. ولا تشعرني ايضا بذلك الاحساس المفعم بالطمأنينة الذي كان يشدنا .... لم تشعرني بكل ما من شأنه ان يبدّد القلق ويشيع الطمأنينة .. كانت تهز رأسها كلما ابديت لها مخاوفي من المستقبل الملغوم بالتوجسات والقلق والمجهول .كانت تهز رأسها كلما ابديت لها مخاوفي من المستقبل الملغوم بالتوجسات والقلق والمجهول ..لم تكن تعلّق بشيء تكتفي بايمأه من رأسها كأنها تطلب اليّ عدم الاسراف في الكلام ..او كأن شأني بات امرا لا يعنيها فلم تعلّق اهمية له ..فاشعر بحجم الخيبة يتسع ويفرش ظلاله القاتمة على مساحة أليمة من روحي ..
في الأيام الأخيرة التي اعقبت نقاهتي جعلت تبدي تذمرها بوضوح . فهالني التغير الذي طرء على سلوكها ... ولا ادري لماذا كلما اسمعها تطلق صرخة ساخطة في وجهي تتراءى ليّ كما لو إنّها كلبة تطلق نباحا صادما مخيفا في وجهي ..فتاخذني رجفة تمسك بساقيّ الهامدتين ..فينفرج فمها عن انياب بيض مدبّبة ويلتمع بريق في عينيها المشّعتين عداءا جليا اكاد المسه باصابعي ! ... اخذت الكراهية تنمو حثيثا ، تتجسد في نظراتها فترسم اشكالا مخيفة على جدار سحنتها وعلى ملامحها وفي التماعات عيونها
كنت اتملى تلك الكراهية كيف تنمو في صراخها وفي شفتيها وفي صمتها الذي يضفي على خدودها مسحة من شحوب يلتم على كامل ملامحها وفي شرودها المديد المفتوح على نوبات من الهذو الفاتر... ولما تلتقي عيوننا اهجس بذلك الخيط الذي كان يصلنا او يشدنا يتفتّت باستمرار ..فاجدني انفتح بكامل قدميّ على آفاق مهولة من الشلل .فاجدني انفتح بكامل قدميّ على آفاق مهولة من الشلل وعلى مساحات مرعبة وشاسعة من العطب والأحباط والأندحار ..وعلى إحساس مخيف من الأنكسار . يمزّقني وسط رائحة المطهّرات العالقة في هواء الغرفة الراكد ،فاشير عبر ايماءة فاترة تظل تلوّح بها يدي لأمد عصيب والتي بالكاد ارفعها لجهة النافذة ..فلم تسارع إلى فتحها ..تبقى شاخصة قبالتي مستغرقة في شرود ..او اجترار ذكرى ما ..فأغمض عينيّ فأجدني اغطس في بركة من ظلام لزج ! واروح اجتر في الظلام ، اوقات ما ،غاربة متألقة ، تغمرني رائحة صباحاتها بعطر الماضي ... فأتذكّر تلك النهارات المفعمة بالشوق واللهفة لرؤيتها وهي تطل بقامتها الفارعة المشدود ..يا لتلك الأيام ..فشعرت برغبة ضاغطة ملّحة أنّ أذكّرها بتلك النهارات العابقة بالسحر والجمال ..
والتي لكم افتقدها الآن ..وحين ابحت لها بذلك ..لمحت انطفاءا كاملا يعلو ملامحها وهي ترمقني بنظرة منطفئة معتمة بطرف عينها .. ثم تشيح بوجهها ناحية الباب الموارب ..
في حين تظل قامتها مشدودة ، مرفوعة الهامة ...فأسمع بقايا صدى أنين اهجسه يتدفق واهنا رفيعا من فمي ينزلق من بين شفتيّ فاترا خافتا ثم مايلبث ان يزداد عبر استمرارية مبهة .. فيخرج هذه المرة اقرب ما يكون إلى الصراخ ........ صراخ اسمعه يتدفق من ساقيّ هذه المرة ! ...ينبجس من كامل خطواتي المتجمّدة ، المحنّطة على السرير ... صراخ يخرج من بدني ...... يبدأ خافتا واه أوّل الأمر ، ثم ما يلبث ان يعلو في تصاعد متدرج ويظلّ يشيع في ارجاء الغرفة ... فيأتي صداه ..يتردّد من بدن زوجتي ، من فمها المفتوح على نافذة من السخط ..نافذة تطل على اوجاعي ..فاشعر كأنها تطلق نباحا متصلا __ او هكذا يخيّل ليّ __ ولما اعاين شفتيها الرخوتين المشرعتين على هرير واه ٍ ......... يخترق ذاكرتي في الحال خطم طويل يعود لكلب او كلبة ، اقتفى اثري في وقت ما ..يعود لكلب او كلبة اقتفى اثري في وقت ما ..
فاتراجع منكمشا ملتما على خرابي وعطبي وخيبتي ونفسي ، حتى اكاد اهوي من على السرير ..وقبل ان يحدث ذلك السقوط المدوي أسمعها تطلق صرخة او نباحا ، تأتي على أثره أمّها جارية من الغرفة المجاورة ... أمّها التي اكثرت من المجيء والتردّد على بيتنا ..وباتت قدمها تزداد كل يوم خطوة في ولوج عتبة بيتنا ...حتى باتت تبيت اغلب الليالي عندنا ..تطل عليّ امّها ببدنها الممتلىء وقامتها الطويلة __ تطل على بقايا حطام __ فاشيح بوجهي ناحية النافذة . ونا اطلق موجة طويلة مضطربة من الشتائم بوجهيهما كلاهما .. الزوجة وأمّها ..موجة ناقمة يتطشر رذاذها على ساحل الأمّ وعلى جرف الزوجة ايضا ...شتائم تتدفق لاذعة .. اطلقها وانا مازلت متشبثا بحافة السرير في محاولة للوثوب إلى الكرسي المتحرك ..ولكنّي شعرت ببدني يضعف ويخور ، ولم اعد اسمع سوى طنين بقايا صراخ يحوم في الهواء الراكد ..كأنه يأتي عبر الباب المفتوح تحمله الريح من الأقاصي عبر مسافات نائية ، كنت ماازال اغور في امتدادات متاهة قاتمة واحلّق في فضاءات حالكة من اليأس ، لما سمعت أمّها تطلق شتائم تمسني بنبرة مشّربة بالكراهية ...فاشعر كأن اسياخا متأججة تنفذ الى بدني تنغرس عميقا في روحي ..وفي اسماعي .. كانت أمّها التي خلتها في وقت ما ، كتلة من الحنان والعذوبة والوداعة .. تطلق كلاما نابيا ينم عن كراهية دفينة ..تلتحم وتتداخل مع صياح زوجتي ..صياح يهب عاصفا لاذعا ..
لا ادري كم مرّ على ترسبي في حوض من الصياح الساخط ، قبل ان افيق على انفجار يندلق في نور النهار خارج الغرفة ..يعٌري ما يدور في رأس الأمّ وما يعتمل داخل ابنتها من كراهية موجهة ليّ..
فجعلت اتطلّع اليهما عبر الباب المشرع ..انصت .اتطلّع اليهما عبر الباب المشرع ..
انصت إلى صياحهما الذي تحوّل إلى همس . على نحو غامض ،همس مريب لاذع ..فاجدني كأني اغط في حلم يتخلله خوف واضطراب وظنون ..فبدا ليّ كلّ شيء يغلّفه الغموض ...غموض ينضح رائحة مريبة من الجدران والذكريات والباب المفتوح والوسادة والنافذة ووزوجتي التي بدت اقرب ماتكون الى شبح تجسد بغتة يتقاطع في ذهني وأمّها الأكثر غموضا ودهاءا المترنحة على حافات المكر والنميمة والوشاية ............
بقيت منكمشا في السرير ، مهدودا ، منهكا ،عاجزا عن الأمساك بخيط الغموض الذي جعل يلتف على ذهني فيفاقم اضطرابي وكدري ويشعرني كأني غريب دخيل طارء لم انتمِ يوما إلى بيتي ..ولم اشعر بايما وشيجة تصلني به ..فأظل مكرها لوقت مربك وحزين __ وانا ساند رأسي للحائط الرطب __ اجتر تفاصيل تلك اللحظات الصارخة المشوبة بالصياح والضجر واليأس ... الصراخ الذي تحوّل بمرور الكراهية والجفاء والصمت الناقم والوقت المستمر في جريانه المحايد ..تحوّل إلى لحظات مخيفة . اخوض غمارها كأني في نزاع محموم ضار مع اشباح متماسكة تطبق على ساقيّ وقدميّ ...........
لا تزال ذاكرتي ممسكة بدقائق تلك اللحظة ___ لحظة الأمس __ ......... انفرج الباب فجأة كاشفا عن وجه امّها .. وجه تنم ملامحه الجديدة عن تمرس في إشاعة الخوف والكراهية والضغينة . كانت طويلة مشدودة متماسكة .لا ادري متى طالت قامتها !!
حالما وقع نظرها عليّ فوق السرير ، اندفعت داخل الغرفة بقوّة وجعلت تجرّني في سحب متواصل باستمرارية عجيبة ..وهي تردّد : سوف اقذفك الى الخارج .كانت تردد تلك الجملة باستمرار ... ولكن سرعان ما حالت زوجتي بيننا وقادت امّها خارج الغرفة واوصدت الباب عليّ .وأوصدت الباب عليّ ..فتصاعد صرير موحش ند عن الأغلاق ..اعقبه صراخ مخيف اطلقته الأمّ مكث يتصاعد لأمدٍ قاس ..فوجدتني اتكّور ملموما على تعاسة شديدة للغاية ، استرق النظر عبر الباب الذي كنت قد طلبت من زوجتي ان تبقيه مفتوحا .. فخيّل ليّ إني المح الأمّ البشعة ، تقف عارية طويلة بأنياب وحش تبرز ملتمعة خارج شفتيها ..ثم رأيت زوجتي مفروشة على الارض تحت قدميّ الأمّ اراعني مارأيت فقد طالعني رأس زوجتي يتدحرج بعيدا ملفوفا بكومة من الشعر النافر وعلى مبعدة رأيت [ م ] شاخص في الباحة يصدر عنه خوار يتصاعد في ارجاء الحوش المدمى ..كما لاحت لعيني عبر المسافة المدماة اكوام من رؤس آدمية تتتدحرج فهالني ما شاهدت فاعتراني الفزع ...فشعرت بقوّة غامضة تجثم على بقاياي وعلى انفاسي وقدميّ العاطلتين ..وانا اتطلّع مرعوبا إلى ذراعيّ الأمّ الطويلتين واصابعها المدّببةبمخالب رهيفة تنغرس في احد الروؤس المتدحرجة ..فوجدتني ارتعد اخفق بقوة وانا ازداد التحاما بالسرير ...... ثم لاح ليّ [ م ] وهو يدنو صوب الغرفة ، غرفتي ..قبل يدخل في اقتحام وشيك اطلقت صرخة مذعورة ارتج على اثرها بدني ارتجاجات متصلة راعشة .... فسمعت صوت زوجتي يأتي عبر الباب وهي تهتف بي _ : لماذا تصرخ ..ماذا حدث .فسمعت صوت زوجتي يأتي عبر الباب
__ : لماذا تصرخ ؟ ... ماذا حدث ..؟ قلت __ : انتِ التي تصرخين !! وكم كانت دهشتي لا تضاهى ! لما علمت ان الصرخة تدفقت من بدني ، قبل ان استعيد طمأنيتي الفاترة سمعت أمّها تطلب مني وهي تنشر ثيابها على حبل الغسيل : أن افكّر جديا بالأنفصال عن زوجتي ..، فخيّل ليّ في تلك اللحظة المخيفة إني سمعت تلك الجملة من قبل سنوات ! حتى من قبل ان اقترن بأبنتها !!! فجعلت اتلفت خائفا كما لو إني سانفصل عن زوجتي الآن ..وأغادر على الفور ..ثم مالبث ان تصاعد صوت الأمّ يكرر ذات الطلب ..فوجدتني استغرق في بكاء مليء بالصمت ! بكاء يمور في الداخل ..وانا ارى اليها عبر الباب تنشر تشكيلة مشّوهة من الثياب . كأنها جثث افرغت من احشاءها ..لمحت زوجتي من وراء كتفيّ الأمّ ترفل بثوبها الشفاف ،فبدت ليّ في تلك اللحظة اكثر جمالا وسحرا من أي وقت مضى وهي تلف على كتفيّها شالا اصفر ... تمشي محاذاة الاشجار ..وتتطلّع للنهار ولأسراب العصافير ..فأحسست برائحتها تشيع في الهواء ، وتنتشر في فضاء الغرفة ..فتملكني شعورا بالتعاسة ..كيف سأنعتق من أسر تلك الرائحة ؟ كانت الرائحة نفاذّة ..كأنها تضوع من ثيابي ومن اصابعي ومن قدميّ ... تفوح من الماضي ومن ايام ماقبل الحرب ... رأيتها تقف جوار أمّها وهي تفرش ابتسامة تطوف على وجهها ..فالمح اسنانها البيض اللامعة تتماهى في البريق المشّع من عينيها ... فاصاب بالدهشة جراء هذا الجمال المذهل المسرف بالسحر ... فاتساءل مرتبكا .. كيف يجتمع كل هذا الجمال المدهش مع قبح الداخل ؟ .. كيف يتصلان ويلتحمان ..
كانت ماتزال اسنانها المشّعة تلتمع في المسافة التي تفصلني عنها .كانت ماتزال اسنانها البيض تشّع في المسافة التي تفصلني عنها لما لمحت عينيها تشّعان بتلك الكراهية التي لمستها وهي تتطلّع اليّ ... كنت ماازال ارى الى خدّيها الموردّين المشّعتان بياضا حليبيا مشوبا بمسحة من احمرار يضّج برفيف من الألتماعات لما لمحت [ م ] يدخل الباحة ..فينشر رائحته المخيفة تطوف في الفضاء الذي راح يضيق بي ... حين لمحني من وراء حبل الغسيل اومأ ناحيتي بيده . فاومأت له وانا اختلس النظر الى زوجتي وهي ترسم ذات الابتسامة المضيئة تعلو شفتيها فتغطي ملامحها بهالة من نور ! فشعرت كأني اقف على حافة هاوية وحين طفقت تدنو ناحيته وتمد يدها الى يده ..رأيتني اتخبط في دوامة من الرعب ..
في تلك اللحظة الممعن في الخراب ايقنت اني بت خارج مدارها ...وسوف تهلكني بشراهة الوحوش الآدمية ...
في الصباح كما عند حلول اغلب الصباحات ..عندما انهض من النوم منهكا ..احس إني بحاجة ماسة للأكل .. فانادي على زوجتي..اظل ارسل نداءات لوقت طويل دون جدوى ..كما لو اهتف في بريّة : اين ذهبت ! ؟ ..أأبتلعتها السماء ..ام ماتزال نائمة في حجرة أمّها ..؟ التي باتت في الأونة الأخيرة مقيمة معنا ..زائرة ثقيلة ..تبحث عن إشاعة النميمة .. ام ماتزال مشغولة ب [ م ] .. ولا تفكّر بي وانا انبح مثل كلب ... اعوي بكامل جوعي دون ان ترد عليّ ........... لا ادري اين هي الآن ؟ ..وحين رفعت رأسي عن الوسادة .وحين رفعت رأسي عن الوسادة ،شعرت كأني اهوي من على شاهق فاسند ظهري الى الحائط . فاختفت الشمس توارت عن اسفل الجدار الذي احتله او شغله كتفي . ثم اندلقت غزيرة عبر هطولها الساطع تمرّ كاطراف اصابع لدنة تلامس العلامات المشّوهة المطبوعة على سحنتي ، وتنزلق عبر النافذة ناعمة للاسفل ..فتغمر صدري المغلق على قلب لما يزل ينؤ باثقال ذكريات تنبثق هائجة على الدوام من الفراغ المنتشر اسفل فخذيّ الذي حل بديلا عن قوّة ذكورية كامنة في عضوي الذي بات رخوا عاطلا ..قوّة تلاشت ..غابت في موقعة الجسر ..توارت في القصف تحت سماء محايدة ...فبت اجري بلا خطوات ... غادرتني خطواتي امسك بها فراغ معتم ..
مازلت قابعا في الغرفة التي تماثل حوض رطب اعوم في فضاءه اللزج .. اطلق نباحا يشي بقوّة الجوع او اهتف _ : زوجتي ... أأنتِ موجودة ... اريد ان اسمع صوتكِ ..قبل ان التفت ناحية النافذة المفتوحة لمحت قطا اصفر معفر بآثار بقع موحلة دلف الى الغرفة ..وهو يمسح ظهره الشعث بحافة الباب المفتوح ..فينتشر حولي شعر رث يتطاير في هواء الغرفة كنقط غائمة تتلاشى على مهل في الفراغات ...ماء القط بصوت فاتر ثم درج بخطوات ناعمة عرجاء بلا وقع . كما لو يخطو دون قوائم ..او كأنه يعوم في هواء الغرفة ..
تسلّق جدار صندوق خشب بلا ادنى نأمة رغم عوّقه ..اقعى فوق سطح الصندوق متكأ على قائمتيه الخلفيتين المعاقتين داسا ذيله المعفر بنقط موحلة مجفّفة اسفل مؤخرته وجعل يبحث خلال حاسته الشّمية عن أثر ما خلّفته القطة او تركته مطبوعا ضحى البارحة في اشياء الغرفة ...
كان القط ضخما لا يشابه القطط الاخرى .** كان القط ضخما لا يشابه القطط الاخرى ! شعرت كأنه انا في عوقّي ..بدا قريبا ليّ في توكأه على اطرافه وفي عينيه المشّعتين بريقا خافتا مفعما بنداءات خفيّة ..كأنها تتدفق من روحي ..من أثرعميق من آثار الحرب .. أثر موغل في ذاكرة الخراب .. كان القط مايزال مشغولا في البحث او تعقب اثر لرائحة ..ترك الصندوق وراءه خلال وثبة واحدة عرجاء ... وثبة خلّفت في الفراغ الذي اجتازه او مرّ به انينا موجعا خفيا تبدّد في آماد غير منظورة او بات جزءا من فراغ ... ولما امسكت عيناه رأس القطة الخارج عبر مدخل الباب .. لم يجرِ ناحيتها ، اكتفى باطلاق مواءا متقطعا مفعما برغبة تنضح شبقا ..فهرعت اليه القطة ..فألتحما في فضاء مضيء تغمره الشمس ........
غابا في دوامة من اللذة ..... كأنهما يتحسسا نور الحياة للمرة الأولى ...
فشعرت ان الشرخ الذي احدثته الحرب راح يتسع في تلك اللحظة ..فهتفت وانا ارى إلى نور الحياة في تموجاته الراعشة عند طرفيّ القط الخلفيتين __ : زوجتي ... يا زوجتي متى تجيئين ...... قولي شيئا بحق السماء .... ، تصاعد صوتها من الغرفة الاخرى __ : ماذا يحدث هناك ........ ماذا تريد ؟ قلت لكَ مئات المرات يجب ان تمسك عن التدفق بالصراخ ... انا لست صماء .... إني اسمعك ... قلت __ : انا لا أريد ان اسمعكِ ..اريد ان اراكِ ... انا بحاجة للطعام ... قالت وهي في طريقها للغرفة __ : أمن اجل ذلك كنت تصرخ كل ذلك الصراخ ..أنسيت ان أمّي نائمة ... ثم هي لا تطيق سماع صوتك ......
دخلت الغرفة بكامل كراهيتها ... فبدت بقامتها اكثر طولا وامتلاء ! من ذي قبل .وهي تعبأ قامتها بثوب احمر يضفي على جسدها أثرا من أنوثة صارخة ... لم تر ، القط الداخل في المساحة المضيئة المرّبعة التي انشأها شعاع الشمس ابان هبوطه المتصل ..ولا القطة الممرغة ظهرها في البقعة الظليلة التي تسبق المربع المشّع ..او تتصل بحافته غير المستقيمة الهاطلة من حافة الباب العليا ...
كانت قدميّ الرخوتين المنسابتين في الفراغ ساكنتان في فراغ غير مستقر .كانت قدماي الرخوتان المنسابتان في الفراغ ..ساكنتين في فراغ غير مستقر ! ..مسحت باطراف اصابعها على جبهتها فازاحت خصلة من شعرها كانت مدلاة على احد جانبيّ وجهها ، فاندست في زحام اسود من الشعر الهاطل على كتفيّها .. فبدا يلتمع في تموجات بارقة في النور ، ..كانت واقفة على قدمين من الضجر والسأم ! تحتلان جزءا من المساحة المضاءة جوار السرير ... تنظر لقدميّ اللتين تماثلان كتلتين تالفتين ...أي كتلتين !! تتملى اليهما كأنها تراهما للمرة الاولى ..او كأنها تنصت لوقع جريهما المتلاحق ..كأنها تراني وانا لاازال اعدو في صحراء حفر الباطن او اعدو منذ طفولتي في ركض متصل! ،..حتى براري وسفوح سوسن كرد ومهران وسيف سعد...ظلّت عيناها تتفرسان ،وكأنها ترهف السمع لوقع اقدام يتصاعد في ذاكرتها ..يتدفق عبر ازمنة غامضة ..يخترق مسافات ويطوي براري مهولة ... فتلمحني __ او هكذا يخال ليّ __ اطل من هناك بكامل كدري متسربلا باسمالي الرثة اجري بكامل ساقيّ المحمولتين على متن الريح ..بيد اني لم استطع ان انوش يديها او امسك بهما كانتا متلاشيتان في ضباب ناء ، كما لو تلوحان عبر افق غائم بعيد ..
ثم فجأة ابصرتني اعدو مسرعا بلا قدمين ... فهتفت بنبرة ناشجة .آه ..يا زوجتي ..كم بت بعيدا ..تصاعد صوت أمّها الحانق من الغرفة المجاورة مخترقا المدخل والنافذة والفضاء والطيف الذي هو انا ، والراكض في ذاكرة زوجتي ، والذكريات المطبوعة آثارها الغاربة على الجدران والسرير وذاكرتي __ : ابنتي .....دعي زوجكِ يتحلل في حجرته ... دعيه يتعفن في السرير .. يتفتّت ... لقد مرّ وقت عصيب وانتِ تخدمينه دون جدوى ... حتى اصابك السأم ..أليس من الاجدى ان نودعه دار العجزة ...انه بات محض حطام ..كانت نبرة الأّم المخيفة تأتيني عبر الغرفة الاخرى مشحونة بالكراهية ..نبرة محشرجة محشوة بالضغينة .نبرات محشرجة ، محشوة بالضغينة كأنها تجهش في سعال مزحوم بالغصات ..او كأنها عواء يتدفق من اعماق مثلومة ..قلت اخاطب زوجتي __ : لم اتناول الطعام منذ نهار البارحة ... احشائي فارغة ، تؤلمني ، لم يمسك الوجع عن ملازمتي منذ نهار البارحة ..تركت طعام نهار البارحة للقطط ...
كانت زوجتي واقفة لا تبدي حراكا مسغرقة في اجترار الكلام الذي اطلقته أمّها .. ربّما تفكّر هي الاخرى في ان تودعني دار العجزة ..فيما كان شعرها المسفوح على كتفيّها مايزال يتمّوج في الضؤ ، ووجهها مطرق للأسفل . عائمة في مجرى من الأفكار والمقترحات التي ترسلها امّها باستمرار ...ظلت واقفة ربّما تنتظر ان تأتي امّها لتحادثني في الأمر ... تحرك القط بخطى عرجاء عابرا مخلّفات غامضة تغمر مساحة المسار المضيء ..لامست قائمتاه الخلفيتان ساقيّ الممدودتين اسفل طرف السرير..كنت جالسا على حافة السرير ساندا كتفيّ الى الحائط الجانبي الملاصق للنافذة ..كان القط يرمق زوجتي بعينيه الملّونتين المشّعتين بذلك البريق الناعس الذي يشي بالأشباع __ كان قد اطفأ جذوة الرغبة المتأججة __ ثم مالبث ان تنحى الى عتبة الباب ..تاركا القطة وزوجتي ..فجعلت الاحقه بعينين خاملتين وهو يغيب وراء ظهر زوجتي ليتلاشى في نور الخارج ..تدفق صراخ الأمّ ..جاء ناقما من الغرفة المجاورة __ : انا لا ادري لمَِ تتعذبين معه ، انتِ تعرفين اي معاق هو ..هتفت زوجتي بنبرة فاترة __ : كلا يا أمّي لن نودعه دار العجزة ... الأنفصال هو الحل ... فشعرت برعب عارم يغزوني ويرجّ بدنّي فانكفىء للوراء مرتطما بالفراغ ..فتلوح ليّ وهي تخرج بقامتها الممتلئة الطويلة اكثر لمعانا في النور المندلق عبر الباب ..لمعان يغشي عينيّ فيسدل ستاره من شعاع !! يكاد يعمي عينيّ بوهجه ..!!! فاهجس بخوف يجتاحني متوغل في روحي ..! يعيدني برفق ! الى الجدار الساند رأسي وقفاي .......... ابحلق ذاهلا في ما يعريه النور من مخلّفات كانت قد تركتها القطط ابان الليل ، فظلت رائحتها تضوع متناغمة ! مع رائحة تفوح من رطوبة خشب صندوق مركون باهمال ومن ثياب .رائحة تفوح من رطوبة خشب صندوق مركون باهمال ..ومن ثياب مكوّمه جنبه لم تلمس الماء او يلمسّها ..رائحة تنز من مساماتي ومن الغطاء ومن الجدران والسرير ..لم كن اكترث لذلك ..كان ذهني مشغولا بما يحدث ليّ من فواجع لا اقوى على زعزعتها .. فلم اعر ادنى اكتراث لشيوعها ، ذلك لإنّي بت جزءا حميما من تلك الرائحة ............ أمّها ربّما تتنشق تلك الرائحة بمزيد من الضجر والأستياء ..وكذلك زوجتي ..كان يتناهى لأسماعي همسهما كوشيشا خافتا . لم اتبيّن نبراته ... بيد إنّي بت لا احفل بما يجري عبر الهمس الخفي السرّي ... فأعوداتمدّد على السرير مثل خنفساء خاملة كسولة .. متيحا لذلك الهمس ان ياخذ مداه في انسيابه الفاتر ليلتحم مع مواء القطة التي عادت هذه المرة . تجر خلفها قطيعا من الهرره المقتفية أثر القطة ، التي وثبت من فورها فوق الصندوق ..تتطلّع بنظرات تشّع شبقا لاذعا إلى الكم المهول من الذكور المتربصة والمهيأة لنزاع لا هواده فيه على وشك الحدوث ... كان الذكور القططية يترامقون بعيون لاهثة!! تشّع بريقا متموجا بندأ الرغبة والشبق ..فجأة وعلى نحو مباغت وثب قط اسود مرق خفيفا ناعما من تحت عيني ّونط في الهواء قبل ان يعتلي ظهر القطة .. كان قد انسل من الخارج خلسة ..فأندفع بكامل رأسه الضخم وذيله الطويل المنتفخ وبكل ماؤتي من شبق ، خارقا سياج الثلة الذكورية القططيه ..التي جعلت ترى اليه ذاهلة دهشة داحسة ذيولها الوسخة بين قوائمها الخلفية ..في حين شرع ذلك القط الضخم النازح من وراء الجدران والسطوح يركب فوق ظهر القطة .. ويواصل نزاعه الشبقي خلال تسلّق قوائمه التي تجاهد بكامل كهولتها وبكل ما اوتيت من رغبة لتثبّت مواقعها ... بينما مكثت عيناه تشّعان بريقا يشي باللذّة ..
ساورتني رغبة جامحة في في تحطيم كلّ شيء !!وفض هذا الاشتباك الهائج الناضح اغواءا لزجا !... صرخت بصوت عال شبيه بذلك النداء الذي تطلقه الهرره الشبقة .صرخت بصوتٍ عالٍ شبيه بذلك النداء الذي تطلقه الهرره او ذكور القطط الشبقة ... سمعت صراخي الأمّ فهرعت في الحال ناقمة ..
اسمع وقع اقدامها الثقيلة وهي تهتف عبر مدخل الباب بنبرة ساخطة ناقمة __ : ماذا ...
... واضافت : انتظر سوف تتعفن في فراشك هذا وتغدو مثل الجرذان النافقة ... ، صرخت في وجهها بصوت ناشج أذعر القطط وجعلها تفر على الفور دفعة واحدة ..تجري في موكب يسوده الأضطراب والفوضى مشتّت بين قمم السياج وعلى ارضية الباحة ...
قلت __ : يا إمرأة كم انتِ بلهاء ..ألم اقل لكِ من قبل دعيني وشأني ... ولكنكِ بلهاء ونمامة ..واضفت : بنبرةناهرة: وعدو مبين ...في كل مرة تكرهينني بسلوكك المشين هذا لأرتكاب حماقات وتعجليننيّ اتعذّب ............. اشاحت بوجهها المتغضّن وهي تطلق سربا لاذعا من الشتائم الطائره .. قلت بصوت بدا كأنّه يغص بنبرة البكاء __ : لماذا لا تدعينا لوحدنا وتتركي البيت .. إنكِ تؤسسين لخراب مريع بوجودكِ بيننا ........ ارجوكِ غادري حياتنا ..ولكن آنى لك ذلك وابن اختكِ يحوم كذكور القطط حول قطتي ..او ابنتكِ لا فرق ..
أولتني ظهرها منحدرة الى الباحة المشمسة فغرقت بفيوضات النور ..لمحتها تنحني لتسوي إناء ماء ، منسفح ارتطمت به إحدى القطط او الهرره إبان فرارها المتعثر ... هشّت عبر يديها الشائختين الهر او القط السمين ..الذي سرعان ماولى مذعورا واثبا فوق السياج ..فنط ديك كان يتنقل عند القمم فوق السياج ..هبط يخفق بجناحيه الثقيلين على مقربة من رأسها الملفوف على الدوام بالسواد والأفكار السود المخيفة ... فتصاعد صوتها مطلقة هذه المرة شتائم من العيار الثقيل وهي تنعطف نحو الصالة يقتفي أثرها الديك الذي سرعان ما يغير مساره فدخل حجرتي ..صانعا ضجّة من القوقأة ..لم اشعر بايما رغبة في هشّه بل على العكس شعرت باشفاق نحو تلك المخلوقات المهدّدة بالذبح ..يخامرني إحساس بالخيبة لمصيرها المعلّق دائما وعلى نحو مزمن على حافة النصل ..
.... فتساورني خليط من مشاعر جياشة ..من الألفة والعطف والاشفاق ..........
كان الديك وهو يقترب من حافة ..



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل الثالث عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الثاني عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الحادي عشر . من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل العاشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل التاسع من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الثامن من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل السابع من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل السادس من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الخامس من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الرابع من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الثالث من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الثاني من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الاوّل من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- محض رأي عابر
- منظر من زاوية حادة
- مراثي الامهات
- في تلك الايام .. / مقطع
- معا .. ومعا تماما في المعبد الحرام
- إنهم يقتلون كلّ شيئ
- الله كما رأيته راكبا حمارا ابيض / طفل في ريعان الاوهام


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - الفصل الرابع عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر